 |
-
العراقيون يتساءلون .. من العدو؟
العراقيون يتساءلون .. من العدو؟
رويترز : : 2005-07-26 - 09 13
العراقيون يتساءلون .. من العدو؟
بغداد (رويترز) - بينما تتصاعد وتيرة العنف والفوضى في العراق يوما بعد يوم يقول سكان العاصمة بغداد ان الوحشية والفساد يتفشيان بين صفوف قوات الامن التي يفترض انها مسؤولة عن حمايتهم.
ويقول البعض إن الوضع تدهور لدرجة أنهم لا يستطيعون احيانا التمييز بين سلوك الشرطة والجنود العراقيين الذين دربتهم الولايات المتحدة وبين سلوك المسلحين او المجرمين.
ونظرا لان المسلحين استطاعوا في السابق اختراق صفوف الشرطة والجيش فانه يبدو من المستحيل أحيانا التمييز بين هؤلاء واولئك.
وقال رجل أعمال يدعى اسماعيل محمود (32 عاما) ألقت وحدة من الشرطة الخاصة القبض على ابن عمه وعثر عليه ميتا في وقت لاحق "احيانا لا نعرف من هو العدو."
وتأتي معظم الادلة ضد الشرطة والجنود من روايات عراقيين يقولون انهم خاضوا التجربة بانفسهم. لكن مسؤولين من وزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين اعترفوا أيضا بأن هناك مشكلة شأنهم في ذلك شأن دبلوماسيين أجانب.
وقال دبلوماسي غربي هذا الاسبوع في اشارة إلى تقارير عن مقتل عراقيين على ايدي رجال شرطة "اثرنا هذه المسألة على مستوى عال جدا مع الحكومة العراقية."
وقالت مجلة تايم إن تقريرا لوزارتي الدفاع والخارجية الامريكيتين من المقرر نشره الاسبوع القادم يقول إن جهاز الشرطة العراقي يقبل متطوعين كثيرين يعرفون بالكاد القراءة والكتابة أو لهم صحف سوابق بل ويحتمل أن يكونوا من المسلحين.
ولعل حكاية ابن عم محمود رجل الاعمال خير دليل على هذه المشكلة.
يقول أفراد عائلته إنه كان يعمل مع والده في سوق ببغداد يوم 30 يونيو حزيران عندما ظهر أفراد وحدة كوماندوس تابعة للشرطة الخاصة يبحثون عن شخص يدعى أحمد. وعندما تم ابلاغهم بعدم وجود شخص بهذا الاسم قاموا باعتقال أربعة اشخاص بينهم محمد ابن العم.
وعندما لم يعد محمد في اليوم التالي ذهب أهله للبحث عنه. وقالوا انهم توجهوا إلى ستة أو سبعة مراكز للشرطة في محاولة لمعرفة مكانه وما إذا كان على مايرام.
وقال محمود إن عددا من ضباط الشرطة قالوا إنه بخير لكنهم طلبوا أيضا رشى لضمان سلامته والافراج عنه.
وقال هذا الاسبوع "طلب أحدهم هاتفا محمولا وطلب اخر برادا."
وتابع "اعطينا لواحد الهاتف ووعدنا الاخر بتقديم البراد كما دفعنا مليون دينار (700 دولار) رشى لاخرين لكننا لم نتسلم محمد رغم ذلك."
وظلت الاسرة لثلاثة أسابيع تتردد على الشرطة وتسمع في كل مرة نفس الوعود والمطالب.
وبعد ان فقدوا الامل في نهاية الامر توجهوا إلى المشرحة حيث عثروا يوم 22 يوليو تموز على جثة محمد. وقال عمال المشرحة إن الجثة تم احضارها في الاول من يوليو تموز أي بعد يوم من اختطافه. وعثر على جثته مصابة باعيرة نارية كثيرة مع ثلاثة آخرين في مقلب للنفايات.
وفي وقت سابق هذا الشهر اتهم افراد وحدة شرطة خاصة بانهم أخذوا عشرة اشخاص يشتبه في أنهم مسلحين عرب سنة من احدى المستشفيات وحبسوهم في سيارة شرطة فان في درجة حرارة بلغت 45 درجة مئوية مع اغلاق فتحات التهوية.
ولقى هؤلاء حتفهم وفتحت وزارة الداخلية العراقية تحقيقا وسط تقارير عن وقوع حوادث أخرى مماثلة.
ويتمثل جزء كبير من المشكلة على ما يبدو في رغبة قوات الامن العراقية في اظهار صرامتها بالرد على وحشية المسلحين بوحشية مماثلة من جانبها.
ولان معظم المسلحين من العرب السنة فيما تتالف معظم وحدات الشرطة والجيش من الشيعة فان العمليات الانتقامية اخذت منحى طائفيا مما يثير مخاوف حقيقية من اندلاع حرب أهلية.
وفي أحيان كثيرة يكون من المستحيل تقريبا تحديد ما إذا كان مجرمون أو مسلحون يتنكرون في هيئة رجال شرطة أو أن قوات الشرطة مجرمون.
وقبل ثلاثة أسابيع ظهر في أحد منازل بغداد رجالا يرتدون ملابس الشرطة للبحث عن رجل يدعى مازن حسبما قال صديق للعائلة رفض الكشف عن أسمه خشيه تعرضه لرد انتقامي.
واحتجز مازن الذي يعمل بوزارة التجارة العراقية وبعد يومين تسلمت عائلته رسالة تطالب بمبلغ 15 ألف دولار فدية والا سيتم قتله. وتحاول العائلة تأمين الافراج عنه.
وقال صديق العائلة "لا توجد وسيلة لاي شخص لمعرفة من معه ومن هو العدو."
ونفذ اشخاص عدة تفجيرات انتحارية وهم يرتدون ملابس شرطة ربما حصل بعضهم عليها بالانضمام لصفوف الشرطة. واعترف مسؤولون امريكيون بان اختراق صفوف قوات الجيش والشرطة العراقيين مشكلة.
وقال بيتر بيس الجنرال بمشاة البحرية الامريكية والرئيس القادم لهيئة الاركان المشتركة في تقرير الاسبوع الماضي "ليس من المعروف على وجه الدقة مدى تغلغل المسلحين."
من لوك بيكر
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |