[align=center]يريد بقاء القوات الأجنبية لبعض الوقت ويؤيد الفيدرالية وحقوق المرأة وكفالة الحريات
الجعفري يضع وقف العنف على رأس أولوياته ويستبعد حرباً أهلية طائفية [/align]

[align=center][/align]

قال نائب الرئيس العراقي إبراهيم الجعفري رئيس حزب الدعوة الإسلامي ومرشح قائمة “التحالف العراقي الموحد” المتصدر في الانتخابات لتولي منصب رئيس الوزراء إن وقف العنف في البلاد سيكون على رأس أولوياته، ورأى أن القوات الأمريكية ستبقى في العراق الوقت اللازم لتحقيق هذا الهدف، ونفى أن يكون الدستور الذي سيكتبه المجلس الوطني المنتخب “إسلامياً” بل يستلهم القيم الإسلامية، واستبعد وقوع حرب أهلية طائفية بين السنة والشيعة وشدد على أن العراقيين من الطائفتين مروا باختبارات كثيرة، إلا أن التعايش بينهم استمر.

وقال الجعفري (58 سنة) في مقابلة مع “اسوشيتدبرس” إن الإسلام يجب أن يكون الدين الرسمي للعراق، وأحد المصادر الرئيسية للتشريع، إلى جانب المصادر الأخرى. وأكد أن الدستور الدائم لن يكون إسلامياً لكنه سيراعي القيم الإسلامية. وأكد أنه يؤيد حقوق المرأة ومن بينها حقها في أن تكون رئيسة للبلاد أو رئيسة للحكومة، وأكد تأييده بحق الحكم الذاتي ل (الأكراد) وكفالة الحريات الفردية لكل العراقيين.

وقال الجعفري الذي يحظى بتأييد المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني لتولي المنصب إنه لا يستطيع أن يؤكد إلى أي مدى هو الإجماع داخل تحالف “الائتلاف العراقي الموحد” لترشيحه لمنصب رئيس الوزراء. وأضاف: “أعتقد أن بعض إخوتنا في الائتلاف مقتنعون بترشيحي لكننا نحتاج إلى بعض الوقت للحصول على إجماع”.

وأشار الجعفري إلى أنه إذا تولى رئاسة الحكومة فسيجعل أولويته وقف أعمال العنف الذي عرقل استرداد البلاد عافيتها بعد عقود من الحروب والضنك. وقال: الوضع الأمني يأتي في المقدمة، لأنه عنصر ضاغط وأكد أنه لن يضغط على الولايات المتحدة وحلفائها لسحب الجنود الأجانب من العراق في وقت قريب. وأوضح “الدماء تهرق، وكل البلاد تحت وطأة الهجمات. ماذا سيحدث إذا قررنا إخراج القوات الأجنبية من العراق فوراً؟ لا شك أن الوضع سيتردى وسيصبح أسوأ مما هو عليه الآن”.

وقال الجعفري إنه يؤيد رغبات الأكراد والشيعة في إقامة نظام فيدرالي في العراق، وأضاف “اتطلع إلى دستور دائم يكون بمثابة مرآة صافية تعكس مكونات الشعب العراقي. دستور يحترم كل معتقدات الشعب العراقي، ويكفل الحريات العامة لكل فرد”، لكنه شدد على رفضه أي محاولة لتقسيم العراق أو تجزئته وقال: الفيدرالية لا تعني الانفصالية.

ورغم أن الجعفري يقود حزب الدعوة، إلا أن بعض آرائه تتناقض مع الأفكار التي ينشرها الحزب في موقعه على الانترنت. فالحزب يدعو بوضوح إلى “أسلمة” المجتمع العراقي والدولة وتطبيق الشريعة الإسلامية. لكن الجعفري نفى أن يكون هناك “تناقض” وقال “النظرية تختلف عن التطبيق”.

وفي حديث آخر ل “رويترز” قال الجعفري إن العراق لا يمكن أن ينزلق أبداً إلى حرب أهلية. ويقلل الجعفري من أهمية تحدي الانقسامات الطائفية والعرقية في البلاد ويصر على أن السياسة ليست “أبيض أو أسود”، ويجب التعامل معها بحرص ويرى أن للسنة دوراً في العراق مثل أي طرف آخر، وأضاف انه لا السنة ولا الشيعة مستعدون لقبول حرب أهلية وأن العراقيين مروا باختبارات كثيرة، إلا أن التعايش استمر، ويصر على استبعاد تفجر حرب أهلية بشكل كامل في العراق لأن العراقيين يريدون تجنب هذا الكابوس.

يذكر أن الجعفري ولد في كربلاء، وحصل على إجازته الطبية من جامعة الموصل، قبل أن ينضم إلى حزب الدعوة، أقدم حركة إسلامية في العراق في 1966 ونجا في الثمانينات من حملة على الحزب انتهت بإعدام آية الله محمد باقر الصدر مؤسس الحزب. وغيّر اسم عائلته من “الأشيقر” إلى الجعفري لتضليل الاستخبارات العراقية التي كانت تلاحقه. وأمضى الجعفري الذي هرب عبر سوريا إلى إيران 10 سنوات في الجمهورية الإسلامية قبل أن ينتقل إلى لندن للانضمام إلى المعارضة العراقية في المنفى. وعاد إلى العراق في 2003 ليصبح عضواً في مجلس الحكم الانتقالي الذي تولى رئاسته الأولى لشهر.
(أ.ب، رويترز)