 |
-
المشروع الامريكي يواجه تحديا من المعارضة العراقية - نجاح محمد علي
المشروع الاميركي الذي طرحه السفير الأمريكي زلماي يواجه تحديا جادا من المعارضة العراقية..!!
• السفير الاميركي حمل في جعبته الاسبوع الماضي الملامح النهائية للمشروع الاميركي
•
• بعد اسقاط صدام سيتولى مسؤولية الحكم المباشرحاكم عسكري يسانده جنرالات من الجيش ومسؤلو ملف العراق في الخارجية وعناصر من المخابرات المركزية السي اي اي
•
• دور كوادر التاهيل التي تشرف عليه الخارجية الاميركية سينحصر في اسناد الحكم العسكري الاميركي للعراق وتخفيف اللون القاتم له وايجاد صبغة مدنية له...!!
•
• ثلاث سنوات تخطط اميركا لحكم العراق بشكل مباشر يتم خلالها رسم تفصيلات السياسة الخارجية وعلاقات العراق بدول الجوار ووضع برنامج متكامل لانتاج النفط ولاسعاره وفق المصالح الاميركية
كتب نجاح محمد علي
واخيرا وضح للعيان وتبلورت صيغة المشروع الاميركي للعراق بعد سقوط النظام، وبدأ المسؤولون الاميركيون بطرحه علنا , وخاصة منذ زيارة السفير المفوض في القضية العراقي زلماي خليل زاده الى انقره, ولقائه بعدد من قادة ومثلي المعارضة العراقية هناك . حيث حرص المفوض الأمريكي على ابراز الخطوط العريضة للمشروع الاميركي , وذلك بالتاكيد عليه خلال تلك المباحثات والاصرارعلى امضائه وتطبيقه حالما يسقط نظام صدام, مما يعني انه يشكل المحصلة النهائية للاستراتيجية الاميركية في التغيير في العراق.
وبحسب مصادر مطلعة ووفق ماترشح من تلك المباحثات للسفير زلماي خليل زادة ، يمكن تلخيص الخطوط العريضة للمشروع الاميركي بما يلي :
اولا- بدء تصريف الامور في العراق بعد اسقاط نظام صدام , من خلال حاكم عسكري مباشر , والمرشح الاكثر حظا لهذا المنصب هو الجنرال فرانكس الذي سيقود القوات الاميركية في هذه الحرب يساعده عدد من جنرالات الحرب ومسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية من المعنيين الان في الملف العراقي , بالاضافة الى دور مؤثر لجهاز المخابرات المركزية السي آي أي , لتثبيت وتركيز سلطة الحكم العسكري.
ثانيا – معارضة اية فكرة لاقامة حكومة مؤقته , او مجلس انقاذ وطني , من قبل المعارضة العراقية , وتقديم بديل اميركي معد بعناية, لاقامة ادارة مدنية مؤقته من العراقيين الذين تختارهم واشنطن بعناية , قد تستمر من سنتين الى ثلاث سنوات لحين اجراء انتخابات حرة في البلاد .
ثالثا- الغاء اي دور للمعارضة العراقية في الخارج , وهذا ما اصاب بعض جهات المعارضة بالاحباط , بالرغم من ان واشنطن سعت الى تجميع اكبر عدد ممكن من فصائل المعارضة في لندن الشهر قبل الماضي من خلال تفويضها لمجموعة الستة للتحضير لذلك المؤتمر, وهذا الالغاء يتجسد في تصميم الادارة الاميركية على" اختصار " دورهذه المعارضة في حدود " الاستشارة " وهذا تعبير في مضانه السياسية واللغوية , لايعدو ان يكون تهميشا جادا لقوى المعارضة العراقية من كل الاتجاهات ولاسيما مجموعة الستة التى كانت تعول على اعتراف واشنطن بها كممثل للمعارضة العراقية لدى استقبالها لممثليهم في آغسطس آب الماضي في اجواء مبالغة فيها في الاحتفاء سياسيا واعلاميا؟؟!!
رابعا- خلال هذه الفترة من سنتين الى ثلاث , ومن خلال حكم عسكري مباشر , وغياب لقوى المعارضة العراقية , الا من مجموعات " متناثرة" تعول واشنطن على تعاونهم معها ليكونوا بمثابة ادوات فنية تساعدها في ادارة شؤون البلاد , سيقوم الاميركيون برسم الخطوط العريضة وحتى التفصيلية للسياسة الخارجية للعراق مع العالم وتحديدا مع الدول العربية وبشكل خاص مع دول الجوار, كما ان هذه الفترة الطويلة ستسمح للاميركيين في رسم خارطة انتاج وتسويق للنفط بما يتلاءم ويتطابق مع مصالحهم بالدرجة الاولى وهذا يعني بالضرورة انه سيكون على حساب المصالح الاوروبية في النفط العراقي وايضا على حساب روسيا في هذا المجال.
وهنا لابد من الاشارة الى المجموعات التي ستتعاون مع واشنطن من العراقيين , وبعبارة ادق , "ستسخرهم "اميركا لتنفيذ برامجها, هؤلاء في غالبيتهم من المشاركين حاليا في الدورات التاهيلية التي تعقدها و تشرف عليها وزارة الخارجية الاميركية , والتي يصطلح عليها بمجموعات العمل , وهؤلاء في اغلبهم من الليبراليين الذين لاتصنفهم المعارضةالاسلامية في قائمة المعارضين!. ويبدو ان الخارجية الاميركية تعمدت ان يكون هؤلاء من هذا النوع , حيث غاب عن اغلبها الاسلاميون, الا من شخص او شخصين , ممن لوحظ عليهما المشاركة في أكثر من مجموعة عمل من التي دعت اليها وزارة الخارجية...!!
كما ان الافادة من هؤلاء العراقيين في المرحلة الانتقالية تحت ادارة اميركية مباشرة , من شانه ان يخفف من اللون القاتم لصرامة الحكم العسكري للعراق امام الرأي العام الداخلي والخارجي , كما يتوقع الاميركيون.
ومما سبق تبدو ان ملامح "التحرير" في العراق الذي تدعو اليه الادارة الاميركية ويبشر به الرئيس جورج دبليو بوش , لايعدو ان يكون مطابقة للشعار الشهير الذي اطلقه البريطانيون عند غزوهم العراق عام 1917 وهو : "جئنا محررين ولسنا فاتحين " ولكن السنين العجاف التي تلت من بعد , اكدت حرصا بريطانيا على تطبيق عكسي لذلك الشعار.
ومن هنا يلفت عارفون من المطلعين انتباه المعنيين بالقضية العراقية ,الى ان الرفض القاطع الذي اعلنته بعض الشخصيات والاحزاب العراقية لفكرة الحكم العسكري , ورفضها لتهميش دور المعارضة واسناد دور استشاري لها , دليل على وجود تحد جاد من المعارضة العراقية للمشرع الاميركي بالتفصيلات الانفة الذكر. حيث جاء رد الوزير العراقي السابق عدنان الباججي على مقترح السفير الاميركي المفوض في القضية العراقية وممثل الرئيس بوش زلماي , صريحا وواضحا في رفض مقترحه بشان الدور الاستشاري للمعارضة العراقية وطالبه بضرورة قيام حكومة مؤقته لادارة شؤون البلاد بعد سقوط النظام. كما ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية هو الآخر أعلن رفضه لهذا المقترح, وكذلك أحمد الجلبي والمتعاونون معه مثل كنعان مكية رغم تناغمهما المفرط مع التوجهات الاميركية في العراق , وهم يرون ضرورة قيام حكومة مؤقته من المعارضة تتولى ادارة شؤون العراق .ولابد من الاشارة هنا , الى ان الجبهة الوطنية الاسلامية في العراق , كانت أول من أعلن رفضا تاما لفكرة الحكم العسكري في العراق , وصرح ممثلها ازهر الخفاجي , في الشهر الماضي لـ"قناة أبو ظبي" , رفض الجبهة الكامل لقيام واشنطن بادارة العراق من خلال حاكم عسكري وطالب بان لاتقف الادارة الاميركية امام المعارضة العراقية في الخارج والداخل وتمنعها من الاضطلاع بمسؤولية ادارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية, وقد جاءت تلك التصريحات بعد سلسلة لقاءات ومباحثات اجراها وفد الجبهة في واشنطن , مع المسؤولين الاميركيين ومن بينهم السفير الدكتور خليل زلماي , في بداية الشهر الماضي .
فهل تصطف بقية قوى المعارضة مع هذا الموقف الرافض لمشروع الحكم العسكري والرافض لتهميش دورها وحصره في نطاق الاستشارة فقط ..؟! ام ان بعضها سيجد الفرصة سانحة امامه , ليتملق الاميركين وليعلن استعداده لاي دور يسند اليه في المرحلة المقبلة, ليس فقط في ظل حكم عسكري مؤقت بل في ظل احتلال وانتداب دائم؟؟!!! وهل صحيح ان الفصيلين الكرديين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني , رضخا للضغوط الاميركية وقبلوا بما طرحه السفير خليل زلماي زاده ونسقوا معه من اجل ان لايخرج اجتماع اربيل المقبل(إن عقد) بمقررات من شانها الاعلان عن حكومة مؤقتة..؟ّ!!
لاشك ان الايام القليلة المقبلة ستكشف المزيد من الامور الخافية حتى الان, ولم يبق الا الانتظار الذي لن يطول!!
مع تحيات نجاح محمد علي
طهران/ايران
:D::
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |