يعاني جميع الاطفال بدرجات متفاوتة من الخوف في مراحل مختلفة من حياتهم. والاحساس بالخوف شيء طبيعي كجزء من نموهم النفسي العام. ونقول ان الاحساس بالخوف غير طبيعي اذا كان احساسا مبالغا فيه واذا كان يحول دون ان يمارس الطفل حياته الطبيعية بشكل مقبول. ويعتمد حكمنا على الخوف ان كان مقبولا او غير مقبول على سن الطفل وعلى نموه العام. فخوف طفل في الثانية من عمره من الاغتسال مثلا مسألة طبيعية، ولكنها غير مقبولة اذا كان الطفل في الثامنة من العمر.
ويخاف الاطفال دون الثانية من العمر في العادة من فراق الاهل ومن الحيوانات والحشرات والسقوط والاغتسال ومن الذهاب الى النوم. وفي سن ما قبل دخول المدرسة يخاف الاطفال من الحيوانات والحشرات والاشباح ومن الضياع عن الاهل. ويخاف الاطفال في سن المدرسة من الاصوات الغريبة والاوضاع الاجتماعية الجديدة ومن تعرضهم لرفض الاخرين لهم ومن اللصوص. وفي السنوات الاولى من المراهقة يخاف الاطفال من اللصوص ومن الحرب ومن الطلاق ومن العلاقات مع الجنس الاخر.
وقد يزداد الاحساس بالخوف في الاوقات التي يتعرضون فيها للتوتر مثل ولادة طفل جديد في الاسرة او انتقال الاسرة الى بيت جديد او وقوع حالة طلاق في الاسرة. يجب ان نذكر هنا ايضا ان الاهل الكثيري القلق والخوف يخلقون جوا في البيت يدفع الاطفال الى الخوف.
ماذا يفعل الاهل لمواجهة ما يشعر به اطفالهم من خوف؟
-عليهم ان يحترموا مشاعر الطفل ومخاوفه. فليس من المفيد ان تعلن الام مثلا ان الطفل سخيف لانه يعبر عن خوفه من الاغتسال. او ان يعلن الاب ان الطفل رجل وان الرجال لا يخافون. وعلى الاهل ان لا يتجاهلوا الاشياء التي يخاف منها الطفل.
-بامكان الاهل ان يسألوا الطفل مم يخاف وان يتحدثوا عما يخاف. من شأن ذلك ان يجعل الاشياء مألوفة عند الطفل واقل قدرة على اثارة مخاوفه.
-على الاهل ان لا يبالغوا في حماية الطفل من الاشياء التي يخاف منها. وفي الوقت نفسه ليس من الضروري ان يعملوا على ارغام الطفل على مواجهة الاشياء التي يخاف منها بالقوة.
-على الاهل ان يدعموا الطفل في مواجهة اوضاع جديدة يخاف منها كالذهاب الى المدرسة اول مرة. بامكان الاب ان يقول: اعلم انك خائف من الذهاب الى المدرسة. وانا اعلم ان جميع من هم في سنك يخافون الذهاب الى المدرسة اول مرة. فهم يشعرون بالقلق من عدم تمكنهم من تشكيل صداقات مع اطفال اخرين. ولكن ستزول مخاوفك في الايام الاولى. هكذا كان الامر عندما ذهبت انا الى المدرسة اول مرة. وبامكان الام ان تذكر الطفل بحالات كان يخافها في الماضي ولكنه اكتشف انها ليست مدعاة للخوف وهو الان لا يخافها.
-ليس من المفيد ان نعلم الطفل ان بامكانه ان يتجنب التعامل مع كل الاشياء التي يخافها.
-اذا اكتشف الاهل انه بالرغم من كل التطمينات فان مخاوف الطفل لم تتراجع وان هذه المخاوف تقف في طريق نشاطات الطفل اليومية العادية فان مراجعة مرشد نفسي مسألة قد تكون مفيدة.


zedhakim@yahoo.co.uk