احـــلام وكــوابـيس
على خلفية الماضي المرير ، لايمكن ان ينسى العراقيون اليوم البنفسجي الاول او نسيان تفاصيله الغامرة ، لحظة لحظة ، ليس فقط لاجواءه المفعمة بالحرية ونشوة الاحساس بممارساتها
فحسب ، بل كونه اتخذ بداية عهد يوحي بدخول عالم الارتقاء والنهوض والطمأنينة 00
كان حلما ، يرتجى منه تحقيق سيل من الاماني التي زنزنتها عقود الدكتاتورية ، فانفجرت في صباح اخر ازدادت به الامال واتسعت رقعة الاحلام لدى العراقيين في ان يمر ليلهم مقمرا ، وقد اصطبغت اصابعهم مرةً ثالثة بلون الامل .. ولكن لم تفرز تلك المخاضات العسيرة ، سوىالضباب في الافاق ، لواقع سياسي ، لانقول مخيب للامال ، بل يمكن وصفه بانه امتداد لمعاناة الفترة المظلمة ، ليخلق امل اخر بأن لانعود الى تلك العهود . ومن هنا ، فاللهاث الذي سعى من خلاله البعض للوصول الى المناصب القيادية قد وظف الى اصطلاحات وتواصيف كفيلة بتقسيم المجتمع وتشرذم شرائحه وفك نسيجة المتشابك عبر قرون طويلة من الزمن ، بينما كان المؤمول من سني النضال الطويل للقوى السياسية التي واجهت النظام المقبور ، ان يفضي الى وضع البلسم على جراحات العراقيين النازفه ، فأذا كانت برامج الامس ، في الايام السوداء ومأساة الغربة ، قد تعضدت وتوحدت بهذا القدر من الانتماء والوطنية والتطلع الى البناء والتطور ، فما بالها بين الاهل والدعم الجماهيري على ارض الوطن، قد غير المسار الوطني على حين غره نحو التمزيق والتبعثر والميول الى تجربةدكتاتورية .. الم يسقط صنم الذل وتتفتح ابواب الدولة على مصراعيها للجميع ، من خلال الدستور ( الحلم ) .. الم ندرك وعي الجماهير واصرارها على حياة تنسجم ورغباتها الحالمة من خلال اندفاعها الحاشد ، كتفا على كتف ، نحو صناديق الاقتراع ، لتجسد لوحة الحرية بازهى الوانها .
لكن هناك من اصيب بعشو الديمقراطية الليلي ، وتعثر بهدي نهارها ، ما جعله يتلمس منافذة للدكتاتورية التي ، تشبع مخيلته المغلقة، وتصل مأله عند اعادة رسم خارطة التسلط من جديد ، والعمل على تحويل الاحلام الوردية التي غفى على املها العراقيون طويلا ، الى كوابيس مؤرقه .