خطة امريكية لاقامة دولة كردية شمالي العراق
بغداد - 11 - 8 : نشرت صحيفة عراقية اليوم تقريرا تقول ان اعضاء في الكونغرس الامريكي يتداولونه عن خطة امريكية مستقبلية لاقامة دولة كردية في شمال العراق. وقالت صحيفة المؤتمر الناطقة باسم حزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يراسه احمد الجلبي نائب رئيس الوزراء انه بالرغم من وعود قاطعة اعطاها الرئيس بوش للزعماء الاتراك اثناء زيارته لاسطنبول في 26 يونيو الماضي بدور امريكي قوي لمساعدة الاتراك في محاربة النشاطات الكردية الانفصالية التي يتزعمها حزب العمال الكردستاني الا ان اعضاء في الكونغرس الاميركي يتداولون تقريرا خطيرا عن مشاريع اميركية تشجع قيام دولة مستقلة للاكراد في العراق تمهيدا لقيام كردستان الكبرى. ونقلت الصحيفة قولها "ان التقرير المذكور حسب مصادر في الكونغرس الاميركي اعده مركز دراسات في واشنطن مختص بشؤون الشرق الاوسط لم يكشف عن اسمه". وتضيف "ان التقرير المذكور اسهب في سرد التحولات الاستراتيجية التي ستتحقق في المنطقة في حالة تشجيع الولايات المتحدة قيام دولة كردستان في العراق". وبحسب الصحيفة فان التقرير يحدد التحولات ب"ضمان وجود دولة صديقة وحليفة للولايات المتحدة والغرب واسرائيل وتطوير واستثمار مشاعر الملايين من الاكراد المتعاطفة مع الولايات المتحدة في منطقة استراتيجية تضم في البدء اجزاء مهمة من العراق ومستقبلا يمكن ان تضم مناطق يقطنها الاكراد في كل من ايران وتركيا وسوريا خاصة وان الولايات المتحدة تواجه خزينا من الكراهية المتنامية عند الشعوب العربية". كما يشير التقرير الى اهمية "ايجاد حليف استراتيجي لدولة اسرائيل يمكن ان يشكل لها عمقا سياسيا وعسكريا واقتصاديا وسوقا رائجة لبضائعها".
ويوضح بان "الاكراد لا يتحسسون من أي انفتاح مع اسرائيل بفعل تاريخ قديم من العلاقات ومن الدعم السياسي والعسكري للقضية الكردية منذ عهد الزعيم الكردي الملا مصطفى البرزاني" على حد ما ورد في الصحيفة. كما يؤكد التقرير على ان قيام دولة كردستان يؤدي الى "خلق قوة استراتيجية عسكرية واقتصادية لها القدرة على ايجاد توازن اقليمي حقيقي مع ايران والدول العربية في منطقة الهلال الخصيب" اضافة الى "اضعاف أي تيار سياسي متطرف قد تفرزه العملية الديمقراطية في العراق مستقبلا" فضلا عن "مواجهة اية احتمالات لقيام تنسيق ايراني وسوري مع أي اطراف سياسية متعاطفة مع هاتين الدولتين تصل الى السلطة في العراق". وتتابع الصحيفة انه حسب المصادر المطلعة فان التقرير اسهب في سرد الضرورات الاستراتيجية لتشجيع قيام دولة مستقلة لاكراد العراق. كما كشف عن امكانية خلق تحولات استراتيجية في مكافحة الارهاب من خلال دخول الاكراد في مشروع مكافحته ومساهمتهم في الجهود الدولية المبذولة في هذا الشان حيث يؤكد التقرير وبحسب صحيفة المؤتمر "انه ستدخل في عمليات مكافحة الارهاب جهود دولة كاملة ستسخر قدراتها الامنية والاستخباراتية في هذا المجال". وتضيف "اسهب التقرير في سرد الاثار الايجابية لوجود مثل هذه الدولة على المخططات الاميركية لمواجهة ايران وماتشكله من خطر استراتيجي قادم على المصالح الاميركية وعلى وجود وامن دولة اسرائيل".
ووفقا للصحيفة فان المركز الذي اعد هذا التقرير اكد ان مختصين بشؤون الشرق الاوسط ومختصين بالقضية الكردية ساهموا في اثراء موضوعاته وبينهم بروفيسورة اميركية لها دراسات عن القضية الكردية من دون ان يذكر اسمها. كما اشاىت الى ان التقرير "اوصى بضرورة دعم مواقف الاكراد في المرحلة الحالية في العراق وضرورة اقرار الفيدرالية في الدستور العراقي ولكن بشرط ان تكون ذات صلاحيات واسعة لاقليم كردستان العراق من اجل التمهيد في المرحلة المقبلة لقيام دولة كردستان" منوها في الوقت نفسه الى ضرورة استثمار ما وصفه "بحالة التوتر القائمة بين الاكراد في كل من ايران وسوريا".
واضاف "ان احداث السادس عشر من ابريل من العام الماضي في القامشلي بسوريا تؤكد وجود امكانية تسليط الضوء على معاناة الاكراد واستغلالها اعلاميا وسياسيا". وتقول الصحيفة "ان التقرير دعا الولايات المتحدة الى كسب الجانب الاوروبي لتاييد تحقيق هذا المشروع خاصة وان هناك تعاطفا اوروبيا قويا مع القضية الكردية بشكل عام وليس مع اكراد العراق فقط". تجدر الاشارة الى ان اطرافا كردية نشرت خرائط لاقليم كردستان تضم محافظة كركوك واجزاء من محافظتي ديالى والموصل في الوقت الذي تستمر في دعوات كردية لاقرار مبدا تقرير المصير في مسودة الدستور الذي تعمل القوى السياسية العراقية والاطراف العراقية على تجاوز مسائل الخلاف بشانه لاعلانه في موعده المقرر في 15 اغسطس الجاري. وتقول حركة الاستفتاء الكردية وهي جماعة كردية تدعو الى الانفصال على لسان الناطق باسمها هلكوت عبد الله "ان الحركة تعمل من اجل مقاطعة عملية الاستفتاء المرتقبة على الدستور العراقي في حال لم يتضمن هذا الدستور حق تقرير المصير لشعب كردستان" مشيرا الى ان الدستور في حال لم يتضمن فقرة تقرير المصير بعد اربع او عشر سنوات "سيدفع الاكراد في المرحلة اللاحقة الى مواجهة القانون الدولي بدلا من الحكومة العراقية ما سيعقد المشكلة الكردية اكثر فأكثر".
الرافدين
www.alrafidayn.com
http://www.alrafidayn.com/Story/News/N11_08_05_13.html