 |
-
تحليل إخباري ... كركوك.. وحسابات الأتراك
[align=center][blink]تحليل إخباري [/blink]... [glint]كركوك.. وحسابات الأتراك [/glint][/align]
أنقرة-حسني محلي:
منذ اليوم الاول لاجتياح ميليشيات جلال الطالباني مدينة كركوك في العاشر من نيسان/ ابريل ،2003 اي بعد يوم من سقوط بغداد، وتركيا تقول انها لن تقف موقف المتفرج تجاه ما يحدث في هذه المدينة خصوصا، وشمال العراق عموماً. وفي الوقت الذي يعلم فيه الجميع أن التهديدات التركية لن تكتسب طابعا عمليا لم يتردد الجيش الامريكي، في تقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي للزعيمين الكرديين جلال الطالباني ومسعود البرزاني وتحولا الى عنصر مهم في مجمل الحسابات السياسية والامنية والاستراتيجية في العراق.
وجاءت عملية اسر 11 من العساكر الاتراك في مدينة السليمانية 4 تموز / يوليو 2003 من قبل القوات الامريكية لتضع انقرة امام تحديات جدية مع الحليف الاكبر واشنطن، التي رفضت كل الطلبات التركية للتنسيق والتعاون المشترك ضد 5 آلاف من عناصر حزب العمال الكردستاني التركي الموجودين شمال العراق برضى امريكي ودعم كردي عراقي ولو غير مباشر.
ولم تستطع انقرة طوال الفترة الماضية ان تقنع الامريكان لاتخاذ اي موقف جدي ضد مساعي الاكراد لاحكام سيطرتهم على مدينة كركوك التي نقل اليها البرزاني والطالباني الآلاف من الاكراد الذين طردهم صدام حسين في السبعينات والثمانينات. فيما يقول الاتراك ان عدد الذين عادوا الى كركوك اضعاف واضعاف الذين طردهم صدام. وهو ما سبب مأساة لآلاف العرب الذين جاء بهم صدام الى كركوك من الجنوب فطردهم الاكراد هذه المرة منها.
وتأتي نتائج الانتخابات الاخيرة في مدينة كركوك لتساهم في إحكام سيطرة الاكراد على المدينة التي تعيش فيها نسبة عالية من التركمان الذين فشلوا في الحصول على دعم تركي مباشر مقابل الدعم الكبير الذي حصل عليه الاكراد من واشنطن.
ولم تمنع كل هذه التطورات المسؤولين الاتراك من متابعة انتقاداتهم العنيفة لواشنطن وقالوا عنها انها السبب في كل ما حدث ويحدث في كركوك وشمال العراق والعراق عموما. في الوقت الذي استمرت فيه بعض الاوساط القومية في دعوتها للحكومة للتدخل العسكري المباشر لمنع الاكراد من احكام سيطرتهم على كركوك، واعتبرت ذلك خطوة اولى ومهمة على طريق دعم الكيان الكردي الفيدرالي ولاحقا الدولة الكردية المستقلة، خصوصاً بعدما جعلت الانتخابات الاخيرة في العراق عموما من الاكراد ورقة مهمة في مجمل الحسابات السياسية وموازين القوى العرقية والمذهبية.
وتصدت العديد من الاوساط الاكثر منطقية وعقلانية لدعوات هذه الاوساط القومية التقليدية، وقالت إن التهديدات التركية بالتدخل في العراق بعيدة عن الجدية وتفتقر لأبسط مقومات العمل السياسي والعسكري لأن مثل هذا التدخل سيعني احتلال العراق وشن الحرب عليه، وهو ما لا ولن تقبل به واشنطن، وكما سيتصدى له اكراد العراق الذين يملكون الآن جيشا مجهزا تماما من 80 الف من عناصر البشمركة. كما لا تتجاهل الاوساط المذكورة استمرار وجود 5 آلاف من عناصر العمال الكردستاني التركي في شمال العراق وهم يتصيدون الفرص للعودة للعمل المسلح ضد تركيا.
وتضع جميع هذا الحسابات الحكومة ومعها الجيش امام تحديات جدية، وعلى الرغم من استمرار وسائل الاعلام الكبيرة في تحريضها للحكومة واستفزازها لها في هذا الموضوع. وترجح الحكومة معالجته بالتنسيق والتعاون مع دول الجوار، وخصوصاً سوريا ومن خلالها مع الدول العربية التى تتمنى لها انقرة ان تولي موضوع كركوك والعراق اهمية واهتماما اكبر.
وليبقى الانتظار هو الخيار الاكثر قبولا بالنسبة لأنقرة التي ستستمر في مراقبة الوضع العراقي عموما قبل ان تتخذ اي موقف عملي في موضوع كركوك وشمال العراق عموما. فيما يبدو ان الحوار مع كل الاطراف العراقية بما فيهم الاكراد سيكون الخيار المرحلي بالنسبة لحكومة اردوغان التي وضعت مع ذلك وستضع العديد من الخطط والبرامج والمخططات السياسية والاقتصادية والامنية والعسكرية لمواجهة كل الاحتمالات الايجابية منها والسلبية ومهما كان حجمها وإطارها عراقيا وإقليميا!
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |