أرسل أحد الصحفيين العراقيين المعروف في الوسط الصحافي العراقي والإقليمي والدولي إلى مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في مدينة قم المقدسة، رسالة سأل فيها عن شرعية المشاركة في الإنتخابات المزمع إجراؤها في العراق .
فأجابه مكتب سماحته بوجوب المشاركة وعدم التهاون فيها ، معتبراً ذلك ضمان لحقوق الأكثرية.
وإليك نص السؤال والجواب:
س: كنتُ ممن رفض التعاون مع أمريكا في الحرب لاسقاط نظام صدام، وها أنا اليوم أرفض المشاركة في الانتخابات العراقية وأعلنتُ ذلك فأنا كاتب وصحفي، لكنني لا أعمل على تقويضها وأرفض العنف والترويج له، وأتعرّض لضغوط من أصدقاء لأغيّر موقفي بذريعة أنه حرام، فهل يجوز لي ذلك؟
تنبيه: امتنعنا عن ذكر اسم السائل بناءً على طلبه، واسمه محفوظ لدى مكتب سماحته.
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
ج: أفتى العلماء المراجع بوجوب المشاركة في الإنتخابات، فكيف يجوز لك المخالفة وأنت بصفتك كاتب وصحفي! فإذا كان واجباً كفائياً، كان الواجب عليك أن تشارك والحال إنه واجب عيني على كل فرد عراقي، وأمثالك عليهم المسؤولية المحتمّة تجاه هذا الحدث الذي كان حلماً لشعب العراق خصوصاً الشيعة على مرّ العقود الماضية فقد تحمّلوا ما تحمّلوا من القتل والسجن والتشريد وهتك الأعراض كل ذلك لأنهم شيعة أهل البيت ورفضوا الباطل جملةً تفصيلاً، فالغيور لا يرضى بأن يقف مكتوف الأيدي ولا يهمه مصير هذه الأمة حتى تفوت هذه الفرصة في هذا المنعطف من التاريخ، كيف وأنين المعذّبين في السجون باقية تصك المسامع، واستغاثة ذويهم تهزّ المشاعر، وهل ينسى التاريخ كل هذه المظالم، فلابدّ من دماء الشهداء أن ترفع لها صروحاً ويقوم لها رجال يطلبون بثارهم، وأيسر ذلك تليبةً لندائهم وهو إحقاق حقهم بالمشاركة الفاعلة في الإنتخابات وتمهيد الطريق لتكون هذه الإنتخابات حرّة وسليمة ونزهية تضمن حقوق الأكثرية، وأن لا تهضم حقوقهم كما هضمت من قبل، والله المستعان وهو من وراء القصد.
مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى
السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله / قم المقدسة
http://www.alshirazi.com/news/news1425/qomnews_198.htm