 |
-
لقد عبرنا الشط
صباح الخير يالجيران . . . . . عبرنا الشط..
كتب زهير الدجيلي:
جرت الانتخابات العراقية بمعطيات ونتائج احبطت الكثير من توقعات المتشائمين والمتربصين بها. وكان خير تعبير لوصف الانتخابات، هي صيحة الفرح تلك التي اطلقها ذاك العراقي وهو يخرج من المركز الانتخابي بعد ان ادلى بصوته صائحا: عبرنا الشط. لقد نجحت حكومة علاوي واجهزة وزارتي الداخلية والدفاع وقوات التحالف في خطتها الأمنية. وهذا النجاح هو الذي ضمن سير الانتخابات بتوقعات المتفائلين، وليس المتشائمين الذين كانوا يعتقدون ان العراق سيغرق في بحر دماء. لقد خابت ظنون الارهاب واصبحت في قبضة اجهزة الامن اهم عناصر الشبكة الارهابية، وسلمت العملية الانتخابية باقل التضحيات. وهنا تستحق قوات الامن العراقية وافواج الجيش العراقي والمفوضية العليا والمراقبون والمشرفون كل الشكر والتقدير، فقد قاموا بجهدهم الوطني، واكدوا عزيمتهم في حماية ارادة الشعب. وعلى خلاف ما قيل عن مقاطعة ما يسمى بالمثلث السني فان اغلب مدن هذه المناطق شاركت في الانتخابات. وتوجه الناخبون في تكريت والدور وبلد وبيجي والدجيل، وسامراء وديالى والفلوجة والموصل وكركوك والحويجة وغيرها الى صناديق الاقتراع، واذا كانت المشاركة اقل من مناطق الشمال والجنوب، فان الدلائل اكدت ان هذا الشعب لن يسمح باعادة انتاج جمهورية الخوف التي يسعى اليها اعداء التغيير. والتوقعات الاولية ان نسبة المشاركة قد تتجاوز الـ 60% اذا اخذنا بعين الاعتبار استطلاعات الرأي التي قالت ان 75% نسبة المشاركة في شمال العراق. و65% في الجنوب و45% في بغداد و25% اجمالي المشاركة في بعض مدن الوسط السني. وهذا ما يجعلنا نسير الى نسبة اجمالية قد تصل الى 60%. وكثير من الدول التي تتباهى بديموقراطيتها كانت نسبة الناخبين فيها لا تتجاوز هذه النسبة. ان ذلك يعني الكثير بالنسبة لبلد دمرته الدكتاتورية والحروب وتنهشه اليوم قوى الارهاب والتدخلات الاقليمية وتوقعات المستعرقين العرب الذين يرسمون كل يوم صورة سيئة عن العراق. ومن دواعي الابتهاج انه لم تحصل انتهاكات بين هذا العدد الكبير من القوائم المتنافسة.. مما يدل على وعي القوى السياسية المشاركة فيها، واذا كانت قد حدثت اخطاء طفيفة فان طبيعة التجربة الديموقراطية الاولى تبرر هذه الهفوات. وهنا لابد ان نشير الى مظهر يهيج ذلك الذي ظهر فيه ابناء العراق وهم يتوجهون الى الانتخابات بمظاهر الفرح والبهجة كما لو كان هذا اليوم يوم عيد وكانت المرأة العراقية الصورة الجميلة الرائعة في هذا المشهد. ومهما تكن النتائج فان الانتخابات ليست الدواء السحري للشفاء من العلل التي ابتلي بها الجسد العراقي. لكنها وسيلة للوصول الى دستور يضمن الحقوق والى حكومة نؤيدها حين تعمل وتنتج وتنقل العراق الى ضفة التنمية، ونعارضها حين تبيع كلاما في الهواء.. لقد عبرنا الشط.
[blink]أللهمَ أحيينا حياةَ محمدٍ وألِ محمدٍ وأمتنا مماتهم[/blink]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |