[align=center]"ستطول أعمارنا لتبلغ ألف سنة" [/align]

[align=left]تقرير: أوبري دي جراي
أستاذ في جامعة كمبردج
[/align]


[align=center]

الشخص الأول الذي ربما يستطيع العيش ألف سنة ربما يكون في الستين حاليا [/align]


متوسط العمر يتزايد في العالم المتطور. لكن عالم الجينات في جامعة كيمبردج البريطانية، اوبري دي جري، يعتقد أن العمر سيزيد بشكل مذهل ليصل الألف سنة في وقت قريب. ويشرح لنا ذلك كما يلي.
التقدم في السن ظاهرة جسدية تظهر آثارها على أجسامنا، وبالتالي، سيكون بوسعنا في المستقبل، مع التطور المستمر لعلم الطب بشكل قوي، على التعامل مع تقدم السن بفعالية تماما كما نتعامل به مع الكثير من الأمراض اليوم.

أعتقد أننا نقترب من ذلك اليوم بفضل مشروع علمي يسمى (استراتيجيات القياس الهندسي لقدرات الجسم بفعل التقدم السني) أو ما يرمز له بـ'سانس'، الذي يهدف إلى منع تقدم العمر واكتشاف طرق معالجته.

ليس ذلك مجرد فكرة فحسب، بل إنه مخطط مفصل تفصيلا دقيقا لإصلاح كل أنواع الضرر التي تلحق بالجزيئات والخلايا التي تحدث لنا على مر السنين.

وكل طريقة من هذه الطرق العلمية هي إما في طور العمل، بشكل أولي، حاليا (هناك اختبارات علاجية)، أو مستندة إلى تقنيات موجودة وتحتاج للدمج بينها ليس إلا.

هذا يعني أن كل أجزاء هذا المشروع العلمي ستبدأ في التطبيق على الفئران في غضون عشرة أعوام، وربما لا يستغرق الوقت سوى عشرة أعوام أخرى قبل أن تطبق على البشر.

عندما نكتشف هذه الطرق العلاجية، لن ينال منا حينها الضعف أو العجز بفعل الشيخوخة، ولن تصببنا تلك الأمراض المروعة التي تصطحب التقدم في العمر.

سنموت يوما ما بطبيعة الحال- إذا قطعنا الطريق دون حذر، أو لدغتنا حية، أو أصابنا فيروس الانفلونزا، أو ما شابه ذلك- لكن ليس بالشكل الذي يفعله الدهر بالأغلبية منا حاليا.

قد يحدث ذلك خلال عمر البعض ممن هم على قيد الحياة في الوقت الحاضر، بحيث سيستفيد من هذه العلاجات التي تصلح الضرر المتراكم، من هم في متوسط العمر والمسنين الذين عانوا من قسط وافر من الضرر على حد سواء.

أعتقد أن الشخص الذي سيستطيع العيش إلى غاية الألف سنة هو في الستين من عمره حاليا.

إن الأمر معقد للغاية، لأن تقدم السن معقد في حد ذاته. فهناك سبعة أنواع من الأضرار التي تصيب الجزيئات والخلايا وتؤثر على أجسامنا سلبيا في النهاية - بما فيها الخلايا المفقودة ولا يتم تعويضها والتغييرات الطارئة على الكرومسومات.

ويمكن إصلاح كل ضرر من هذه الأضرار سواء عن طريق التقنيات المتوفرة حاليا، أو تلك التي في طور الإنشاء.

"حيوية لا كهولة"
سيكون طول العمر متنوعا أكثر مما هو عليه في هذا الوقت الذي يموت فيه الناس بأعمار تتراوح بين 65 و90 عاما، لأن العجز والضعف لن يصيبنا بفعل الزمن.

سيكون متوسط العمر بضعة آلاف سنة، وتبقى هذه الأرقام من باب التخمين، بطبيعة الحال، لكنها تستند إلى النسب الحالية التي يموت فيها الشباب.

إذا كنت شابا واعيا بالمخاطر إلى حد ما، وتعيش في الوقت الحاضر، في حي راق،خال من العنف، ففرص موتك العام المقبل أقل من واحدة في الألف، ما يعني، إذا بقيت على تلك الحال للأبد، ستكون حظوظك في العيش إلى أكثر من ألف سنة، خمسين على خمسين.

ولا تنسى أنك لن تعيش ذلك العمر الذي كان يمكنك عيشه في العجز والكهولة والاعتماد على الغير - ستعيشه شابا مفعما بالحيوية، جسديا وذهنيا، إلى اليوم الذي تخطأ فيه في تقييم سرعة تلك الشاحنة القادمة باتجاهك!

هل يحب علينا أن نعالج تقدم السن؟
ستغيّر معالجة تقدم السن المجتمعات بطرق شتى. إن بعض الناس خائفون من هذا الأمر إلى درجة أنهم يعتقدون أن الأفضل بالنسبة للبشر تقبل تقدم العمر كما هو.

أعتقد أن ذلك تفكيرا شيطانيا، لأنه ينادي بحرم الناس من حقهم في الحياة.

إن حق اختيار الحياة أو الموت هو أكثر حقوق الأساسية عند الإنسان؛ وبالمقابل، يبقى واجب منح الآخرين تلك الفرصة،على أحسن وجه، أكثر الواجبات الأساسية في الحياة.

لا فرق هناك بين إنقاذ حياة أو تمديدها، لأن في كلتا الحالتين، نعطي الناس المزيد من الحياة. فقول إنه لا يجب معالجة تقدم السن كلام متخلف، ويعني ذلك أن العجزة لا يستحقون علاجا طبيا.

دور الإله؟
يقول الناس إننا سنعاني حينها من الضجر، لكني أقول إننا سنوفر المصادر لتحسين قدرات الناس للانتفاع من الحياة إلى أقصى الحدود.

فالمتعلمون من الناس والذين لديهم الوقت لاستعمال ثقافتهم لا يضجرون في أيامنا هذه، ولا أستطيع أن أتصور أنهم لن يجيدوا أشياء جديدة يحبونها للقيام بها.

وفي الأخير، هناك من يخشى أن ذلك يعني القيام بدور الإله ومعاكسة طبيعة الحياة. لكن من غير الطبيعي أن نتقبل العالم كما نجده.

فمنذ اختراعنا للنار والعجلات، ما فتئنا نتباهى بقدراتنا ورغبتنا المتأصلة في تصليح الأشياء التي لا نحبها في أنفسنا وبيئتنا.

سنتجه عكس ذلك الجانب الأساسي من طبيعة الإنسان إذا حكمنا بأن شيئا مروعا مثل تحول المرء إلى كائن ضعيف وعاجز وتابع لغيره هو أمر لا بد أن نتقبله للأبد.

يذكر أن اوبري دي جري يترأس مشروع 'سانس' العلمي في جامعة كمبردج كما يشرف على جائزة ميثيوسيلا ماوس التي تمنح في إطار دراسات تمديد العمر التي تجري تجاربها على الفئران.

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/sci_...00/4071007.stm