عراقية مغتربة
منذ أن بدأ الاحتلال الدولي للعراق العزيز والى اليوم نسمع اصوات البكاء والنوح على تقسيم العراق، وهذه الأصوات المخجلة تتعالى بالصراخ بأن إيران تريد أن تقسم العراق الى دويلات وهم يريدون وحدته، وتتبجح هذه الأصوات بحقدها تارة وبخوفها تارة أخرى.
وللكن للأسف الشديد نرى الخونة للوطن والمجرمون الذين سلموا أمرهم بيد هؤلاء اللذين كانو قد أسموهم بالكفرة بعد احتلال صدام للكويت والذي أوشك على إحتلال المملكة الحزينة لماي يجري في العراق اليوم لانها ستكون أقوى دولة عربية بعد أن يصبح العراق منهكا ضعيفا لا يقوى على الوقوف بوجه مؤامراتهم وبوجه الاحتلال الاسرائيلي البغيض لأرض فلسطين وينعمون هم بالمال والقصور الدنيوية الزائلة وقد تحقق الحلم بعد أن كانت تحلم به منذ زمن طويل.
فالكل يعلم أن دول النفط الخليجية كانت وما زالت تمول الإرهاب المجرم في العراق بعد أن تمكنت من الضغط على بوش بعدم تمويل القوات المحتلة اذا لم يشرع بوش وقواته بقتل الشيعة في العراق لحماية السنة كما يدّعون والغرض من ذلك ليس لحماية طرف من الآخر وإنما انهاك واضعاف العراق حتى تصل الفتنة الى الانقسام وابتعاد الطرف الاول عن الآخر ليتسنى لهم السيطرة على كل موارد المنطقة والانفراد بها. لكي يبقى محتلة من قبل الجيوش الأجنبية لحماية عروشهم المتهاوية أن شاء الله فبعد حرب الخليج الأولى والثانية وفرض حصارهم الظالم على ابناء الشعب العراقي المظلوم والمغلوب على أمره والذي جعل من العراق ارضاً يابسة لا مواد فيها ولا حياة وجدوا لنفسهم متنفساً ومكاناً ملائماً للانقضاض على معارضيهم اللذين يرومون الخلاص من حكمهم الظالم والجائر اتفقوا مع سيدهم لإرسال كل من يعارضهم الى الانتحار بواسطة السيارات المفخخة باسم الاسلام لقتل المسلمين لكي يعدمونهم بصورة غير مباشرة ومبعدين الشبهات عنهم وبهذا يكونوا قد ضربوا عصفورين بحجر واحد.
والمتهم في ذلك هم ايران والشيعة في العراق وسخروا قنواتهم الفضائية المرخصة من قبل أمريكا واسرائيل وخاصة قناة الجزيرة والعربية بأن يبثوا الفتنة الطائفية في العراق ويقسمونه الى شيعة وسنة ويروجوا بابواقهم الدعائية الكاذبة الى فريق سفك الدماء المتمثل بالبعثيين الكفرة والمتلبسين بلباس الدين والدين منهم براء، وتنظيم القاعدة الذي ولِدَ من رحم أمريكي اسرائيلي بريطاني وغذته بيد الاجرام السعودية والخليجية وبعض الدول العربية لا بل غالبيتهم.
الذين يكنون الحقد للشعب العراقي الذي سحق رؤوسهم يوما ما ولا زالوا يتذكرون وقد سنحت لهم الفرصة لأخذ الثار منهم ولكن الله أقوى من سلاحهم ومالهم الذي لو شاء لأزالها في لحظة واحدة لأنه سبحانه اذا أراد شيئاً يقول له كن فيكون وعندها لم تكون هناك لا جزيرة ولا عربية ولا غيرها.
والمضحك في الامر لا بل المحزن إنهم يريدون أن يحاربوا (المهدي المنتظر (عج) بقتل الشيعة لأنهم أتباعه وانصاره ويقولون اذا كثر القتل والفتك باتباعه (عج) فإنه لن يظهر وتبقى عروشهم ويستمر ظلمهم وكأن ((خائن)) الحرمين لا يؤمن بقدرة الله سبحانه وتعالى تلك القدرة الأزلية التي صعد بها الرسول الاكرم محمد (ص) الى السماء من دون ظائة ولا مركبة فضائية وصلى في ليلة الاسراء والمعراج وهبط بهذة القدرة لا بما يملكون هم الأن هؤلاء المتميزون والمتكبرون اللذين يسهرون الليل ليخططوا لما يفعلونه في الصباح ويترقبون سماع اعداد الضحايا من المسلمين الشيعة في العراق لكي يتشفوا بدماءهم وتثلج صدورهم ولكن إرادة الله تفشل كل مخططاتهم وتفضع اعمالهم وها هم اليوم يكشرون عن أنيابهم ويفصحون عن جرائمهم بتصريحاتهم المشينة بمدهم للاجرام البعثي بالمال والسلاح بعد أن عرفوا ان سيدهم قد خسر المعركة الانتخابية والسلطة الاجرامية وانهم سيقعون معه في الهاوية وستنفضح كل خفاياهم وما فعلوه من قتل وتشريد وتهجير وسفك للدماء بدون حق وعلى باطل وقد بطل الله اعمالهم (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
لقد أراد هؤلاء ان يقيموا في العراق دولة للارهابيين ليستقروا فيها وليبعدوا عروشهم عن الخطر، واخذت قناة الجزيرة تتحدث عن غباء العقول العراقية لانهم تعرضوا الى الجوع والحصار، وهذا ادى الى تحجر ادمغتهم وانهم لا يفكرون ويفهمون ما يدور حولهم وبهذا يمكن استلالهم بالقتل وسفك الدماء وانهم سيفتون لهم وسيكونون تحت رحمتهم ولكن الشعب العراقي الابي فاجأهم بفطنته وثقافته بل وأذهلهم وجعلهم هم الاغبياء اللذين لا يقرأون واذا قرأوا لا يفكرون كما وصفهم بوش في نبوآته. وهم الاعراب كما وصفهم والشعب العراقي هو الشعب العربي الواعي والمسلم الحقيقي والذي يتبع طريق الحق والنصر دائماً مع الحق.
وهاهم أصحاب طريق الحق سائرون على طريقهم ولا تحرفهم نزوات الشياطين ولا دهاليزهم وابناء علي على عهده باقون وبنصره موعودون والله من فوقهم يحرسهم ويشدهم ويقوي ارادتهم بعد ان لدغ العقرب الافعى ونفض رأسها سمه أو بالاحرى :
(ونفضت الافعى سمها بعد ان لدغها العقرب)