[align=center][glint]36 قتيلاً بهجمات التعطيل والفرز على ضوء المصابيح والشموع وتقارب بين قائمتي الحكيم وعلاوي [/glint]
العراقيون اقترعوا بكثافة والاحتلال يستبعد طلب انسحابه [/align]
بغداد واشنطن "الخليج"، وكالات:
اجتاز العراقيون أمس استحقاق الانتخابات وتهديدات المسلحين بإقبال عدد كبير من الناخبين على الاقتراع. ورغم المقاطعة التي شهدتها بعض المناطق، تمكن 60% من الناخبين المسجلين من الإدلاء بأصواتهم، بكثافة متفاوتة بين منطقة وأخرى، إذ لم يدل سوى ناخب واحد بصوته في سامراء. كما غاب المشهد الانتخابي عن الرمادي و”مثلث الموت”. وكان للعاصمة بغداد النصيب الأكبر من التفجيرات الانتحارية ال13 التي وقعت أمس وحصدت 36 شخصا. وبدأ فرز الأصوات على ضوء المصابيح والشموع في نحو 386 مركزاً. وأشارت نتائج أولية في البصرة الى تقارب قائمتي “الائتلاف الموحد” و”القائمة العراقية”. ولكن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس استبعدت أن تطلب الحكومة العراقية الجديدة انسحاب قوات الاحتلال.
واعتبر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أن الانتخابات حققت نجاحا مدويا وأن العراقيين اقترعوا للحرية، فيما استغلت كوندوليزا رايس المناسبة لشن حملة جديدة على جيران العراق.
وتحدى نحو ثمانية ملايين عراقي المسلحين، الذين هددوا بحمام دم، ليدلوا بأصواتهم في أنحاء البلاد. وقدرت المفوضية العليا للانتخابات نسبة الاقتراع في سائر الأنحاء بنحو 60%. لكن أجواء الانتخابات لم تكن متماثلة في كل المدن، لا سيما كثافة التصويت، إذ لم تشهد مدن شمال وغرب بغداد، التي تصنف بأنها مناطق سنية، إقبالا كالذي شهدته مدن الجنوب والشمال. ولم يصوت في سامراء سوى شخص واحد حتى الظهر. كما لم تشهد تكريت إقبالا يُذكر، وكذلك الرمادي، في حين تقدم عدد قليل من العراقيين للإدلاء بأصواتهم في الفلوجة وبعقوبة، بينما كان المشهد الانتخابي جنوب العراق فريداً، إذ شهد إقبالا واسعا على التصويت، الذي وصلت نسبته إلى 80% في النجف. كما كان كثيفا في البصرة. وشهدت مراكز الاقتراع في أربيل، التي يعتبرها الأكراد عاصمة إقليمهم، إقبالا شديدا من الناخبين.
وفيما بدأ الفرز على ضوء المصابيح في غالبية مناطق العراق، الذي يفتقر إلى الكهرباء، قال مسؤول كبير في “الائتلاف العراقي الموحد” إنه “واثق من أن الائتلاف فاز بغالبية الأصوات. وقال عمار الحكيم، من “المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق”، إنه طبقا لاستطلاعات الرأي العام في المحافظات فقد حققت “قائمة الائتلاف العراقي الموحد” الفوز.
وأظهرت النتائج الأولية في بعض المراكز الانتخابية في البصرة تقارباً واضحاً بين قائمة “الائتلاف العراقي الموحد” بزعامة عبدالعزيز الحكيم و”القائمة العراقية” بزعامة رئيس الوزراء إياد علاوي، وبشكل يتجاوز بوضوح بقية القوائم. وجرت عمليات فرز الأصوات في 386 مركزا انتخابيا مباشرة بعد إغلاق أبوابها. وتم الفرز على ضوء الشموع في بعض المراكز بسبب انقطاع التيار الكهربائي وحلول الظلام.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس أن حصيلة قتلى الهجمات التي نفذها 13 انتحاريا بلغت 36 شخصا، إضافة إلى إصابة العشرات. وتبنت جماعة أبومصعب الزرقاوي الهجمات. وأعلن الجيش الأمريكي مقتل أحد جنوده في الأنبار.
وقال وزير الداخلية فلاح النقيب للقناة البريطانية الرابعة بعد الاقتراع أمس إن القوات المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة قد تبدأ مغادرة العراق في غضون 18 شهراً. وأضاف: “أعتقد بأننا لن نحتاج للقوات الأجنبية في غضون 18 شهراً، وأعتقد بأننا سنكون قادرين على الاعتماد على أنفسنا”.
وقال مسؤولون في بغداد وواشنطن ولندن إن طائرة نقل عسكرية بريطانية من طراز “سي 130 هركيوليز” تحطمت شمال غرب بغداد. وأكدت وزارة الدفاع البريطانية النبأ، لكنها قالت إنها لا تملك تفاصيل عن موقع السقوط أو سببه. وفي وقت لاحق أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن بريطانيين قتلوا في الطائرة، من دون ذكر تفاصيل. وأشاد بالانتخابات العراقية، معتبرا أنها ضربة للإرهابيين.
وقال الرئيس الأمريكي بوش أمس إن العراقيين رفضوا ايديولوجية الارهاب المعادية للديمقراطية وسجلوا “نجاحا مدويا” في الانتخابات، وقال: إن العراقيين اختاروا مستقبل الحرية، وأثبتوا أنهم على قدر التحدي، وهنأهم على “الإنجاز التاريخي”، لكنه توقع استمرار الهجمات.
ووصفت وزير الخارجية رايس الانتخابات بأنها “يوم عظيم” وقالت ان نسبة الإقبال فاقت التوقعات، إلا أنها حذرت من ان تتسبب الانتخابات في موجة جديدة من العنف. وعبرت رايس عن اطمئنانها حيال احتمال قيام نظام إسلامي في العراق، مؤكدة ثقتها بأن العراقيين سيخوضون “نقاشا سليما حول دور الاسلام في مجتمعهم”. واستبعدت ان يطلب العراقيون من القوات الأمريكية الانسحاب من البلاد بعد الانتخابات. وقالت: “ان قواتنا لن تبقى الا اذا كان مرغوبا بوجودها، لكن يبدو أن الحكومة تدرك الوضع الأمني” المخيم على العراق. ورفضت تحديد موعد زمني للانسحاب وحملت على سوريا، قائلة إن دمشق لم تتخذ إجراءات كافية لمنع شبكات مسلحة من العمل من أراضيها، مؤكدة أن واشنطن قادرة على ممارسة الضغوط على سوريا. وردا على سؤال حول نوع الضغوط، قالت رايس: “لدينا سبل. وقد أمر الرئيس بفرض بعض العقوبات بموجب قانون محاسبة سوريا قبل اشهر”.