الواشنطن تايمز" تحرّض بوش على شـن حرب جديدة في العراق




واشنطن- الملف برس

حذرت صحيفة "الواشنطن تايمز" إدارة بوش مما أسمته "خداع النفس" إن هي حاولت أنّ تقبل فكرة أن القوات الأميركية إنْ انسحبت من العراق، ستكون قادرة على التفرغ لتدريب قواته وتأهيلها لمسك الحالة الأمنية.

وقالت في افتتاحية بهذا الصدد وبما يشبه التحريض لشن حرب جديدة في العراق: إن تغيير استراتيجية "قتال الجهاديين" إلى "تدريب القوات العراقية" سيقوّي من وصفتهم "الإسلاميين-الفاشيست"، وهو مجرّد خداع وهزيمة.

وأكدت الصحيفة قولها: إننا فقط نغش أنفسنا إذا ما اعتقدنا أن نقل القوات الأميركية من بغداد، ومن مستنبت الإرهاب في ما يسمى "المثلث السني" الى مناطق كالكويت، والإمارات العربية، أو اوكيناوا، سوف يحقق الإستقرار في العراق، أو أنّ الحوار مع الفصائل الشيعية والسنية سيغير واقع ما يحدث الآن، ويحقق النصر الحاسم على الإرهاب، فإن ذلك لا يتعدى كونه عملية خداع وتضليل.

ففي الوقت الذي تمت فيه فعلا عملية مهمة ببناء "جيش عراقي مقتدر" على مدى السنوات القليلة الماضية–طبقاً لافتتاحية الواشنطن تايمز- فإنّ أمامه وقت طويل جداً، لينجح بنفسه في السيطرة على الوضع الأمني للبلد. وفوق ذلك فإن قوات الشرطة بقيت هي ذاتها "منطقة كوارث" وتفسر الصحيفة الأميركية اصطلاحها هذا بقولها إنّ الشرطة العراقية "متوحـّلة بالفساد" و"ممتلئة بالجواسيس المتعاطفين مع الإرهاب". إن الفوز على الإرهاب كما تقول الواشنطن تايمز، يتطلب –في الأقل وخلال فترة قصيرة- التزام القوات الأميركية بحماية العراقيين من الإرهابيين الذي يفترسونهم. وهذا ما رآه أيضا عضوا مجلس الشيوخ "جون ماكين" و "ليندساي غراهام".

ويعتقد البروفيسور "فريدريك كاغن" أحد علماء معهد المشروع الأميركي أنّ تعاون "مرجعيات سياسية عديدة" في الولايات المتحدة للعمل في إطار ستراتيجية مختلفة، لهو أمر ضروري لتحسين الحالة العراقية. وتتضمن دراسة لـ "كاغن" بهذا الشأن مقترحاً مفاده أنّ 50 ألفاً الى 80 ألفاً من جنود القوات الأميركية، يمكن أنْ تمكـّن الجيش الأميركي لمقاتلة الجيوش الإرهابية التي تكدر صفو الأمن في بغداد من دون الإنسحاب من الأنبار ومن مناطق أخرى خطرة في العراق. إن المشكلة التي واجهتها العمليات العسكرية المبكرة من مثل "عملية نعمل معاًً إلى الأمام" الثانية –يقول فردريك كاغن- هي الجهود غير الناجحة الأخيرة لمحاولة تثبيت الأمن في بغداد، إذ كان خطأ جسيماً أن تترك القوات الأميركية المناطق التي تطهرها من الإرهابيين، عرضة لعودتهم اليها ثانية، وهذا ما اعترف به "مايكل مابل" مدير وكالة الاستخبارات العسكرية في شهادته أمام الكونغرس.

وترى الواشنطن تايمز أن الاعتراض الرئيس على إرسال المزيد من القوات الى العراق –طبقاً لما قاله وزير الدفاع السابق رونالد رامسفيلد، والجنرالات الذين عملوا في العراق للسنوات الثلاث والنصف الماضية- هو أن الولايات المتحدة تفتقر الى القوة البشرية. وهذا ببساطة غير حقيقي. فهذا الربيع –تقول الصحيفة- على سبيل المثال، قال "بيتر بيس" رئيس هيئة الأركان المشتركة إن لدى أميركا حوالي مليوني جندي لم يشتركوا بشكل مباشر في ممارسة بمنطقة الخليج. وأكدت الواشنطن تايمز في افتتاحيتها القول: "لدينا قوة بشرية كافية، وأسلحة كافية، ومعدات حديثة كافية، وكل ما يمكن أن نواجه به أيّ خصم قد يتورّط معنا في حرب.

ودعت الصحيفة إدارة بوش الى إرسال من (50 ألفاً الى 80 ألفاً) جديدة من جنود القوات الأميركية الى العراق لتحقيق ما أسمته "النصر على الإرهاب" ووضع "قاعدة أمنية حقيقية للشعب العراقي".