هل يستطيع السيد الجعفري التخلص من شرنقة الامريكان!!؟


بقلم: علــي البصــري
[email protected]

في البدء ابارك للسيد الدكتور ابراهيم الجعفري منصبه الجديد رئيسا لوزراء العراق ، وادعو الله العلي القدير ان يسدد خطاه في عمله لخدمـة العراق والعراقيين جميعا.ان الانسان يجب ان يكون دقيقا في التحليل وكذلك في الامنيات التي قد تكون مستحيلة في اغلب الحالات، فالدكتور الجعفري وحسب اعتقادي الشخصي لا يملك العصا السحرية لحل ازمات العراق المستفحلة ، فالعراق يمكن وصفه الان بانه بركة ماء آسن يكثر فيه الفساد الاداري ، والرشوة ، وبيع الذمم وشرائها ،تصول وتجول فيه عصابات البعث المجرم بعد ان تسلقوا مرة اخرى مناصب قيادية عليا، فلا تخلو اية وزارة من مخابرات صدام السابقة وعناصره الاجرامية ،لذلك سيواجه الدكتور الجعفري فترة حكم عصيبة ومعقدة ، وهنا وبما انه اسلامي التفكير والعقيدة فالمهمة ستكون اصعب ، بالتاكيد بدات بعض الاصوات ترتفع لتنادي الجعفري بان ينتهج اسلوب الحزم والشدة والعنف ضد ابناء جلدته، كما فعله سابقه ايادعلاوي ووزراءه حيث ارتكبوا أخطاءا جسيمة ومجازر وصلت في بعض الحالات الى تلك السائدة في زمن الطاغية صدام ، فهل سينتهج الجعفري نفس الاسلوب ؟ ان بعض المتصيدين في الماء العكر وبعض الطائفيين بدؤا بارسال مقالات مبطنة الى الجعفري ، واخذ بعضهم وهو نفر ضال ومضلل يحذر الجعفري من ما اسموه موجات التيار الصدري والسيد مقتدى الصدر ، وارسلوا اشارات الى الجعفري ليكون حازما ضد التيار الصدري ، ان هؤلاء رعاع القوم يريدون خلق فتنة بين السيد الجعفري والسيد مقتدى الصدر ، ومازالت اقلامهم المشؤومة وعويلهم يصك الآذان ، هدفهم هو تمزيق العراق وخلق فتنة طائفية او اقتتال بين افرادالمذهب الواحد لا سامح الله ، وهؤلاء لايكتبون بدون توجيه او برنامج مخطط له ، فهم مسيرون من قبل بعض عناصر الحقد والتضليل وقد تسيرهم مخابرات دول استعمارية صهيونية هدفها الاول والاخير ضرب الاسلام والقضاء عليه ، كما انه من الخطأ بمكان ان نأمن مكر هؤلاء او نأمن مكر وخداع امريكا واسلوبها المنمق لبناء ديمقراطية او حرية او حياة سعيدة او رفاهية ، فان ذلك كله اكاذيب وخداع ، لان الديمقراطية والحرية هي ليست سلع تباع وتشترى انما يصنعها ابناء البلد وقادته وساسته ان كانوا حقا يريدون بناء وطنهم . ان امام الجعفري امور قد لايفكر بها ، اوقد يستبعدها عن قاموسه السياسي والتفكيري ولكن ايضا يجب اخذها والتفكير بها من الان ومنها واهمها بان امريكا سوف لن تدع السيد الجعفري ان يحكم وفق قاموسه الخاص ، اي بمعنى آخر ان يحكم خارج حلقة ودائرة السياسة الامريكية واذا احست امريكا ذلك فانها ستخلق للسيد الجعفري مشاكل متعمدة في العراق وفتن كثيرة وبالتالي ستحرق ورقته او بالاحرى الورقة الاسلامية وعندها ستقول هؤلاء الاسلاميون اعطيناهم الفرصة وفشلوا في حكمهم ، ولكن باستطاعة السيد الجعفري وحقيبته الوزارية ان يتصدوا الى تلك الهجمات بالتفافهم واحتضانهم شعبهم لاسيما الطبقة الكادحة الفقيرة المعدومة ، هؤلاء الفقراء هم القوة الضاربة التي يستطيع بها السيد الجعفري ان يسير قدما الى الامام من دون اي خوف من اكبر قوة في العالم ، هؤلاء الفقراء قلوبهم صافية ومؤمنون وايمانيون بعقيدتهم وبفكرهم ولقد سجل لهم التاريخ مواقف نبيلة في النجف ومدينة الصدر والبصرة وتلعفر وباقي مدن العراق ، اما اذا انتهج السيد الجعفري نفس اسلوب سلفه علاوي ,, واعتقد هذا امرا مستبعدا ،، فعند ذلك سيكون هو الخاسر الاول والاخير ، وسيقع في شرنقة امريكا كما وقع علاوي وجماعته . اتمنى ان ينتبه السيد الجعفري الى كل الامور واعتقد له من البلاغة السياسية ما يكفي ولكن يجب ترجمة ذلك الى واقع عملي ، لان الكلام او البرنامج النظري سيكون عقيما اذا لم يترجم على ارض الواقع .