ماذا تفعلون في هذا المأزق الخطير ؟؟
بقلم:علـي البصـري
albasry2003@yahoo.com
تمت يوم امس المصادقة والتصويت على حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري ، وقد استبشرت خيرا في بادئ الامر بعدما رايت ان عدد المصوتين بلغ 180 شخصا من مجموع 185 عدد الحضور ، ولا اعرف بالتحديد لماذا غاب 89 عضوا عن الاجتماع لاسيما وانه مخصص للتصويت على حكومة انتقالية ستقود البلاد الى بر الامن والامان! في غضون 6 أشهر والى تشير بداياتها على انها ستكون 6 أشهر عجاف ؟؟ وبالرغم من اني كنت متابعا كبعض الناس الى التصويت على الحكومة وكنت مستبشرا بالحكومة الموعودة ،الا انه ساورتني مخاوف كثيرة عما ستلاقيه هذه الحكومة الفتية من مشاكل جمة ، وقد اشرت في مقالات سابقة الى تلك المخاطر وخاصة تصريحات المسؤولين الامريكيين، ومنها بالتحديد تصريحات رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي المحتل(عفوا المحرر!) والتي ذكر فيها بان امريكا غير مسؤولة عن القضاء على الارهاب في العراق ، وهي مسؤولية تخص الحكومة العراقية ، وكذلك تصريحات الجنرال مايرز قائد القوات المشتركة للجيش الامريكي والتي قال فيها بان العمليات الارهابية سوف تزداد في العراق خلال الايام القادمة ، اضف الى ذلك تصريحات المخابرات الامريكية والتي حذرت فيها من استخدام اسلحة كيمياوية من قبل الارهابيين في العراق ، اذن لماذا هذه التصريحات الان وبالضبط قبل يومين من التصويت
على حكومة الجعفري ؟؟ واين كانت هذه التصريحات أبان الحكومة السابقة( حكومة السيد علاوي) ؟ وهل أخذ السيد الجعفري وبعض وزراء الحكومة( الوزارات السيادية) خطورة تلك التصريحات واخذها بمحمل الجد ؟ ، لقد بدأت اولى ثمار تلك التصريحات بالقيام بعمليات ارهابية امتدت من شمال العراق وحتى جنوبه ، وهذه رسالة واضحة للجعفري وحكومته ، لا سيما وان تشكيلة الحكومة تنتابها بعض الاسئلة وخاصة فيما يتعلق بوزارات عصب الديمقراطية ان جاز التعبير ،وهي اربعة وزارات ، وزارة الدفاع ، الداخلية ، النفط ،الامن الوطني ، فالسيد رئيس الوزراء اصبح وزيرا للدفاع وكالة ، اي وزيرا سياسيا وعسكريا، وفي هذا الخصوص من حقنا ان نسئل السيد رئيس الوزراء ووزير الدفاع
وكالة ، هل هذه أوامر امريكية صدرت لكم ؟ اي بمعنى آخر انه ليس من حقك ان تنصب اي وزيرا لشغل هذا المنصب الا الذي تريده امريكا،
او ان امريكا وضعتكم في مأزق خطير جدا وهو القرار السياسي والعسكري سيكون بمسؤوليتكم(علما وبقناعتي انكم لاتملكون لا هذا ولا ذاك) ، اذن ماذا ستفعل امريكا، وما هو هدفها من هذه اللعبة الخبيثة والذكية ؟؟ سنجيب على ذلك بعد قليل ... وزارة الداخلية والتي تسلمها السيد الوزير باقر صولاغ ( ابو محمد)وهو من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ،،، وهنا ايضا اسئلة عديدة اهمها هل يستطيع السيد الوزير القضاء على تركة بريمر ورامسفيلد؟ اي هل يستطيع ان يطهر وزارة الداخلية من المجرمين البعثيين القتلة والذين عينتهم امريكا والسيد علاوي ؟؟ الجواب لا وألف لا ،، اذن لماذا وزارة الداخلية من نصيب الشيعة ؟ هل هي محاصصة حزبية ايضا؟؟ علما بان المحاصصة الطائفية واضحة وضوح الشمس في عز الصيف من خلال اسماء الوزراء وانتمائهم المذهبي؟. وزارة الامن الوطني ، والتي لا اعرف بالتحديد مهامها، وما هو مفهوم الامن الوطني في نظر السيد الوزير عبد الكريم العنزي ؟ هل هو امن ومخابرات في نفس الوقت!!!؟؟ اي بمعنى آخر هل ستتدخل بعض دول الجوار بقرارات الوزارة ؟؟ وهل ان وزارة الامن الوطني تختلف في مهامها عن وزارة الداخليـة ؟ثم من المسؤول عن من ؟ هل السيد باقر صولاغ مسؤولا عن عبد الكريم العنزي ، ام العكس صحيح ؟ وماذا جنينا من وزراء الامن القومي والوطني السابقين ( موفق الربيعي وقاسم داوود)؟؟ .. اما وزارة النفط فهي من نصيب الشيعة ايضا والدكتور احمد الجلبي وزيرا للنفط وكالة ،، لماذا لم يعين وزيرا للوزارة ، وهل دب الخلاف المستشري اصلا في قائمة الائتلاف ,,الشمعة ،، وهل بدأت الشمعة تفقد بريقها؟؟ ... من خلال نظرة سريعة الى ماتم توضيحه اعلاه نرى بان امريكا تحيك وبقوة مؤامرات متسارعة ضد الحكومة الانتقالية الجديدة ،سيما وان اغلب وزرائها شيعة ، وما تفجيرات هذا اليوم الدامية الا هي اشارة واضحة لاسقاط حكومة الجعفري وتصفيتها ، وذلك بجر السيد رئيس الوزراء وزير الدفاع
وكالة والسيد وزير الداخلية والسيد وزير الامن الوطني ، وهؤلاء كلهم شيعة ، ستجرهم امريكا وتوقع بينهم وبين ابناء طائفتهم بمشاكل عديدة ستخلقها ومن حيث لايدرون،، وبالتالي ستقضي عليهم وسيكونون الخاسرون في الحالتين ، فاذا التزموا الصمت من هذه المشاكل فانهم سيخالفون ماتطمح له امريكا ، وهذا ليس من صالحهم (علما انهم لن يفعلوا ذلك) ، واذا ضربوا وحاربوا شعبهم ، فان اوراقهم محروقة ايضا ،لان الشعب سيلفظهم ، اذن ستلعب امريكا بالجعفري وجماعته ، وما رسائل بغداد والمدائن والموصل واربيل والبصرة والتي حصلت اليوم الا بداية تسقيط حكومة الجعفري ،، اما الذي عرف اللعبة والمأزق فهو السيد علاوي عندما انسحب من الحكومة ولم يشارك باي وزير لانه درسها جيدا اما دراسة شخصية او بايعازات وتوجيهات امريكية ،وعلم ان هذه الحكومة أيامها معدودات ، لذلك فبدأ يخطط من الان كيف سيربح الانتخابات القادمة ،واعتقد ان الذي سيساعده في ذلك هو الفشل والنجاح لحكومة السيد الجعفري؟؟ فكلما فشلت حكومة الجعفري في مهماتها فذلك يعتبر نصرا لعلاوي والعكس صحيح ، ومن خلال الاستقراء المستقبلي وماتؤول اليه الامور فاني الاحظ بان حكومة الجعفري سيكون مصيرها الفشل ، للاسباب اعلاه. تكلمنا عن بعض الوزراء والوزارات ، وهنا لا بأس ان اتطرق الى وزارة الكهرباء فالسيد روش نوري شاويس وزير الكهرباء وكالة هو من الاخوة الاكراد والذين لم يعانوا من انقطاع التيار الكهربائي في مناطقهم منذ سنة 1991 والى يومنا هذا ، اي ان السيد الوزير لم يعاني هو وعائلته مأساة انقطاع التيار الكهربائي كما يعانيها بقية العراقيين لذلك فان العمل سوف لن يكون بالمستوى المطلوب ،وكذلك فان العراقيين المحرومين من الكهرباء سواءا في جنوب العراق او في مناطق اخرى سينعمون بفضل الشمعة المضيئة وهي شعار قائمة الائتلاف الموحد ، ولذلك فهم ليسوا بحاجة الى كهرباء لان الشمعة وبركاتها ستعمهم بضياء لاينقطع!!؟