- من قصيدةٍ للأديبة الفاضلة أُم تقى‏ الموسوي .


يا آمن الصدر يا أشجى‏ مراثينا
يادمعة الحزن قد أدمتِ مآقينا
ياكوكب المجد قد زانت بمحتدها
وجه الخلود بخير الرسل منجينا
ياثورة الآه في أعماقنا انفجرت‏
ولم تزل حمماً منها ليالينا
يابسمة الصبح في آفاقنا انبلجت‏
بنورها الفذ في الظلماء يهدينا
ياقبسة الحق والإيمان ساطعة
ياروضة الأنس في الأحزان تؤوينا
ياقدوة الركبِ تهديهِ بحكمتها
وتنثر النفس ورداً في فيافينا
ان غاب وجهك عنا لم تزل شعلاً
هذي الوصايا وهذا الصوت يدعونا
الى‏ المعالي ونجم العز مابقيت‏
هذه القلوب بنبض الرشد تحيينا
ياعبقة الصخب في إمحالِنا ضحكت‏
فأورق القفر جناتٍ رياحينا
يانسمة اللطف هبّت من خمائلها
عرائس الخير تزهو في روابينا
ياصنعة الدين في النسوان معجزة
بدورك الفذ قد أخزى‏ الممارينا
كم ذاب فكرك زيتاً في مشاعلنا
وشعشع الوعي هدياً في دياجينا
وما ضعفت وكيد الشر مستعر
وما وهنت وسوط الظلم يعلونا
أنّى‏ وقلبك موصول ببارئه
في روضة القرب درسَ الصبر يعطينا
عليك مني وممّن فيكِ قد ولهت‏
تحية الروح يا أبهى‏ أمانينا
ما غرّد الطير فوق الغصن أو نشرت‏
شمس الضحى‏ شعرها التبّري يحوينا
ما حلّق الفكر والإحساس في قصصٍ‏
لزينب العصر فيه ريُّ ضامينا
ياقصة العشق ياأغرودة ذُبحت‏
في منحر الصدق تشدو ذكر بارينا
سمّوك بنت الهدى‏ والصدق حالفهم‏
ما أعذب الأسم يانور الهدى‏ فينا
ياآية الرفض للحوراء قد تُليتْ‏
كأمسها اليومَ مضموناً وتكوينا
ياعصمة الذيل في أيدي الخنا أُسرتْ‏
يسومها الشِمرُ والأوغاد توهينا
يازينب الطف قد عادت كهيئتها
تزيد هالة وجهِ الفخر تزيينا
يامن حكت أُمّ عيسى‏ في تحصّنها
كأنّها النذر يحكي أخت هارونا
تركتِ دُنيا المرايا غير عابئة
فانت في جنة المحراب تزهينا
* * *
يا آمن الخير هذا الصبر يشكونا
ووحدة الصف في الأطلال تبكينا
وذي دماكم لدى‏ النسيان قابعة
وان تَخِذْنا بها عَدْواً دكاكينا
وان صبغنا بها للحزن لافتة
وان نفخنا بها بوق الاسى‏ فينا
وان قرأنا بها للجمع تعزية
ومادت الأرض من صرْخات باكينا
وان كتبنا عنك آلافاً مؤلّفة
من السطور وزدنا الأمر تلوينا
* * *
أنبيك بنت الهدى‏ قد ساء حاضرنا
يالهف نفسي على‏ أيام ماضينا
كُنّا جميعاً وكان القلب متَّحداً
في منهج الصدر تخشانا أعادينا
الروح واحدة والسعي مشترك‏
والصدق يغمرنا والحب يؤوينا
إذا اشتكى‏ الداء منا واحد شهرتْ‏
له العيون كأن الداء يؤذينا
وان دهى‏ الخطبُ من أصحابنا أحداً
رأيتنا كلّنا والخطب يشجينا
(إليك عني) هي النهج القويم لمن‏
يؤمُّ ساحتنا بالزهد مقرونا