( بغداديات )

بتوقيع : بهلول الكظماوي

( نعم للحرب الاهليّة )


بسم الله الرحمن الرحيم

[align=center]وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال و النساء و الولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها و اجعل لنا من لدنك وليّاً واجعل لنا من لدنك نصيرا.

صدق الله العلي العظيم.[/align]


[align=right]

و على غير العادة المألوفة كل اسبوع في سرد قصة شعبية لاربطها بالواقع الحالي.

اكتب مقالي هذا مبتدءاً بالعنوان المثير اعلاه داعياً فيه الى الحرب الاهلية , ولكنها ليست الحرب التي نتخوّف منها, والتي نخشاها ان تكون حرباً بين الاهالي او الطوائف او القوميات و الحركات و الاحزاب.

( نعم انا مع الحرب الاهلية ) ولكن ايّة حرب ؟ و مع من ؟

انها حرب تحرير شعبية, يشارك بها كل الاهالي, و بدون اشتثناء , السنة والشيعة , ومعهم الصابئة واليزيديين و المسيحيين كلهم يداً بيد عرباً كانوا او اكراداً او تركمانا , كلهم موحدين ضد الارهابيين القتلة .

لقد طالت ايادي الارهابيين القتله كل اطياف الشعب العراقي و بدون استثناء !

فالذين قتلوا المواطنين الذين كانوا ينتظرون خروج الخبز من تنانير المخابز في حي الشعب. ببغداد, لم يفرّق هؤلاء القتلة بين من هو شيعي ام سنّي او مسيحي اوصابئي .. او ايّ كان,

لقد كان القتلة من اعداء الشعب العراقي وكان المجني عليهم خليط من ابناء الشعب العراقي!

و القتلة الذين فجّروا العيادة الطبية الشعبية في الحلة قصدوا المستضعفين المدنيين رجالاً و نساءً و اطفالاً من ابناء الشعب العراقي .

ويوم امس فجّروا خيمة عزاء على احد ابناء الموصل , المتوفّى الذي كانوا اهله يقيمون العزاء له كان شيعيّاً امّا المعزّين الذين وقفوا بفاتحته فقد كانوا اصدقائه و جيرانه من ابناء الطائفة السنية والمسيحيين و اليزيديين , وهذا اكبر دليل على وحدة و ترابط العراقيين , واكبر دليل على استهداف الارهابيين لهذه الوحدة ولهذا الترابط .

من كل ذلك يتضح لدينا ان الاستهداف هو العراقي المدني البسيط و امن هذا المواطن المدني البسيط .

والمطلوب منّا نحن ابناء هذا الشعب المظلوم و المستنزف في امنه وفي قوت يومه وفي مستلزمات حياته الصحية والاجتماعية بهذا الوقت العصيب الذي تنعدم فيه وزارة دفاع جادّة ونزيهه و وزارة داخلية جادّة و نزيهه , ولا توجد فيه مخابرات الاّ ادارة شهوانية بكل معنى الكلمة , ابتدأت شهوانيتها هذه منذ ايام ( هدام ) لتستمر حتى يومنا هذا.

و المتعارف عليه منذ ان وجدت الانظمة الحديثة ان السلم الاهلي و الامن الوطني تحميه وزارتي الداخلية والدفاع و مديريات المخابرات , وبانعدام هذه المؤسسات و ضعفها حالياً بالعراق يستدعينا لاستنفار كل طاقات شبابنا الحركية والعشائرية و كل طاقات مؤسسات المجتمع المدني وأئمّة جمعتنا و جماعتنا لتجنيد كل هذه الطاقات الشبابية لحماية امن مواطنينا و مؤسسات الدولة طوعياً.

واذا وجد من يعارض ذلك بحجّة وجود الاحتلال ؟ فنقول له : ان مكافحة الارهابيين و طردهم و التصدي لهم هو الكفيل بانهاء الاحتلال ! لأنّ الاحتلال اليوم يتغذّى على اعمال الارهابيين !

فيا اخوتنا العراقيين النجباء , يا اصحاب النخوة و الشهامة والمروئة : اطردوا الارهابيين و سترون المحتلّين يحزمون حقائبهم استعداداً ليوم الرحيل.

لقد قدم المحتلين بحجّة تخليص العراقيين من ارهاب العميل صدام المنتهية مدّة صلاحية عمالته , و اليوم بسبب الفوضى والارهاب التي خلّفت لنا الف صدام وصدام , اصبح للمحتلّين الف حجّة و حجّة للبقاء.

واستذكاراً لدهاء تأريخ اميركا بعدم قطع كل خيوط الوصل مع اتباع خصومها , وربّما دعمت ورعت اميركا هؤلاء الخصوم : نجد ان الاخوين ( دالاس ) حينما استلما المسؤولية في اميركا ( احدهما لوزارة الخارجية و الثاني لوكالة المخابرات المركزية ) في سني الخمسينات و برصيد صرفيات مفتوح غير مسؤول , و لمّا برّروا مساعدتهم لصحيفتين اوروبيتين ناطقتين باسم الحزب الشيوعي ( البريطاني و الفرنسي ) وهم الخصوم التقليديين لاميركا برّر ( الاخوين دالاس ) ذلك بوجوب الابقاء على خيط الوصل موجوداً بين الولايات المتحدة و خصومها لسببين : الاول لكي يبقى الخصوم تحت انظار الولايات المتحدة و ذلك افضل من ان يكوّنوا تنظيمات تحت الارض و بعيدين عن انظارها , والسبب الثاني دراسة الثغرات و ايجاد افضل الطرق لاستثمار ما يعمله الخصوم و تجييره لصالح اميركا و بذلك يكون الخصوم قد اسدوا خدمة كبيرة لاميركا.

نعم لقد اخذت اليوم شكوك ابناء شعبنا الفطن بالربط بين الاعمال الارهابية و بقاء الاحتلال ( نحن لم نأت بشيئ من عندنا – هم اسموا انفسهم محتلّين - و بتأييد من الامم المتّحدة).

و هذا الشك الذي بدأ يبديه شعبنا اليوم حتماً سيؤدّي به غداً الى اليقين:

(((( ستبدي لك الايّام ما كنت جاهلاً ..... ويأتيك بالاخبار ما لم تزوّد ))))

يا ابناء شعبنا الغيارى:

تابعنا باعجاب و اعتزاز و اكبار اجتماع عشائر و وجهاء و مؤسسات المجتمع المدني في مدينة الكوت وطابها التنسيق مع الحكومة العراقية لحماية مدينتها من الارهابيين القتلة , و بناءً على ذلك ندعوا لتوسيع هذه الظاهرة المباركة , لأنّ المدينة والقرية و المنطقة لا يحميها الاّ اهلها ( بالطبع بالتنسيق مع الخطوط النزبهه و النظبفة في الحكومة و بعد تشكيل لجان تزكّي افراد حماية المدينة او المنطقة خوفاً من الاندساس , لذلك يتوجّب الاعتماد على عوائل و ابناء الشهداء , فانهم خير من يستلم هذه المسؤولية الوطنية) فما حكّ جلدك مثل ظفرك ... فتولّ انت جميع امرك .

يا ابناء شعبنا الغيارى :

لقد ابتلي شعبنا بالغرباء وبالافكار المستوردة والطبخات المعلّبة الغريبة عن واقع و ثقافة شعبنا العراقي المتآخي المتسامح , فغزينا من حزب البعث و رجالاتة الاغراب عن شعبنا امثال : ميشيل عفلق , اكرم الحوراني , محمد محجوب ,علي غنّام , قاسم سلاّم , زيد حيدر , منيف الرزّاز, شبلي العيسمي .... الخ

ٍكل هؤلاء ليسوا بعراقيين , استغلّوا طيبة العراقيين و سماحتهم وانفتاحهم ليعيثوا الفساد في ارضنا الطيبة المباركة.

بل حتّى عندما بدأت التصفيات الجسدية بين ابناء هذا الحزب الماسوني طالت هذه التصفيات ابناءه من العراقيين الذين انتموا اليه لا حقاً , ولم تطال ايّ من هؤلاء الاغراب الدخلاء على شعبنا العراقي.

واليوم بعد سقوط نظام ( هدّام ) بدأت امواج الغرباء المموّلين من اموال هذا الحزب التي سرقها من افواه العراقيين العراة الجياع , بدأت افواج هؤلاء المرتزقة بالقدوم لقتل الشعب العراقي و تهديم بناه التحتية و الانقضاض على ما تبقى من مدنية ومؤسسات خدمية لهذا الشعب المظلوم .

يا ابناء شعبنا الغيارى:

ليكن هدفنا ( و ليس شعارنا فقط ) ليكن العراق للعراقيين , ولتكن جهودنا منصبّة الى طرد الغزاة ايّ كانت نوعية و جنسية هؤلاء الغزاة,

لقد قالها سيّد السيف و الكلمة البليغة , باب علم مدينة رسول الله ( ص ) ذلك هو امام المتّقين علي بن ابي طالب ( ع ) , لقد قالها :

(((( ما غزي قوم في عقر دالرهم الاّ ذلّوا ))))

ودمتم لاخيكم : بهلول الكظماوي[/align]
امستردام في 14-3-2005

E- mail : bhlool2@hotmail.com