نائب الرئيس العراقي: المخاوف من حرب أهلية مبالغ فيها
Thu January 20, 2005 6:40 PM GMT+02:00
بغداد (رويترز) - استبعد ابراهيم الجعفري نائب الرئيس العراقي الذي ينافس على قيادة العراق بعد انتخابات تاريخية هذا الشهر المخاوف من ان البلاد قد تنزلق في حرب اهلية وسط تصاعد عمليات القتل الطائفية.
وتثير الهجمات على الحكومة المؤقتة التي يغلب عليها الشيعة وتدعمها الولايات المتحدة وعلى قوات الامن التابعة لها اضافة الى السنة الذين كانوا يعملون في حكومة صدام حسين السابقة احتمال تعرض قرون من التعايش الذي شابه التوتر في بعض الاحيان للخطر.
الا ان الجعفري الذي يقود حزب الدعوة الاسلامي الشيعي قال ان اندلاع صراع طائفي امر غير مرجح لان معظم العراقيين يريدون تجنب هذا الاحتمال المروع الذي يمكن ان يمزق البلاد.
وقال لرويترز يوم الاربعاء ان خلفية الذين يقتلون الشيعة ربما تكون سنية الا ان هناك فهما على نطاق واسع بانهم لا يمثلون التفكير السني.
واضاف انه لا السنة ولا الشيعة مستعدون لقبول حرب اهلية وان العراقيين مروا باختبارات كثيرة الا ان التعايش استمر.
وكان الجعفري يشير لتاريخ حكام يعودون الى القرن السادس عشر الذين قمعوا طوائف عراقية اعتبرونها تهديدا. وقمع صدام انتفاضة شيعية عام 1991.
ويحاول مسلحون سنة الان عرقلة الانتخابات المقررة في 30 يناير كانون الثاني التي تبدو الغالبية الشيعية واثقة من انها ستكون اكبر الفائزين فيها. ويدعو معظم زعماء التيار السني العام الى مقاطعة الانتخابات او تاجيلها الا انهم ينددون بالهجمات على المسلمين.
ويقول مسؤولون شيعة ان المسلحين بما في ذلك الاسلاميون السنة من داخل وخارج العراق يحاولون اثارة حرب اهلية عن طريق قتل مدنيين ورجال دين شيعة اضافة الى افراد الاجهزة الامنية الوليدة.
الا ان السنة يلقون ايضا باللوم على الشيعة في تغذية حالة الريبة قائلين ان زعماء الاحزاب الاسلامية الشيعية مثل الدعوة استهدفوا مسؤولين سابقين من السنة وشغلوا الوظائف الحكومية بمؤيديهم.
وينفي الجعفري استخدام حزبه للعنف او انه يريد تعميق الانقسامات الطائفية. وقال برنامج حزب الدعوة انه يؤيد التعددية وحكم القانون.
وكان الجعفري قد فر من العراق عام 1980 هربا من قمع صدام لحزب الدعوة الذي وصل الى ذروته باعدام مؤسس الحزب اية الله محمد باقر الصدر.
والدور الذي يقوم به الجعفري بحكم منصبه كنائب لرئيس الحزب شرفي الا انه من بين ابرز الاسماء على القائمة الشيعية التي تشكلت بمباركة اية الله على السيستاني أوسع رجال الدين الشيعة نفوذا والتي من المتوقع ان تسيطر على البرلمان الجديد.
وبرز الجعفري كواحد من بضعة متنافسين على قيادة العراق بعد الانتخابات. وتعتبر شعبية حزب الدعوة والتقدير لارث الصدر عنصرين في صالحه الا انه يفتقر الى تأييد امريكي حاسم شديد الاهمية لكي يصبح رئيسا للوزراء.
واعرب الجعفري عن ثقته في ان الانتخابات ستنجح حتى لو امتنعت اعداد كبيرة من السنة عن التصويت. الا ان زعماء السنة يقولون ان شرعية الانتخابات ستكون محل شكوك إذا لم يصوت السنة.
وقال الجعفري انه عندما تجرى الانتخابات في ظل ظروف كالتي يشهدها العراق فان اقبالا بنسبة تزيد على 50 في المئة يعتبر نجاحا مضيفا انه يتوقع ان يتجاوز الاقبال ذلك الحد وان هذه هي مجرد بداية للعملية السياسية