يكفي هواكَ كتابة ً وفخارا
إذ كُنتَ وحدكَ جحفلاً جرارا
عَرضتَ نَفسَكَ للحُتُوفِ كشَمعةٍ
تهبَ الضياءَ وتَقحمَ الأخطارا
لولا وجودكَ بيننا لتَفاقمتْ
سُحُبُ الخُطوبِ لِتُرسِلَ الأمطارا
وأشَعتَ حُبَ الله بينَ رِبوعِنا
والظُلمُ ظُلمٌ لا يَقيلُ عِثارا
هيهاتَ تُغضي والبِلادُ بأسْرِها
تشكو البلاءَ, وتندُبُ الأحرارا
فشَحذتَ مفتولَ اليراع ِبِحنكةٍ
فأضأتَ في ليلِ العِقول ِمنارا
وأنرتَ في عِلم ِالأصول ِبصائراً
حتى فَتحتَ لِفهمِها الأبصارا
من ذا يُجاري سيداً في عِلمهِ
ما غيرُ شَخصِكَ حررَ الأفكارا
ثارتْ عليكَ عُتاتُهمْ حِقداً على
من رامَ يحمي للعِراق ذِمارا
إن لم ينل شرفَ الجدودِ بِمصرع ٍ
يُنهي الفسادَ ويُنقِذُ الأبكارا
فحريّ ُأن يُنسى وحاشا صدرُنا
أن يرتضي في الرافدين ِ دمارا
******
لكَ أوجِبُ التوقير يا نجلَ الأُلى
وهبوا الحياة َ نقاوة ًو نضارا
رحلوا وما رحلتْ لهم أفعالهمْ
كي يمنحوا هذي الدُنا أقمارا
ورثوا الفضائِلَ كابِراً عن كابِر ٍ
لم يُنجِبوا وغداً ولا غدارا
هم أولياءُ الله في كُل ِ الورى
بِسِواهُمُ نَجِدُ الحياةَ بوارا
ولطالما بَزوا العباقِرَ فِكرة ً
ولطالما خاضوا بِذاكَ غِمارا
والأصلُ مُخضرٌ فيُنبِتُ أفرُعاً
أكرِم بهِ قد أنبتَ الأطهارا
قد أنجبوا صَدرَ العِراق ِ وقد قفا
درباً يَضُمُ لسِربهِ الأبرارا
ولقد لثِمتُ تُرابهُ بتولهٍ
فَشَمَمتُ مجداً باسِقاً وفخارا
فيشدُني فيه البُكاءُ بِحُرقةٍ
فيهِ قضى من قارعَ الأقذارا
فبِقتلهِ قُتِلَ الجَمالُ بِموطني
سَحَقوا الرياضَ وأحرقوا الأزهارا
وبهِ نُعزي بالمُصابِ عراقنا
وبهِ نُعزي وائِلاً ونزارا
******
إيهٍ عراق الصَدر ِيا دمعاً همى
فوقَ الخُدودِ فماثَلَ الأمطارا
إن الذي أبكاكَ قد أبكى الورى
وعليهِ أضرمَ في الفؤادِ أوارا
******
ما بيننا نَسَبُ العقيدةِ سيدي
فيه رَفعنا في الخُطوبِ شِعارا
والعيبُ أن البعض يَنصُرَ فاجِراً
ويعُدُ في هذا المدى فُجارا
وبذا تُهَدمتْ الأمُورُ وقُوضَتْ
لم يُبقي في كُل ِ الورى إعمارا
فإذا تَحركتْ الشعوب لِمعركٍ
تُبكي الطُغاة َوتَبعثُ الإعصارا
حتى إذا جازَ الطُغاة ُ حُدودهم
بِنعوشِهم قد أثبتوا مِسمارا
ظنوا بأن المُلك, مُلكُ يمينهم
فاستهتروا بِدِمائِها استهتارا
من رام ان يبني الرفاهَ لِشعبهِ
لابُد يُرسي للوئام ِ حِوارا
لا تأمننَّ المُلك إن ظُلِمَ الورى
فالشَعبُ قاض ٍ يرفُض الأعذارا
فاجعل أساسَ المُلك عدلاً شاملاً
يُغني الفقيرَ وينبُذُ الأشرارا
******
عهدُ السنين العُجف يا بنت الهُدى
راحتْ تَدقُ لِمحقِنا إنذارا
والكوخُ يرنو لليبابِ بِحسرةٍ
قد أوجدوا جُرحاً به نغّارا
ورحلتِ يا بنتَ البتول مهيضة ً
والعيدُ بعدكِ في الحياةِ توارا
أُنبيكِ أن الله حَققَ وعدهُ
فأزالَ وغداً حاقداً جبارا
وبقيتِ يا بنتَ الأكارم ِ للنِسا
عصفاً يُزلزلُ مُفسداً مِهذارا
واخضوضرت كُلُ البقاع وأعشبتْ
فاهتزَ روضٌ يَعجبُ الأنظارا
تِلكَ الدِماءُ دِماؤكم قد حَشّدتْ
نحو الحُسين ِ بِرغمِهم زوارا