يبدو أن حالة الحصار التي تعيشها العراق لم تؤثر سلبا على الناحية المعيشية والصحية ونواحي الحياة الأخرى فقط، بل أثرت على ميول الطلبة وهواياتهم في ظل شلل عام تشهده البلاد. فقد أكدت دراسة علمية عراقية، حول قضاء الطلبة لأوقاتهم ومدى استفادتهم من عنصر الزمن لتطوير قابلياتهم، على أن معظم الطلبة يهدرون ساعات طويلة من أيامهم دون تحقيق أهداف نافعة. وقالت الدراسة إن أكثرية الطلبة في المرحلة الثانوية يضيعون وقتهم هباء مما يتطلب أن يأخذ بيدهم المربون ويوجهونهم نحو أعمال تنمي هواياتهم وقدراتهم العقلية، لأن المراهق في هذه المرحلة ينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب، ويكون أحوج من غيره إلى توجيه الآباء والمدرسين والمنظمات الشبابية والطلابية لمساعدته على تنظيم أوقاته واستثمار فراغه نحو أعمال إيجابية بناءة وإنقاذه من ضياع الوقت وهدره. وذكرت الدراسة أن فقرة مشاهدة التلفزيون والفيديو حصلت على أعلى مرتبة، فيما حصلت فقرة ممارسة الألعاب الرياضية المتنوعة على المرتبة الثانية، بينما حصلت ممارسة الألعاب الإلكترونية على المرتبة الثالثة، وحصلت الفقرة (التمشي مع الأصدقاء) على المرتبة الرابعة. ومعدل الطلاب لفقرة (مساعدة الوالد أو الوالدة في عملهم) في المرتبة الخامسة

واستنتجت الدراسة أن الأسرة تلعب دورا كبيرا ومهما وفعالا في تربية أبنائها وتنشئتهم الاجتماعية الصحيحة، وتوجيههم نحو استثمار أوقات فراغهم بما ينسجم مع رغباتهم وحاجاتهم وميولهم، ثم تأتي المدرسة بعد الأسرة في هذا التوجيه التربوي، وذلك من خلال الاهتمام بالفعاليات الصفية، مثل الرسم والخط والنحت والفنون، ثم قيامها بفتح بعض الورش البسيطة لتعليم الأبناء المبادئ الأساسية، مثل النجارة والحدادة والميكانيك، والاهتمام بحديقة المدرسة من خلال زرع بعض النباتات والأشجار وتكوين جماعات منتجة داخل المدرسة، كي يمارس فيها الطلبة هواياتهم وفق أسلوب علمي ولتكون مصدرا لدخلهم الشهري. وأشارت الدراسة إلى أهمية دور وسائل الإعلام بوصفها أسرع الوسائل تأثيرا على المراهقين، وخاصة الأجهزة المرئية والصوتية لأنها تدخل في كل بيت ولذا فإن من الضروري وضع خطة شاملة تتناول جميع الجوانب الثقافية المعاصرة عن طريق الخبراء والكوادر العلمية المختصة لتنفيذ البرامج التي تناسب ميول المراهقين واستعداداتهم وغرس القيم الإسلامية والأخلاق الفاضلة.