إباء

اقترح وفد من النواب الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي يزور بغداد حالياً باحلال قوات إسلامية محل القوات الأميركية عند انسحابها، وتحدى رئيس الوفد رئيس لجنة القوات المسلحة كارل ليفن الجيش والإدارة الأميركية خصوصاً الجنرال جون أبي زيد رئيس القيادة الأميركية الوسطى إثبات ان الارهاب في العراق في لحظات احتضار نهائية.

وطلب الوفد عقب اجتماعه مع مسؤولين من مجلس الحوار الوطني العراقي «سني» الوساطة مع المسلحين، بالتزامن مع إعلان بريطانيا أن قواتها ستغادر العراق فور طلب الحكومة العراقية، رداً على دعوات برلمانية أوروبية نشر قوات حفظ سلام للأمم المتحدة هناك، باعتبارها حلاً لوقف التدهور المستمر والذي تواصل أمس باعلان تنظيم القاعدة بزعامة أبومصعب الزرقاوي انه قرر قتل السفير المصري إيهاب الشريف المختطف منذ خمسة أيام لدى التنظيم.

وأعلن الناطق باسم مجلس الحوار العراقي صالح المطلق ان وفداً من المجلس التقى وفد الكونغرس والسفارة الأميركية في بغداد بناء على طلب من الجانب الأميركي.وذكرت وكالة «الاسوشيتدبرس» نقلا عن الناطق باسم السفارة الاميركية في بغداد آدم هولسون أن ليفن التقى الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء إبراهيم الجعفري في المنطقة الخضراء وبحث معهما مسألة وجود القوات المتعددة الجنسيات في العراق.

ويضم الوفد الذي يرأسه ليفن المدير الإداري للجنة القوات المسلحة في الكونغرس ريتشارد دي بويسز وباتريك ماك العضو في اللجنة.ويرى ليفن أن وجود القوات المتعددة الجنسيات يجب أن يكون لوقت محدد وليس لوقت مفتوح، بالإضافة إلى تشديده على ضرورة تسليح وتدريب الجيش العراقي بشكل جيد.

وكان ليفن قد قال خلال اجتماع للجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي انه ومنتقدي بوش الآخرين سيظهرون تأييدهم للقوات الأميركية في العراق ولكنهم في الوقت ذاته سيبقون على تصميمهم في نقد السياسات التي تسببت في إرسال تلك القوات إلى هناك ليس فقط من دون تسليحهم بالعتاد اللازم بل وبعزلهم عن الدعم الدولي وبحرمانهم من اي خطة واضحة لمعرفة الخطوة التالية لتحركهم.

وقال ليفن «ان على إدارة بوش أن تخبر العراقيين أنهم اذا لم ينجزوا الدستور في الوقت المحدد (15 أغسطس) وبمدة سماح أقصاها ستة أشهر فاننا سنضع جدولاً زمنياً للانسحاب»..وأضاف ليفن: « انني أتحدى الجنرال أبي زيد ان يثبت ان التمرد في العراق في لحظات احتضار نهائية..!

وفي موضوع الاتصالات بين الجانبين الأميركي ووسطاء بقايا فلول صدام قال المطلق في حديث للصحافيين ان وفد مجلس الحوار طرح على الجانب الأميركي شروطا تتضمن وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق، وإعادة الجيش العراقي، وإلغاء قانون اجتثاث البعث!!!، وإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية بعيدا عن المحاصصة الطائفية، وان يكون المعيار الأساسي في ذلك هو الولاء للوطن والشعب.

وأوضح المطلق ان الجانب الأميركي اقترح على وفد المجلس ان تحل قوات إسلامية محل القوات الأميركية عند انسحابها من العراق. وأضاف أن مجلس الحوار لم يعط الجانب الأميركي أي إجابة حول هذا الموضوع إلا بعد الرجوع إلى القوى الوطنية والسياسية والمقاومة الوطنية.وأشار إلى ان الجانب الأميركي أوضح انه يريد وبإصرار الانسحاب من العراق بأسرع وقت ممكن على حد تعبيره.

وقال ان الجانب الأميركي دعا وفد المجلس لان يكون طرفا مفاوضا معهم في هذا الشأن، إلا إن المطلق أوضح لهم أنهم يمثلون مجلس الحوار الوطني العراقي فقط، وهم يحترمون «رأي المقاومة الوطنية ولا يمكنهم تجاوزها»!!!، ولكنهم سيقومون بإجراء اتصالاتهم مع القوى الوطنية الرافضة للاحتلال وقادة المقاومة !!! لإشراكها في هذا الأمر من اجل الخروج بصيغة مرضية لجميع الإطراف المعنية.

وأوضح المطلق أن الوفد سيواصل اتصالاته مع الجانب الأميركي بناء على طلبهم، مشيرا إلى أنهم ابلغوا الجانب الأميركي ضرورة مشاركة جميع أطياف الشعب العراقي في كتابة الدستور دون تهميش لأي طرف من الأطراف أو استئثار مجموعة معينة بذلك. فيما اعتبر الأميركيون هذا الشأن عراقياً خالصاً ويجب ان تتفاعل معه كل الأطراف العراقية.