 |
-
مدينة الصدر.. من بركة آسنة إلى نموذج لما يمكن أن يحققه السلام
الأربعاء 12/1/2005 بغداد: اريك ايكهولم *- حالة من الاسترخاء تعم في هذه الأيام مدينة الصدر ببغداد، المنطقة الشيعية المغلقة، التي كانت مسرحا لمعارك شديدة في الربيع والخريف الماضيين، ويأمل الجيش الأميركي بالمساعدة في ابقائها على هذا النحو بتحويل الحي الكبير، المعروف بانتشار برك المياه الآسنة فيه، الى نموذج لما يمكن تحقيقه من تقدم. فقبل ثلاثة اشهر أمر مقتدى الصدر، رجل الدين الشاب، ميليشيا جيش المهدي التابع له بالقاء السلاح. ومنذ ذلك الحين أعد الأميركيون والحكومة العراقية المؤقتة خططا لانفاق مئات عدة من ملايين الدولارات خلال السنوات القليلة المقبلة على تصريف المياه ومشاريع المعالجة والمستودعات والمياه الصالحة للشرب والكهرباء والطرق الجميلة. وقال الجنرال جيفري هاموند، القائد الأعلى لفرقة الفرسان الأولى في مؤتمر صحافي عقد مؤخرا، ان «ما يرونه في مدينة الصدر هو ما يمكن أن يكون عليه مستقبل العراق. ففي هذا اليوم يعمل 18 ألف شخص في مدينة الصدر ويعودون الى بيوتهم ليكونوا مع عوائلهم بدلا من حمل السلاح».
ويقول السكان انهم سينظرون بعين التقدير الى أي تحسينات. ولكن كثيرين، وخصوصا اتباع السيد الصدر، الذين قد يشكلون نصف السكان، يحذرون ايضا من أن ولاءاتهم لا يمكن شراؤها.
وقال الشيخ يوسف الناصري، الذي يعمل في مكتب الصدر بمدينة الصدر «نحن نرحب بشركات البناء الأميركية ولكن ليس بقوات الاحتلال الأميركية».
والواقع ان اعادة اعمار البنية التحتية التي يمكن ان توفر لسكان المدينة الذين يزيد عددهم على المليونين، المياه النظيفة والطاقة الكهربائية المستمرة وتنظيف الطرق الجانبية، قد بدأت للتو. ويمكن رؤية بعض التحسينات وجرى تشغيل ألوف من السكان من جانب متعاقدين محليين لردم الحفر أو مد الأنابيب بأجور تبلغ حوالي ستة دولارات يوميا.
وجرى ايقاف تسريب بعض مواضع مياه التصريف، وتنظيف بعض الطرق الجانبية من أكوام النفايات المتراكمة منذ الخريف الماضي. وأزيلت من الشوارع الرئيسية المتفجرات المزروعة وسويت الحفر وتقوم مجموعات بزرع الأشجار في شوارع وسط المدينة.
وكدليل على حسن النوايا سلمت القوات الأميركية حوالي ألفي دجاجة مجمدة و175 خروفا حيا مع كرات قدم وآلاف من الحقائب المدرسية.
وقال محمد أحمد كلاف (32 عاما) العامل في أحد مشاريع الطرق عن أجره اليومي البالغ خمسة دولارات «انه ليس كبيرا ولكنه أفضل من لا شيء».
غير انه تساءل عن سبب رعاية وتمويل الأميركيين لمثل هذه العمل على اية حال. وقال «في العراق نفط. ما الذي جرى لأموال نفطنا؟».
ويفترض القادة الأميركيون الموجودون في المشهد انه اذا ما اتخذ الوضع السياسي انعطافا سلبيا فقد تستأنف المعركة.
وقال الكولونيل روبرت أبرامز، الذي يقوم بمهمة المراقبة في مدينة الصدر كآمر للواء الأول في فرقة الفرسان الأولى، انه «وفقا لمعاييرنا تعتبر البيئة الحالية هنا متسامحة، وهذا ما يوفر لنا فرص التوجه الى العمل»، ولكنه اضاف «نحن نعرف حقيقة انه في اللحظة التي يصدر فيها مقتدى اوامره لهم بالقتال فانهم سيبدأون القتال».
* خدمة «نيويورك تايمز»
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |