اصداء ايلاف

صدام يتزوج للمرة الخامسة

د. حسين ابو سعود GMT 10:30:00 2005 الأحد 13 مارس


تلقت شريحة كبيرة من الشعب العراقي نبأ زواج صدام حسين للمرة الخامسة بفرحة بالغة ظهرت أثارها من خلال مظاهر الاحتفال في بعض مناطق العراق.
وكانت وكالات الأنباء قد ذكرت بان الرئيس السابق قد تزوج الآنسة ناتاليا ذات الثلاث والعشرين ربيعا وهي ابنة اليوناني اوراسيس مدبر القصر الذي يسكن فيه صدام في جزيرة اونوس الساحرة الواقعة قرب الشواطئ اليونانية والتي اشتراها صدام من خالص ماله قبل مغادرته للعراق بأشهر عديدة.
وكانت ناتاليا خريجة القانون قد التقت صدام لاول مرة على ظهر يخته "القادسية " حيث كانت ضمن المدعويين لحفل عيد ميلاده وقد اعجب صدام بها واعجبت به وتعاهدا على الزواج وقد اعتنقت الدين الإسلامي لهذا الغرض، وكان حريا بالشعب العراقي ان يفرح لرئيسه الذي جنب البلاد كارثة كبرى بقبوله التنازل عن الحكم ومغادرة البلاد عملا بمبادرة سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سجل التاريخ له هذه الحسنة بأحرف من ذهب، وكانت عدة دول منها مصر وليبيا وموريتانيا وكوريا الشمالية وروسيا قد عرضت عليه اللجوء السياسي والإقامة في أراضيها مقابل ان يحمل معه عشرات المليارات من الدولارات لتغطية مصاريفه ودعم اقتصاد تلك البلدان، ولكنه بسبب تكوين شخصيته وأنفته المعهودة لم يشأ ان يعيش في دولة فيها رئيس غيره فآثر شراء تلك الجزيرة والانتقال إليها مع زوجاته وأولاده وأحفاده وبعض أعوانه ووزرائه ليعيش فيها عيشة الملوك ويكون هو الآمر الناهي ويستشرف من هناك أخبار العراق بانتظار الانقضاض على السلطة في انقلاب تموزي ابيض آخر ولو بعد حين.
وكان صدام قد جمع أعضاء مجلس قيادة الثورة وأعضاء القيادتين القطرية والقومية والوزراء في اجتماع طارئ موحد استشارهم فيها لأول مرة في تاريخ حكمه وأعطاهم الحرية الكاملة في إبداء الرأي حول مبادرة الشيخ زايد باعتباره حكيم العرب. (وكم حزن الرئيس صدام حسين عندما سمع بنبأ وفاة هذا المحسن الذي أحسن إليه بان جنبه خطر الموت والاعتقال وأوفد ابنه الأكبر لحضور الجنازة الى جنب من حضر من رؤساء وملوك الدول الأخرى لتشييع زايد العظيم ).
ولأول مرة في تاريخ العراق يتكلم أعوان صدام بلغة العقل ويشيرون عليه بقبول المبادرة فورا وعدم إضاعة الوقت لان الحشود العسكرية الأمريكية قد زادت بشكل مخيف واقترب موعد الهجوم والضربة العسكرية القاصمة باتت مؤكدة، وان أمريكا التي غزت أفغانستان لن تتوانى في غزو العراق ثم سوريا وإيران إذا استدعى الأمر.
وقال وزير الخارجية في كلمته بان المناورات السياسية نجحت في تأخير وقوع الحرب ولكنها فشلت في تفاديها بشكل كامل، وأشار عليه نائبه المتصوف باستغلال موسم الحج والإعلان عن عزم الرئيس على أداء فريضة الحج والخروج من هناك الى الجهة التي يختارها.
علما بان بعض أعضاء مجلس القيادة كانوا الى آخر لحظة متحفظين ولم ينبسوا ببنت شفة لعلمهم الدقيق بشخصية صدام وطبيعته المخادعة وتاريخه ومدى تمسكه باراءه وتفرده المتواصل في اتخاذ القرارات الحاسمة.
وكان صدام المعروف بذكائه الحاد يتابع الأحداث أولاً بأول وقد استبشر خيرا بالعروض المقدمة له من بعض الدول وبالخصوص ما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي بان بلاده مستعدة لتسهيل خروج الرئيس مع أعوانه وأهل بيته وملايينه وضمان عدم ملاحقته ومتابعته عرفانا لخدماته التي أسداها في السابق، خاصة وان مغادرته ستكون في صالح أمريكا بالدرجة الأولى لأنها ستجنبها الولوغ في وحل جديد مثل أوحال فيتنام وفي مستنقع دموي آخر مثل أفغانستان، كما ان أمريكا تعلم جيدا طبيعة الشعب العراقي الذي يرفض الذل والهوان والاحتلال، وانه لن يطيق أي احتلال أجنبي لأراضيه.
وبعد ان استمع صدام تلك الليلة الى أقوال مستشاريه ألقى فيهم خطابه المعروف الذي نقلته وكالات الأنباء والقنوات الفضائية، والذي جاء فيه بأنه قد قرر الاستماع الى لغة العقل والرضوخ لها لأنه لا يريد ان يكون مثل شاه إيران مشردا بين العواصم التي اعتذرت عن قبوله لاجئا رغم ملياراته وتاريخه العريق، وانه قرر الخروج لتجنيب البلاد حربا كارثية ومن اجل سلامة العراق وسلامته شخصيا وسلامة أعوانه المقربين وأهل بيته، وقال ما نصه: لقد فكرت مليا باني لو أحارب الأمريكان فان قادة الجيش الذين اعتمد عليهم ولا سيما قادة الحرس الجمهوري سيخذلوني ويخدعوني ويبيعوني وسيدخل الأمريكان بغداد ويستحلونها ويدمرونها وستسرق الآثار وتسفك الدماء وتنتهك الحرمات ويحترق الأخضر واليابس، وقد يتشرد أهلي ويقتل أولادي وتنتهك حرمة قصوري فتذهب صور العائلة وتسجيلاتها الخاصة الى أيدي عامة الناس وسأضطر أنا الى الاختباء في الحفر وقد يعتقلوني ويسجنوني ويقدموني للمحاكمة فالتهم التي أواجهها كثيرة وثقيلة تنوء عن حملها الجبال، ويشمت بي أعدائي أمثال احمد الجلبي وموفق الربيعي وآخرون، وأنا لا أريد ان يحدث هذا لأني لن أطيق ان أرى تغييرات جذرية تحدث في العراق مثل الانتخابات وعودة مسيرات العزاء الحسينية مرة أخرى ولا أطيق ان أرى أشخاص مثل أياد علاوي وابراهيم الجعفري وغازي الياور يعتلون كراسي الحكم التي أردتها خالصة لي ولأسرتي، ولا أطيق ان أرى المنفيون والمهجرون يعودون الى العراق مرة أخرى.
واذكر كيف أجهش الرئيس بالبكاء لأول مرة أمام عدسات التلفزيون وذرف الدموع السخينة حزنا على قرار المغادرة كما بكى جميع من في القاعة على المصير الذي ينتظرهم بعد تخلي الرئيس عنهم.
وكان اليوم التالي مشهودا عندما خرج صدام حسين بأهله وأعوانه وملايينه صوب المطار حيث كانت هناك ثمان طائرات نقل عملاقة من طراز هركوليس جاهزة لتقله مع مرافقيه ومع عشرات الصناديق الضخمة الى مطار جزيرة اونوس التي
اشتراها صدام حسين وسماها فيما بعد جزيرة أكد.
نعم لقد تلقت شريحة من الشعب العراقي نبأ زواج الرئيس السابق للمرة الخامسة بالارتياح وتمنوا له الرفاه والبنين.

* من قصص الخيال العلمي الأدبي