رسالة رامسفيلد النفطية تغضب المسؤولين الكويتيين


[align=right]الكويت ــ حمد الجاسر الحياة 2005/03/16[/align]

تشهد العلاقلات الكويتية - الاميركية منذ نحو اسبوعين ازمة صامتة سببها رسالة من وزير الدفاع الاميركي رونالد رامسفيلد الى الحكومة الكويتية قيل انه كان فجاً فيها واستخف بمطالبات كويتية بثمن شحنات من النفط والمشتقات البترولية قدمت الى القوات الاميركية على مدى السنتين الماضيتين. وعلمت «الحياة» ان وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح ووزير الطاقة الشيخ احمد الفهد ربما يتوجهان الى واشنطن قريباً للتوصل الى حل مناسب لهذه المسألة.

واشار عضو مجلس الامة البرلمان الدكتور ناصر الصانع الى بعض تفاصيل هذه المسألة في ندوته الاسبوعية في ديوانه قبل ايام، فأوضح ان الكويت كانت قدمت مشتقات نفطية مجانية الى الجيش الاميركي قبل حرب تحرير العراق وخلالها قيمتها 450 مليون دولار مساهمة منها في اسقاط النظام العراقي باعتباره خطراً على الامن الكويتي. وبعد الحرب استمرت الكويت في تقديم الامدادات من غير ان يدفع الاميركيون ثمناً لها، فكان ان ارسلت الكويت رسالة الى واشنطن تطلب التفاهم على سداد ما قيمته نحو 500 مليون دولار من المستحقات. وبين الصانع انه قبل نحو اسبوعين تلقت الكويت رداً من رامسفيلد قال فيه ما معناه ان الولايات المتحدة حررت الكويت من الاحتلال العراقي وان الكويت دولة ثرية بفضل الفوائض النفطية وليس من داعٍ لتطالب الولايات المتحدة بهذه المبالغ. وأثارت رسالة رامسفيلد امتعاضاً شديداً داخل الحكومة الكويتية لما تضمنته من عبارات فجة لا تتفق مع مستوى العلاقات المتقدم بين البلدين وما تحملته الكويت من تكاليف سياسية ومالية وامنية في مساندة الخطط الاميركية بشأن العراق.

وبحسب مصادر فإن الحكومة الكويتية استدعت بعد تلقيها رسالة رامسفيلد السفير الاميركي واعربت له عن تحفظها عما ورد فيها، فقامت واشنطن بارسال ثانية بلهجة افضل لكن مضمونها لم يتغير كثيراً وهو ان الحكومة الاميركية تتوقع من الكويت تساهلاً في شأن الامدادات النفطية للجيش الاميركي. وبعد اتصالات عرضت الكويت اتفاقاً على سداد المستحقات مع اعطاء سعر تفضيلي للجانب الاميركي هو 21 دولار للبرميل، وردت واشنطن بأنها مستعدة لدفع 7 دولارات فقط للبرميل أي نحو خمس قيمة البرميل حسب سعر السوق وهو ما اعتبرته الكويت غير مقبول خصوصاً أن القوات الاميركية تشتري نفطاً من قطر وتدفع سعره بالكامل. وبحسب المصادر فإن الكويت سترسل كلاً من وزير الخارجية ووزير الطاقة الى واشنطن قريباً للتفاوض على هذا الموضوع.

ومعلوم ان الكويت وقعت اتفاقاً للتعاون الامني والدفاعي مع واشنطن عام 1992 وقامت القوات الاميركية مذّاك باستخدام الاراضي والمرافق الكويتية لعمليات عسكرية وتدريبات، واجرت مناورات مشتركة مع قوات كويتية وحليفة. وتعززت العلاقات اكثر باعلان واشنطن العام الماضي ان الكويت وضعت ضمن لائحة الحلفاء المهمين لواشنطن خارج حلف «الناتو»، ولا تزال الكويت مهمة جداً للجهد العسكري الاميركي العراق اذ انها قاعدة لوجستية لا غنى عنها، وتستخدم القوات الاميركية الموانىء والمطارات الكويتية على مدار الساعة لدعم عملياتها في المسرح العراقي وهو استخدام مجاني في غالبيته ويضع ثقلاً كبيراً على البنية التحتية الكويتية كما يرى اقتصاديون كويتيون.