الفدرالية القومية والطائفية في العراق ! لماذا ولصالح من ؟



الدكتور ساسون حسقيل

يهودي عراقي مقيم في المانيا

sasonhaskiel@yahoo.de



الفدرالية في المجتمع المدني نظام إدراري لا مركزي هدفه الإدارة الذاتية للمناطق والمدن والتخفيف من ظاهرة المركزية المشددة في الإدارة , ولكن مخطط الفدرالية في العراق جاء متزامن مع الحرب ضد العراق منذ عام منذ عام 1990 , وهدفه إضعاف العراق والحد من قدرته ونشاطه العسكري في منطقة الشرق الأوسط , لذلك جرى فصل شماله من ذلك التاريخ ورفع علم كردستان , وإدارة الإقليم فقط من قبل الأكراد دون غيرهم حيث جرى فصل الإقليم فعليا عن العراق الأم , حيث لا توجد إدارة عربية وكردية لهذه المناطق , واتجه الأكراد نحو أكراد سورية لتعبئتهم ضد النظام السوري بغية تشكيل كردستان الكبرى

القرن الحالي هو قرن الأكراد و بوش الكرد , بعد أن كان القرن الماضي قرن العرب ولورنس العرب ,

إقليم الجنوب مخطط بريطاني قديم

كان يهدف إلى ضم جنوب العراق الغني بالنفط إلى الكويت وتشكيل إمارة تسمى بأمارة الجنوب وبالتالي تحويل العراق إلى دولة الطوائف الشبيه بدولة الطوائف في المغرب العربي بعد سقوط غرناطة , فالمشاريع المطروحة في الساحة العراقية هي صنيع الاحتلال وأعوانه بقياد عراب الاحتلال الأفغاني الأمريكي زلماي خليل زادة , وحكومة مؤتمر لندن للمعرضة العراقية في ديسمبر عام 2002 , فالعراق سوف لن ير العافية طالما فيه سياسيون أغبياء وأنانيين لا يرع مصالح شعوبهم وثروتهم المنهوبة منذ عام 1920 وحتى يومنا الحالي , واستخدام الأساليب القمعية ضد المعرضة السياسية في جميع العهود والعصور .

فأين الحكمة والعقل في لملمة جراح هذا الشعب النازف وويلات الحروب التي جعلت هذا الشعب( رخيص الدم وحايط انصيص) لمن يريد أن يركبه , فإعادة ترتيب أمور المنطقة خدمة للكيان الصهيوني الذي استباح دماء الأبرياء , وتبديد الثروة العربية في التسليح والحروب في قرن من الزمان وكل العرب يطبعون مع الكيان الصهيوني سرا وعلى استحياء إلا حان الوقت في إعلان قبول إسرائيل كعضو في مجلس جامعة الدول العربية , كي يتم مفاوضتها بالعلن وليس بالسر كي تنتزع الحقوق المتبادلة والتوجه نحو التنمية السلمية بدلا من العسكرة والحروب التي أنهكت الطرفين .دون مزايدات سياسية لجسم عربي و ضعيف وهزيل ومتفكك . فالعراق اليوم هو في المطبخ الانكلو الامريكي والصهيوني وسوف تكون الأكلة نظام طوائف فدرالي محلي يثري القيادات السياسية على حساب شعوبها .