 |
-
عنوان مأساتنا: اللطم والكوتابامباس
تعابير حركات اللطم
اليد مسبولة: تعني الصبر وإنتظار الثورة
اليد ترفع: تعني ببدأ التحرك وإعداد العدة للإنقضاض وهدم ما بناه الأعداء
اليد تتوقف وهي بالأعلى: تعني بالقول ( لبيك يا داعي الله لبيك)
اليد تهوي للطم: تعني ببدأ التحرك وبدأ الثورة
اليد تلطم الصدر: نهاية الظلم وشحذ الهمة لنصرة الإمام عليه السلام والإستشهاد بين يديه
مقطع من دعاية لمجلس لتعذيب الذات وضعه أحد أتباع الطائفة المقتدائية
أحياناً يتفاجأ الإنسان عندما يلاحظ مدى التشابه بين ما يحدث عندنا على مستوى ما يسمى بالواقع الإسلامي، وبين ما يحدث على واقع أمم وثقافات لا تشترك معنا إلا بالإنسانية ربما. هذه المفاجأة قد تخف وطأتها إذا ما حاول الإنسان أن يفهم بعض الحقائق التي تحدث على واقع ذاك الإنسان الذي يعيش في أعالي جبال الأنديز في بيرو، أو في بعض أدغال أفريقيا المستعبدة، أو في بعض معابد ومعسكرات تدريب البوذيين والهندوس في التبت أو سيريلانكا. هذه الحقائق التي يحاول الإنسان أن يستقرئها كي يكتشف مستوى الإنحدار الذي وصل إليه واقعنا المتردي أصلاً، بحيث فقد أي إحساس بالأسس والأصول التي بنيت عليها عقلية الإنسان عندنا، بالتالي تشكيلة المجتمعات التي ننتمي إليها. هذه بعض الفرضيات التي أدعي أنها موجودة وتستحق دراسة ميدانية من نوع ما كي يمكن تأكيدها أو نفيها.
الفرضية الأولى: الإضطهاد والإقصاء والإستئصال المستمر يؤدي إلى ظهور حالات من عقدة الصغار والدونية عند الامة، أو الطائفة، أو الإثنية التي تتعرض لهذا النوع من السلوك.
الفرضية الثانية: الهزائم المتكررة والمتراكمة تؤدي إلى شعور بالإحباط –على مستوى إجتماعي- يجعل هذا المجتمع يبحث عن رموز يشعر من خلالها بإحساس كاذب بالإنتصار. هذه الرموز تأخذ تعابير، أو طقوس، أو إحتفالات، أو ماشابه.
الفرضية الثالثة: غياب القيادة الحكيمة والرشيدة، وغياب الوعي والإلتزام يؤدي إلى أن تسيطر هذه المشاعر الكاذبة والمتناقضة على أوصال المجتمع، بحيث تتحول إلى ما يشبه العقائد، والثوابت التي لا تقبل النقاش. مشاعر متناقضة تتمثل في إحباط وشعور بالهزيمة على مستوى السلوك والنتائج، ومشاعر الإنتشاء واكستازيا الإنتصار من خلال الطقوس والرموز.
هذه الفرضيات في تصوري تختصر ما نشاهده اليوم من صمت يقترب من صمت القبور التي تمتلئ بالقبور الجديدة كل يوم من شهداء الشيعة في العراق. صمت يعبر برمزيته عن وصول أمة إلى أن تكون بلا إرادة وبلا قدرة في أن تتخذ شيئاً ما ضد جلاديها السابقين الذين كانوا يمارسون جرائمهم بشكل ممارسات دولة وعلى مستوى منهجي، وإنتقلوا اليوم كي يمارسوها على شكل ممارسات عصابات وعلى مستوى يبدو أنه عشوائي. صمت يمس النخبة القيادية على مستوى مرجعيات وصفت تارة بأنها صامتة، وأخرى تتبع ما تسمى أنها ناطقة –تطبل للمقاومين والأبطال الطائفين من أمراء القسوة والتكفير وتتمسح بلثام ذباحي الفلوجة وأشقيائها، وأخرى من وراء الحدود تعلن أنها تؤنسن المذهب الشيعي، من خلال دعوات الوحدة والتوحد .
الإستهداف البشع الذي يمارسه الواقع السني-والذي أستطيع أن أزعم أنه تحول إلى أن يكون تحت قيادة قوى التطرف والدموية- يغترف تطرفه هذا من تأريخه أولاً ومن عقليته ثانياً ومن قيادته ثالثاً. واقع يتميز بجهل يذكرنا بجهل أهل الشام عندما كانوا لا يميزون بين الجمل والناقة، وبين جيش بني تميم جيش الجمل عسكر الذي كان يقدس روث الجمل ويشمه ويتبرك به لأنه جمل أم المؤمنين. تساؤل يستطيع أي قارئ للتاريخ أن يسأله بأمانة وصدق، ما الذي يجعل تميمياً من البصرة يتبرك ببراز الجمل ويعتبر نفسه ذاهباً إلى الجنة إن قتل دونه ؟ إنها أساليب القواد وإعلامهم، واساليب الفقهاء وتدليسهم، والجهل الذي يلف كل مكان وكل عقل.
المسألة تتكرر اليوم، ولكن بشكل أكثر بشاعة ودموية. فالرافضي، هذه الكلمة التحقيرية، والمعبرة عن الإستصغار والإمتهان تعني فيما تعنيه بطبيعة الحال أن يتحول هذا الرافضي إلى شيء دون مستوى البشر. شيئ يحل عليه عقاب محاكم التفتيش الحنبلية والحنفية والمالكية، قد تفقأ عينه، وقد تقطع يده ورجله من خلاف، وقد يستل لسانه، بل وقد تتحول راسه إلى كرة يتقاذفها الصبيان، أو بطنه إلى محل لتعشيش الغربان. هذا التقسيم للبشر والذي أسسته عقليات إجرامية إمتهنت الدين، ولم تفهمه، وإستخدمت الدين لمآربها الشخصية، أمثال إبن تيمية، وإبن باز، والآلوسي، وغيرهم وغيرهم أسسوا خطاً عاماً في المذاهب السنية على أن محاربة هذا"الرافضي" وقتله والتمثيل به وإستباحته إنما هو أمر يندب له الدين، ويقرره الإسلام، ويؤكده السلف الصالح. وهكذا أصبحنا نسمع بإسم ابن تيمية أكثر مما نسمع بإسم رسول الله، واصبحنا نسمع بكلمات الذبح والقتل والتفجير على أنها مرادفات لدين الرحمة والسلام.
مشكلة الأكثر الشيعي اليوم أنه يخاف، لا يخاف من أن يموت، لأن الموت أصبح ممارسة يومية في واقعنا الشيعي يؤلم التصرف الهادئ حياله- من لملمة أشلائنا المبعثرة والكثيرة، ودفنها بهدوء وصمت- أكثر مما يؤلم وقع الجريمة نفسه. صمت يختزل تراجيديا الواقع الشيعي على مدى أزمنة مرت، وتمر، تراجيديا الإضطهاد، وتراجيديا الوصول إلى أن يكون الشعور بالإضطهاد مكوناً رئيسياً من شخصية الإنسان الشيعي في كل مكان، والعراقي على وجه الخصوص.
بماذا يشعر الإنسان العراقي الشيعي الذي لم تتمكن ما يسمى بحكومته العراقية أن توفر له أبسط وسائل الحماية، حماية الإنسان المدني الغير مسلح من وحوش طائفية تستخدم أدوات النسف والتفجير ضده. وبماذا يشعر الإنسان الشيعي تجاه قوى تدعي أنها تمثله، وهي تصمت مثله، وبماذا يشعر الإنسان العراقي الشيعي تجاه من أتباع الطائفة السنية الذين يتبادلون التهاني بعد كل غارة تقتل أبرياء لا حول ولا قوة لهم. إنها مشاعر الكراهية، ومشاعر الإحباط في نفس الوقت. يجب أن نلاحظ ان مع كل شهيد نفقده فإن هنالك منظومة إجتماعية كاملة تتأثر، من أبناء ، وزوجات، وأزواج، وإخوة ، وآباء، وأمهات، واقارب، واصدقاء. لقد قتل مايقارب المائتان في إسبانيا قبل سنة، وقد تحولت اسبانيا إلى ما يشبه المأتم في ذكرى الحادثة بعد سنة من حدوثها. أما نحن فيبدو اننا نلتذ بمشاهد القتل والدمار الذي يطالنا طائفياً، نلتذ مستذكرين تاريخنا المليئ بالدماء والدموع، ناحبين ولاطمين، مظلومين (ربما فهم البعض أن أن يكون الإنسان مظلوماً هو أمر يرفع من قيمته)، وناسين ومتناسين أن القصاص حق أقره الله في كتابه، وطبقه عملياً رسولنا الكريم، والأئمة الذين مارسوا الحكم.
إلى أين نسير لا أدري، لكن ألا يجدر أن يتحرك هدير من برك الدماء يكسر عرش علاوي ووزرائه، وأن يقطع راس اي أردني يدخل أرضنا المقدسة، وأن يختطف سفاحوا هيئتهم. هنالك المئات من الأساليب التي تردع هؤلاء عن أفعالهم الدنيئة والجبانة هذه، والتجربة تقول أن اللطم والتطبير لا يمثلان ردعاً بقدر ما يمثلان إنكفاءً وهزيمة.
واقعنا المؤلم يمكن إختصاره بتجربة مؤلمة أخرى من جبال الأنديز في بيرو. هنالك إحتفال سنوي في كوتابامباس يقيمه السكان الأصليون في بيرو، هذا الإحتفال يحاول من خلاله الذين هزموا وتعرضت حضارتهم للإبادة عن طريق الغزاة الإسبان، أن يعيدوا لأنفسهم نوعاً من الشعور بالإنتصار الكاذب، وهروباً من واقعهم المتخلف والمقرف، الذي يمتلئ بالجهل والفقر والتخلف والإنحراف.
يقوم هؤلاء الهنود الحمر بجلب نسر الكوندور، رمزهم الديني، والذي يرمز لأحدى آلهتهم، بشكل مهيب يحيطونه بمقدار كبير من التقديس والإحترام. وفي نفس الوقت يجلبون ثوراً، رمزاً للإسبان الغزاة. ووسط قرع الطبول، وعزف الأبواق ومضغ نبات الكوكا المخدر، يربط الكوندور، وهو نسر كاسر ضخم على ظهر الثور، وويدعونه يركض وسط المتفرجين المشجعين للكوندور الذي يقوم بنقر عنق وظهر الثور المسكين. وفي نهاية الإحتفال يطلق الكوندور حراً في السماء وسط هتافات المحتفلين وتشجيعهم وشعورهم الزائف بالإنتصار الكاذب، إنتصار حضارة الأنكا التي أزالها الإسبان دون مقاومة تذكر من الوجود على الإسبان الذين سيطروا على تلك البقاع وغيروها من الجذور، على مستوى اللغة والدين وغير ذلك.
ترى كم هو التشابه بين اللطم ورمزيات اللطم التي عرضها أحد الشيعة في هذه الشبكة، وبين إحتفالية كوتابامباس.
أتمنى أن نصحو من غفلتنا قبل فوات الأوان.
.
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
-
نسيت وضع بعض المصادر
إسم الإحتفال Yawar Fiesta أو إحتفال ياور (هل توجد علاقة بين الإحتفال ورئيس العراق غازي عجيل الياور)
الوصف: يقام في شهر تموز في كل سنة في مدينة Ccoyllurqui التابعة لمقاطعة كاتابومباس في بيرو.
Yawar Fiesta (July)
In Ccoyllurqui (province of Cotabambas) the national holiday celebrations begín with a type of bullfight that has become a ritual. The fight is between a bull and a condor, representing the Spanish and Andean people. Once the condor kills the bull, thus ending the ritual, dancers parade the streets all night carrying torches, and there are firework displays.
بعض المواقع
http://www.bazanphotos.com/reportage...r/condor1.html
http://amerique-latine.com/ala/fr/yawarfiesta.html
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |