النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    المشاركات
    160

    افتراضي ماذا لو كانت آبار نفط العراق وثرواته في المثلث...!!!!!

    كتابات - أحمد الخفاف

    منذ سقوط نظام الأقلية السنية في العراق في التاسع من نيسان عام 2003 وسطوع حق الأغلبية الشيعية في استعادة دورها في المشاركة بحكم هذا البلد بدأت في البلدان العربية ذات الأغلبية السنية ضجة هوجاء كبرى تركزت على منع أية محاولة لقبول الواقع، ومعارضة أية مسعى لعودة الحق إلى أصحابه ولو كان الثمن تدمير العراق فوق أهله وسكانه وتحويله إلى ركام وأطلال.



    وقد تيقن العراقيون أن النفس الطائفي لحكام العرب وكثير من نخبها الثقافية ومسئوليها الرسميين جعلهم يلعبون بالمكشوف... وما يمر يوم إلاّ ونرى مساع حثيثة وتصريحات عنيفة لمسؤولين عرب على مستوى قادة يقولون بأن الوضع في العراق لم يعد يحتمل بسبب بروز الشيعة كقوة سياسية تطالب المشاركة بحكم العراق حسب قولهم البغيض!!. هذه العقلية الطائفية المقيتة بدأت تبرز إلى الوجود منذ أن ظهرت بوادر على وحدة الصف الشيعي في العراق لا سيما بعد أن رأى العرب أن محاولات كبيرة تبذلها المرجعية الشيعية لتمتين وحدة الصف والتحضير والإعداد للمشاركة بحكم العراق الجديد الأمر الذي دعا الاستنفار بين صفوف قادة العرب الظلاميين لإطلاق مواقف طائفية مكشوفة دون خجل أو وجل. وقد توالت المخاوف الطائفية عبر لسان ملك الأردن ووزير الخارجية السعودي ووزير خارجية تركيا والمسئولين الإماراتيين والقطريين وأمين عام الجامعة العربية ورئيسا اليمن وعقيد ليبيا وعدد من المسؤولين العرب الآخرين.



    وقد بان واضحا أنه كلما زادت مساع التحضير للمشاركة الشيعية الواسعة في حكم العراق كلما زاد التنسيق الطائفي المعارض لمشاركة الشيعة في إدارة الحكم، بين قادة العرب الطائفيين وبين المجوعات العراقية الطائفية.. المسلحة منها والسياسية على حد سواء، وذلك لتقويض الدور الشيعي في عملية المشاركة في الحكم في مستقبل العراق..



    والواقع أن هذه المخاوف يمكن فهمها على أن إعطاء أي دور لشيعة العراق في إدارة دفة الحكم معناه إيجاد واقع جديد في العراق يترتب عليه جملة من الخسائر للعراقيين السنة وللبلدان العربية المجاورة للعراق وغير المجاورة كذلك!! ولسنا بصدد الخوض في بيان نوعية هذه الخسائر وآثارها على مصالح قطيع الضباع العربية المحيطة بالعراق وعلى رأسها الأردن وسوريا البلدان الفقيران اللذان يقتاتان على مصائب العراقيين ومساعدات وهبات الآخرين... فالأردن لا يمكن تقويم اقتصاده دون المساعدات الأمريكية السنوية الهائلة، وكذلك سوريا تحصل على مساعدات مالية ونفطية كبيرة من إيران وعلى بعض المساعدات من الكويت والسعودية والإمارات على شكل قروض أو هبات!!



    ما يهم الأردن وسوريا ومصر وهي البلدان التي تلعب دورا فعالا من وراء الكواليس في الأحداث الجارية في العراق هو أن تخضع ثروات العراق النفطية وهو البلد الذي يشكل مخزونه النفطي أحد أكبر ثلاث بلدان في العالم لمنظومة حكم تمثل طيفا سنيا واحدا في العراق.. هذا الطيف السني ينبغي أن يكون عربيا وليس كرديا سنيا بالطبع.. وينبغي أن يكون ذات صبغة قومية حتى تستطيع الضباع العربية النيل من ثرواته بحجة التضامن القومي والتكافل العربي..!!! ومخاوف هذه البلدان تكمن في أن جزءا من قرار توزيع ثروة النفط العراقي الذي يتمركز اكثر من 60 في المائة منه في جنوب العراق لو وقع بيد الشيعة فأن قسطا وافرا من مداخيله وعوائده ستخصص لإعمار محافظات مدمرة كليا في جنوب العراق وفراته الأوسط... وإن عملية إعادة الإعمار هذه تعني تكلفة مشاريع إنمائية تقدر بمليارات من الدولارات وستكون قطعا على حساب المساعدات المالية والنفطية التي كانت تقدمها دوما الحكومات السنية المتعاقبة لحكومات الأردن ومصر وغيرهم من اللصوص في البلدان على حساب مدن الشيعة المدمرة في العراق..



    إن العرب لا يريدون أن تنقلب معادلات الحكم في العراق.. فبعد قرون من حكم السنة تتاح الفرصة الآن أن تشارك الأغلبية الشيعية بحكم البلد لكي تتقاسم خيراتها وثرواتها مع سائر فئات الشعب بعد أن كانت في السابق تنهب خيراتهم وتنقل إلى الصحراء لكي تعمر قرى خربة وتجعل منها قصورا ومدنا حديثة وبساتين ومدنا جميلة!!..حيث انطلق منها الهمج الرعاع ليحكموا العراق بالحديد والنار وقهر الآخرين وليحيلوا نهار العراق إلى ليل بهيم.



    ولابد لنا في هذا المقام أن نطرح تساؤل مشروع وندعو كل قارئ كريم أن يجد الإجابة عليه لنفسه... ماذا لو كانت خزائن أرض العراق تتركز في مناطق المثلث وأراضي محافظاتها البيضاء... ماذا لو كانت آبار النفط ومنشآت استخراجها وتصديرها تقبع في صحراء الأنبار... ماذا لو كان النفط بأيدى السنة وفي قبضتهم يتصرفون بها كيفما شاءوا كما الحال مع نظام آل سعود في الحجاز.. هل كانوا سيقلقون من وصول الأغلبية الشيعية أو الكردية أو التركمانية أو المسيحية إلى سدة الحكم حقا؟... لا وألف لا.. وهذا ما يدلنا على أسباب التمرد السني سواء الداخلي أو العربي من الوضع الجديد في العراق.. هناك ثلاثة عوامل رئيسية تثير قلق وتمرد السنة العراقيين والعرب منهم على حد سواء على المعادلة العراقية الجديدة.. الأول:

    1- إن الشيعة تشكل أغلبية الشعب العراقي.

    2- مناطق الشيعة فيها خزائن النفط وهي بالتالي مصدر رئيس لعائدات العراق.

    3- الشيعة يطمحون بحكم بلادهم بأنفسهم أو يسعون على الأقل للمشاركة في الحكم واتخاذ القرارات المصيرية في البلاد من حيث تقسيم منظومة الحكم أو توزيع الثروة الوطنية بشكل عادل.



    هذه العوامل مجتمعة هي التي سببت قلق السنة داخليا وعربيا وأثارت أرقا يقضي مضاجع مثيري النعرات الطائفية دون وجه حق!! فكل عامل لوحده لا يكون كافيا أن يوتر الطائفيين في العراق وخارجه.. فلو كان الشيعة أقلية في هذا البلد فهل كان كل هذا القلق تجاه الشيعة داخليا وعربيا.. الإجابة بـ لا طبعا لأن هناك بلدان عربية فيها أقلية شيعية وهي تعيش على خزائن النفط في مناطقها فوق ذلك كالمنطقة الشرقية في السعودية ولكن ليس هناك أي قلق منها باعتبار تطبيق المبدأ القائل بأن الأقلية ترضخ دوما لحكم الأغلبية ولا يحق لها الاستحواذ على الثروة الوطنية... وإن كان الواقع المرير يشير إلى أن شيعة السعودية محرومون من أبسط حقوق المواطنة في بلدهم على الرغم من أنهم يعيشون على بحيرات من الغاز والبترول..



    أما الافتراض الآخر وهو ماذا سيكون موقف الأقلية السنية لو كانوا هم يعيشون على بحيرات النفط ويحتكرونها في منطقة وسط العراق لأنفسهم ويحرسونها وأدوات إنتاجها في قبضتهم... هل كانت الأغلبية الشيعية (دون نفط) تشكل أي قلق لهم في حال تحرك هؤلاء لنيل بعض من حقوقهم في المواطنة والوطن؟ الجواب قطعا لا.. لأن السنة هم الذين يسيطرون على آبار البترول وأدوات الإنتاج بأيديهم ويتحكمون بالإنتاج والبيع وتحصيل العائدات.. وسيقطعون أي أياد تمتد للنيل منها سواء بالتخريب أو الاستحواذ عليها ولو كلف ذلك حياتهم.. وسيقولون للأكثرية الشيعية من مواطنيهم ولباقي طوائف الشعب العراقي: الأقربون أولى بالمعروف ولو بقى شيء منه سنعطيكوموه تصدقا عليكم ومكرمة من لدنا... هذا لو صدقت النوايا وكان محتكرو النفط آدميون!!



    أما الافتراض الثالث هو لو كان الشيعة أغلبية وهم كذلك .. ويعيشون على بحيرات من ثروة النفط ويمتلكون كنوز العراق وهم كذلك أيضا.. ولكنهم بالمقابل لا يطمحون لا إلى الحكم ولا إلى التصدي لأمر الدولة فهل كان هذا هو المراد سنيا.. عراقيا كان أم عربيا.. نقول بالطبع نعم.. هذا هو الذي يريدونه بالتأكيد... وقد كان هذا الافتراض واقعا فعليا طيلة فترة تأسيس الدولة العراقية وحتى قبل عام!!.. ولكن أن يطلب الشيعة حصة من الحكم ويدعون إلى المساهمة في بناء بلدهم... فهذا هو المحظور السني ومن المحرمات العربي!!.. وما التصريحات الخطيرة السافرة التي يطلقها ملوك والرؤساء العرب في مسألة الانتخابات وصعود التيار الشيعي إلى سدة الحكم في العراق إلاّ مؤشر واضح لمدى الفكر الطائفي المنحط الذي يعيشه هؤلاء الأراذل الطائفيين وعلى رأسهم ملك الأردن الذي أفصح بفمه الكريه عن خبثه وعداوته المستميتة تجاه شيعة العراق وشعبه..



    إن وصول الأغلبية الشيعية في العراق إلى سدة الحكم من وجهة نظر قادة العرب الطائفيين معناه فقدان حصص كبيرة من ثروة العراق كانت تبدد على الأردن ومصر واليمن والسودان وموريتانيا ومسؤولين عرب ومرتزقة عالميين.. معناه أن هذه الحصص ستنفق من الآن وصاعدا على بناء المدن التي يقطنها الشيعة وسائر الطوائف العراقية التي استضعفها نظام البعث الطاغي .. معناه أن الازدهار الاقتصادي في مناطق الشيعة وغيرها من المدن التي ظلمها صدام حسين سيجعل منها واحات ديمقراطية تروج للتعددية والتعايش السلمي والرخاء الاقتصادي.. معناه بناء عراق جديد يطمح إليه الآخرون المجاورون للعراق الإقتداء به... معناه أن الفترة الظلامية في تاريخ العراق والاستبداد والديكتاتورية قد ولى إلى غير رجعة وأن العراق كبلد تعددي خرج من حظيرة الأنظمة الديكتاتورية العربية ومنظومة الاستبداد الغير شرعية... ومعناه ببساطة خلق إنسان عراقي حر..ّ سيد على حياته وفكره وماله وثروته.. لا يخشى الليل أن يطرق باب بيته زوّار الفجر البعثيين.. ولا يخاف النهار أن تلوحه مفخخات السلفيين.. يعيش في بلد آمن حياة كريمة بفضل الأمن المستتب وبفضل الثروة التي منحه الله إياه.. فرب رحيم.. وبلد كريم والحمد لله رب العالمين..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    في أرض آل ِ محمد ( ص )
    المشاركات
    257

    افتراضي Re: ماذا لو كانت آبار نفط العراق وثرواته في المثلث...!!!!!

    الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة الحلي
    ماذا لو كانت آبار نفط العراق وثرواته في المثلث...!!!!!
    جان ماحركو النفط مثل مايحركونه اليوم في مناطق متفرقة في العراق بحجة أن أمريكا تستفاد منه ,, فمنطقهم اليوم هو :
    عليه وعلى أعدائي ))):- ))):- ))):-

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني