 |
-
إيران : اضطهاد مستمر للصحافيين .. نجاح محمد علي نموذجا
إيران : اضطهاد مستمر للصحافيين .. نجاح محمد علي نموذجا
أرسلت في Monday, December 20
معـد الشمري ـ الإمارات
" للزنابق الفاسدة رائحة أشد فسادا" بكثير من الأعشاب الضارة " شكسبير عندما جاءت المصورة الصحافية الكندية – الإيرانية الأصل(زهرة كاظمي ) إلى طهران العام الماضي، ورأيت نقل صور حية
عما يعانيه السجناء الإيرانيون في سجون النظام وأقبيته المظلمة، وقامت بالتقاط بعض الصور بالقرب من سجن أيفين سيء الصيت والذي يقع في شمال إيران، لم تكن تعلم (كاظمي)أنها ذاهبة لكي تلاقي حتفها هناك، فقد ألقي القبض عليها بالقرب من سجن أيفين وأتم إيداعها فيه، وبعد أيام قلائل أعلن عن وفاتها وسط ظروف شديدة الغموض!، وعلى اثر ذلك حدثت أزمة سياسية ما بين إيران وكندا...
كانت ( زهرة كاظمي ) كغيرها من الصحافيين و الإعلاميين تتمنى أن تحصل على فسحة من الحرية تمكنها من أجراء تغطية إخبارية محايدة تنقل من خلالها الصورة إلى العالم برمته بحس وبنبض الشارع الإيراني، ولكن حالت أجهزة النظام الإرهابية والمليشيات المسلحة التي تجوب الشوارع باسم الحفاظ والدفاع عن الثورة من تأدية كاظمي لعملها وانهالت العصي والهراوات على رأس الضحية لتلاقي حتفها شهيدة الواجب المهني المقدس في سجون النظام الإيراني وعلى أيدي رجال استخباراته!؛ كل ذلك تم تحت مرأى ومسمع رؤوس النظام وكبار قادة الحرس وحتى أولئك الملقبون بالإصلاحيين وهم من الإصلاح براء فإصلاحيو اليوم هم أنفسهم محافظو ومتشددو الأمس القريب!.
قامت السلطات الإيرانية بالعديد من الانتهاكات أبان الثورة الطلابية العارمة التي انطلقت من جامعات طهران في يونيو/ حزيران من العام الماضي لتسري كالنار في الهشيم في أكثر من مدينة أيرانية أخرى، ولكن السلطات الإيرانية قامت بقمع تلك الثورة الطلابية التي لم يكتب لها النجاح آنئذ بسبب قمع حرس الثورة وأجهزة النظام الإستخباراتية القمعية الأخرى لها والتي لاحقت الطلاب حتى غرف نومهم وانتهكت حرماتهم وزجت بهم في سجون النظام، و في دهاليزها وأقبيتها المظلمة، كما نكلت( السلطات الإيرانية ) بالصحافيين والمراسلين العاملين في طهران ومنعتهم من التحدث إلى الطلبة أو التقاط الصور!.
لم يكن يعلم أغلب الطلبة الإيرانيين أن من كانوا يضعون ثقتهم فيه ( الرئيس محمد خاتمي) ما هو إلا رئيس كارتوني من دون صلاحيات تذكر، ولا حول له ولا قوة، أما الأمر كله فلولي أمر المسلمين ( علي خامنئي) الذي نصب نفسه على المسلمين ظلما"وبهتانا، ولم يستشر أحدا في ولايته، كما انه لم يستفتي الشعب، وان حصل واستفتي الشعب، فالتزوير سيكون نصيب كل انتخابات تجرى بعكس ما تشتهيه سفن المرجعية بقيادة وليها الفقيه!.
وهكذا استمر مسلسل الانتهاكات الإيرانية بحق المواطن الإيراني و من يقيم على أراضي جمهورية الإسلام و أخص منهم بالذكر العراقيين المقيمين هنالك، و الذين فروا من قمع وبطش نظام البعثفاشي في العراق؛ وتعرض الإنسان البسيط منهم كما النخبة المثقفة والصحافيين والمراسلين لاضطهادات لا يسعنا المجال لتعدادها وذكرها هنا في هذه العجالة، ولكن لا يسقط الميسور بالمعسور كما يقال، فما تعرض له مراسل قناة أبو ظبي في طهران ( نجاح محمد علي) على أيدي السلطات الإيرانية خير مثال قريب على ذلك؛ يشهد الجميع لنجاح محمد علي حياديته واستقلاله ومصداقيته ومهنيته العالية، وخبرته الميدانية،وهو واحد من أولئك المراسلين الذين يشار لهم بالبنان ، ومن يتابع نجاح في نقله للأحداث التي تجري في إيران والتقارير الإخبارية التي يبعث بها إلى قناته الإخبارية( أبو ظبي)،يتمنى لو أن جميع المراسلين والعاملين في القنوات الفضائية الإخبارية أن يكونوا مثل هذا الرجل في كل ما سبق ذكره من مواصفات نجاح التي لو اجتمعت في مراسل لحاز على رضا وقبول الجميع؛ ولكن لا أنا ولا كل من تابع المسلسل الإرهابي الذي تعرض له نجاح على يد سلطات طهران، ولا حتى نجاح نفسه يعلم ما الذي دفع بالسلطات الإيرانية لاتخاذ قرار إيقافه عن العمل داخل إيران دون سابق إنذار!؛ لم يعطى الرجل مهلة زمنية معقولة لكي يكمل إجراءات نقل أبناءه من الجامعات والمدارس الإيرانية إلى دولة أخرى، بل كان كل شيء قد تم بسرعة البرق، وكان القرار باستبعاد نجاح من طهران قد أتخذ في ليلة ظلماء، حتى أن ملفات وأوراق أبناءه مازالت معلقة ما بين الجامعات والسلطات الإيرانية دون حل.
لا أحد يعلم لماذا تنبهت السلطات الإيرانية لنجاح في هذا الوقت بالذات وهو الذي قد أكمل (25) عاما" من العمل الصحافي في داخل إيران!، ولا أحد يعلم ماهي الدوافع الحقيقية التي تقف وراء هذا الأبعاد كما سبق وأسلفنا؟!، و الأيادي الخفية التي دبرت وخططت له؟!.
لم تثن السلطات الإيرانية عن قرار إيقاف نجاح عن العمل كل الوساطات العراقية التي قام بها المسئولون العراقيون وعلى رأسهم نائب رئيس الجمهوري العراقي الدكتور ( إبراهيم الجعفري )الذي التقى بالسيد( حسن روحاني ) الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ووعده الأخير خيرا"، بالعمل على حل مشكلة نجاح محمد علي وإعادة حقه المغتصب في وضح النهار وبصلف لم يسبق له مثيل!، ولكن كل تلك الوعود لم تكن سوى مخدر موضعي سرعان ما تلاشى ليعود ويظهر الألم من جديد.
وإذا كنا نطالب السلطات الإيرانية أن تعيد النظر في قرار حرمان نجاح من العمل على أراضيها(وعلمنا أنه خدعته وطلبت منه العودة ثم ألغت بطاقته الصحفية نهائيا بعد أن كانت لم تمددها له فقط!!!!)، فإننا في الوقت نفسه نطالبها أن تعتذر لكل العراقيين الذين أسيئت معاملتهم من قبل رجالات الدولة طيلة العقود الثلاث الماضية، تلك الفترة التي شهدت الفرار الجماعي للعراقيين بجلودهم من ظلم الدكتاتورية الصدامية وبطشها، لتستقبلهم دكتاتورية أصحاب العمائم وأدعياء الدين ممن يختبئون تحت عباءة الدين ويتلبسون بلباسه!.
"إياك أن تكون عدوا" لإبليس في العلانية، وصديقا" له في السر "حكيم.
ــــــــــــــــــ
كاتب وصحفي عراقي....الامارات
http://www.shbabmisr.com/modules.php...ticle&sid=1716
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |