لا أثر للانتخابات بمدينة الصدر
بغداد– سمير حداد – إسلام أون لاين.نت/16-12-2004
مع الإعلان الرسمي اليوم الخميس 16-12-2004 عن بدء الحملات الانتخابية للمرشحين بالانتخابات العامة العراقية المقررة أواخر شهر يناير المقبل، بدت مدينة الصدر بالعاصمة بغداد، المعقل الرئيسي لأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، خالية من مظاهر الدعاية الانتخابية، وهو ما اعتبره أهالي المدينة استجابة لدعوة الصدر لمقاطعة الانتخابات احتجاجا على عمليات الاعتقال والمطاردة بحق أنصاره.
وفي جولة لمراسل إسلام أون لاين.نت داخل مدينة الصدر -شرق بغداد- التي يقدر عدد ساكنيها بنحو مليونين ونصف المليون نسمة معظمهم من أتباع المدرسة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر، لم يلاحظ آثارا للدعاية الانتخابية على عكس المدن والأحياء الشيعية الأخرى بأنحاء العراق التي تنتشر بها اللافتات والملصقات الدعائية تلبية لدعوة المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني المواطنين للمشاركة بالانتخابات.
"المرجعية الصدرية"
وقال هاشم كاظم الكركد -57 سنة أحد سكان مدينة الصدر- لـ"إسلام أون لاين.نت: "عزفنا عن المشاركة أو إقامة الدعاية للانتخابات التزاما بأمر المرجعية الصدرية التي نمتثل لأوامرها والقاضية بعدم المشاركة ما دام هناك احتلال جاثم على أرضنا حيث إننا لا نرى أي نزاهة لهذه الانتخابات ما دام الاحتلال موجودا فيها".
وذكر أحد موزعي الحصص التموينية بمدينة الصدر وعرف نفسه باسم أبو كريم أن أغلب مواطني مدينة الصدر رفضوا استلام استمارة الانتخابات التي كان يوزعها عليهم، وقال: "كنت ألقيها عليهم وأقول لهم : افعلوا فيها ما تشاءون كي أبرئ ذمتي منها".
وأعلن مقتدى الصدر مقاطعة الانتخابات مرجعا ذلك إلى استمرار قمع أنصاره وعدم السماح بأداء صلاة الجمعة في مسجد الكوفة، بحسب ما أكد الشيخ علي سميسم أحد مساعدي الصدر.
وقال سميسم لوكالة الأنباء الفرنسية يوم 9-12-2004: إن الامتناع عن المشاركة في اللائحة سببه "استمرار الاعتقالات وعدم السماح بفتح مكتب الصدر في النجف أو أداء صلاة الجمعة في مسجد الكوفة أو استرجاع المساجد التي كنا نديرها".
رفض المشاركة
وكانت الأضرار والخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات التي شهدتها مدينة الصدر واعتقال الكثيرين من أتباع التيار الصدري سببا قويا في حمل الكثيرين على رفض المشاركة بالانتخابات أو الدعاية لها.
وقالت "أم فاضل": إنني "أمتنع عن المشاركة أنا وجميع أولادي الخمسة بسبب فقدان أخيهم عبد الحسين الذي قتلته حكومة (رئيس الوزراء العراقي إياد )علاوي، فكيف أقوم بانتخابهم؟!".
عبد الزهرة عقيل - 70 عاما، يسكن حي الجوادر بالمدينة- استنكر المشاركة بالانتخابات، قائلا: "كيف أشارك بعدما قتلت حكومة علاوي ولدي الاثنين اللذين ليس لي أحد بعدهما".
أما أم علي فقالت من جانبها: إن "الأمريكان والحكومة حرقوا بيتي، فكيف أساهم أو أشارك؟! فليست النائحة كالثكلى".
وقال علي الحيدري: "نرفض العملية الانتخابية أو الدعاية لها حتى يسمحوا لنا بإقامة صلاة الجمعة في مدينة الكوفة".
ويمثل أتباع التيار الصدري بمدينة الصدر نحو 60% من سكانها، فيما يتبع نحو 30% المراجع الشيعية الأخرى، وأبرزهم آية الله العظمى علي السيستاني، أما البقية فهم سنة أكراد يسكنون حي الأكراد بالمدينة.
الأحياء الأخرى
في باقي الأحياء ذات الغالبية الشيعية ببغداد، تنتشر بكثرة اللافتات التي تتضمن فتاوى المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني التي تحث العراقيين على المشاركة بالانتخابات باعتبارها "واجبا شرعيا".
بينما يختلف المشهد بالأحياء ذات الأغلبية السنية، ويكاد يشبه نظيره بالأحياء التي يسكنها أتباع التيار الصدري؛ حيث تنتشر على جدران المساجد ملصقات وبيانات ترفض إجراء الانتخابات وتدعو إلى مقاطعتها.
وتطالب غالبية القوى السنية بتأجيل الانتخابات أو بمقاطعتها إذا رفضت الحكومة التأجيل، بينما تصر المرجعيات وغالبية القوى الشيعية على إقامتها في موعدها.
مشاركة غير رسمية
ورغم الامتناع الرسمي للتيار الصدري عن المشاركة بالانتخابات فإن شخصيات مستقلة دخلت الانتخابات، وزعمت أنها تحظى بدعم أنصار الصدر.
وقال الدكتور سعد جواد رئيس المكتب السياسي للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، في تصريح نشرته صحيفة "المشرق" العراقية يوم الإثنين 13-12-2004: إن من أبرز الأسماء التي قدمت للمفوضية العليا للانتخابات يوم الخميس 9-12-2004 أربع شخصيات مستقلة لها علاقة وثيقة بالتيار الصدري.
وقال السيد حيدر الموسوي الناطق باسم أحمد الجلبي رئيس حزب "المؤتمر الوطني العراقي": إن لائحة الحزب تحظى بدعم الكثيرين من أنصار الصدر.
إلا أن مصادر بالتيار الصدري نفت ذلك، واشترطت تنفيذ مطالب الصدر بوقف عمليات الاعتقال ومطاردة عناصره النشطة بمختلف المدن العراقية.
--------------------
التساؤل يبقى عن مدى مصداقية هذا الخبر ؟؟