 |
-
اذا كنت تريد مصلحة العراق فاتركها ياجعفري ؟
اذا كنت تريد مصلحة العراق فاتركها ياجعفري ؟
بقلم: علــي البصـري
albasry2003@yahoo.com
نصحيتي لك يا ابا احمد الجعفري ان تتنازل عن سباق رئاسة الحكومة العراقية القادمة ،، تنازل عنها الى من هو افضل من يقود الا وهو الدكتور احمد الجلبي وخصوصا في هذه المرحلة ، لان الدكتور الجلبي هو رجل المرحلة الحالية ولستم انتم ؟ هذه المرحلة تتطلب انساناعمليا وحركيا وليس انسانا منظرا فقط ، هذه المرحلة تحتاج ان يقودها الدكتور احمد الجلبي ، لانه باعتقادي هو الانسان الكفء لها لكي ينظف الوزارات ومؤسسات الدولة من الفساد الاداري الذي عم العراق باكمله ، ان مسألة المهادنة والتسامح مع المجرمين امر خطير ، فالدولة العراقية ومرافقها بحاجة الى رجل حازم صارم ليخلصها من عصابات البعث المنقرض وتركة صدام المقبور ، تحتاج الى الصرامة والشدة ،لا النيل والتساهل والتسامح ، تحتاج الى من يبدأ مشواره بالبناء وتهيئة فرص العمل للعراقيين وليس للسفر الى هذا البلد او ذاك ؟ تحتاج الى يرجل يلجم افواه حكام الاردن وغيرها من دول السوء لا ان يجلس معهم في حفالات سمر او زيارات مكومية لاغراض مصلحية شخصية ؟؟ هذه الفترة تحتاج الى احمد الجلبي وليس الى الدكتور الجعفري ؟؟ وهذا ليس نقصا من سيادة الجعفري ابدا ، فيستطيع الجعفري ان يخدم العراق في اي موقع في السلطة ، كما يستطيع ان يرشح مستقبلا ويصبح رئيسا للوزراء او للجمهرية اذا حصل على اصوات... لذا فانني اطلب من الاسلامي الجعفري ان يسحب ترشيحة بمبادرة فردية وذلك حفاظا على تماسك قائمتهم الموحدة ( الشمعة اطال الله نورها) قبل ان تحترق قريبا ، وجميع الدلائل تشير الى ان القائمة المضيئة والشمعة المضوية ستحرقها مياه الاسلاميين الطامعين بالكرسي ... شاء من شاء وأبى من أبى ـ وانها لمعركة وزارية حتى النصر والفوز بكرسي القصر
albasry
-
الاقناع المعكوس: حول قائمة الائتلاف والجلبي والقرارات العشوائية الخطيرة
أرض السواد - صائب خليل
حدثني عمي مرة, عن عنادي عندما كنت طفلا رضيعا فذكر مرة اني كنت انام في المهد مادا ذراعي خارجه. وحين حاولوا طيها الى الداخل اعدتها باصرار, وكرروا فكررت. اخيرا وجد عمي الفكرة المناسبة, فطواها ثم مدها الى الخارج, وتركها, فطويتها الى الداخل عنادا, وهكذا حققت رغبته وانا اضن اني افعل عكس ما يريد.
يبدو ان هذه الحيلة البسيطة لاتنطلي فقط على الاطفال الرضع, ولكن على الديمقراطيات الرضيعة ايضا. فحين جرى الصراع على منصبي رئيس الدولة ورئيس الحكومة العراقية المؤقته, وترشح الياور للاولى وعلاوي للثانية, وصل للناس بعد حين, وهم اخر من يعلم, ان الصراع كان بين الارادتين الامريكية والعراقية حول من سيحكم العراق. يقال ان الامريكان, وبعد ان حددوا رئيس الوزراء, حاولوا فرض الرئيس ايضا, وان مرشحهم كان الباججي. الا ان مجلس الحكم وقف بوجههم وفرض "الارادة العراقية" و قرر "بالاجماع" انتخاب الياور بدلا عنه! اليس هذا منتهى الديمقراطية؟ ان نتقاسم السلطة على العراق مع قوات الاحتلال؟
على كل حال ليس هذا هو السؤال الذي يدور في ذهني, ولا عن المفاجأة في ان حصة "العراقيين" من السلطة كانت رمزا لاصلاحية له سوى حضور مراسيم دفن ريكان, اما الباقي فكان من حصة مرشح الامريكان.
السؤال وجهته الى حزبيين عراقيين التقيتهم صدفة فسألتهم: لم انتختبم الياور "بالاجماع"؟ لقد قرأت سيرة حياته فلم اجد فيها ما يدعو الى هذا الحماس وهذا الاتفاق, فما هو السر؟
تلخصت الاجوبة بان مجلس الحكم كان يبغي الوقوف بوجه ضغط الامريكان الشديد لترشيح الباججي, ليس الا. الباججي انكر انه مرشح الامريكان وان الامر كان مؤامرة عليه, لكن احدا لم يعره اهتماما, ولم نعرف الصحيح من الخطأ لان احدا لم يعرنا اهتماما نحن ايضا.
حادثة اخرى..
كان مرشح الامريكان الاول, وطفلهم المدلل بلا منازع, في البداية, احمد الجلبي. لكن مشكلته, ومشكلة الامريكان في اقناع الناس به, ان سمعته كانت سيئة للغاية, ليس بالاشاعات فقط, بل لانه مطلوب بشكل رسمي من الاردن بجريمة سرقة بنك.
في احد الايام, قامت الدنيا فجأة على احمد الجلبي!! فهاجمه الامريكان واتهموه بتهريب اسرارهم الى ايران, وصادروا وثائق من مكتبه واحتج هو ومن دافع عنه على ذلك واثيرت حملات احتجاج وتضامن معه في وقفته "بوجه الامريكان" وبدا من خلال منصبه, امل العراقيين في "اجتثاث البعث" الذي بدا على السطلة التلكؤ في التعامل معه. طلب مني التوقيع على بيان مثقفين "للتضامن مع الجلبي" فرفضت وكتبت مقالة اطالب فيها ان يحاكم الجلبي على التهم الخطيرة المنسوبة اليه اولا, وليس اشدها خطورة سرقة البنوك.
لكن الجلبي كان قد صعد في تقييمه لدى العراقيين ووجدوا فيه املا في من يقف امام الامريكان للدفاع عن مصالحهم, ونسي موضوع البنك ونسيت التهم بزيارات اسرائيل المشبوهة ونسيت كذلك تهم اخرى باستخدام اساليب استخباراتية عنيفة ضد اعداءه ومنافسيه في الحزب عندما كان في اربيل. انها تهم ربما لايثبت صحة الكثير منها, لكنها تهم خطيرة تستدعي في اقل الاحوال التحقيق فيها بلا تأخير, وقبل تأييده او التضامن معه, وبلا شك قبل تسليمه منصبا خطيرا. فأن كانت بعض تلك التهم صحيحة, دفع العراق ثمنها غاليا. ليس فقط لان لرئيس الحكومة صلاحيات عظيمة, وانما ايضا لظروف العراق بالغة الصعوبة. فهناك نفط بالاف المليارات, وهناك خفافيش شرسة لا تتورع عن شيء من اجل امتصاص اخر قطرة منه, وهناك جهات في غاية القوة تسعى للسيطرة على المنطقة.
اننا بالسماح للجلبي او غيره ممن تدور التهم الخطيرة حولهم بالصعود الى قمة الحكومة, نعطيه الحصانة من المحاكمة, والفرصة لابتزاز وضرب من يصر على محاكمته مستقبلا. هذا بالضبط ما سعى اليه برلوسكوني في ايطاليا مثلا, فتحصن برئاسة الحكومة لحمايته من ملاحقته بتهم خطيرة للغاية.
لكن ايطاليا ليست مشغولة الان بكتابة دستورها الدائم ولاتمر بما يمر به العراق, وسيكون لها الفرصة للعق جراحها مستقبلا وتحمل الخسارة التي يتسبب بها محتال يرتقي الى رأس السلطة, وتصحيح مسارها, اما العراق فلا!
استغرب تماما ان يعامل مثل هذا الموضوع بهذا الاهمال الشديد, وان يطرح هذا الخيار كشيء ممكن. فحتى لو لم تكن التهم الموجهة الى احمد الجلبي صحيحة, فانه, وقبل ان يتم نفيها بشكل تحقيق رسمي شفاف لا غبار عليه, فانها ستلعب دورا حاسما في طريقة نظرة الناس الى رئيس حكومة العراق المقبل وحكومته. وسيكون ملاحقا بشكل مستمر بالشكوك والمقالق من قبل الناس, وسيكون عرضة للتشكيك به في اية مناسبة من قبل المغرضين ايضا, والضغط عليه باتجاه ما. فقد يضطر لترئة نفسه من التبعية لايران مثلا ان يتصرف بشكل عدائي تجاهها. وقد يضطر الى تقديم التنازلات الى الحكومة الاردنية (وهي تطالب اليوم بالكثير جدا مقابل ما قدمته من دعم لصدام حسين في قتل شعبه) لتناسي موضوع الشكوى ضده. اليس لدى قائمة الائتلاف مرشح لايعاني من مثل تلك المعوقات؟
لم تخاطر القائمة بمستقبل العراق ومستقبلها وسمعته وسمعتها وتعطي اشارة في غاية الضعف في موقف حساس للغاية؟ اليس من حق المراقبين ان يضنوا الضنون في قيادة الائتلاف؟ لم هذه الهزيمة المجانية للاخلاق والشفافية والقانون والامانة؟
هذا الرجل سيلعب دورا خطيرا في كتابة قانون بلادنا, لنا وربما لاولادنا واحفادنا, فهل هذا افضل ما لديكم من رجال ونساء لهذه النقطة الحرجة من تأريخنا؟
كلما سئل احدهم عن رأيه بمرشح لمنصب الرئاسة او رئاسة الحكومة, سالت كلمات الاخوة والاحترام بلا حساب. صحيح ان الروح الطيبة والمجاملات مهمة في السياسة لتخفيف التوترات والمشاعر وتجنب الصراعات, لكن ليس عندما يكون ثمنها بهذا الشكل المرتفع. اتقزز من المجاملات الدبلوماسية عندما يكون الموضوع بتلك الخطورة. انها نفس المجاملات التي كانت ترفع الباججي قائدا لاغنى عنه "لوحدة الصف" قبل ان يتم التخلي عنه "بالاجماع", اكرر "بالاجماع"!
لم يكلف احد ممثلي الشعب ان يشرح لشعبه سبب هذا الانقلاب التام, فهو لم يتعود ان يكون السياسي مطالبا بشرح موقفه لشعبه, والشعب من جهته لم يلح بالسؤال, فهو لم يتعود على ان له حقا بالفهم والمحاسبة.
هل يتعلم سياسيونا بسرعة كافية متى يجب ان يجاملوا ومتى يجب ان يقفوا؟ هل يتعلموا وزن قراراتهم فتكون لديهم اجوبة مدروسة محددة عن اسباب خياراتهم؟ اجوبة اخرى غير ان يكون سبب انتخابهم للياور ان الامريكان اظهروا لهم رغبة في الباججي, وان لايكون سبب اختيارهم للجلبي ان الامريكان تعاركوا معه يوما. فكلا الحادثين يمكن ان يكون صحيحا, ويمكن ان يكون تمثيلية بسيطة لدفعهم الى خيار معاكس لما يرمون اساسا.
هل سيتمكن سياسيونا من النمو السريع اللازم للبقاء وتجاوز مرحلة الرضاعة الخطيرة وصولا الى تحمل المسؤولية الناضج قبل فوات الاوان؟
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |