واشنطن تستعين بمنظمات ارهابية في العراق ( الحلقة الاولى )


احمد العراقي

عندما يتحدث أي مسؤول امريكي ( سياسي او عسكري ) عن المسلحين الذين يمارسون أعمال العنف في العراق، فهو يسميهم بالارهابيين ويتهم الكثير منهم بانهم اجانب جاءوا من خارج العراق. و بعد أن وجدت أمريكا نفسها في مأزق حرج، بدأت باستغلال البيشمركة الكردية في المناطق الساخنة في العراق. ولكن وبعد الدراسات والتجارب ايقنت القوات الامريكية بان البيشمركة لا تستطيع الصمود امام المقاتلين ولاحظت هروب أكثرهم لشدة هذه المواجهات. من ناحية اخرى فان قوات الشرطة والحرس الوطني لا يملكون الخبرة القتالية الكافية التي تؤهلهم للقتال ضد المقاتلين المتمرسين لذا فهم لا يفيدون القوات الامريكية في تلك المناطق. بعد كل ذلك لم تجد القوات الامريكية بدا ً من اللجوء الى المرتزقة الايرانية المتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق الإرهابية والمرتزقة الكردية التركية المتمثلة بحزب العمال الكردستاني (pkk) والتي تعمل في العراق وبشكل رسمي باسم حزب الحل الديمقراطي الكردستاني بعلم القوات الامريكية والحكومة العراقية. مع العلم ان الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت هاتين الجهتين ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. وفي نفس السياق اعطى حزب العمال الكردستاني 300 مقاتل لمساندة القوات الأمريكية في مدينة الموصل وتلعفر. بينما اتفقت القوات الامريكية مع منظمة مجاهدي خلق لإشراك مجموعة من مسلحيهم في ديالى وجنوب بغداد. اذن لماذا تسمي القوات الامريكية المقاتلين العرب بالارهابيين في حين انها تتعامل مع منظمات وضعتها واشنطن ضمن قوائم المنظمات الارهابية؟ وياترى كيف ستبرر امريكا تعاونها مع هذه المنظمات علما بان مرتزقتها كانوا يقاتلون الشعب العراقي بالتعاون مع نظام صدام؟ وكيف ستبرر الحكومة العراقية موقفها من كل ذلك مع انها تعرف ات هذه المنظمات هي العدو اللدود للشعب العراقي؟ يبقى السؤال الاخير : اذا كانت واشنطن تستغل منظمة مجاهدي خلق لنواياها المعروفة ضد ايران، فهل لواشنطن نوايا اخرى خفية ضد تركيا ؟ وهل تضحي واشنطن بمصير العلاقات الدولية للعراق مع دول الجوار ؟ قد يكون الامر كذلك جريا على المثل القائل ( مصائب قوم عند قوم فوائد).

في الحلقة القادمة ان شاء الله سننشر بعض الاثباتات على الكلام المذكور، فالى ذلك نستودعكم الله.