* كمال حسين
18 / 08 / 2005
هلل السيد علي خامئني بالمشاركة الشعبية الإيرانية في الانتخابات ، وقد خطب مؤكدا أن هذا الإقبال كان ضربة قاصمة لأمريكا ، ونصراً للإسلام !
لنفحص الانتخابات الإيرانية بالأرقام ... أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أن عدد الذين يحق لهم التصويت في إيران ( 47 ) مليون ناخب ، ولكن في الدورة الأولى كانت نسبة الناخبين ( 67 ) بالمائة من مجموع الذين يحق لهم التصويت ، وهذا يعني أن أكثر من ( 30 ) بالمائة لم يشتركوا ! وهي نسبة كبيرة بالنسبة لإيران ، فإن النظام هناك يدعي أنه أبن الأمة ، وأنه مرضي للناس ، وأنه حكم شعبي ، وأنه تجسيد لإرادة الدين و السماء والقيم ...
ثلاثين بالمائة لم يصوتوا !
ليس بالنسبة القليلة أبدا بطبيعة الحال ، وهي نسبة تعد رافضة للمرشحين وربما للنظام نفسه ، وهي نسبة يائسة من الوضع برمته .
لم يقف الحال عند هذه النقطة ، بل في الدورة الثانية كان عدد المصوتين ( 28 ) مليون من ( 47 ) ناخب ، أي خمسين بالمائة لم يصوتوا ! فإن حوالي ( 15 ) مليون امتنعوا من التصويت في المرحلة الثانية !
وهذه مفارقة كبيرة !
أين ذهب المصوتون في المرحلة الأولى ؟
هل توصلوا إلى أنها ليست نزيهة ؟
هل نفروا من وسائل السب والشتم بين المرشحين حيث وصل الأمر إلى التشويه العائلي ؟
لا أدري ...
المرحلة الثانية هي المقياس ، لأنها الفاصلة ، وقد حصرت بين رفسنجاني ونجاد ، وبناء على النسبة المذكورة ، نفهم أن نسبة التصويت في المرحلة الثانية كانت منخفضة جدا، وهي ملاحظة معنوية قبل ان تكون مادية ، ذلك أن النظام يدعي أنه إسلامي ، وأن الأمة الإيرانية أمة إسلامية !
ولكن يجب أن لا تسحرنا لغة الأرقام ، فأننا نسمع ونقرأ أن نجاد حصل على ( 67 ) بالمائة من مجموع الأصوات الناخبة في الدورة الثانية ، ولكن كم هي عدد الأصوات الناخبة في الدورة الثانية ؟ هذا سؤال مهم جدا ، أن عدد الناخبين كان ( 28 ) مليون من أصل ( 47 ) ناخب ! وبالتالي ، كانت حصة نجاد هي ( 67 ) بالمائة من أصل ( 28 ) ناخب ، فكم هي نسبة اختياره يا ترى من أصل ( 47 ) ناخب أصلي ؟
لا تعدو الـ ( 35 ) بالمائة !!
نسبة بائسة بطبيعة الحال ...
فأين هي الضربة القاصمة التي وجهها الناخبون الأيرانيون لأمريكا ؟
أين هو رضا الامة الإيرانية عن نظامها الولائي المتسلط على رقاب الناس ؟
وهل أنتهى كل شي ؟

منقول من http://www.afkar.org