النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي ][®][^][®][أنا ذبــَّـاح سيدي !!!][®][^][®][ .....طاهر الخزاعي....

    [align=center]
    أنا ذبــَّـاح سيدي !!![/align]

    [align=center]أرض السواد - طاهر الخزاعي[/align]





    مشهدُ ما عاد يفارق ذاكرتي .. مشهدٌ يقطع كل آصرة يمكن أن تدعي الانتماء الى شيء اسمه الانسانية .. لا , بل لم أجده ينتمي الى شيء اسمه منطق الغاب أو في قواميس أكلة لحوم البشر !! .. مشهدٌ طالما تأملت به علَّ وعسى أن أجد مجالاً للتأويل , أو فُسحة للتحليل , أو صنفا من مخلوقات الباري تعالى كي أنسب اليه هذا الــــ (ذبــــَّاح) .. ما زلت أبحث , ولا زلت حائرا .. وها أنا ذا أكتب حول حيرتي متوسلا الوصول الى كنه هذه المهمة الجديدة في العراق ! .

    في قناة العراقية وفي البرنامج الذي يعرض جرائم المجرمين (عفواً أقصد المقاومين) , وهي اللقطة التي تعيدها قناة الفيحاء كثيراً حول أفعال هؤلاء الذين يدعون المقاومة .. اللقطة أيها السادة جميعكم رآها وسمعها , تلك التي يسأل فيها المحقق عن واجب المتهم ودوره في مجموعته التي يعمل بها .. يسأل المحقق : ماهو واجبك ؟ .. يأتيه الجواب : ( أنا ذبـــَّاح سيدي ) !! .. ولعل الأمرَّ والأدهى من الجواب نفسه هو أن يأتي الجواب بكل هدوء واستقرار نفسي .. يقولها السيد المقاوم وهو على بصيرة من أمره .. دون اكتراث أو ما يشبه الخجل أو ذرة من حياء ! ..

    ليس بدعا في الإجرام أن يكون شخص ما قاتلا ويسرف في القتل فيزهق أروح عشرات الأبرياء ومن كافة الفئات العمرية .. قتلا بالرصاص أو دساً للسم في أكل وشرب ! .. بل حتى طعنا في سيف أو مدية أو رمح .. ولكل هذا أسبابه النفسية , وعادة ما يكون صاحبها مُصاب بحالة من أحوال الجنون يؤدي به لاتخاذ القتل الجماعي هذا , وهنا يكون الفارق كبيرا مع ما نحن فيه .

    حتى في الحروب التي حصلت في عصر الجاهلية لم نجد المحارب ذباحاً .. إن واجبه الحربي في الدفاع والهجوم أن يقتل العدو بالسلاح الذي يستخدمه , والقتل في تلك العصور هو الطعن بالرمح والسيف والرمي بالسهام والنبال .. وما حدثنا تاريخ العصر الجاهلي أن تكون وظيفة أحد أفراد هذه القبيلة أو تلك هو الذبح لجنود العدو . وهنا أيضا الفارق كبير جدا مع ما نحن فيه . فلم يقم ذباحونا الجدد بذبح العدو المتمثل بالمحتل وإنما لأبناء جلدتهم من شرطة وحرس ومترجمين وحتى الحلاقين ! .. وذباحونا الجدد لا ينتمون الى العصر الجاهلي ولا الى القرون الوسطى ولا هم من سكان الكهوف .. إنهم يعيشون في عصرنا وبين ظهرانينا , وهم عرب أقحاح يدينون بالاسلام - ظاهرا - ويعلنون الانتماء الى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وأسماء تنظيماتهم كلها منتقاة وتدور في دائرة (أنصار السنة وأنصار الاسلام , وسرايا الجهاد , وقاعدة الجهاد في بلاد الرافدين .. الخ ) . وهنا ازددت حيرة وأخذت مني الدهشة مأخذاً .. فقمت من مجلسي ووجهت وجهي شطر القبلة محدثا رب البيت الحرام والشهر الحرام والدم الحرام : أن كيف أكون أنا والذباحون الجدد من ملة واحدة .. الهنا واحد , ديننا واحد , نبينا واحد , قبلتنا واحدة .. أصلي ويصلي الذباح ! .. أصوم ويصوم الذباحون .. أقصد البيت الحرام حاجاً ويقصده هؤلاء .. كيف أكون اسلاميا وهذا الذي يمتهن ذباحة البشر كذلك ؟! ..

    ذهبت بي سفن الخيال بعيداً .. وداعبت رياح الشكوك أشرعتي .. وصرت قاب قوسين أو أدنى من الكفر بهذا الدين الذي أرسل لنا الرسول رحمة للعالمين ! .. وهنا فقط احتكمت الى الدليل .. وكان لزاما عليَّ أن أرجع الى سنة الرسول التي يدعي هؤلاء الذباحون أنهم أنصارها , لأجد ما اذا كان هناك مكان لامتهان الذباحة البشرية وتحت أي ذريعة كانت في سنة الرسول؟ . راجعت معلوماتي الدينية وسرعان ما قفزت الى ذهني مسألة ما يحسبه الدين الاسلامي مكروها من المهن .. فتذكرت أنه يُكره للمسلم أن يعمل قصَّابا ! .. والقصاب هنا كما هو معلوم من يقوم بذبح الماشية وبيع لحومها الحلال للمسلمين .. ولعل في الأمر غرابة إذ لماذا هذه الكراهة والقصاب يقدم خدمة للمسلمين لقاء أجر في عمل حلال يُفيد به ويستفيد منه .. ولكن أروع جواب يقدمه الشارع الاسلامي في هذه المسألة - مسألة كراهة أن يكون الانسان قصابا - هو العلة المنظورة من وراء هذه الكراهة التي تقول : الكراهة هنا متأتية من القسوة التي يمكن أن تُكتسب من امتهان عمل القصاب <الذبح> , فإن الدوام على ذبح الحيوان وبشكل يومي قد يُكسب هذا الانسان القسوة , وبالتالي تنعكس سلباً على سلوكه داخل المجتمع ..

    هدأ روعي , واستغفرت ربي , وانجلت شكوكي , وأيقنت أن الاسلام رحمة , والدين نعمة .. وأن الذباحين الجدد في العراق ليس لهم دين ولا سنة , ولم يجمعني وإياهم أصل أو فرع .. فهم لا ينتمون الا الى سنة فدائيي صدام وأنصار البعث .. وما وجدت الا في دين البعثيين وحدهم استحباب مهنة الذباحة البشرية ..

    ardhalsawad@yahoo.com






  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد مرحوم
    ( أنا ذبـــَّاح سيدي ) !! .. ولعل الأمرَّ والأدهى من الجواب نفسه هو أن يأتي الجواب بكل هدوء واستقرار نفسي .. يقولها السيد المقاوم وهو على بصيرة من أمره .. دون اكتراث أو ما يشبه الخجل أو ذرة من حياء ! ..

    سؤال مهم .. كيف يتأتى لمن يقع في قبضة العدالة المفترضة بهذا السجل الحافل بالإجرام ان يكون هادئا ومستقرا نفسيا .. الجواب قد يقود الى إستنتاج مختلف تماما عما وصل اليه الأخ العزيز أبو مؤمن .. وهذا هو الملاحظ على أغلب الذين عرضتهم الفضائيات العراقية كمسؤولين عن عمليات إرهابية .. الثقة بالنفس .. والهدوء المبالغ به .. والإسترسال في الكلام ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الدولة
    بـغـــــــداد
    المشاركات
    3,191

    افتراضي

    تسائل عزيزنا نصير المهدي جداً منطقي ... هل هناك من يشفي غليلنا بأجابة شافية ؟
    انا عن نفسي غير مقتنع بكل ما يُعرض على قناتي الفيحاء والعراقية وأعتبرها مسرحية لتغطية جرائم الاحتلال على الرغم من يقيني الكامل بأن هؤلاء الذباحين يجب أعدامهم لكي يرتدعوا ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    كانت السي أي أيه تقتل الناس وتشوه أجسادهم وتلقيها في الشوارع لإثارة الرعب...

    جون ستوكويل ( مسؤول كبير في السي أي أيه)

    كتابات - ترجمة واعداد / نديم علاوي

    نص محاضرة قدمت في اكتوبر1987 .

    ( يصنف جون ستوكويل كأعلى مسؤول في تاريخ وكالة المخابرات المركزية استقال منها وكشف ما لديه من أسرارعن نشاطاتها السرية في البلدان التي عمل فيها . شغل عدة مناصب منها مدير مكتب الوكالة في فيتنام . ورئيس بعثة الوكالة أبان حرب الوكالة السرية في أنغولا بين عامي 1975 و1976 . حصل على ميدالية ميريت قبل استقالته من الوكالة . وفي عام 1987 تصدر كتابه -البحث عن الأعداء - قائمة اكثر الكتب مبيعا في العالم).

    الحلقة الثالثة والأخيرة

    لهذه الأسباب مجتمعة تركت العمل في السي أي أيه ، وكانت تحدوني رغبة كبيرة في إيصال الحقيقة كل الحقيقة للشعب الأمريكي عما فعلناه في فيتنام وأنغولا ، لذا باشرت بتأليف كتاب - بصفتي أحد الشهود- عن أحداث تلك الفترة ، وكنت محظوظا فتمكنت من إنجازه ، وشاءت الظروف أن يتصدر كتابي قائمة أكثر الكتب مبيعا في العالم ، فقرأه الكثيرون في أمريكا وخارجها ، وبذلك نجحت في إيصال صوتي إلى الشعب الأمريكي وهو جل ما كنت أتمناه واطمح إليه ... مضافا إلى ذلك مشاركتي في الكثير من البرامج التلفزيونية وخاصة برنامج 60 دقيقة الذي يتابعه جمهور كبير من الأمريكيين...

    بعد ذلك قدمت شهادتي عن الأحداث أمام الكونغرس ، ثم باشرت بأعداء دراسة مفصلة ، بصدق وبدون أي تحيز، عن تلك الأحداث ، وبعد أن كنت طيلة حياتي من اشد المناهضين للشيوعيين قررت الذهاب إلى كوبا لأرى بنفسي كيف يعيش الكوبيون ومشاهدتهم وهم يتلذذون بأكل لحوم الأطفال في وجبات فطورهم! بحثت في كل مكان فلم أجد شيئا من هذا الهراء ، بعد ذلك ذهبت إلى بودابست عاصمة هنغاريا ، هذه الدول التي اعترفت مجلة national geographic نفسها بأنها كانت تحقق إنجازات رائعة في كل المجالات. ذهبت إلى جامايكا للتحدث إلى ميخائيل مانلي حول نظريته في الديمقراطية الاجتماعية ، ثم إلى غرينادا ، وأقمت حوارا مع القساوسة مايرس وبرنارد كورد وفيلس كورد ، استمعت إليهم في مناسبات كثيرة فوجدتهم مثقفين ومتعلمين ، وأصحاب تجربة ، ولديهم رؤية واضحة ويريدون فعل شيء ما ، رجال ذوي مبادئ وقناعات ، وفي ذلك الأثناء كانت الولايات المتحدة منهمكة بالأعداد للعمليات السرية ضدهم والتخطيط لغزوغرينادا ، وكنت في تلك الفترة وقبل 19 يوم لا غير من مقتل القس ماوريس أتحدث معه في غرينادا حول خطط الولايات المتحدة ضدهم وخاصة تصريحات الرئيس ريغان لوسائل الأعلام ، وكنا متيقنين نحن الاثنين بأنه بات في حكم المؤكد تقريبا أن الولايات المتحدة سوف تغزو غرينادا في المستقبل القريب.

    قرأت كل ما عثرت عليه من كتب حول هذا الموضوع ، كتاب يتبع كتاب ، فتكدست على طاولتي مئات الكتب حول ما يسمى بمصالح الولايات المتحدة القومية ، وأستغل فرصة لقائي بكم اليوم لأدعوكم للقراءة والإطلاع على ما حدث ، لأن ما يقدم لكم من معلومات عبر جهاز التلفاز لا يعدو كونه ( كبسولات) من الأخبار وضعها أحدهم وربطها بعضها إلى بعض وهي لا تتعدى في الواقع ما يريدون إسماعه لكم ، وفي الصحف كذلك لا تجدون سوى ما يختاره رؤساء التحرير وينتقوه للنشر في صحفهم ، إذا أردتم أن تعرفوا وتفهموا ما يجري في العالم وتثقيف أنفسكم فعليكم بذل أقصى الجهود والبحث عن الكتب والمقالات والدراسات بأنفسكم , اقرؤوا وتعرفوا على الحقائق بأنفسكم . وسوف ترون أن الأمور ليست كما تصورها لكم حكومتنا.

    حالفني الحظ بلقاء الكثير من اللاعبين الرئيسيين ، وخاصة ممن كتبوا وأعدوا دراسات حول تلك الأحداث وكذلك الكثير من المواطنين العاديين الذين تضررت حياتهم بشكل كامل جراء العمليات السرية التي نفذتها السي أي أيه، فذهبت إلى نيكاراغوا التي زرتها سبعة مرات ، وكان البلد حينها يواجه هجوما شرسا من قبلنا ، وتحدثت إلى المواطنين والقيادات وسمعت وشاهدت بنفسي ماذا يعني أن تزود الولايات المتحدة من يطلقوا على أنفسهم تسمية "المعارضين" بالقنابل الفسفورية والرصاص والمتفجرات وترسلهم إلى داخل البلاد ، وشاهدت بنفسي كيف يتعرض الناس العاديون إلى الإصابات البالغة وكيف يقتلون وتتطاير أشلاء بعضهم.

    نحن نتحدث هنا عن ما يقارب 10 إلى 20 ألف عملية سرية ( نفذتها السي أي أيه منذ عام 1961 ) ، ما وجدته هو أن الملايين قتلوا بسبب تلك العمليات. والبعض منهم بطريقة بشعة للغاية.

    في عام 1965 نفذت الوكالة عملية سرية في إندونيسيا كتب عنها رالف مكجيهه الكثير مستشهدا بالوثائق الكثيرة التي كانت بحوزته ، ومما ورد في إحدى هذه الوثائق هو أن تلك العملية تم تصميمها على أن تكون عينة قابلة للاستنساخ في أماكن أخرى من العالم ، وكان الهدف الرئيسي من وراء العملية هو تحجيم دور الحزب الشيوعي الإندونيسي وتحطيم إرادة الشرائح المناصرة للحزب الشيوعي الإندونيسي وتحديدا الإندونيسيين المنحدرين من أصول صينية ، وتشير إحدى وثائق السي أي أيه بهذا الخصوص إلى أن عدد الذين قتلوا من جراء تلك العملية بلغ 800,000 إنسان ، والحديث لا زال يدور حول عملية سرية واحدة فقط ! . اما الرقم الحقيقي لمجموع القتلى الذين ذهبوا ضحية عمليات الوكالة المختلفة في إندونيسيا فيتراوح ما بين مليون إلى ثلاثة ملايين إنسان ، ناهيك عن الزج بنا ، كنتيجة لهذه الأفعال ، في أتون حربين دمويتين.

    وقادت الوكالة أيضا عملية سرية ضد الصين استمرت لسنوات طويلة كان الهدف منها إثارة الفتنة في الصين وإلهاب مشاعر الناس ضد ما سمي ب" الشيطان الصيني" و" الشيوعية الشيطانية" تمهيدا لضربها مثلما نفعل اليوم في نيكاراغوا بواسطة قوات ننزلها هناك بالمظلات والقوارب لغرض إثارة الفتنة في البلاد وهي نفس الخطوات التي قادتنا إلى الحرب الكورية مباشرة . عناصر مخابراتنا كانت متورطة طيلة 25 عاما في حرب إعلامية شاملة ضد فيتنام هدفها خداع الشعب الأمريكي وإثارة الرعب لدى السكان في فيتنام ودفعهم لمغادرة الشمال على شكل موجات جماعية باتجاه الجنوب لكي يتسنى لنا تصويرهم وعرضهم أمام العالم كهاربين من جحيم الشيوعية ! واستمرت هذه الحملات الدعائية بالتصاعد إلى أن وجدنا أنفسنا فجأة في فيتنام والتسبب بمقتل أكثر من مليوني إنسان.

    هنالك اعتقاد لدى قيادتنا اليوم في واشنطن بان الشيوعي الجيد هو الشيوعي الميت ، فإذا استطعت قتل مليون أو ثلاثة ملايين شيوعي فأنت في الواقع تقوم بعمل في غاية الروعة ، الرئيس ريغان تحدث علنا عن رغبته في تحويل الاتحاد السوفيتي إلى غيمة دخان ، والمفارقة الفادحة تكمن في أن الناس الذين قتلناهم دفاعا عن أمننا القومي ! ما كانوا بشيوعيين أو روس أو حتى أعضاء في المخابرات السوفيتية !. فنحن اعتدنا لعب الشطرنج مع ضباط المخابرات السوفيتية وتبادل الأنخاب معهم في ساحات المواجهة بما يشبه لاعبي كرة القدم المحترفين ، حيث تلوى الأذرع في يوم الأحد وفي يوم الاثنين يتم الجلوس معا على مائدة مشتركة للحديث وتبادل الأنخاب!

    الناس الذين يقتلون هناك هم من مواطني العالم الثالث ، هذا ما سوف تستخلصه من كل ما يحدث ، أناس يبدوا أن الحظ خانهم فولدوا في جبال متيمبا في الكونغو ! أو في أحراش جنوب شرق آسيا! والآن فوق تلال شمال نيكاراغوا!. وهؤلاء الناس في الحقيقة كاثوليكيون وبوذيون اكثر بكثير مما هم شيوعيين. واغلبهم لا يفهم ماذا تعني الشيوعية أو الرأسمالية حتى!.



    أما أمريكا الوسطى فكانت تعامل كمنطقة نفوذ خاصة وتابعة للولايات المتحدة ، وإذا رغبت في الإطلاع على مبسط لتاريخ تدخلاتنا في أمريكا الوسطى فانصح بقراءة كتاب والتر لافبرز – ثورات حتمية - Inevitable Revolutions. لقد سيطرنا على المنطقة منذ عام 1820 وكانت لدينا سياسة خاصة للإخضاع ومنع الدول الأخرى وخاصة الدول الأوربية الصناعية من منافستنا في هذه المنطقة ، وهذه لمحة تاريخية سريعة تثبت كيف أن سيطرتنا هناك كانت مطلقة وعسكرية الطابع ، فبين عام 1900 وحتى الحرب العالمية الثانية كان لدينا 5,000 من جنود البحرية في نيكاراغوا ولمدة 28 سنة ، غزونا جمهورية الدومنيكان أربعة مرات ، واحتللنا هايتي لمدة 12 سنة ، ووضعنا قوات في كوبا 4 مرات ، وفي بنما 6 مرات ، ومرة في غواتيمالا ، وبلغ عدد العمليات السرية التي قادتها الولايات المتحدة لقلب نظام الحكم في جمهورية الدومينيكان ثلاثة ، وسبعة في هندوراس . وبالمناسبة فإننا وضعنا 12,000 جندي ، خلال تلك الفترة ، في أراضى الاتحاد السوفيتي.

    ثلاثة رؤساء متتالين لغواتيمالا ( بعد أن نصبت السي أي أيه الكولونيل أرماز بانقلاب عسكري) قتلوا بواسطة العنف ، ناهيك عن أن منظمة العفو الدولية كانت قد أخبرتنا بان الحكومات التي دعمنا وجودها في السلطة قتلت منذ ذلك الوقت أكثر من 80.000 شخص . وباستطاعتكم الإطلاع على ذلك في كتاب ( الفاكهة المرة) لشليسنجر و كينزر، وكينزر صحفي من النيويورك تايمز، أو في كتاب ( أعداء بلا حدود) لمؤلفه جونثان كويتني مراسل وول ستريت جورنال ، وكلهم كتبوا حول ذلك.

    الملايين والملايين من الدولارات التي خصصت لبرامج ( مساعدة أمريكا الوسطى) ذهبت إلى جيوب الأغنياء وليس لشعوب تلك البلدان . وكانت السي أي أيه تدرب ، في الواقع ، قوات الشرطة التي تحولت اليوم إلى ما يعرف بفرق الموت في السلفادور وقادتهم المدرجين على لائحة رواتب السي أي أيه.

    كان لدينا برنامج خاص بالأمن الاجتماعي يغطي أمريكا الوسطى وأمريكا اللاتينية لمدة 26 سنة وكنا ندربهم على وسائل قمع التمردات عن طريق التحقيق مع الناس واستجوابهم وتعذيبهم ، وهي الطريقة التي كانت تعلمهم إياها السي أي أيه ، دان متريون الخبير الشهير بالتدريب على التعذيب عمل 7 سنوات في البرازيل و3 سنوات في أورغواي للتدريب على الاستجواب والتعذيب ، وكان يعتبر الخبير البارع في هذا المجال وخاصة في كيفية الوصول إلى الكمية الصحيحة من الألم لكي تحصل على الجواب الذي تريده من الأشخاص الذين يتعرضون للتعذيب.

    كانوا يصعقون المحتجزين بالكهرباء, وقد صنعوا سلكا خاصا لهذا الغرض وكانت الكتابة على السلك تشير إلى مصدره الأصلي فاصبح الناس يعرفون حتى من أين أتت هذه الأشياء ، وكان السلك على درجة من النحافة بحيث يمكن تمريره بين الأسنان , وبذلك يوضع أحد طرفيه بين الأسنان بينما يربط الطرف الآخر في الأعضاء التناسلية للضحية ثم يتم لوي السلك لأحداث اكبر كمية من الألم يفترض أن الكائن البشري قادر على تحملها.

    ( أما الآن فنبدأ بتدريبكم على التعذيب ، سأشرح لكم ذلك ، وسوف تجدون أنفسكم إن عاجلا أو آجلا وأنتم تمارسون هذه اللعبة....) دان متريون)

    كل ما يستطيع الضحايا فعله هو التمدد والصراخ ، وعندما ينهارون تماما يجلب لهم طبيب يحقنهم بفيتامين بي لمنحهم فرصة راحة قصيرة استعدادا للجولة القادمة ، وعندما يموتون تشوه أجسادهم ويلقى بها في الشوارع لغرض إثارة الرعب والفزع في قلوب الناس و جعلهم يرهبون البوليس الحكومة.

    هذا ما كانت تدربهم السي أي أيه على تعلمه . إحدى النساء اللواتي كن يعملن ضمن هذا البرنامج وكانت تعذب في البرازيل لمدة سنتين قدمت شهادة أمام العالم عندما خرجت من هناك ومما قالته : الشيء المفزع في كل ذلك هو أن الأشخاص الذين يمارسون التعذيب لم يكونوا ، في الحقيقة ، من المرضى النفسيين بل كانوا أناسا عاديين...

    الدرس الذي يمكن استخلاصه من كل هذا ، هو انهم ليسوا من رجال الغستابو (الشرطة النازية السرية) أوالي كي جي بي الممسوسين الذين يمارسون أفعالا لاإنسانية بحق الآخرين ، انهم أناس عاديون يمارسون أفعالا لاإنسانية بحق أناس آخرين. ومن هنا فنحن كأمة نتحمل المسؤولية كاملة عن القيام بمثل هذه الأفعال أمام العالم أجمع ، قتلنا وعذبنا الناس ودسنا على ضمائرنا أولا قبل كل شيء . أنشأنا السي أي أيه ( الشرطة السرية) وخصصنا لها المبالغ الثابتة وتركناهم يذهبون لفعل هذا الأشياء باسمنا وتظاهرنا بعدم علمنا بما يحدث رغم ان المعلومات كانت واضحة وفي متناول اليد ، وبدا أن كل شيء على ما يرام بالنسبة لنا طالما أننا كنا نتصدى للتهديد الشيوعي الوهمي ، نحن مسؤولون عن المليون إلى ثلاثة ملايين إنسان ممن تم ذبحهم وعن جميع الناس ممن عذبناهم وخربنا حياتهم ، وبماذا يختلف ما فعلناه عما فعلته الغستابو بالناس؟ الإبادة هي إبادة.



    نحن اليوم منهمكون بضخ أموال في السلفادور , دفعنا ما يقارب المليار دولار، والجميع يعرف الحقيقة الموثقة وهي أن 14 عائلة فقط في السلفادور تسيطر على 60% من اقتصاد البلاد ، وتحت يافطة ما يسمى ب ( اقتصاد السوق) نهبوا ما بين مليارين إلى خمسة مليارات ليودعوها في البنوك الأجنبية في ميامي وسويسرا ، وقد لخص مورت هالبر ذلك في شهادته أمام الكونغرس مقترحا اختصار القصة بأكملها وذلك بان نقوم نحن باستثمار نقودنا مباشرة في بنوك ميامي وسويسرا ، أي أن نودعها بأسمائهم دون تكليف أنفسنا عناء الذهاب إلى السلفادور! ومن يدري فلربما كان حال الناس هناك أفضل مما هو عليه الآن!.

    نيكاراغوا: وما يحدث في نيكاراغوا اليوم ليس إلا عملية سرية تنفذها السي أي أيه ، وباختصار، تنفيذ برنامج لزعزعة الاستقرار في البلاد ، في 16 نوفمبر خصص الرئيس ريغان 19 مليون دولار لتشكيل قوة مسلحة ، قوات الكونترا كما أسماهم ، وجلهم من بقايا حرس سوموزا الوطني السابق ، المجرمون الذين كانوا يعذبون الناس ويشيعون الرعب في نيكاراغوا قبل ان يثور عليهم الشعب ويطيح بهم ، وها نحن نذهب الى هناك لنشكل جيشا من هؤلاء المجرمين ، وهكذا فنحن نقتل ونقتل ونمارس سياسة إرهاب الناس ليس في نيكاراغوا فحسب بل في مناطق مختلفة من العالم ، وقبل فترة قصيرة سرب الكونغرس خبرا الى وسائل الأعلام – نشر في صحيفة نيويورك تايمز- يؤكد وجود 50 عملية سرية تنفذها السي أي أيه اليوم في مناطق مختلفة من العالم.

    والآن علينا أن نسأل أنفسنا ، لماذا نساهم في زعزعة الاستقرار في 50 زاوية من العالم المضطرب أصلا ؟ لماذا نسعى لإشعال حرب في نيكاراغوا؟ حرب أمريكا الوسطى؟ اعتقد أنها وظيفة السي أي أيه المتمثلة في زعزعة الاستقرار في العالم من خلال هذه العمليات الخمسون السرية وإثارة الحقد والبغض لدى الأمريكيين وبهذه الطريقة سنكون قد تركنا الباب مفتوحا على مصراعيه للأنفاق الجنوني الذي لا طائل منه على الأنفاق العسكري وبرامج التسلح.



    - انتهى-


    http://www.kitabat.com/i5688.htm
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    الدولة
    الغنى في الغربة وَطنٌ. والفقر في الوطن غُربةٌ
    المشاركات
    1,266

    افتراضي

    مشكلتنا أنه قد اجتمع علينا كل أجناس الذباحين

    الذباح الصدامي
    والذباح الوهابي
    والذباح الأمريكي

    الكل يتلاعب بدمائنا وأرواحنا

    نسأل الله ان يرحمنا برحمته ويذهب الغمة عن هذه الامة بظهور مخلص البشرية

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني