من الأمور التي كانت تثار في وجه نظام صدام المستوى المتدني علميا وفكريا واجتماعيا لمسؤولي النظام حتى لو كانوا في مستوى رئيس وزراء .. كمحمد حمزة الزبيدي الذي كان مضمدا .. ونائب الرئيس نائب الضابط طه الجزراوي .. ونائب الرئيس الأول الذي لا يملك شهادة المتوسطة عزة ابراهيم .. ووزير الدفاع خريج الإبتدائية علي حسن المجيد .. وسلفه خريج الإبتدائية حسين كامل المجيد .. وغيرهم ممن تطول قائمة أسمائهم ..
ومقياس الوظيفة على عهد صدام كان الحزبية والإجرام في خدمة سلطة العائلة .. وللأسف فهذه المظاهر وخاصة جانب الولاء الحزبي لم تختف لا مع حكومة ما تحت الإحتلال .. ولا في الحكومة المنتخبة مع أنها ما زالت في عهد الرضاعة .. وتشكيلة الوزارة حملت من الأسماء وخاصة ممثلي الشيعة منهم ماحل الولاء الحزبي لهم او العلاقة مع المرجعية محل الكفاءة التي تعهد بها رئيس الحكومة في مرحلة تشكيلها ..
ومع ان الناس منخدعة بالكثير من المظاهر الكاذبة وخاصة الشهادات المنتحلة التي يطلقها الكثير ممن يتصدرون الوضع السياسي في عراق اليوم .. حتى ان مواطنا عراقيا ظهر في احدى الفضائيات ليقول : يا اخي انظر الى هؤلاء الناس وشهادات الدكتوراه التي يحملون وقارن بينهم وبين مسؤولي حكومة صدام من نوع ابو الكبة وأبو الثلج ..
وسواء تعلق الأمر بالمناصب الأولى في الدولة التي يفترض أنها جديدة .. او بما دون ذلك .. فقد تم استبعاد الكفاءات العراقية المتنوعة والمتميزة ليشغل المراكز انصار الحزب او الجهة او الشخص او الأقارب .. مما يحرم العراق من فرصة الإستفادة من طاقة ابنائه .. ويحرم هؤلاء من نيل المكانة التي يستحقونها .. والفرصة التي يخدمون فيها البلاد .. فضلا عن ذلك الثقة التي يمنحها وجودهم في الدولة بجدية بناء هذه الدولة وسلامته .
ومن النماذج الصارخة للعهد الجديد .. صالح الشحماني " ابو سيف " الذي لا يملك شهادة ابتدائية .. والذي عينته الحكومة المنتهية ولايتها سكرتيرا في السفارة العراقية في هولندا .. ومع ان الرجل ليس له اي ماض جهادي قد يعوض هذا النقص .. الا ان انتقاله من حارس شخصي للشريف علي الى مرافق لحسين الشعلان من قائمة اياد علاوي .. جعل الأخير يكافئه بهذا المنصب الديبلوماسي الخطير .. والرجل ابسط من ان يتولى مركز حارس في السفارة فكيف حين يكون احد دبلوماسييها ..
ترى ماذا تغير بين نظام صدام و " العراق الجديد " كما يسمونه ..