[align=center][/align]
[align=center][glint]ايلاف تدخل على خط التدخل الفج في الشؤون الداخلية للعراق[/glint]
زهير الزبيدي[/align]
في خطوة غير مسبوقة من ايلاف. الصحيفة الألتكتورنية الواسعة الأطلاع من قبل الجمهور العربي، ولاسيما العراقي ( إن اعترفوا بنا عراقيين) دخلت وبشكل مفاجئ الى صف العروبيين الذين يزايدونا على عراقيتنا، نحن اصحاب الأرض والأرث الثقافي والتأريخ، العريقين الأصيلين. وبشكل هذه المرة، فاق تخرصات الشعلان أثناء الحملة الأنتخابية التي ستنتهيي بفوز ساحق لقائمة الأئتلاف العراقي الموحد، والتي يصر الجميع من أعداء الشيعة العراقيين، البقية الباقية من أصالة العرب على تسميتها بالشيعية.
في خطوة غير مسبوقة نشرت ايلاف على صفحتها الأولى وثيقة ادعت أنها لخطة انقلاب عسكري ايراني. ودون أن ينسب الى الدكتور اسامة مهدي المعروف عن تقاريره حول العراق.
اليوم GMT 20:00:00 2005 الخميس 3 فبراير وتحت عنوان واضح الأهداف، ومستفز للمشاعر العراقية التي صوتت لهذه القائمة العراقية،بالتأريخ، والأصالة، واللسان . يقول: (خطة إيرانية لانقلاب عسكري في العراق) عنوان مبهم المعنى ، مفهوم الأهداف. وبمقدمة له فاقت ما ورد بالوثيقة المزعومة، والتي لاتخلو من تلفيق. ومعروفة المصدر الذي هو ودون أدنى شك الشعلان ولاغير الشعلان. فقد سبقت ايلاف، نشر هذه الوثيقة أكثر من رسالتين للشعلان، يبين فيها اعتذاره المبطن لايران وحزب الدعوة، وشخيصيات العراق التي اتهمها بالأصول الايرانية. وهجومه اللامسؤول لمسؤول في دولة، قيد الأنشاء في ظل احتلال، على شخص الجلبي. واردفوها بالرابعة التي يعود فيها الى سيرته الأولى ليرمي بساهمه البعثية ضد غرمائه السياسيين.
تبدأ ايلاف ( والمتتبع لكل نشرات ايلاف حول العراق يعرف الأسلوب هو للدكتور اسامة مهدي) إلا أن ايلاف رأت هذه المرة أن تنشرها باسمها ما يعني المقصود اخفاء المصدر: (خاص بـ "إيلاف": كشفت وثيقة تلقتها إيلاف عن تورط القيادة الإيرانية ممثلة بمكتب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي والحرس الثوري في الشأن العراقي في شكل عسكري مباشر من خلال خلايا وتنظيمات مسلحة).
مثل هذا الكلام لايمكن أن ينشر بطريقة الأتهام المباشر حتى وإن كان الهدف هو السبق الأعلامي. وإن كان ولابد من مقدمة فمن المعيب أن يزيد المحرر على محتويات الوثيقة أباطيل، وتنشر بشكل اتهام مفرغ منه. وكأن ايلاف مارست حقها غير الطبيعي باجراء التحقيقات اللازمة للتأكد من صحة الوثيقة، حتى أصدرت حكمها بأن ايران تتآمر على العراق بمساعدة المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق.
ولتأكيد صحة الوثيقة، وباسلوب بعيد كل البعد عن الحرفية والحياد الأعلامي، راحت ايلاف وللأسف تصوغ المقدمة للوثيقة المنشورة باسلوب عدائي لشيعة العراق. وبهذا فهي تصطف مع أعدائه من الأرهابيين والقتلة وقيادتهم المتمثلة بغطائها السياسي، جماعة علماء السوء خريجي جامعة صدام الأسلامية المبنبوذين من قبل الأخوة السنة العراقيين فتقول : (واتهمت طهران ودمشق بالتدخل في الشأن العراقي، من جانب الولايات المتحدة ودول أخرى، لكنهما ظلتا على الدوام تنفيان ذلك، بل إنهما شاركتا في الدعوة إلى عدم التدخل في الشأن العراقي، مع توجيه نداءات مستمرة للعراقيين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع في الوقت الذي كانت فيه فئات سنية تدعو الى المقاطعة) وبهذا الأسلوب فقد ألقت ايلاف نفسها في صفوف السنة المقاطعين للأنتخاب بحجة الأحتلال. وفي الوقت الذي تؤكد فيه ايلاف، اتهام ايران، فهي تنئى بنفسها بالكلام عن سوريا. التي جاءت الأعترافات على تدخلها بشكل بشع، من خلال اعترافات مؤيد الياسين والصور التي كانت معه. والملتقطة في سوريا مع شخصيات سورية كبيرة في الدولة السورية، والتواجد الكبير الذي لمسه العراقيون، لقيادات القتل والأجرام البعثية في سوريا ومناطقها الراقية. ومليارات الدولارات وسبائك الذهب التي وصلت الى سوريا. ووجود ابو الثلج وسبعاوي ابراهيم وقيادة البعث القطرية الجديدة كلها في سوريا. إلا أننا لم نسمع ولم نرى عن ايران إلا وثائق مكتوبة، وجيوش خيالية لايمكن أن يضمها العراق. والأكثر من هذا وذاك، فان شعب ايران فارسي ومهما اتقن العربية فوضوح اللكنة في كلامه معروفة، بينما السوريون عرب والآلاف منهم، ومن الفلسطينيين عاشوا في ظل النظام في العراق، بل كانوا أسياده، ولا يمكن تمييزهم عن العراقيين أبداً. ناهيك عن السعوديين والأردنيين والعالم العربي كله قدم الى العراق ومارس القتل والتخريب . لكننا لانسمع في ايلاف عن كل هذا.
حقا ان ايلاف تخرج عن مألوفها، فتزج نفسها مع المطبلين بعد أن عهدناها مساحتنا التي نوصل صوتنا من خلاله. فتتمادى بالتدخل في شؤون العراق وتقول: (وكانت إيران عهدت منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي إلى حرسها الثوري تشكيل ورعاية لواء بدر التابع للمجلس الإسلامي الأعلى للثورة في العراق حين كان زعيمه الراحل محمد باقر الحكيم لاجئا سياسيا هناك، إلى أن عاد مع احتلال العراق، ولم يلبث أن قتل في حادث تفجير دموي في النجف في العام الماضي، واتهمت جماعة أبي مصعب الزرقاوي بتنفيذ الحادث.) في الوقت الذي لاننكر فيه أن المجلس الأعلى تشكل في ايران، وأنه مدعوم من قبل حكومتها، وأنه مارس حقه في الدفاع عن حقوقه في عراقه الذي ينتمي اليه. لكنه لم يقتل بريئاً، ولايهدم جسراً، ولا يفجر انتحارييه في سوق يكتظ بالأبرياء، ولم يفجر انبوب نفط. فكان كباقي المناضلين العراقيين القوميين، تدربوا في مصر ايام زمان، وقبضوا من عبد الناصر، وهناك قيادة قومية لحزب البعث عاشت في سوريا وقبضت من سوريا ولاتزال. وتشكيلات كثيرة قبضت من القذافي، وناضلت في اليمن عبر البحار والقفار. أما المجلس الأعلى وبعد أن سحقتهم بشاعة البعث ، وأغلقت أبواب بلدانهم أنظمة العرب الفاشية، وهجر البعث الفاشي عوائلهم بين الوديان والسهول والألغام، وانتهك العرض العراقي في صحراء السعودية ولحد الآن. فتحت ايران ابوابها لهم، ودعمتهم لكن بدافع التكليف الديني ، وليس العنصرية القومية التي فتك بنا ونحن مطاردين من كل الأنظمة العروبية، التي كانت تزور بغداد وتتنغى على جنائز شبابنا يوم قالها المقبور خير الله طلفاح ( نهد كلابهم عليهم) بأدنى مستوى للأخلاق العروبية.
وأرى ايلاف تريد بمقدمتها هذه العنصرية للأسف، التي سبقت نشر الوثيقة المزعومة، تبرئة الزرقاوي من تفجيرات النجف، وكربلاء والحسينات والجوامع الشيعية. والقتل على الهوية، وشي الأبرياء من أهلنا في مدينة الصدر، انها العدالة البدوية الجاهلية.
وتذهب أكثر من ذلك فتنصب لنا الشعلان والنقيب، قيادة عراقية مؤقتة فتقول: (كما أن قيادات الحكومة العراقية الموقتة وخصوصا وزيرا الدفاع حازم الشعلان والداخلية فلاح النقيب صرحا لمرات عديدة عن مؤامرة إيرانية ضد العراق، عبر آلاف من الإيرانيين الذين دفع بهم إلى مناطق جنوبية حيث غالبية شيعية تعيش هناك. وقدر الوجود الإيراني بحوالي مليوني شخص.) لكنهم لم يبرزوا لنا الأدلة وتكتموا على ممارسات السوريين، والأردنيين ، والأماراتيين. وهل تصدق ايلاف بقزم الأردن بدخول مليون ايراني. انه غباء المفلسين والحاقدين على العراق.
ولو فرضنا جدلاً هذه الوثيقة الملفقة وما أكثر ما لفق فأر العوجة الأحمق من وثائق. جاءت صحيحة فهل يعقل أن ايران التي لايهدأ لها بال منذ احتلال العراق، قادرة على مواجهة أمريكا واخراجها من العراق؟ ، وتستطيع أن تفرض حكما عسكريا تديره من طهران؟.
حسب معرفتنا بالأيرانيين وحنكتهم بالخدع العسكرية لاأعتقد أنهم يصلون الى هذا الحد من التفكير العقيم المهلك. اللهم إلا أن تكون قد تقاسمت العراق مع أمريكا وتعد وثيقة اعتراف باسرائيل، بل تقاسم المنطقة كلها مع أمريكا. إنه جنون الأعلام وغباء الحقد الطائفي الدفين.
أعتقد أن أمريكا وبعد عقود من الصداقة مع الجربان أصبحت تفكر باستبدالهم. لقناعتها أنهم تجاوزهم العصر، وأن عهد الوهابية قد انتهى. ومفعولها أمام الوعي السلامي الحضاري قد استنفذ . وانها قادمة على عقد حلف مع من تستأمنه على مصالحها من الشيعة في العراق. أو قد تنسق مع خطوط خفية في القيادة الأيرانية. أما شيعة العراق فليس لهم إلا الله والسنة الواعين من أخوتهم في العراق. وإلا ستتقاذفنا الأطماع، وتمزقنا أربا اربا.
زهير الزبيدي
03 / 02 / 2005