[align=center]واشنطن: لا نزع لسلاح حزب الله [/align]
[align=center][/align]
[align=center][/align]
أ. ف. ب. GMT 1200 2005 الخميس 10 مارس
واشنطن: قال مسؤولون أن الولايات المتحدة الأميركية تراجعت عن مطلبها نزع أسلحة حزب الله اللبناني وتحولت إلى دعم الجهود التي تقوم بها فرنسا والأمم المتحدة من أجل انخراط الحزب الذي تصفه بأنه منظمة ارهابية في الحياة السياسية اللبنانية.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم وصف مسؤولون اميركيون واوروبيون ودوليون التحول الاميركي بانه اعتراف متردد بان حزب الله، الذي كان يعتبر مليسشيا تنفذ هجمات ضد اسرائيل، هو قوة سياسية هائلة في لبنان يمكن ان تعيق الجهود الغربية لانسحاب القوات السورية من لبنان.
واظهر حزب الله قوته في لبنان من خلال رعايته الثلاثاء لاكبر مظاهرة في تاريخ لبنان شارك فيها مئات الاف معظمهم من الموالين الشيعة للحزب. وجرت المظاهرة في وسط العاصمة اللبنانية تاييدا لسورية. ويزور مبعوث الامم المتحدة تيري رود لارسن سورية للضغط عليها لتحديد جدول زمني لسحب قواتها من لبنان. وتتضمن مهمته كذلك المطالبة بنزع اسلحة حزب الله، الا انه من الناحية العملية فقد تراجعت تلك المسالة، طبقا لما اكد عدد من المسؤولين للصحيفة.
وصرح دبلوماسي مقرب من المفاوضات التي تجري بين لارسن وسورية ان "اللاعبين الرئيسيين يجعلون من حزب الله اولوية غير رئيسية". وقال مسؤولون ان واشنطن تراجعت عن المطالبة بنزع سلاح حزب الله ادراكا منها ومن فرنسا والامم المتحدة بنفوذه في لبنان، الذي ظهر جليا يوم الثلاثاء.
وصرح الدبلوماسي للصحيفة ان "فرنسا والولايات المتحدة تدركان انه اذا تمت معالجة (مشكلة) حزب الله فقد يدفع ذلك الشيعة الى الوقوف ضدنا. ومع اقتراب الانتخابات في لبنان نحن لا نرغب ان يكون كافة الشيعة ضدك". واكد مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن اسمه للصحيفة الموقف الاميركي الجديد بقوله "ايدي حزب الله ملوثة بالدم الاميركي (...) وهو مصنف في الفئة نفسها مع تنظيم القاعدة. الولايات المتحدة تكره بشدة الاعتراف بان لحزب الله دورا يلعبه في لبنان لكن هذه هي الحقيقة".
وقبل اسابيع قليلة فقط كانت الولايات المتحدة تتجادل مع فرنسا على وضع حزب الله حيث اوقفت فرنسا جهود وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لدفع اوروبا الى ادراج حزب الله رسميا على انه منظمة ارهابية مما كان سيؤدي الى وضع قيود على تمويله.
وحسب الصحيفة فان الولايات المتحدة قبلت الان بالرأي الفرنسي الذي يوافق عليه الكثيرون في اوروبا بان حزب الله يبرز كقوة كبيرة في لبنان بحيث انه من الخطر استعدائه الان ومن الحكمة تشجيع الحزب على المشاركة في الانتخابات اللبنانية.
ومنذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير تقول فرنسا انه يجب تشجيع حزب الله على الانضمام الى الساحة السياسية اللبنانية كما تضغط في الوقت ذاته لانسحاب القوات السورية من لبنان. وصرح مسؤول فرنسي للصحيفة "نقول منذ مقتل الحريري انه يجب الا نبالغ في الضغط على حزب الله (...) لان ذلك قد يضر ولن يساعد. قد نكون عند نقطة تحول الان لان حزب الله قد يتحول الى السياسة فقط". واضاف ان "الولايات المتحدة لم تعد تتحدث عن نزع اسلحة حزب الله والقضاء عليه بعنف".
ويضع الموقف الاميركي الجديد واشنطن في مواجهة غير معتادة مع اسرائيل ومؤيديها خاصة الذين يقولون ان حزب الله يشكل اكبر تهديد على محادثات السلام الهشة بين اسرائيل والفلسطينيين، طبقا للصحيفة. وذكرت الصحيفة انه بعد انسحاب القوات السورية الذي تسعى واشنطن وفرنسا الى تحقيقه، ربما لا يكون الجيش اللبناني قادرا على التعامل مع حالة عدم الاستقرار بعد الانسحاب، ولذلك فانه يتردد ان الادارة الاميركية تفكر في طرق اخرى لمنع حدوث اية اعمال عنف محتملة هناك كارسال قوات متعددة الجنسيات مثلا.
وقال ادوارد جريجيان السفير الاميركي السابق لسورية ورئيس مركز جيسم بيرك الثالث في جامعة رايس في هيوستن ان "الهدف هو انسحاب القوات السورية (...) ولكن يجب القيام بذلك بشكل لا يزعزع استقرار لبنان. لا نريد اية عواقب غير محسوبة".
واقر بان حزب الله "قوة سياسية وشبه عسكرية مهمة في لبنان لا يمكن تجاهلها"، مضيفا ان احدى الامكانيات هي توسيع قوات الامم المتحدة العاملة في لبنان، حسب الصحيفة. الا ان دبلوماسيين قالوا انه تم ابلاغهم ان الولايات المتحدة لا ترغب في قوة موسعة تحت قيادة الامم المتحدة، وفقا للصحيفة.