النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    Exclamation رامسفيلد: الشعب العراقي سيخمد التمرد و أمريكا تتفاوض مع المتمردين

    في الوقت الذي أكد فيه رامسفلد إجراء اتصالات مع مسلحين في العراق من قبل الأمريكان يصرح بعده بهذا التصريح:

    رامسفيلد: العراقيون وليس امريكا هم الذين سيهزمون المسلحين



    [align=left]Sun June 26, 2005 11:19 PM GMT+03:00 [/align]

    واشنطن (رويترز) - قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد يوم الاحد ان العراقيين وليس القوات الامريكية هم الذين سيهزمون في النهاية التمرد الذي قد يزيد عنفا في الشهور المقبلة ويستغرق الامر سنوات لسحقه.

    وقال رامسفيلد للصحفيين بعد لقاء تلفزيوني "سيخمد الشعب العراقي التمرد مع الوقت. لن تكسب (المعركة) قوات التحالف. الاجانب لا يهزمون حركات التمرد."

    وقال رامسفيلد لبرنامج (فوكس نيوز صنداي) "قد يستمر ذلك التمرد لاي عدد من السنوات."

    ووضعت الشكوك المتزايدة بين الامريكيين بشأن حرب العراق ادارة الرئيس جورج بوش في موقف دفاعي وعبر بعض الجمهوريين في الكونجرس عن قلقهم او انضموا لدعوات الديمقراطيين لتحديد موعد لبدء سحب القوات الامريكية. ورفض بوش تحديد موعد للانسحاب وقال ان من غير الحكمة اتخاذ هذه الخطوة.

    وقال الجنرال جون ابي زيد قائد القوات الامريكية في الشرق الاوسط لتلفزيون (سي.بي.اس.) انه سيكون بمقدور القوات العراقية الاضطلاع بدور قيادي في قتال المسلحين العام القادم.

    واضاف "يبدو جليا بالنسبة لي انكم ستشهدون بحلول بداية الربيع في العام القادم وحتى صيف العام القادم انتقال قوات الامن العراقية الى دور القيادة في القتال ضد التمرد. ولا اقصد بهذا اننا سنعود الى ديارنا بحلول ذلك الموعد."

    ودافع رامسفيلد في حديثه لبرنامج (فوكس نيوز صنداي) عن تصريحات نائب الرئيس ديك تشيني التي تعرضت لانتقادات واسعة بان التمرد المسلح "في النزع الاخير". رغم انه توقع زيادة محتملة في اعمال العنف على المدى القريب.

    وقال رامسفيلد ان عدد الهجمات ما زال "عند نفس المعدل" ولكن المسلحين اصبحوا أشد فتكا.

    وتجاوز عدد القتلى الامريكيين في العراق 1700 وقتل ستة جنود امريكيين الاسبوع الماضي في هجوم بقنبلة في الفلوجة.

    واضاف رامسفيلد "القدرة على القتل زادت. النزع الاخير قد يكون عنيفا كما قد يكون هادئا أو ساكنا. انظروا المعنى في القاموس."

    واردف ان العنف قد يتصاعد في الشهور المقبلة قبل الاستفتاء المتوقع في اكتوبر تشرين الاول على الدستور العراقي الجديد والانتخابات التي ستجري في ديسمبر كانون الاول. وقال لتلفزيون (ان.بي.سي.) انه بحلول اكتوبر تشرين الاول سيصل عدد قوات الامن العراقية الى نحو 200 الف فرد.

    وربطت ادارة بوش في الماضي ارتفاع وتيرة العنف باحداث سياسية مهمة في العراق مثل نقل السيادة قبل عام والانتخابات التي اجريت في يناير كانون الثاني والتي قالت انها ستحرم المسلحين من التأييد.

    وقال رامسفيلد ان العراقيين يحققون تقدما سياسيا كما ان هناك تقدما في تدريب قوات الامن العراقية لكن الامر قد يستغرق سنوات لالحاق الهزيمة بالمسلحين.

    واضاف "عادة ما تستمر حركات التمرد 5 أو 6 أو 8 أو 10 أو 12 عاما. القوات الاجنبية لن تقمع هذا التمرد. سنوفر بيئة يمكن ان ينتصر فيها الشعب العراقي وقوات الامن العراقية على التمرد."

    واردف رامسفيلد "اذا ما فكرنا في التمرد سنجد انه ليس لديهم اي رؤية. ليس هناك هو تشي منه أو ماو... انهم اجانب يحاولون فرض ارادتهم على حكومة منتخبة وسيخسرون."

    (شارك في التغطية بيتر كابلان وسوزان كورنويل)

    من راندال ميكلسن


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    [align=center]واشنطن لم تبدأ بعد محادثات مع مسلحين عراقيين [/align]


    GMT 2:15 : 00 2005 الثلائاء 28 يونيو
    رويترز

    -------------------------------------------------------------------------------

    واشنطن: قال الجنرال جورج كاسي قائد القوات الأميركية في العراق ان القوات الأميركية لم تجر محادثات مع زعماء المسلحين الذين يشنون الهجمات في العراق لكنها ربما تفعل هذا قريبا. وتتناقض تعليقات كاسي فيما يبدو مع تعليقات لوزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الذي قال يوم الاحد ان الاجتماعات بين ممثلين أميركيين وقادة المسلحين "مستمرة طول الوقت."

    وسأل صحافي كاسي يوم الاثنين هل القوات الأميركية اجتمعت مع "زعماء معروفين للتمرد ممن يشاركون بشكل مباشر في الهجمات على القوات الأميركية والعراقية" فأجاب قائلا "ليس بعد."

    وأضاف قائلا "ربما نبدأ التحرك هناك لكن أول شيء نريد ان نفعله هو الاجتماع مع الزعماء السنة. والكثير من هؤلاء الناس يزعمون أن لهم نفوذا لدى المتمردين أقول بصراحة اننا لم نره يتحقق بعد."

    وقال كاسي الذي كان يقف بجوار رامسفيلد في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع الأميركية "قادتنا على مستوى الفرقة وحتى اللواء يجتمعون بشكل روتيني مع زعماء محليين وقبليين. ونحن نواصل ايضا الاجتماع على المستوى القومي بزعماء كبار من السنة."

    ومضى قائلا "لكن أن توصف هذه بأنها مفاوضات مع المتمردين بشأن وقف التمرد فانني أقول اننا لم نصل بعد الى ذلك" مضيفا انها مناقشات تهدف بشكل أساسي الى اشراك هؤلاء الزعماء السنة والناس الذين يمثلونهم في العملية السياسية.

    وتقاتل القوات الأميركية في العراق التي يصل عددها الى حوالي 138 ألف جندي والقوات المتحالفة معها والقوات العراقية تمردا عنيدا ظهر بعد الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين في عام 2003 . وسقط 1734 جنديا أميركيا قتلى في حرب العراق التي بدأت قبل 27 شهرا فيما جرح 13 ألف جندي.

    ويقول مسؤولون أميركيون ان غالبية المسلحين من السنة العراقيين لكن بينهم أقلية من الاجانب مثل الاردني المولد أبومصعب الزرقاوي زعيم جناح القاعدة في العراق.

    وفي مقابلات تلفزيونية اذيعت يوم الاحد بدا أن رامسفيلد يؤكد أن محادثات عقدت بين الأميركيين والمسلحين في العراق.

    وسئل رامسفيلد في مقابلة في برنامج "واجه الصحافة" على شاشات شبكة تلفزيون (ان.بي.سي) عن تقرير منشور بأن "اجتماعين عقدا بين مسؤولين عراقيين وأميركيين وبعض أعضاء حركة التمرد" فاجاب قائلا "أعتقد انه ربما عقدت اجتماعات اخرى كثيرة."

    وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون فوكس سئل رامسفيلد عن اجتماعات بين مسؤولين أميركيين وقادة للتمرد في العراق فقال "حسنا..أول شيء أستطيع ان أقوله عن هذه الاجتماعات هو أنها مستمرة طول الوقت."

    وفي مؤتمره الصحافي يوم الاثنين انتقد رامسفيلد وسائل الاعلام للاهتمام الذي اعطته للموضوع.

    وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان يوم الاثنين ان التحدث مع المتمردين في العراق هو "الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله" لايجاد حل سياسي للصراع.





  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    [align=center]

    رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يعترف بمشاركة بلاده في الحوار مع جماعات عراقية "مقاومة" !. ويرى الحكمة في اشراك هؤلاء في العملية السياسية ![/align]


    بغداد، واشنطن “الخليج”، وكالات:

    يحاول الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش اليوم (الثلاثاء) إقناع الأمريكيين المشككين في امكان كسب الحرب في العراق. لكن الأخبار السيئة من الميدان في ما يبدو ستحبط أي محاولة لتجميل الواقع. فقد سقطت مروحية قتالية امريكية أمس شمال بغداد، ولقي طاقمها المكون من ملاحين مصرعهما. كما قتل جندي أمريكي وأصيب 3 في هجمات منفصلة. واعترف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بمشاركة بلاده في الحوار مع جماعات عراقية مقاومة. ورأى ان من الحكمة اشراك هؤلاء في العملية السياسية. فيما لا يزال الجدال محتدماً حول أسماء مرشحي التمثيل العربي السني في لجنة صوغ الدستور العراقي. وطالب نواب أكراد في البرلمان الاقليمي للمرة الأولى بدستور “كردي خاص”.
    وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن بوش سيزور اليوم قاعدة عسكرية في فورت براغ بولاية كارولينا الشمالية لإلقاء “خطاب مهم” حول الصراع في العراق، في اطار حملة علاقات عامة يخوضها البيت الأبيض لاستعادة شعبية الرئيس المتراجعة. ويوافق الخطاب حلول الذكرى الأولى لتسليم الاحتلال الأمريكي السيادة للعراقيين، في وقت يجد فيه بوش نفسه في موقف المدافع عن تورطه في العراق وسط شكاوى المشرعين في الكونجرس، وحالة عدم الرضا بين الأمريكيين حيال ما يجري في العراق.

    وقالت المصادر إن بوش سيحاول اقناع الرأي العام الأمريكي بحدوث تقدم على الجبهة السياسية في العراق، والربط بين المقاومة والارهاب، والاعتراف بأن الوضع في العراق يتطلب المزيد من الكفاح في الفترة المقبلة. لكن محللين أكدوا انه سيكون من الصعب ان يروج بوش لرسالة تقول “إننا على المسار الصحيح” في ظل اعتراف كبار قادته العسكريين بضراوة المقاومة وتزايد قوتها. وأشاروا الى ان الأمريكيين إذا شعروا بأن الحرب لا يمكن الفوز فيها، فإنهم لن يؤيدوا استمرار بقاء قواتهم في العراق، بل ان وضع رئاسة بوش نفسه سيكون على المحك، خصوصاً مع تعاظم الخسائر التي تتكبدها القوات الأمريكية في العراق.

    وآخر الخسائر سقوط مروحية هجومية امريكية من طراز “أباتشي” صباح أمس شمال غربي القاعدة الجوية في التاجي، ومصرع طاقمها المؤلف من طيارين. وأكد شهود ان المروحية أسقطت بصاروخ. وأعلن الجيش الأمريكي في بيانين منفصلين مقتل جندي في هجوم من دون تحديد مكانه، وإصابة آخر في هجوم قرب الحويجة.

    وأكد رئيس الوزراء البريطاني بلير الذي استقبل أمس نظيره العراقي ابراهيم الجعفري ان مسؤولين بريطانيين وأمريكيين وعراقيين يجرون محادثات مع جماعات في العراق تدعم العنف سعياً لاشراكها في العملية السياسية. وأضاف ان من الحكمة اشراك أكبر عدد من العراقيين. وأوضح “لا أعرف ماذا سيحصل تماماً بعد ذلك، إلا أنني واثق من اننا سنبقى الى ان ننجز مهمتنا بالشكل المناسب”. وزاد ان “العام المقبل سيكون حاسماً في رأيي” لمستقبل العراق.

    لكن الجعفري رفض التكهنات بموعد رحيل القوات الأجنبية، وقال إن الأمر ليس “مسألة في علم الرياضيات”، وأضاف ان الانسحاب مطلب وطني، قبل ان يستدرك بالقول: “نتطلع الى ان تغادر القوات الأجنبية العراق، لكن ليس على حساب أمننا”.

    ودخل التمثيل العربي السني في لجنة كتابة الدستور العراقي مأزقاً جديداً، فقد التقى رئيس اللجنة همام حمودي ونائبه فؤاد معصوم الرئيس العراقي جلال طالباني وحضاه على التدخل او التوسط من أجل تخطي عقبات تواجه العملية الدستورية. وقال حمودي إن “مجموعات سياسية وعشائرية سنية” رفعت شكاوى في شأن القائمة السنية لعضوية اللجنة بعد توسيعها وضم 23 عضواً سنياً إليها. لكن صالح المطلق الناطق باسم “مجلس الحوار الوطني” استغرب تصريحات حمودي، واتهمه بالسعي الى انهاء عملية كتابة الدستور بأسرع ما يمكن وتفويت الفرصة على التمثيل السني للمشاركة. وأكد ان القائمة السنية تحظى بموافقة كل القوى السنية.

    على صعيد آخر، طالب غفور مخموري النائب في برلمان كردستان (شمال العراق) بصياغة دستور كردي خاص للمنطقة في أسرع وقت ممكن. وأشار الى ان الدستور العراقي الجاري صوغه لن يلبي طموحات الشعب الكردي.

    وفي اسطنبول اختتمت المحكمة الدولية حول العراق جلسات استمرت 3 أيام، بإدانة الولايات المتحدة وبريطانيا بارتكاب جرائم حرب في العراق، وطالبت باتخاذ اجراءات ضد الشركات التي تربحت من الحرب ودفع تعويضات عن الخسائر والأضرار التي تكبدها العراقيون. كما طالبت بانسحاب فوري لقوات “التحالف” الذي تقوده واشنطن من العراق.





  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    جلال طالباني يتبرأ من المحادثات مع المتمردين

    نآى الرئيس العراقي جلال طالباني بنفسه عن اجراء محادثات مع زعماء المتمردين وقال ان هذا شأن أمريكي بالرغم من قول واشنطن أن دورها اقتصر على التمهيد لهذه المحادثات .

    وقال طالباني في مؤتمر صحافي عقد بمناسبة مرور سنه على تسلم العراقيين السيادة من قوات التحالف : "ليس للحكومة العراقية أي صله بالمفاوضات مع المتمردين . اذا كان الامريكيون يتفاوضون معهم فهذا شأنهم " .

    وقد اكد وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد يوم الأحد أن مسؤولين أمريكيين قد اجروا محادثات مع بعض جماعات المتمردين ولكنه أصر أن دور الامريكيين كان الوساطة فقط . واضافه رامسفيلد قائلا :" للعراقيين حكومة ذات سيادة وسوف يقررون بأنفسهم طبيعة العلاقة التي يريدونها مع العناصر المختلفة من المتمردين . ونحن نقوم بتسهيل ذلك من وقت للآخر ."

    ...................

    شر البلية ما يضحك
    مؤتمر صحفي على مرور سنة من تسلم العراقيين السيادة و رئيس الدولة يقول "اذا كان الامريكيون يتفاوضون معهم فهذا شأنهم"
    أنت رئيس الدولة صاحبة سيادة لو طرطور؟
    شنو هذا شأن أمريكي؟؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الدولة
    بـغـــــــداد
    المشاركات
    3,191

    افتراضي

    مجموعات المقاومة العراقية: تصنيف وتحليل

    غانم جواد*

    نص قُدّم الى اجتماع سلامة المدنيين في الشرق الأوسط الذي اقامته منظمة العفو الدولية في فندق كومودور في بيروت بين 2 و3 تموز 2005.

    شهد العراق بعد سقوط النظام الديكتاتوري السابق في 9 نيسان 2003 تغيرات واسعة النطاق شملت كل مناحي الحياة من سقوط الدولة الى معيشة الفرد وعلاقته مع الآخر. وجاءت بعدها التغيرات في بنية النظام والدولة العراقية، واتسعت لتطاول المؤسسة العنفية الرسمية (الجيش والشرطة والمؤسسات الامنية التابعة للدولة) لتساهم كل مكونات المجتمع العراقي في قيادة عمليات هذه المؤسسة وتوجيهها، من دون استئثار طرف اجتماعي واحد، كما كان في العهد السابق، ذلك أن معظم تلك المؤسسات كانت تدار من قبل عرب العراق في المنطقة الغربية، تحت واجهات حزب البعث او عبر تحالفات عشائرية.

    الخاسرون السياسيون من التغيير في العراق نظموا أنفسهم في مجموعات مسلحة بعد مرور ستة اشهر على سقوط العهد الديكتاتوري؛ لتبدأ تصديها للقوات المحتلة أولاً، ومن ثم المتعددة الجنسية والقوات الحكومية ثانياً؛ لتصل في مراحلها الاخيرة الى ما يشبه عمى الالوان حيث لا تمييز للعنف كثيراً بين المدني والعسكري ولا بين الاجنبي والعراقي، ولا بين استهداف مستشفى ومخبز وبين قاعدة عسكرية او مخفر للشرطة، كما استهدفت محطات الكهرباء ومنشآت المياه والنفط وخطوطها والبنية التحتية للبلاد والاماكن المقدسة من مساجد وحسينيات وكنائس. لقد اتخذ العنف في مراحله الاخيرة صفة ارهابية طائفية فاقعة منذ عام على الاقل، يكشف عن ذلك التصنيف الطائفي والقومي للضحايا المدنيين، عبر القتل الاعمى وجزّ الرؤوس والاختطاف.

    استطاعت المجموعات العنفية تعبئة مناصريها والمناهضين للوضع الجديد، فانتظموا في كتائب عسكرية مسلحة، يمكن تقسيمها اربع مجموعات مختلفة في الاتجاهات السياسية والفكرية، جمعها في البداية عنوان واحد (مقاومة المحتل). لكن هذا العنوان لم يعد قادراً على تحمّل عبء ما يحدث باسمه ووزره. فما يجري هو أقرب الى الحرب الطائفية/ القومية المكشوفة التي كانت قائمة ولكنها مستترة في عهد صدام. ما يجري ليس مواجهة للاحتلال بالضرورة بقدر ما هو انتفاضة الخاسرين؛ وما يجري ليس بسبب الاقصاء السياسي بل يستهدف اعادة "الاحتكار السياسي" الى سابق عهده، اي الاستيلاء الاقلوي على جهاز الدولة من جديد.

    يمكن تصنيف تلك المجموعات المسلحة الى:

    -1 تنظيمات حزب البعث المنحل، وهي مجموعات مسلحة مقاتلة، شكلت بموجب خطة تفصيلية وضعت من قبل النظام السابق، وتقضي الخطة باجراء عمليات عنفية في حال سقط النظام، من خلال تشكيلات عسكرية منفصلة عن بعضها البعض، ممولة ومدربة بشكل جيد جداً على حرب العصابات وحرب المدن. وتمتلك التشكيلات العسكرية اسلحة وذخائر تكفيها لفترة زمنية طويلة، سرقت من مخازن الجيش العراقي، بعد ارتكاب الخطأ الشنيع بحله، يقودها عدد من قادة الظل المدربين، جلهم من العسكريين المحترفين والضباط الامنيين واعضاء قياديين في حزب البعث، الذين اختيروا لاداء ادوار في مرحلة ما بعد السقوط. شُكلت كتائب مسلحة وأطلقت على نفسها تسميات تتم عن حس ديني طائفي، تعمل تحت إمرة قيادات ميدانية منفصلة، تملك زمام المبادرة في تحديد الاهداف والضحايا واسلوب التنفيذ، واطلقت لها حرية اختيار التسميات لتعبر عن توجهاتها وللتعتيم على الفاعل الحقيقي والمحرك لتلك الافعال الارهابية، مثل الجيش الاسلامي، أنصار السنة، جيش محمد (القي القبض على قائده وحُيّدت معظم عناصره)، كتائب ثورة العشرين، كتائب علي بن أبي طالب، وكتائب الفاروق، الخ.

    -2 المجموعات الاسلامية المتطرفة، سواء العراقية منها او غير العراقية، مثل مجلس شورى المجاهدين بقيادة الشيخ عبدالله الجنابي من أهالي الفلوجة، و"كتائب السلفية المجاهدة في بلاد الرافدين" بقيادة أبو الدرداء العراقي، وتنظيم انصار الاسلام (مجموعات كردية عراقية أسسها الملا كريكار المقيم في النروج حالياً) والتي يقودها في العراق أبو عبدالله الشافعي، وتنظيم "التوحيد والجهاد" بقيادة الزرقاوي، وقد تغيرت التسمية بعد مبايعة الاخير لابن لادن الى تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين". وتتصف كل هذه التشكيلات بتبنيها تكتيكات تنظيم "القاعدة"، والتي أصبحت لاحقاً جزءاً منها.

    -3 مجموعات المقاومة الوطنية، هم مجموعات من العراقيين، انتظموا في تشكيلات مسلحة، تحت مسميات متنوعة، لمحاربة المحتلين لاسباب متعددة، وطنية، قومية، ودينية؛ وتذرعت بعدم قدرتها على تحمل رؤية الاميركيين يسقطون النظام ويحكمون البلد بالقوة العسكرية. هؤلاء ينحدرون من شرائح اجتماعية مختلفة ومن تكوينات سياسية متعددة. واستغلت بعض القوى السياسية تلك المجموعات وجمعتها لهدف تثبيت قادتها في الساحة السياسية، أملاً بالحصول على مواقع في قيادة الدولة او أن تكون جزءاً من السلطة.

    ويمكن إدراج ميليشيا جيش المهدي ضمن هذا التصنيف، خصوصاً بعد أن أنهى عملياته المسلحة وانضم الى العملية السياسية الجارية في العراق، وبعد قيام زعيمها مقتدى الصدر بعقد مصالحات مع أهالي النجف الذين جرى الاعتداء عليهم او على ممتلكاتهم ونجاح المساعي لاعادة تأهيلها للعمل السياسي.

    -4 قوى خلقتها ممارسات القوات الاجنبية والاميركية خصوصاً، نتيجة تصرفاتها الحمقاء وانتهاكاتها الفظة لاتفاقات جنيف الخاصة بادارة الحرب والأسرى والتعامل مع الشعوب المحتلة، وباستعمالها المفرط والقاسي للقوة ضد العراقيين، الذين يشاهدون وبمرارة عمليات الاذلال والاهانة لابناء وطنهم. وهي مجموعات صغيرة لكنها ظهرت على مسرح الاحداث، قسم ألقى السلاح، وآخر انضم الى المجموعات المسلحة بدوافع شتى.

    تحليل قوى المجموعات المسلحة

    يجمع هذه القوى خصائص عامة واخرى منفردة حسب رؤيا كل واحدة منها، ومن تلك الخصائص:

    -1 احتضان المنطقة الغربية ومنطقة الشمال الغربي من العراق العمليات المسلحة، حيث كانت الحامل الاجتماعي والمنطلق وساحة معظم العمليات المسلحة وحتى الارهابية، وطاول عملها بغداد. ويقف الشعور بالمرارة والخسارة التاريخية للسلطة في العراق، كعامل رئيس لمناهضة الوضع الجديد، فقد شكل سكان تلك المنطقة العمود الفقري للمؤسسات الامنية والمدنية للنظام السابق، فمن بين 850 درجة خاصة في المفاصل المدنية الرئيسة للدولة شغل أهالي تلك المنطقة 740 منها، وقسمت الدرجات الباقية على الموالين للنظام من بقية المناطق العراقية، ناهيك عن وجودهم في التشكيلات العسكرية العامة والخاصة، كالحرس الجمهوري، والحرس الخاص، والمخابرات، والامن العام... الخ، واصبحت تلك المنطقة نقطة ارتكاز للنظام السابق نتيجة عدم مشاركة أهاليها في أي تمرد مناهض للسلطة، ولم تشملها العمليات الحربية اثناء الحروب الكارثية للنظام السابق. ولهذا فإن ابناء تلك المنطقة غير قادرين على تحمل حجم الخسارة الكارثية التي ألمت بهم كرؤوس للسلطة، يأخذون ما يريدون ويقدمون الفتات للآخرين، فاذا بآخرين يخصصون لهم حصتهم حسب حجمهم السكاني.

    -2 تميزت تلك المجموعات المسلحة بالقدرات القتالية والتدريب العالي، الآتية من انخراطهم في الاجهزة الاستخبارية السابقة ذات الموازنات المالية الضخمة؛ كما تتمتع تلك المجموعات بمعرفة عالية بالوضع العراقي سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وبمقدرة فائقة على تحديد الاهداف بدقة عبر خزين المعلومات والعلاقات التي يتمتع بها اعضاؤها، وبامكان التجنيد والتنظيم لعملياتها. ويمتلك المسلحون خطة عمل موضوعة بدقة من قبل النظام السابق، عثر على بعض أوراقها في أوكارها، ويصعب الحصول على ارقام دقيقة عن عدد المنضوين لهذه التنظيمات، لكن العدد يقدر بآلاف عدة حسب قول مدير المخابرات العراقي الجديد. وينبغي الالتفات الى أن معظم قادة هذه المجموعات يقيمون في اكثر من دولة عربية مجاورة للعراق، ويديرون العمل من ملاذات آمنة توفرها دول الجوار؛ وهؤلاء القادة لا هدف لهم سوى عودة حزب البعث بقيادة صدام حسين الى السلطة، واذا تعذرت عودة صدام وحزبه، فعلى الاقل يعود البعثيون الى السلطة تحت مسمى جديد.

    كما ضمّت تنظيمات البعث المسلحين العرب القادمين من عدد من دول المنطقة والمرتبطين بتنظيمات حزب البعث سابقا، اضافة الى تجنيد عرب معادين للسياسة الاميركية في المنطقة، ظهر العديد منهم على شاشة التلفزيون (العراقية) وهم يدلون باعترافاتهم عن المشاركة في العمليات العنفية والارهابية. وقد نقلت الفضائيات العربية وغيرها مشاهد متعددة عن دخول هؤلاء المسلحين عبر سوريا اثناء الاستعدادات للحرب عام 2003.

    -3 اظهرت تلك الكتائب قدرات قتالية عالية، وامكانات استخبارية متقدمة (بالرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بها) في تنفيذ عمليات اعطت انطباعا بأنها اكثر تنظيما وتخطيطا في الرد على عمليات الحكومة والقوات المتعددة الجنسية، كما حصل في منطقة جنوب وغرب بغداد فجر يوم 20 حزيران 2005، حين نزل مسلحون ملثمون كثر من نحو خمسين سيارة وقاموا بعمليات قتل وتفجير سيارات في مناطق السيدية والبياع والعامل والعامرية.

    -4 نشأت حركات التطرف الدينية في بلدات المنطقة خصوصا مدن الفلوجة والرمادي وهيت وكبيسه، وفي حين ينتمي سكان مدن المنطقة الغربية من العراق للمذهب السني ولعشائر عربية معروفة مثل دليم، وشمّر وغيرها، متمسكين بعاداتها وتقاليدها، فان تلك المدن اصبحت عامل جذب قوي لحركات التطرف الديني من داخل العراق وخارجه، والتي وإن كانت ضئيلة الحجم الا انها استطاعت ان تفرض سطوتها وبالقوة على مجمل السكان. من هنا قيل ان القرار السياسي السني قد تم اختطافه ليس من بقايا حزب البعث فحسب، بل من القوى التكفيرية القادمة من خارج الحدود.

    -5 هناك تطابق في الاهداف وتشابه في الاساليب بين الحركات الاسلامية المتطرفة، وتنظيمات النظام السابق، فوحشية اجهزة النظام الصدامي بالغة البشاعة وجد من يمارسها بين التنظيمات الدينية التكفيرية تحت مبررات دينية/طائفية، وفي الحقيقة فان التكفيريين استوعبوا كل منتجات القمع الصدامي ووسائله وصاروا يمارسونها بيافطة دينية. وفضلا عن هذا، فان الاهداف الاستئصالية الصدامية التي كشفت عنها المقابر الجماعية وتدمير مئات المدن والقرى وتهجير الملايين من العراقيين، قد تم اعتمادها من قبل التكفيريين الذين يمارسون في اكثر من منطقة ومدينة عراقية عمليات تطهير طائفي وعرقي، كما سمعنا ذلك علنا في شاشات التلفزيون في المدائن وفي تلعفر، فضلا عن المسكوت عنه في مدن الغرب العراقي حيث تم تهجير وقتل الآلاف من الشيعة. والغريب ان تحالفات الاجهزة الصدامية مع تشكيلات الحركات التكفيرية للقيام بعمليات مشتركة من جهة التخطيط والمتطلبات اللوجستية والاهداف تطلبت تقسيما للعمل بحيث يقوم الجانب العراقي بالتخطيط وتوفير اللوجستيك، في حين يقوم التكفيري بتوفير المقاتلين الانتحاريين لتنفيذ معظم العمليات الانتحارية النوعية. ولقد تضاعفت مساحة المشترك بين الطرفين حين انخرط الجانب العراقي في المشروع الطائفي التكفيري الاستئصالي، وتنازل التكفيري عن تكفير البعثي بحيث حصر التكفير والقتل في الاكراد والشيعة قاطبة.

    -6 لا يخفى ان جماعات الارهاب والعنف لا تستهدف اليوم اخراج المحتل الا كوسيلة للعودة الى السلطة، فالاحتلال ليس هو المقصود في ذاته، وانما كمعبر للعودة الى حكم العراق من جديد وبالجماعات نفسها وبالوسائل ذاتها. اما العملية الديموقراطية فانها توفر جزءا من كعكة السلطة، والارهابيون يريدون اكثرها، ومن هنا لم تعد العملية الديموقراطية مغرية لهم، والتمسوا الى افشالها كل الوسائل الممكنة، بما فيها تخريب ما تطاوله ايديهم، وممارسة القتل على الهوية الطائفية والقومية، وتدمير كل مؤسسات الدولة والبنى التحتية والغرض النهائي هو ادخال العراق في ازمة لا حل لها الا بالحرب الاهلية او عودة البعثيين بدعم التكفيريين الى السلطة.

    -7 انعدام البرنامج السياسي المعلن لهذه المجموعات، وسرية القيادة ومجهوليتها واعتماد التنظيم السري اللينيني في التعبئة والتنظيم، واللجوء الى حرب العصابات التقليدية، وان طورت بعض هذه المجموعات اعمالها الى ان تكون بربرية دموية اكثر، مثلت بعض اعمالها العودة القهقرى الى الاساليب الوحشية المقززة، المتمثلة في قطع الرؤوس والاغتصاب والنهب كما كان سائدا ايام الجاهلية والبداوة، وعند حكام الجور والاستبداد في العهود الماضية.

    -8 الدعم الخارجي من دول الجوار العراقي لكل الاطراف التي ترفع السلاح ضد الوجود العسكري الاجنبي، من خلال تقديم الدعم اللوجستي والاعلامي والملاذ الآمن لقياداتها وتسهيل تدفق المتسللين، لخلق بؤر توتر دائمة واشغال القوات الاجنبية دوما مما يعوق نقل التجربة العراقية في التغيير وبناء الدولة من جديد الى الاوطان الاخرى، وكذلك قمع شهية الاميركيين للتدخل في بلدان اخرى (السعودية – سوريا – ايران) وقد نجحت هذه الدول الثلاث مجتمعة كل بطريقتها في توفير الوسائل لجعل العراق بؤرة توتر شغلت الاميركيين عن فتح معارك جديدة مع هذه الدول التي تحاول انتزاع ورقة من واشنطن بأن لا تقوم بأي عمل يهددها، او على الاقل تشغلها وتثخن جراحها فلا تعود الى تكرار التجربة العراقية في بلد آخر.

    -9 تفتقر كل مجموعات العنف والتطرف الى الاجماع الوطني، على اساس ان هذه الظاهرة طارئة على المجتمع العراقي لم يعرفها من قبل. لكن استزراع الفكر الوهابي منذ بداية التسعينات في بعض المدن جعلها حاضنة للعنف الطائفي بعد وقوع الاحتلال الاميركي، وان كانت اكثرية العراقيين غير ميالة لها، بالنظر الى عنفها وتطرفها الفكري والمذهبي، وهذا ما يكشف عنه التعاون مع السلطات الامنية الواضح في الآونة الاخيرة من أجل مواجهتها والقضاء عليها.

    الغطاء السياسي للجماعات المسلحة

    تفتقر الجماعات المسلحة الى الغطاء الرسمي السياسي المعبر عن طموحاتها وتطلعاتها، الا ان عددا من التنظيمات القومية والدينية وشخصيات عشائرية تبنت تأييد الخيار المسلح لمقاومة الاحتلال، لجأ اليها العديد من الدول والمنظمات الانسانية، للتوسط والتفاوض بشأن رعاياها المختطفين من قبل المسلحين، وتعد "هيئة علماء المسلمين" اهم واكبر تلك المنظمات الموثوقة عند المسلحين وقد لعبت دورا بارزا في اطلاق سراح عدد من المخطوفين، وتعد من التجمعات المتشددة المعارضة لقوات الاحتلال وللوضع الجديد، وهي تضم كل الجهاز الديني للنظام الديكتاتوري من منتسبي وزارة الاوقاف سابقا، وحاولت ان تكون مرجعية دينية لأهل السنّة في العراق لكنها لم تحصل على الاجماع حتى الآن لأسباب تتعلق بالبناء العقائدي المذهبي وكذلك لوجود تشكيلات دينية متعددة تنافسها الزعامة.

    ومن موقع ادعائها المرجعية الدينية للسنّة العرب، دعت الهيئة الى مقاطعة الانتخابات العراقية، شأنها في ذلك شأن حزب البعث والمنظمات التكفيرية الارهابية، وكان من نتائج المقاطعة اختلال في التوازن السياسي في البناء الوطني العراقي الجديد، ومزيد من العزلة والتهميش للسنة العرب فرضوها على أنفسهم، كما ساهمت المقاطعة في تفتيت الصف السياسي للسنة العرب، واضعاف تمثيلهم في العملية الانتخابية البرلمانية، مما احدث هزة أدت الى مراجعة مواقفهم، ونقد تشدد رئيس هيئة علماء المسلمين، الأمر الذي أدى الى انسحاب عدد من قادة الهيئة والتحاقهم بالحزب الاسلامي.

    إثر ذلك نظّم السنة العرب العديد من المؤتمرات، انبثقت عنها تشكيلات سياسية تريد المساهمة في العملية السياسية الجارية، والمشاركة في السلطة، والدخول الى الجمعية الوطنية، ويمكن القول ان عدنان الدليمي رئيس الوقف السني لعب دوراً في تشكيل: (1) مؤتمر أهل السنة. وتشكل ايضاً بعد الانتخابات، (2) مؤتمر وحدة الشعب العراقي، (3) ومجلس الحوار الوطني ضم 13 مجموعة وحزباً برئاسة عبد مطلك الجبوري نائب رئيس الوزراء الحالي، ومجبل الشيخ عيسى؛ ويلاحظ ان معظم اعضاء المجلس هم من قيادات النظام السابق العسكرية، ورؤساء عشائر ومهنيين منحهم النظام السابق الحماية والرعاية ليضمن ولاءهم بحكم الارتباطات القرابية والعشائرية والجغرافية. ايضاً تأسست (4) الجبهة الوطنية وهي مؤلفة من لجنة خماسية تضم خمسة تشكيلات حزبية وعشائرية؛ وكذلك (5) جبهة القوى الوطنية لأهل السنة بقيادة الحزب الاسلامي العراقي وشخصيات اسلامية مستقلة اخرى.

    ويعد "الحزب الاسلامي العراقي" (نسخة الاخوان المسلمين في العراق) من التنظيمات المعتدلة، والساعية لطرد المحتل بالطرق السلمية، وقد ساهم بفاعلية في ادارة الوضع الجديد، وشارك في مجلس الحكم الانتقالي ووزارة الحاكم المدني الاميركي بول بريمر، كما اشترك في العديد من المفاوضات لمنع التوتر والقتال، ودعا الى الاحتكام الى القانون والحوار واقرار السلم الأهلي، وامتنع عن المشاركة في الانتخابات تحت ضغط الأطراف المتشددة وتهديدها، لكنه اليوم طرف فعال في الحياة السياسية.

    كل هذه القوى السياسية والاجتماعية تعمل في الوقت الحالي على اعادة تنظيم صفوفها وعقد تحالفات واصطفافات جديدة تقوم على تمثيل السنة العرب في كل مؤسسات الدولة والاستعداد للانتخابات المقبلة، وهي تطرح برامجها وحاجات من تمثيلها بعد حصول اقتناع باستحالة عودة النظام السابق وبعد تزايد التأييد الدولي والعربي للوضع العراقي الحالي واستمرار العملية السياسية فيه والتي لم تتوقف رغم كل العنف.

    ان تصدّع القيادة السياسية للسنّة وتشرذمها يعطي فرصة لقوى العنف والتكفير والارهاب لتطرح نفسها بديلاً من العراقيين (كون بعضها خارجية المنشأ) أو تطرح نفسها بديلاً من القوى المحلية (مثل حزب البعث الذي يريد ان يحتكر التمثيل السني لنفسه). ومما لا شك فيه ان من مصلحة العملية السياسية في العراق، ان تتبلور قيادة للسنّة واضحة المعالم، بدل ان تكون نهباً لقوى غربت عنها الشمس، أو قوى تكفيرية خارجية، أو قوى متطرفة ترفض الدخول في اللعبة السياسية.

    هناك ادراك واضح لكل القوى السياسية العراقية، بأن الارهاب والعنف وان اشتد سينتهي يوماً، لأن، ما يعتبر مقاومة قد تحول على ارض الواقع الى "فتنة أهلية" والى مشروع "حرب اهلية" واقتتال داخلي طائفي. وفي حال وقع هذا – رغم ممانعة القيادات الكردية والشيعية من الرد على اعمال الارهاب والعنف الطائفي بالمثل – فان النتيجة المتحققة ستكون حرباً قاسية ستؤدي في النهاية الى تقسيم العراق، وسيكون الخاسر الاكبر هم السنة العرب. ولهذا، فان استراتيجية مواجهة الارهاب والعنف تقوم على ثلاث خطوات واضحة: اولها بناء مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية وهذه ستستكمل قريباً رغم استهدافها من قبل قوى التطرف أكثر من غيرها؛ وثانيها الاستمرار في العملية السياسية مهما كلّف الأمر، وبناء مؤسسات الدولة السياسية؛ وثالثها اخراج قوات الاحتلال كمحصلة طبيعية للخطوتين السابقتين.

    ان التغييرات التي اعقبت الانتخابات التشريعية في ما يتعلق باعادة هيكلة القيادة وصياغة توجهات واقعية بشأن العملية السياسية بدأت تفرض نفسها على الواقع العراقي، وستنتهي لغير مصلحة قوى العنف؛ وقد ترددت انباء عن حصول انفصام في تحالف هذه القوى والمتشددين الاسلاميين، ويحتمل ان تؤدي الى عمليات تصفية داخلية كما حدث في عملية اغتيال استاذين جامعيين ترشحا عن السنة العرب في لجنة صياغة الدستور العراقي. لا شك في ان العنف لن ينتهي بين يوم وليلة ولكنه – كما هو واضح – قد أخذ بالافول، ولعل قبول بعض القوى بالحوار مع الاميركيين، مدفوعة بوساطة دول عربية (الاردن) يخرج الموضوع من دائرة "المقاومة العنفية" الى "المقاومة السلمية" ومن الحلول الجذرية الاستئصالية الى "الحلول السياسية" ومن الدعوة الى التفرد بكامل كعكة السلطة، الى القبول بالمحاصصة فيها، مع ما يستلزمه من تعاون على انهاء الوجود المسلح للجماعات الاصولية المتطرفة التكفيرية الآتية من الخارج.

    والخلاصة النهائية: الارهاب يجتاح منطقة الشرق الأوسط بكاملها، ويرتهنها الارهاب الاصولي المتشدد، الذي يريد استراق السلطة من حكم الاجهزة الأمنية العربية، التي تحارب الاصولية دفاعاً عن تشبثها بالسلطة، دون وضع خطة حكيمة تحقق التوازن بين حاجات المواطنين والمهمات المطلوب تنفيذها من الدولة، لتشمل في ابوابها الحل السياسي من خلال توسيع المشاركة الشعبية في صناعة القرار السياسي، وحلول للأزمات الاقتصادية يتمثل في موج اقتصادي هائل يجري تحسناً ملحوظاً في معيشة المواطن، وتوسيعاً للخدمات الاجتماعية ومرافقتها مع حملة اعلامية واسعة تستهدف التثقيف على ثقافة التسامح والتعايش مع الآخر المختلف، وتوعية المواطن من مخاطر ظاهرة التطرف ونتائجها الوخيمة.

    ولاستيعاب هذه الظاهرة ووضع حد لتناميها، كما تتطلب الخطة، السعي الحثيث لوضع معالجة من داخل هذه الجماعات المتطرفة، بتهيئة الاجواء لاجراء مراجعة فكرية لمنطلقاتها وتحقيق اهدافها، كما حدث في التجربة الناجحة التي اجرتها الجماعات الاسلامية المسلحة في مصر، اعتقد من الضروري استنساخ او الاسترشاد بهذه التجربة الناجحة وتعميم نتائجها. ومن أبواب الخطة المقترحة، العمل على عزل منظمات التطرف عن البيئة التي تتواجد فيها عبر وضع حواجز على استخدام المساجد والمراكز الدينية من افراد هذه التنظيمات.


    *باحث في "مؤسسة الخوئي" في لندن

    جريدة النهار - الاربعاء 6 تموز 2005

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الدولة
    بـغـــــــداد
    المشاركات
    3,191

    افتراضي

    رأي آخر
    ---------

    تركيب المقاومة العراقية المسلحــة [2]

    تنسيق بين تسع مجموعات ما عدا مجموعة الزرقاوي

    خير الدين حسيب

    نشرنا أول من امس نصاً لغانم جواد (الباحث العراقي في "مؤسسة الخوئي" في لندن) يتضمن تصنيفا وتحليلاً لمجموعات المقاومة العراقية المسلحة من وجهة نظر معترضة، واليوم ننشر مقابلة اجراها خير الدين حسيب (مدير "مركز دراسات الوحدة العربية") تتناول الموضوع نفسه وانما من الموقع المضاد في ما يأتي اجزاء من هذه المقابلة ():

    * من هي المقاومة؟ ان عراقيين كثيرين يقولون انها جماعات ارهابية تكفيرية متشددة، يعني عصابات شر باختصار وليس مجموعات مقاومة.

    - من هي المقاومة؟ المجموعة الاولى هي الجيش العراقي السابق، والذي يعمل تحت مسميين: الغالبية منه تعمل تحت اسم "الجيش الاسلامي السري" وهذه المجموعة تتكون من قوى من المجموعات التنظيمية والاستخبارية لأن مجموعهم من قادة وضباط الجيش والمخابرات. تشكيلاتهم مكتملة، اكثر قادتهم من أصول قومية عربية، وتفكيرهم مشبع بالعروبة والاسلام. لهم استراتيجية واضحة ووسائلهم واضحة، ومطالبهم السياسية واضحة، وعددهم اكثر من عشرة آلاف شخص على ما يعتمد بعض المطلعين، ويسمون انفسهم احيانا "الجيش العراقي الاسلامي" او "الجيش الوطني العراقي" وقد امتد نشاطهم الى الديوانية والناصرية والعمارة حسبما تشير بعض المعلومات غير المنشورة.

    المجموعة الثانية، والتي هي جزء من الجيش العراقي، وهذه جزء اصغر وتابعة للبعثيين، جماعة حزب البعث وتعمل باسم "جيش محمد".

    المجموعة الثالثة هي "جماعة انصار السنة"، وهي جماعة منظمة، قسم كبير منهم تدرب في افغانستان وعاد الى العراق، يتبعون بأسلوب عملهم جماعة "القاعدة" ولكن ليست لهم علاقة تنظيمية معها بسبب اختلافهم فكريا، واجتهادا حول بعض المسائل، وعدد هذه الجماعة بحدود اربعة آلاف.

    المجموعة الرابعة هي "جماعة انصار الاسلام" وهي جماعة منظمة، تعلمت في افغانستان وانتقلت الى شمال العراق قبل الحرب مع الاميركيين، وخاضت معارك ضد "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني"، وكانت الضربة التي وجهت لهم في بداية الحرب قد اثرت فيهم، واكثر هذه الجماعة من الاكراد ومعهم عدد كبير من العرب وخاصة من الكويت والسعودية. وكانت عملياتهم في الشمال تحديدا وانتقلت في الآونة الاخيرة الى المحافظات في الوسط والجنوب، البصرة والعمارة، ويقودهم الملا غريغار، وهو مثقف ثقافة رفيعة، وله وسيلة اقناع مقبولة، وانتماؤه للاسلام اكثر من انتمائه للعنصر الكردي، وعددهم يتجاوز خمسة آلاف.

    المجموعة الخامسة هي "كتائب ثورة العشرين" ويعتقد انها مجموعة لها علاقة مع هيئة علماء المسلمين. عددهم قليل ولديهم امكانات مادية بسبب المساعدات التي وصلتهم من اطراف عربية ودولية، ولكن ليس لديهم الامكانات البشرية الكبيرة. عددهم ما بين الف الى الف وخمسمائة وكانوا ابتداء في منطقة الفلوجة والرمادي وانتشروا الآن الى الموصل وبغداد وديالى ومناطق اخرى.

    المجموعة السادسة هي "جيش المجاهدين" وهي جماعة تشكلت من بعض الجماعات بعد الاحتلال، وكان الربط بين هذه المجموعات هو المعاملة السيئة لهم من الاحتلال. الغالبية العظمى منهم قوميون عروبيون ناصريون يجمعون المال لشراء بعض السلاح، امكاناتهم بسيطة، عملياتهم متفرقة، يعاونون المجموعات الاخرى عندما تكون العملية او العمليات في مناطقهم. وعددهم اكثر من ثلاثة آلاف شخص، وهذه كلها تقديرات.

    المجموعة السابعة هي "مجلس شورى المجاهدين"، وهذه المجموعة تكونت من اتفاق عدد كبير من المجموعات التنظيمية وائتلافهم، والغرض منها هو تنفيذ عمليات ضد الاميركيين ووقف الاخطاء الحاصلة عند التنظيمات.

    المجموعة الثامنة هي "جماعة القاعدة" وهي الاكثر تمويلا، وهذه الجماعة لها علاقة مع مجموعات عربية اخرى ولها شبكة واسعة، تعاونها جماعات من اصحاب رؤوس الاموال السعوديين، وكذلك مجموعات من المخابرات السعودية المعادية للسلطة. هذه الجماعة يتجاوز عددها خمسة آلاف شخص، وكانت تسمى احيانا "جماعة التوحيد والجهاد" وتسمى حاليا "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، ويقودها "ابو مصعب الزرقاوي". وليست لها علاقة تنظيمية مع بقية مجموعات المقاومة.

    والمجموعة التاسعة هي "المقاومة الاسلامية الاصولية (الوهابية)" وكان يرأسها الشيخ مهدي الصميدعي، الذي اعتقل منذ بضعة اشهر، ويعتقد انها صغيرة الحجم ومحدودة الفاعلية.

    والمجموعة العاشرة هي "المقاومة المسلحة للمسلمين الصوفيين"، وهي محدودة العدد ويعتقد انها فعالة.

    والمجموعة الاخيرة تتألف من جماعات اما عائلية او تنتمي الى منطقة معينة، وهي موجودة في كل مناطق العراق وكل محافظاته، ولكن لا رابط بينها وليس لها علاقة بهذه المجموعات العشر التي ذكرناها.

    * هذه الآن معلومات مفصلة.

    - هل هؤلاء ارهابيون او انهم مقاومون للاحتلال؟

    *الذين يقتلون الناس في الحلة، ويضربون الابرياء، لا شك في انهم ارهابيون.

    - هذه عمليات لا علاقة للمقاومة الوطنية الشريفة بها. هناك جهات اخرى، قسم منها ما يسمى جماعة الزرقاوي، وقسم مخابرات اميركية، وقسم مخابرات ايرانية، وقسم "موساد" وقسم من جماعة لحد الذين ذهبوا الى اسرائيل في اعقاب تحرير جنوب لبنان وموجود قسم منهم في العراق الآن وقسم منهم يعملون في أعمال الخطف والابتزاز الخ وقسم يعملون كمترجمين. هذه الاعمال لا علاقة للمقاومة بها. وجماعة الزرقاوي هم خارج اطار المقاومة الوطنية. وبالتالي المقاومة ليست مسؤولة عن أعمالهم، ومسؤولية الامن في الدولة هي مسؤولية قوات الاحتلال ومسؤولية ما يسمى الحكومة العراقية الانتقالية. الآن هل هؤلاء ارهابيون او أنهم يقاومون الاحتلال؟ دعنا نرَ ما كبّدوه للاحتلال.

    فقد قُتل حتى الآن من الاميركيين ما يزيد على 1700 عنصر، وهؤلاء هم فقط الذين يحملون الجنسية الاميركية، كما ان هناك قتلى وجرحى بين المقاولين او المتعاقدين الذين لن تدخل ضحاياهم ضمن الارقام الرسمية للضحايا الذين يحملون الجنسية الاميركية فقط، وهي الارقام التي تنشرها الحكومة الاميركية. وقد تكبدت القوات البريطانية هناك 75 قتيلاً و790 جريحاً، فمَن قتل وجرح هؤلاء ايضاً؟ عدد الجرحى في تقديرات مختلفة، تراوح من 26 ألفاً الى 54 ألفاً. وهذه ليست من عندي بل تقارير اميركية، وهناك تقديرات مختلفة. هؤلاء الذين جرحوا في معارك، وأكثر من نصف هؤلاء، 54 في المئة حسب تقارير البنتاغون جراحهم بليغة ولا يستطيعون العودة الى الجيش، اضافة اليهم هناك 600 عنصر أعيدوا الى اميركا لاسباب اضطرابات عقلية، اضافة الى حالات الانتحار، هذا بالنسبة الى الافراد.

    هل نلقي نظرة على ما فعله من يسمونهم "الارهابيين" بالمعدات الاميركية؟

    * تقصد الارهابيين بمعنى من يسميهم الآخرون بالارهابيين؟

    - اميركا نشرت في العراق حوالى 40 في المئة من معداتها العسكرية، فماذا حصل لها؟ الاستخدام غير العادي في العراق أدى الى استهلاكها، اضافة الى إعطاب وتدمير الكثير منها. محلل عسكري يقول الدبابات والعربات الاميركية من نوع برادلي المهمة الموجودة في العراق والتي اشتري معظمها في الثمانينات استعملت (أي مشت) خمسة أمثال عمرها الافتراضي. وأصبح معظمها لا يصلح الا للمتاحف. الجيش الاميركي خسر في العراق 394 سيارة هامر (Hummer) وشاحنات متوسطة وثقيلة. هؤلاء الذين يسمونهم بالارهابيين هم قضوا عليها. كما فقد الجيش 97 دبابة من طراز M1 وعربات مدرعة مقاتلة وناقلات جند، وهذا تقرير رسمي من وزارة الدفاع الاميركية. كما يعترف التقرير ايضاً بأن رجال المقاومة دمروا 7 دبابات من تلك التي يملكها الجيش الاميركي، بينها 4 من أحدث طراز دبابات أبرامز MIA 7 و3 دبابات من طراز أبرامز MIA 1، وفقد الجيش 51 طائرة هليوكوبتر من طراز "أباتشي" و"بلاكهوك" و"كوبرا"، أي 10 في المئة من طائرات الهليوكوبتر الاميركية الموجودة في العراق أُسقطت من قبل المقاومة.

    اخيراً المقاومة حصلت على صواريخ جديدة ولا بد أنك سمعت الرواية غير القابلة للتصديق القائلة إن طائرتين مقاتلتين F18 اصطدمتا في الجو، وبعد ذلك وجدوا حطام واحدة والثانية لم يجدوها، والمنطق يقول انه اذا اصطدمت طائرتان في الجو فإنهما تسقطان في الدائرة نفسها. ويبدو أن المقاومة حصلت على صواريخ ارض – جو جديدة أكثر فاعلية، حسب المعلومات المتوافرة، وأصبحت تشكل خطراً على الطائرات الحربية كذلك.

    * المشكلة بالنسبة الى كثيرين من العراقيين دكتور خير الدين حسيب، مع انك اعطيت معلومات فيها اسهاب وفيها تفصيل، حسب كلام كثير من ضيوفنا في برامجنا ما يلتبس عليهم هو أعمال الارهاب، قتل الابرياء من مدنيين واطفال، وناس في المدارس وناس في الاسواق، يعني كيف تكون هذه مقاومة؟

    - هذه معلومات من اين مصدرها؟

    * من الناس الموجودين في العراق، يعني وكالات انباء الجيش الاميركي الحكومة، من الناس في الشوارع... الجماعات التي تعتبرها انت مقاومة ماذا تريد، ما هو برنامجها السياسي؟

    - المقاومة نشرت برنامجاً سياسياً تريد فيه انسحاب الاحتلال، وان تكون هناك حكومة وطنية انتقالية تضع قانون انتخاب وتجري انتخابات، وتشكل مجلساً وطنياً (برلمان)، وتختار رئيس جمهورية، وتكون هناك تعددية سياسية الخ، هذه سبق ان اعلن عنها، اما الذي لا يريد ان يقرأ فإنه لا يريد ان يعرف.

    * هذه مجموعات كثيرة، فكيف لها ان تتفق على برنامج سياسي؟

    - لست انا الذي اقول، انما كوردسمان هو من يقول، إن هناك تنسيقا على مستوى المحافظات وعلى مستوى مركزي بين هذه المقاومة، عدا الزرقاوي.

    * الآن كثيرون من العراقيين يقولون ان هذا امر في غير محله، لماذا يقولون هذا؟ انا اكيد ان مشاهدي البرنامج يسمعون يومياً في "المستقلة" وغيرها من يقول ان قادة العراق اختاروا العمل السياسي، والبديل من هذا العمل السياسي هو ان يسقط العراق مرة اخرى في يد الارهابيين والبعثيين، وبالتالي المقاومة نفسها عمل غير مشروع لأن قوى العراق الحية لم تقل بها؟

    - هل يمكن ان تقول لي ان اي احتلال في العالم ظهر من دون ان تظهر مقاومة مسلحة؟

    * هذه عبقرية العراق، يقول الذين يتحدثون معنا هذه العبقرية العراقية، وهذا اسلوب العراق الخاص في التعامل مع الوضع.

    - الذين يقولون انه من طريق المقاومة السلمية نخرج الاحتلال، دعنا نرى ماذا يقولون، ما يسمى رئيس العراق الحالي صرح بعد انتخابه ان القوات الاميركية ليست قوات احتلال، وانها قوات تحرير، ونحتاج ان يبقوا. ما يسمى رئيس الوزراء الحالي واثناء تشكيله الوزارة صرح ان انسحاب القوات الاميركية يؤدي الى حمام من الدم. وهكذا بقية القيادات. فكيف سيحررون العراق؟

    * هم يبررون هذا، وكان معي ضيف عراقي قبل ثلاثة او اربعة ايام، سألناه في هذا الموضوع، وقال ان انسحابها الآن يعني عودة العراق تحت سلطة الاصوليين المتطرفين والبعثيين.

    - سبب المقاومة هو الاحتلال، وعندما يذهب الاحتلال تذهب المقاومة.

    * اذا ذهب الاحتلال، من سيحكم العراق؟

    - حكومة عراقية موقتة. الامم المتحدة تعين رئيس وزراء ويؤلف حكومة انتقالية غير حزبية، بعد ان يحدد الاميركيون جدولا زمنياً قصيرا للانسحاب، وتأتي الامم المتحدة بقوات عربية محدودة من دول عربية لا توجد لها مصالح في العراق، مثل اليمن والجزائر وتونس، ويعيدون تشكيل الجيش العراقي وتنتهي العملية. كما هناك اقتراح بإقامة "مجلس استشاري" من 150 عضوا يعمل الى جانب الحكومة الانتقالية والى حين اجراء الانتخابات والاستفتاء على الدستور.

    * اذا يحكم الجيش، كيف سيشكلون الجيش؟ الآن جاري تشكيل الجيش الجديد.

    - الحكومة الجديدة هي التي تحكم، ويمكن قوات عربية متعددة الجنسية تحت علم الامم المتحدة ان تساعد العراق. وعندما تتم هذه العملية تعلن المقاومة وقف العمليات وإطلاق النار الى ان يخرج الاميركيون، ومن ثم تحل نفسها.

    *الغالبية الشيعية لا ترضى ان تكون في العراق قوات عربية، لانها تقول ان قوات عربية هي لدول سنية، لا يمكن ان تكون محل ثقة.

    - ليختاروا أي قوات اخرى يتفق عليها العراقيون. تأتي هذه القوات وتنسحب القوات الاميركية تدريجا ويتم اعادة تأسيس الجيش العراقي.

    *اذا المراجع الكبار في العراق مثل آية الله السيستاني ومثل الناس المتصلين به والاحزاب الاسلامية العراقية الشهيرة المعروفة تمشي في هذا الخط، وطلبت قبل يومين من الامم المتحدة تمديد فترة بقاء القوات المتعددة الجنسية، اذا هي تقدر ان هذه مصلحة دينية ووطنية للعراق؟

    - هذا ما يقول به العملاء، والذين يغطون العملاء. هؤلاء الذين يطلبون والذين طلبوا من مجلس الامن تمديد فترة بقاء القوات، هؤلاء عملاء للقوات الاميركية وجاؤوا مع الاميركيين، وليس عندهم خيار الا ان يقوموا بهذا، لان الاميركيين يريدون هذا. اما غيرهم من الذين يغطون هذا فهم مسؤولون عن ذلك أيضاَ(...).

    دعني أذكر لك مثالا واحدا على التطور التقاني (التكنولوجي) عند المقاومة. حوالى 60 بالمئة من القتلى والجرحى في القوات الاميركية كان نتيجة متفجرات يزرعونها في جوانب الطريق. في البداية كان هذا عملا بدائياً حيث المتفجرة مربوطة بسلك، وتتفجر عندما تأتي قافلة من بعيد. كان الاميركيون يرون السلك ويذهبون الى مصدره للتفتيش عن الذين وضعوا المتفجرة ليعتقلوهم. بعد ذلك توصلوا الى تفجيرها بطريق التحكم من بعد (Remote Control)، وبعدها طوروه بحيث تكون المسافة بعيدة. ولكن الاميركيين طوروا جهازا لمعالجة هذا بحيث تنفجر الشحنة اما قبل ان تأتي السيارة او بعدها، ولكن المقاومة التي كانت تستعمل التحكم عن بعد لموجة تردد منخفضة طورت التحكم عن بعد على موجة تردد عالية، والأن الاميركيون يعملون على تطوير اجهزة لاستخدامها مع موجة تردد عال ويريدون شراءها بـ35 مليون دولار، لكن المقاومة تعرف هذه الاجهزة. وهناك اشياء كثيرة، مثل التكتيكات التي تستعملها المقاومة، وكوردسمان يشير اليها بتفصيل، وهي شيء مذهل.

    *انا افهم من كلامك هذا انه لا يوجد لديك اي امل في هذه الحكومة التي يرأسها زعيم "حزب الدعوة" في العراق والتي تشارك فيها احزاب كردية واسلامية، ليس لك امل في فرصها لمعالجة الوضع العراقي؟

    -هذه الحكومة يا سيدي، لا تحكم الا في المنطقة الخضراء التي تحرسها القوات الاميركية، وليس لديها سيطرة على أي جزء من بغداد، والاحزاب وما يسمى رئيس جمهورية ورئيس الوزراء هناك فريق حماية اميركية لكل منهم. هذه الحكومة في طريقها الى الانتهاء، وسوف يأتي يوم تخرج فيه قوات الاحتلال وكل العملاء معها من العراق.

    *هؤلاء في اعتبار انصارهم هم مناضلون عراقيون اضطهدوا في ظل حكم الرئيس صدام حسين، تحملوا اللجوء ومشاكله والسجن والتعذيب، وهم الآن جاؤوا لقيادة هذه المرحلة المهمة، والتي هي مرحلة استثنائية بعد تحرير العراق.

    - هذا منطق العملاء. العملاء لهم منطقهم الخاص بهم.

    *انت لا ترى وجه حق لهم في ما يقولون؟

    - عندما يتحرر العراق، وتكون هناك حكومة وطنية ومجلس وطني منتخب انتخاباً صحيحاً، فكل هؤلاء وكل المجرمين من عام 1958 حتى الوقت الحاضر يجب ان يحالوا على المحاكمة، وهؤلاء الحاكمون الان يجب ان يحاكموا بتهمة الخيانة العظمى لأنهم استعانوا بالاجنبي على احتلال بلدهم.

    * هؤلاء عندهم غطاء ديني قوي، كثيرون منهم عندهم غطاء ديني قوي؟

    - العراق منذ تأسيسه في عام 1920 الى الاحتلال وسقوط بغداد يوم 9 نيسان 2003، لم يسبق ان تدخلت فيه اية هيئة دينية، شيعية او سنية او مسيحية او غيرها، في تشكيل وزارة او تعيين وزراء، ولم تتدخل في السياسة. هذه نغمة جديدة جاء بها الاحتلال لتفريق العراقيين، ولم يعد يتكلم عن شعب عراقي بل عن شيعة وسنة واكراد وعرب وتركمان... والخ نحن في العراق تعودنا على دولة غير دينية. العروبة محتواها الحضاري اسلامي لكن ليست حكومة دينية، والشريعة هي احد المصادر الرئيسية للتشريع، ولكنها ليست المصدر الوحيد.

    ----------------------

    () اجزاء من مقابلة اجرتها قناة "المستقلة" مع خير الدين حسيب، واعادت مجلة "المستقبل العربي" الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية نشرها في عدد تموز الجاري.

    جريدة النهار - الجمعة 8 تموز 2005

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    افتراضي

    تركيب المقاومة العراقية المسلحــة [2]

    تنسيق بين تسع مجموعات ما عدا مجموعة الزرقاوي
    [align=center]"أخبار الساعة” الاماراتية تشكك في أهداف جماعات العنف في العراق !!

    أكدت نشرة “اخبار الساعة” أن جماعات العنف والإرهاب في العراق كشفت خلال الأيام الماضية عن وجهها وأهدافها الحقيقية التي تصب في اتجاه إغراق العراق في مستنقع من الفوضى والعنف والفتنة الطائفية.

    وقالت النشرة التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية إن هذه الجماعات تدعي أنها تعمل من أجل إنهاء الاحتلال الأجنبي للعراق إلا أن كل ما تقوم به من أعمال يطيل فترة بقاء هذه القوات لأنه يمنع عودة الأمور إلى طبيعتها سواء من النواحي الاقتصادية أو الأمنية أو السياسية.

    وتساءلت هل سيؤدي استهداف الدبلوماسيين الأجانب إلى إخراج القوات الأجنبية من العراق.

    وأكدت أن ما يساعد على الإسراع بخروج القوات الاجنبية هو أن تمضي العملية السياسية في طريقها من دون عقبات وصولا إلى صياغة الدستور وإجراء الانتخابات وفقا له وأن يتم التوافق بين القوى والمذاهب والأعراق المختلفة في العراق على صيغة سياسية ودستورية تحكم العلاقة بينهم وتحدد شكل الدولة العراقية وأن تتمكن القوات العراقية من حفظ الأمن والاستقرار. [/align]








    [align=justify]

    تعليق:صح النوم..وهل حان الوقت للجهات العربية الرسمية الان لاستنكار الارهاب في العراق بهذا الوضوح وترتيب الاثر والمواقف عليه من خلال ادانة هذه الجماعات السلفية الارهابية بعد ان استهدفت الدبلوماسيين العرب ! لتتسائل الدراسة "الاستراتيجية!" عن اهداف هذه الجماعات البعيدة عن طرد الاحتلال كهدف رئيسي! وهل قتل المدنيين الابرياء من العراقيين لم يثبت هذا الامر طيلة تلك الفترة الطويلة ، ام ان هذه الدراسة تمهد للحوار الذي يجري تحت الطاولة فيما بين الاحتلال "والمساومة" البعثية وتبشر بقدومه عبر دعم التقسيم الذي سبق وان رفضته الجماعات الارهابية بين ما اعتبر مقاومة شريفة واخرى غير شريفة ! وان كان التصنيف الدقيق له هو "المساومة الشريفة والمساومة العبيطة"!، في تصوري ان السيناريو القادم في العراق هو احتضان الجماعات الارهابية البعثية المسلحة من خلال التفاهم معهم وضمهم للعملية السياسية واستبعاد الجماعات السلفية الارهابية لاسيما بعد رفضها التقسيمات المختلفة "للمساومة" (كما صرح الزرقاوي في الخطاب المنسوب اليه ) والتي فهم منها استبعادهم وانضمام الاخرى للعملية السياسية كمحصلة للحوار والتفاهم مع امريكا وبريطانيا كاطراف محتلة على دورها المستقبلي وقيمة الكعكة والضمانات التي سيحصلون عليها ، كما يبدو ان البعثيين في طريقهم لنزع اللحى والدشاديش التي استعاروها (لاسيما وانهم ارتدوا ذلك لمآرب سياسية معروفة بخلاف الجماعات السلفية الارهابية وعناوينها الدينية التي ارادت من خلالها -نتيجة وقوعها في الاستدراج الامريكي لها - الدعم لمنهجها واهدافها المتعددة البعيدة (لغربتها عن الواقع العراقي) عن العملية السياسية ومصالحها بشكل مباشر ، اي يصدق عليهم انهم كانوا مطية البعثيين ليس الا!) مثالية وهاهم يعودون من جديد لزي البدلة الرسمية تبعا ومايقتضيه الانخراط سياسيا وفق شروط العملية الديمقراطية ! ..ولكن هل سنشهد المرحلة الاخيرة التي يخشاها الجميع وهي عودتهم من جديد الى سدة السلطة بعناوين اخرى براقة تخفي العقلية البعثية ذاتها ، وان كان ذلك يعني ارتدائهم للبدلة العسكرية الخضراء تحت الرسمية الانيقة! ..ذلك مانخشاه ونتمنى الا يقع!
    [/align]





ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني