النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    المشاركات
    160

    افتراضي أخطاء المشروع السياسي السني العراقي

    علي الشلاه

    دفعاً لأي سوء فهم قد يبعثه العنوان فان المقصود منه ليس حصر الاخطاء بالمشروع السني فحسب ، فلست أدعي أن السنة وحدهم من أخطأ في العراق ولكن الظرف الحرج الذي يمر به الوطن اليوم يستدعي تقييم الأداء السياسي لكل الأطراف وخصوصاً الاطراف الملتبسة المواقف ولعلي سأكتب مستقبلاً عن أخطاء مشروعات اخرى أقل تخبطاً ، كما انني اريد التمييز بين الساسة السنة والقاعدة السنية العربية في العراق لأنها كانت أكثر وعياً وانسجاماً ضمن نسيج الاخوة العراقية .

    ابتدأ الأشكال لدى السياسيين السنة من خلال تصرفهم وكأن المشروع السني العربي في العراق هو الذي سقط بسقوط صنم العوجة ، وهو أمر متوهم فلم يكن مشروع صدام مشروعاً سنياً ولاقومياً بل لم يكن مشروعاً اساساً فقد كان جنون طاغية تجاوز على حقوق الله وحقوق عباده، وقد استخدم اللعبة الطائفية من أجل التشبث بالسلطة واوهم السنة بأن بقاءهم في هرم السلطة مرهون ببقائه هو فانساق بعض جهلتهم وامييهم الى اجهزته ومؤسساته وانتفعوا من حيث حرم اشقاؤهم في الوطن ، ولما كانوا يدركون انهم ليسوا أكفاءً لمناصبهم بسبب مؤهلاتهم الشخصية وليس انتمائهم المذهبي صاروا يحاربون الكفاءات والأكفاء من ابناء العراق ، وقد زاد الطين بلة ان هذا الوهم قد شاع بفعل اجهزة النظام القمعية بصفة قناعة اجتماعية نفعية لدى بعض سكان المحافظات العربية السنية ( الموصل ، تكريت ، الرمادي ) وتشير هذه القناعة – الوهم الى باقي العراقيين بصفة شروقيين ( الشيعة ) وعصاة (اكراد) مستفيدة من طائفية وعنصرية الدولة العراقية منذ تأسيسها، وهكذا ارتبك الساسة السنة في فهم واقع الحال عند سقوط صدام ففي حين استسلمت محافظاتهم دون قتال للمحتلين الأمريكيين فانها اشترطت عدم دخول القوات العراقية ( الشيعية والكردية ) الى هذه المدن والاكتفاء بالقوات الأمريكية وهو أمر لايشرف اي وطني في أي بلد في العالم.

    ولكننا مضطرون لتفهمه لأنه ينبع من فهم الساسة السنة للاشكالية التي انتابت علاقة الشعب العراقي بنظام صدام خصوصاً عندما ثار كل العراقيين عام 1991 باستثناء المحافظات السنية العربية ( المحافظات البيضاء مقابل محافظات الغوغاء الشيعية الكردية التركمانية ) وكان جل هم هؤلاء الساسة ليس مصلحة العراق ولامصلحة السنة العراقيين بل محاولات تسجيل نقاط على المكونات العراقية الاخرى في مأزق غير مفهوم الأهداف، ففي حين كان الدكتور محسن عبد الحميد يجهد في الحضور الى فندق فلسطين مرديان ويتحدث بمناسبة وبدونها مع الأمريكيين ( كما تظهر كل تسجيلات التلفزة العربية والعالمية للأيام الاولى لسقوط الصنم ) اسس موظفو وزارة اوقاف صدام من المشايخ جمعية السنة والجماعة ( لاحظ الطابع العدائي لباقي المسلمين في التسمية).

    وحاولوا السيطرة على كل المساجد التي كانت بيد اوقاف صدام وكأنهم ورثته وهو مالك شرعي ، ثم اطلقوا اسماءً جديدة على المساجد لاتراعي الحساسية الملتهبة في الموضوعة المذهبية فأصبح جامع ام الطبول جامع ابن تيمية ( الفقيه الأكثر تشدداً في النظر الى المسلمين الشيعة ) وكان بالامكان ان يكون جامع الصديق او الفاروق اوعمار بن ياسر أو عمر بن عبد العزيز الخ ، لكن النظرة الطائفية المريضة فعلت فعلها خصوصاً وان الجامع يقع في مدخل بغداد ويمر عليه ابناء الشيعة القادمين من الفرات الأوسط والجنوب ذهاباً واياباً.

    ودخل الشيخ حارث الضاري ( بعد تحول جمعية السنة والجماعة الى هيئة العلماء المسلمين ) في منافسة رقمية مع جهال الشيعة في نسب المذاهب في العراق وسقط في الاعيب قناة الجزيرة القطرية المعروفة بطائفيتها عندا زعم للمذيع حسين عبد الغني ان السنة هم أكثر من نصف سكان العراق بعد ان احسن المذيع التلاعب بالخيط الطائفي .

    لقد كان تأسيس هيئة علماء السنة خطأ منذ البداية ، فلايمكن تصور ان يقوم رجال الدين السنة في هيءة مقتصرة على المشايخ بتمثيل الرأي العام السني وهي هيئة مقتصرة على الملالي والمشايخ وليس في عضويتها – كما توضح التسمية – اي من المثقفين والأكاديميين والمتعلمين من غير صنف المشايخ ، وهي هيءة تصلح للفتيا ولا تصلح للعمل السياسي الجماهيري المنظم الذي يمكن ان يكون الحزب الاسلامي ( الاسم الجديد لجمعية الاخوان المسلمين العراقية) اقدر على القيام به لانه لايفترض في اعضائه ان يكون مشايخاً ، لكن يبدو ان الشيخ الضاري والشيخ محسن عبد الحميد قد تقاسما الادوار فدخل الثاني مجلس الحكم والحكومة لكي لايكرروا خطأ الشيعة مع الاستعمار البريطاني فيعزفوا عن الحكم وتضيع الامور من ايديهم تماماً ، اما الأول فقد اختار ان يمثل دور المقاومة الوطنية للحصول على مكاسب طائفية فئوية ، وقد اثبت هذا الأمر جدواه مع بريمر عندما صار يستجيب للابتزاز فاخرج وزير الداخلية الشيعي ليأتي بوزير سني في محاولة لتهدئة السنة واعمالهم العدوانية ضد العراقيين والمحتلين على حد سواء.

    لكن الخطأ الأكبر الذي ارتكبه الشيوخ والملالي في هيئة علماء السنة فهو عندما تحولوا الى ناطق غير رسمي باسم الخاطفين والارهابيين وصاروا محجةً لذوي المخطوفين دون ان يدركوا ان ذلك سيفضح لعبتهم ودورهم فتحول اسمهم لدى الشارع العراقي من جمعية العلماء المسلمين الى جمعية العلماء الخاطفين وتفاقم الأمر عندما صار الحديث يجري عن فدية واموال ، ثم صار الخاطفون يستفتون الهيئة بأعماله علناً .

    ولعل من الاخطاء الجوهرية الاخرى ان هذه الهيئة صارت تستقوي بالعرب على العراقيين وتخوف العرب من شيعة العراق واكراده كما يفعل الشيخ الضاري في زياراته المكوكية لبعض العواصم العربية ومقر الجامعة العربية مما جعل صورة الوضع في العراق أكثر تفككاً لدى العرب اضافة الى مغالطات في فهم الحقائق والارقام وهو امر تكرس بعد ان وقف الضاري ومشياخه ضد الاحصاء والانتخابات وهو >تصرف يوحي بخوفهم من تكريس فكرة الأقلية رسمياً عنهم خصوصاً بعد ان تصرف الأكراد السنة كأكراد ورفضوا ان يكونوا العوبة بأيديهم وبعد ان ظهر تنسيق واضح للتركمان مع الشيعة واتضح ان التركمان في غالبهم ليسوا سنة كما توهم المشايخ .

    ان محاولة هيئة علماء السنة القيام بدور المرجعية ( كما هو حاصل لدى الشيعة ) لم تنجح لأن طموحات المشايخ فيها لاتتوقف عند حدود الفعل الموجه او المساند بل دخلت في عمق التفاصيل السياسية اليومية بل صارت طرفاً متخبطاً حتى داخل البيت السني نفسه ، وجاءت عمليات ذبح الأبرياء من المختطفين والمختطفات كما الأضاحي في عملية افقدتهم كل تعاطف او احترام او مصداقية ثم استجابتهم لتوجهات وتوجيهات المتطرفين القادمين من وراء الحدود وتحويلهم المدن العراقية الى رهينة بأيدي القادمين من وراء الحدود فكانت اطلاقة الرحمة على اي خيط يربطهم باشقائهم في الوطن، فمضوا في الطريق الى آخره فتعاموا عن عمليات تقتيل طائفية فجة جرت في الفلوجة واللطيفية وصاروا يحاولون تبريرها فزعموا مثلاً في وسائل الاعلام ان السواق الشيعة القادمين من مدينة الثورة ( الصدر) للفلوجة لتزويدها بالمواد الغذائية وأمر الملا عبد الله الجنابي ( امير امارة طالبان الفلوجية ) بذبحهم انما كانوا يحملون خموراً للأمريكان هناك متناسين انه ممنوع على الجيش الامريكي شراء اي مواد غذائية من المدنيين وان الكحول ممنوع بتاتاً اثناء الخدمة في العراق .

    اما عمليات الاعدام على الاسماء في اللطيفية ومن خلال تحديد الهوية المذهبية
    فكادت تقود العراق الى حرب أهلية لولا حكمة السيد السيستاني الاستثنائية التي منعت عشائر الضحايا من الثأر لضحاياهم وامرتهم بترك الأمر للقانون ، ولم يسلم السيستاني رغم كل ذلك من التجريح من ملالي الهيئة من مثل التصريح بأن العلماء الشرفاء هم الذين يدعون الى مقاطعة الانتخابات ، وهم يعلمون ان سماحته من المتحمسين لها وقد افتى بوجوبها ، وهم بذلك يقطعون سبل التسامح الذي ساد فكر السيستاني وفرضه على الشيعة والذي لولاه لما ترك ذووا ضحايا المقابر الجماعية ضباط الأمن والمخابرات وعوائلهم أحياءً .

    لقد عمقت هذه التصرفات الشعور بالهزيمة لدى السنة العرب فكأنهم يهزمون كل يوم واضر بعدد كبير من الاسر المتصاهرة من ابناء المذهبين كما ساهمت سياسة التشكيك الاعلامي في ذهنية الافراد البسطاء فصاروا يظنون صداماً ابن طائفتهم ويرفعون صوره في الفلوجة وتكريت في حين يتظاهر العراقيون في سائر المدن العراقية مطالبين باعدامه .

    ان المطلوب اليوم من الشيوخ في الهيئة ان يراجعوا انفسهم قبيل فوات الاوان
    وان يعودوا الى عراقهم وعراقيتهم تاركين لأبناء العم في الدول الشقيقة مشاكلهم ودولهم متجهين الى الاشقاء في الوطن ليطمئنوهم بأنهم اجتهدوا فأخطأوا الاجتهاد وانهم لن يقدموا الطائفة على الوطن ، وان يساهموا في الانتخابات لكي تقصر عمر الاحتلال وان لايمنحوا المحتلين فرصة وعذراً للبقاء كما فعلوا حتى الآن.

    * نقلا عن العربية
    * نقلا عن جريدة "الرافدين" العراقية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الدولة
    بـغـــــــداد
    المشاركات
    3,191

    افتراضي Re: أخطاء المشروع السياسي السني العراقي

    الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة الحلي
    علي الشلاه
    ولعل من الاخطاء الجوهرية الاخرى ان هذه الهيئة صارت تستقوي بالعرب على العراقيين وتخوف العرب من شيعة العراق واكراده
    ليست هيئة علماء المسلمين الوحيدة في هذا المضمار ...ألم يتآمر الشيعة في مجلس الحكم وخارج مجلس الحكم ويستقوون بالامريكان لضرب مقتدى الصدر قبل أن يستفحل أمره في العراق ؟
    ألم يستقوي محافظ النجف عدنان الزرفي بالامريكان الكفار وأستدعاهم لضرب أبناء جلدته وتدمير مدينة على بن أبي طالب التي وصف قبر أمير المؤمنين بأنه بناء ممكن أعادة ترميمه ؟


    لماذا هذه المعايير الازدواجية ؟
    ثم لا أعرف متى ينتهي مسلسل الطائفية هذا ؟
    أذا كانت هيئة علماء المسلمين خطابها طائفي لم تستطع لم شمل كل العراق بخطاب موحد ، فهل لدى الكاتب المحترم خطاب بديل يستطيع لم كل الافكار والايديولوجيات والاعراق في بوتقة واحدة ؟

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني