الائتلاف الشيعي في العراق عملاق على قدمين غير ثابتتين تهدده النزاعات

(06/02/2005)

بغداد (اف ب) يرى المحللون ان قائمة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية التي باركها اية الله العظمى علي السيستاني لخوض الانتخابات العامة والتي تحتل الطليعة حتى الان في النتائج الاولية وتثير المخاوف ليست في الواقع سوى عملاق يقف على قدمين غير ثابتتين تهدده النزاعات الشخصية والاستراتيجيات المتباينة.

وكانت القائمة عند تشكيلها في كانون الاول/ديسمبر الماضي استحوذت على اهتمام واسع واثارت العديد من الامال لدى الشيعة وهم الغالبية العراقية في الوصول للمرة الاولى الى السلطة بعد ثمانية عقود هي عمر العراق الحديث وثلاثة عقود من قمع نظام صدام حسين.

وتشير النتائج الاولية التي اعلنت حتى الان ان القائمة حظيت باصوات مليونين ومئتي الف ناخب عراقي فيما لم يتم بعد سوى فرز اربعين في المئة من اوراق الاقتراع في اول انتخابات تعددية تشهدها البلاد منذ نصف قرن.

لكن المحللين العراقيين والاجانب يشكون في ان تتمكن القائمة الشيعية من التماسك وهي التي تضم خليطا متنافرا من الاسلاميين المحافظين ورجال الدين المتشددين ومجموعات صغيرة من السنة والتركمان والاكراد الشيعة والشخصيات المستقلة..

ويتوقع المحللون ان تبدا التصدعات الاولى بعد اعلان النتائج رسميا للمقاعد المئتين وخمسة وسبعين في المجلس الوطني وبداية السباق الى الحقائب الوزارية وخصوصا حقيبة رئيس الوزراء.

وحتى الان يؤكد المسؤولون في القائمة الشيعية الرئيسية ان الائتلاف متماسك وصلب.

ويقول حيدر الموسوي المتحدث باسم المؤتمر الوطني العراقي بزعامة احمد الجلبي الشخصية المثيرة للجدل والطامح الى رئاسة الوزراء ان "اطراف القائمة سيستمرون في العمل معا وقد مضى وقت طويل وهم يعملون بهذا الشكل (...) على الاقل منذ 1992".

لكن اللهجة تختلف تماما في المجالس الخاصة. ويرى مسؤول كبير في القائمة طلب عدم الكشف عن هويته ان "الشيعة سيبقون القوة المسيطرة لكن في الصيغة الحالية" فيما يرى مراقب غربي تابع الانتخابات "في الواقع القائمة ضعيفة جدا لذلك كان الاصرار على ان تجري الانتخابات في 30 كانون الثاني/يناير وليس بعد ذلك".

ويضيف المراقب نفسه "انها مسألة اشهر وربما اسابيع بسبب الشخصيات التي تتكون منها القائمة وعمق المشاكل (...) انه ائتلاف انتخابي قوي لكنه تحالف سياسي عابر".

وقد تكونت القائمة باصرار واضح من السيستاني الذي يريد الوصول بالشيعة الى السلطة.

ويترأس القائمة رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم وهو رجل دين. وقد حرص حتى الان على التاكيد ان رئاسة الحكومة امر لا يعنيه وانه ليس مهتما به.

لكن القائمة تضم ايضا نائب الرئيس العراقي ابراهيم الجعفري زعيم حزب الدعوة الاسلامية اضافة الى الحزب المنشق عنه وهو حزب الدعوة الاسلامية تنظيم العراق (عبد الكريم العنزي) ثم احمد الجلبي الطفل المدلل سابقا لواشنطن زعيم المؤتمر الوطني العراقي ووزير المالية عادل عبد المهدي والعالم النووي حسين الشهرستاني.

ويعتبر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق تنظيما شديد المحافظة حتى ولو انه اخذ جانب الحذر في الاشهر الاخيرة في مطالبه الاسلامية.

ويتوقع الخبراء صعوبات كبيرة في التعايش بين حزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وهما تنظيمان يخوضان منافسة ضارية لكسب ود الشيعة.

الى ذلك هناك ظل الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر. وكانت ميلشياته التي عرفت باسم جيش المهدي خاضت قتالا ضاريا ضد الاميركيين. ويعتبر التيار الصدري مؤيدا للائحة الائتلاف رغم عدم مشاركة الصدر في الانتخابات لكن مطالبه برحيل القوات الاميركية عادت الى الواجهة مجددا.

وقد حرص الصدر في خطبة الجمعة على دعوة الجميع للمطالبة "بجدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال من العراق".

ويبدو ان قدرة السيستاني نفسه على الامساك بزمام القائمة هي المفصل الحقيقي اذ يدرك المرشحون جميعا انهم انما وصلوا بفضل دعم اية الله .. وان عليهم ان يواجهوا الناخبين مجددا خلال عام وهم لذلك بحاجة الى استمرار دعم المرجعية.


اف ب. ©2001