علي الشلاه يتلقى شهادة براءة من وزارة النفط ويؤكد أن الوثيقة التي عرضتها الفضائية القطرية مزورة
الدمام: ميرزا الخويلدي
استعان الشاعر العراقي علي الشلاه بوزارة النفط العراقية لتفنيد اتهامات وجهها صحافي مصري على قناة الجزيرة القطرية في الثالث من فبراير (شباط) الماضي، عبر إبراز وثيقة تتهم الشاعر العراقي الذي يرأس المركز الثقافي العربي السويسري، بالحصول على كوبونات نفطية من الرئيس المخلوع صدام حسين تبلغ عشرة ملايين برميل نفط، وهو ما نفاه الشلاه وطالب بتمكينه من الوثيقة التي اتهمها بالتزوير، وهدد بمقاضاة الصحافي المصري سيد نصار غريمه في برنامج «الاتجاه المعاكس»، الذي يديره الدكتور فيصل القاسم، كما هدد الشلاه أيضاً بمقاضاة القناة القطرية متهماً إياها بالتواطؤ في ما وصفه بـ«هذا التزوير».
وابرز الشلاه في اتصال بـ«الشرق الأوسط» ما اعتبره وثيقة البراءة الصادرة من وزارة النفط العراقية، والتي يبدو أنها صدرت بناء على طلب الشلاه ومركزه الثقافي في العاصمة العراقية، الذي افتتح فرعاً له هناك بعد سقوط النظام السابق.
وقالت الوزارة في كتاب رسمي موجه الى فرع المركز الثقافي العربي السويسري في بغداد «تأكد الينا عدم ورود اسم السيد علي الشلاه في سجلات ووثائق الوزارة حول الموضوع المشار اليه». كما حمل خطاب وزارة النفط العراقية تاريخ 20/3/2004، وكان رداً على كتاب المركز الموجه للوزارة بتاريخ 23/2/2004.
وقال الشلاه في تصريح لـ «الشرق الاوسط» انه باشر على الفور باتخاذ اجراءات قضائية ضد الصحافي المصري سيد نصار وضد قناة الجزيرة، لكنه رفض الإفصاح عن مكان إقامة الدعوى، مفيداً أنه استشار عددا من المحامين وتلقى تضامناً واستشارات قانونية من محامين مختلفين.
وعن السبب الذي دفعه لإشراك فيصل القاسم في هذه الدعوى قال الشلاه «شاهدت القاسم ونصار يتداولان في أمر الوثيقة المزورة قبيل الحلقة». يذكر أن صحيفة «المدى» العراقية وموقعاً عراقياً اسمه «الرافدين» على شبكة الإنترنت، نشرا وثائق وقوائم تتهم عدداً كبيراً من المثقفين والسياسيين العرب والأجانب بتلقي ملايين البراميل من النفط على شكل كوبونات كهدايا من النظام العراقي نظير تعاطفها وتضامنها معه. وفي برنامج «الاتجاه المعاكس» المذكور، اتهم سيد نصار الشلاه بتلقي مثل هذه الرشاوى، الذي رفض هذه الاتهامات.
وقال الشلاه انه تفاجأ بإبراز خصمه في مواجهة «الاتجاه المعاكس» سيد نصار وثيقة ـ وصفها بأنها مزورة. متهما فيصل القاسم ونصار بالإعداد لمسرحية، وأضاف «كان الاخراج المسرحي سائداً على تحضيرات الحلقة من نقلنا بسيارتين منفصلتين إلى تجنب سيد نصار السلام علي قبل الحلقة مدعياً عدم معرفته بي، وحين دخلنا الغرفة المخصصة للدكتور فيصل القاسم ومساعده في الإعداد لاحظت انحياز القاسم التام لسيد نصار، وقد طلب من مساعده صرفي من الغرفة بحركة موحية، فقال لي زميله تفضل لتتعرف على «الجزيرة»، وفعلاً أدركت الغاية وخرجت لكني نسيت حقيبتي فسارعت للعودة لأخذها وهنا وجدت فيصل القاسم وسيد نصار يتداولان بشأن ورقة بيد فيصل القاسم، لكنه سرعان ما دفعها إلى سيد نصار عندما شاهدني دون أي كلمة، والمشاهد للحلقة يلاحظ أن هناك اتفاقاً بينهما على موعد إبراز الوثيقة المزورة، فقد ارتبك سيد نصار من ردودي المحرجة في بداية الحلقة، وأراد إبراز الوثيقة المزورة غير أن فيصل القاسم نظر إليه بطريقة ذات دلالة فأجل الموضوع. وحين عاد سيد نصار وقرأ الوثيقة المزورة سانده القاسم وزعم أن الوثيقة مختومة رغم انه من المفترض انه لم يكن قد شاهد الوثيقة المزورة من قبل، فكيف عرف أنها مختومة؟».
وأضاف «حين شرع سيد نصار بقراءة الوثيقة كانت مليئة بالتناقضات، مما يوحي بأن من قام بتزويرها لا يعرف شيئاً عن الدولة العراقية وسياقاتها، خصوصاً أن الوثيقة تزعم أن عشرة ملايين برميل نفط دفعت لي بناءً على توصية السفارة العراقية في (جنيف)، بينما مكان السفارة العراقية في سويسرا هو في العاصمة (بيرن)، إضافة إلى أن السفارة لا توصي إلى الرئاسة بل انها تخاطب الخارجية».
وواصل الشلاه القول «بعد نهاية البرنامج وحين طالبتهم بالوثيقة المزورة وعدني فيصل القاسم بإحضارها لي في اليوم الثاني، حيث زعم انه سيحضر إلي في الفندق، لكنه تهرب في اليوم الثاني ولم يحضر، وحين اتصلت على هاتفه النقال لم يرد علي».
وقال الشلاه انه يتهم الجزيرة وسيد نصار بالإساءة إلى سمعته وتشويه تاريخه وتاريخ عائلته وإشاعة معلومات كاذبة بقصد الإساءة والإضرار به وبمصداقيته وإرهابه وإرهاب سائر المثقفين.
وقال انه مستعد للمثول أمام القضاء ومعه عدد من المحامين وسيبلغ المتهمون بالقضية ومكانها قريباً، مؤكدا أنه لن يكشف مكان الدعوة بناء على نصيحة المحامين، مفيدا بأنه «سيطالب بمبلغ البترول المزعوم في الوثيقة المزورة بسعر يوم 3/2/2004 يوم استخدام الوثيقة المزورة».
[line]
قناة الجزيرة: لا تعليق! أفاد جهاد بلوط رئيس قسم الشؤون الإعلامية في قناة الجزيرة في اتصال هاتفي أجرته «الشرق الاوسط»، بأنه لم يتبلغ رسمياً اي معلومات عن دعوى من هذا الخصوص على الإطلاق. وفي رده على الاتهامات التي أوردها الشاعر علي الشلاه بأن (الجزيرة) والدكتور فيصل القاسم كانا على علم وتدبير لتلك الوثيقة التي وصفها الشلاه بأنها (مزورة) قال بلوط «قناة الجزيرة لديها سياسة واضحة فيما يتعلق بالإدعاءات غير المؤكدة والوثائق غير الموثقة، وهي عدم الرد على مثل هذه الإدعاءات طالما أنها لا تزال في هذا الإطار، وخاصة فيما تفضلتم به من القول أنه بالفعل أقام دعوى، ففي هذا الأمر لا نستطيع التعليق على الإطلاق، ومن منطلق سياسة الجزيرة لا نعلق على إدعاءات لم يمكن التأكد منها او توثيقها». كما رفض بلوط التعليق على سؤال عن تلك الوثيقة التي عرضت في برنامج «الإتجاه المعاكس» ومصدرها.

المصدر

أول الغيث قطرة