 |
-
عروسان جعلا يوم الاقتراع يوم زفافهما . والأمل يرقص في العيون ,تقرير شامل
[align=center]تقرير شامل عن يوم الانتخابات[/align]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]الأثنين 31/1/2005 "القبس" بغداد : د. جمال حسين- رقصت الأرواح العراقية الخيرة في بغداد والبصرة ودهوك، وبكت مودعة هذا اليوم البهي لشهداء البلاد، لشبانه الذين قدموا أرواحهم فداء للحظة التي تتلمس فيها الأم ويوشح بها الأب مفردة: انتخبناك! لكي تحررنا من الأسمال والأسماء المفروضة والخرقة التي خرجت بها البلاد بعد عقود من الثراء والدماء والحروب والاعتداءات والبغي والقول والفعل الفردي. انتصر العراقيون منذ الصوت الأول المركون في صندوق البهجة وحتى الصوت الأخير الجدير بالرنة والأغنية والمجد. [/grade]
عرس انتخابي
وأجمل منظر سجلناه أن عراقيا وعراقية أرادا النزول من السماء ليضمدا جراح الوطن بالاقتران يوم الانتخابات، وقد حوّلا ما نقوله من كلمات بان الانتخابات عرس العراق، الى واقع، فقد أعاق زفتهما فقط منع التنقل بالسيارات. قلت لهما: الا تستطيعان الاتفاق مع الجهات الأمنية لكي تكون السيارة الوحيدة «الملغومة» بالورود والأزهار تقبل للمركز الانتخابي في المنصور لتصير موسيقى السلم والكلمة التي تطيح بالعنف والإرهاب.
اصطحبانا لتصوير سيارتهما المركونة بالقرب من البيت، سيارة عرس الانتخابات، يا لها من فكرة! ويا له من تاريخ زواج، لا يستطيع فيه الرجل نسيانه ولو بعد قرن.
قلت لسؤدد ورشا اني سأخاطبهما في 30 يناير من كل عام لأحيي فيهما هذه الشجاعة ولأعبر عن قبولي لهديتهما، طالما بقينا وبقي العراق.
مفاجآت سنية
في قصر المؤتمرات نقلت هذه الحكاية الى وزير الداخلية فلاح النقيب المهموم بالنجاح والخشية من الأنباء السيئة، وطلبت منه بعد ان أعطيته عنوانهما التعامل مع الشابين العراقيين بشكل استثنائي هذا اليوم، فقال انه سيصدر أوامره من على منبر المؤتمر الصحفي مباشرة لأن تزفهما كل سيارات الداخلية بعد الخامسة عصرا (موعد انتهاء التصويت)، مضيفا: سأرد لك هذه البشرى بخبر مفاجئ للغاية وهو أن الإقبال كبير جدا في الموصل وأكثر من المتوقع، وبشرى أخرى أن إقبال المناطق السنية في بغداد أكثر بكثير من الشيعية (السيد النقيب سني طبعا).
ناخبون فحسب
حين مر بالقرب منا رئيس الجمهورية غازي الياور ليصل الى مركز الاقتراع في قصر المؤتمرات لم يتعامل احد معه ولم يعامل أو يجرب ان يتعامل مع أحد كرئيس. كان يسير كأي مواطن يحيط به عدد معقول من المرافقين. سار الى الموظفين الذين لم يقف له احد منهم كونهم في هذه اللحظة أهم منه، ويمارسون عملا يفوق أهمية من التقرب من اي مسؤول .
كذلك فعلوا مع الدكتور أياد علاوي الذي غطس أصبعه بالحبر كالرئيس تماما، فكانا مجرد ناخبين ألقيا بطاقتيهما. وذهب كل الى سبيله..
ونائب الرئيس إبراهيم الجعفري نسي نظارتيه فارتبك بالقراءة، لكنه عثر على المربع المعروف الذي سيصوت له، ووزير الدفاع حازم الشعلان لم يفرق بين بطاقة الجمعية ومجلس محافظة بغداد لولا تنبيه موظفة المركز له دون ان ينسى إشارة النصر الاميركية، بينما السيد عبد العزيز الحكيم ضرب مثلا ودرسا سياسيا عندما اصطحب زوجته معه في خطوة فيها الكثير من العبر والإشارات والرسائل.
جدد على الشغلة
غير أن الذي يراقب قادة العراق الحاليين والمستقبليين على الأرجح سيدرك ارتباكهم الجميل. فبالإضافة الى الضغوط الكبيرة الملقاة على رقبة علاوي، فانه أيضا بلغ من العمر السياسي عتيا دون أن يخوض الانتخابات.
لذلك، فان هذه الشغلة غريبة وجديدة عليهم، للأسف، لكنهم اليوم جميعا صنعوا الغنى وصهروا تقليد الحرية كالبلور والماس على صدر أي عراقي، لاسيما أن هولاء القادة وقفوا بحزم ضد دعاة تأجيل الانتخابات، ولكون كلامنا سيخرج بعد غلق الصناديق، فلابد في هذا المقام من تسجيل العرفان للدكتور علاوي الذي كان حازما وصلبا وتحمل مسؤولية إجراء الانتخابات، وسيسجل له التاريخ أن أول انتخابات حرة جرت في العراق كانت في عهده، وهو العارف بأنه غير ضامن لنتائجها ولا لاحتفاظه بمنصبه الحالي، بالرغم من أنه سيكون المرشح الأقوى للسير بالحكومة نحو الانتخابات الحاسمة القادمة.
تفوق البصرة
نقلوا لنا عبر الهاتف من البصرة في الساعة الثالثة ليلة الانتخابات، أن الجوامع في البصرة ومكبرات الصوت في الحسينيات أيقظت الناس لتحذرهم من أجبن عمل إرهابي يمكن أن يتصوره المرء، بعد أن قام بعض الأوغاد بتسميم مياه الشرب.
وبغياب الكهرباء والتلفزيون المحلي،ولأن الوقت متأخر جدا، فقد أنقذت المساجد البصرة من أكبر كارثة كادت تحل بها، وتطيح بالعملية الانتخابية، فالتحذير جاء قبل ساعات قليلة من انطلاقها.
تواصلنا هاتفيا لمعرفة ما حل بأهلنا هناك، وأكدوا لنا أن الإرهابيين حاولوا تسميم كل المياه التي تصل الى البيوت، فاضطر أهالي البصرة إلى التزود بمياه التناكر والمياه المعدنية وغيرها من الوسائل.
هكذا أرادوا شل ثاني أكبر مدينة عراقية، وهي المعروفة بنضالها وشهدائها الذين قارعوا النظام السابق والتي انطلقت من أحيائها الفقيرة في الحيانية والأصمعي اكبر انتفاضة شعبية امتدت الى كل محافظات العراق في مارس 1992.
وأجاب البصريون على هذا العمل الحقير، بإقبال ساحق، شارك فيه كل بيت بصري رجالا ونساء بكافة الأعمار . ليثبت البصريون أنهم كعادتهم رواد الأعمال الكبرى في التاريخ العراقي.
بداية متوترة
أصوات الانفجارات التي شهدها صباح بغداد لم تكن جديدة، بل نعدها أقل مما جرى في مناسبات أخرى. وهذه إشارة الى أن الخطة الأمنية التي وضعت أثبتت جدواها. مرت الساعتان أو الثلاث الأولى مع بعض التوجس والتوتر، وكان المواطنون يراقبون الوضع. وبشكل عام فان كل مواطن يعرف منطقته والحي الذي يسكنه، وساعد منع تنقل السيارات والكثافة الأمنية وتواجد الشرطة والحرس الوطني في مناطقهم وبالقرب من المراكز الانتخابية، وخطة الدوائر الأمنية الثلاث التي تحيط بمراكز الاقتراع أفادت وقامت بحمايتها كما ينبغي، الأمر الذي فهمه الناس وقرأوه، لذلك صوتوا بأعداد كبيرة.
تكتيك الإرهابيين
الخطة الأمنية أجبرت المجرمين على تغيير تكتيكهم المعروف، بتفجير السيارات المفخخة، فقاموا بتفخيخ انفسهم لتفجيرها في المراكز. لكن هذا لم ينجح، فقد اضطر بعض المهاجمين إلى تفجير أنفسهم على مبعدة مائة متر، أي في الحلقة الأولى التي تحيط بالمركز . حصلت هذه العملية في مركز الزهراء الذي تحدثنا عنه في رسالة أمس.
ولعبت الطائرات العمودية دورا مهما في مراقبة شوارع بغداد لقنص كل السيارات التي قد تخالف إجراءات المنع، وكذلك اصطياد الذين اضطروا لقصف الناس بقنابر الهاون.
المجرمون اضطروا إلى استخدام الهاون والقصف من بعيد، ويعلمون جيدا ان المراكز كلها في الأحياء السكنية ويصعب جدا تحديد إحداثيات قنابلهم، ومع ذلك لم يمتنعوا من توجيه بعض الضربات على الناس.
بهجة وفخر
لقد قام كل من عمل لتقديم عيد الانتخابات الى العراقيين، بجهد كبير وانتصرت إرادة هذا الشعب، ففي الناصرية والبصرة والعمارة امتلأت صناديق الاقتراع أكثر من المتوقع، مما جعل المفوضية ترسل صناديق إضافية.
في الديوانية والحلة والكوت، كبـّرت المساجد ودعت الناس للذهاب الى مراكز الاقتراع معتبرة المشاركة واجبا وطنيا محفزة إياهم معيدة توصيات المرجعية التي اقتربت من الفتوى بوجوب المشاركة في الانتخابات.
في هذه المدن والبصرة وبغداد، كان رجال الشرطة ينقلون الناخبين بسياراتهم ويساعدون الكبار والنساء، لكون الانتقال بالسيارات محظورا، ولأن الشرطة تغيرت مع النظام ولم تعد تلك القوى الأمنية التي تهين وتنكل بالناس، بل تخدمهم.
لقد أوقع النظام السابق المفوضية العليا للانتخابات وأعضاءها الأبطال بحيرة وتعب، لأنهم لم يجدوا أي قاعدة بيانات للإحصاء الخاص بالانتخابات، ولم يمتلكوا أي معطيات أو رقم يعتمدون عليه، لذلك بدأوا من الصفر تقريبا ليقدموا الى العراق وكل الإقليم، أهم تجربة ديموقراطية.
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082 0000FF"]مشاجرات مفلسة
في غضون العرس الانتخابي العراقي، حدثت بعض العمليات المتفرقة في الكرخ وسقطت بعض قنابل الهاون في مدينة الصدر في الرصافة.
أما في جنوب بغداد وتحديدا في مثلث الموت الخاص باللطيفية والمحمودية والرشيد فلم تفتح بها المراكز الانتخابية، بل فتحت في مناطق قريبة منها. فتلك المناطق اختار المجرمون فيها السيطرة على مقدرات الناس الذين ارتضوا بدورهم لعب دور سلبي تجاههم. وعموما فإن من مجموع 5230 مركزا كان ينبغي أن تعمل في يوم الانتخابات، افتتحت 5171 وهي نسبة كبيرة، أما الذين أعاقوا فتح العدد البسيط من هذه المراكز، فليذهبوا الى الجحيم أو هم ذاهبون فعلا.
آراء السعداء
أما الذي ذهب الى مراكز الاقتراع، فهو يؤيدها بالبداهة ولا حاجة لسؤاله عن رأيه بها. لكن من الممكن رؤية سعادته وفرحه وحماسه باسترجاع حقه الأساسي باختيار ممثليه والتعبير عن رأيه.
ثمة من جلب صغاره معه لكي يعلمهم ويذكرهم بهذا اليوم، ولكي تكون الانتخابات بالنسبة لهم بعد سنوات أمرا طبيعيا. ونسوة وكبيرات في السن قدمن أكثر من غيرهن لمراكز الاقتراع.
وشكل العراقيون من الجنوب حتى الشمال لوحة من الفرح عبروا عنها بالأهازيج والردّات الشعبية وكلها كانت معنونة الى العراق، للوطن الذي صحا اليوم مطلقا أجنحته الى الفضاء الذي يستحقه.[/grade]
[align=center] .gif) [/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |