[align=center]الزعماء العراقيون يسعون لانهاء أزمة الدستور[/align]
[align=left]Sun Aug 7, 2005 9:48 PM GMT[/align]
بغداد (رويترز) - اجتمع الرئيس العراقي المؤقت مع زعماء عراقيين من مختلف الانتماءات العرقية والطائفية يوم الاحد وقال ان فترة أسبوع تكفي لكسر الجمود والتوصل لاتفاق بشأن مسودة دستور بحلول المهلة المحددة بمنتصف أغسطس اب.
وبعد ان استقبل أعضاء الوفود في مقره ببغداد قال جلال الطالباني الزعيم الكردي المخضرم الذي خاض قتالا ضد صدام حسين للصحفيين انهم سيبحثون الخلافات بشأن الهيكل الفيدرالي للدولة الجديدة واقتسام عائدات النفط.
وفي وقت سابق من يوم الأحد اجتمع الطالباني مع السفير الامريكي لدى بغداد الذي تدخل في الجدل الدائر حول الدستور باصدار تحذير واضح للشيعة الذين يهيمنون الان على الحكومة مفاده ان واشنطن لن تتسامح تجاه نظام حكم ديني على غرار النموذج الايراني يمكن أن ينتقص من حقوق النساء والاقليات.
ولكن الطالباني نفى ان تكون الولايات المتحدة قوة الاحتلال بالبلاد تمارس ضغطا على المفاوضين. وقال الطالباني انه لا توجد أي ضغوط على الاطلاق.
وبعد عشرة أيام من زيارة وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد لبغداد وابلاغه الزعماء العراقيين ان الوقت حان للانتهاء من مسودة الدستور قال الطالباني ان أسبوعا ليس بالوقت القصير لتسوية الخلافات.
وتأمل واشنطن أن يساهم وجود حكومة عراقية مستقرة في اخماد التمرد السني وإتاحة الفرصة أمامها لاعادة قواتها البالغ عددها 140 الف جندي والمكلفة الان بحماية السلطة الجديدة الى أرض الوطن.
وأعرب الطالباني عن اعتقاده بعدم اصدار مزيد من البيانات بعد الاجتماع الذي عقد مساء يوم الاحد وقال ان المحادثات ستستمر يوم الاثنين. ولم يتضح بالضبط من الذي حضر اجتماع يوم الأحد.
وخلال الايام القليلة الماضية دافع كل من الاكراد الذي ينتمي اليهم الطالباني والعرب السنة الذين يمثلون الاقلية بالعراق والذين كانوا يسيطرون على البلاد في عهد صدام والاسلاميون الشيعة عن مواقفهم.
وتشمل موضوعات الخلاف الرئيسية الحكم الذاتي للمناطق الفيدرالية وهو مطلب محوري للاكراد يعارضه السنة بدرجة كبيرة ومدى الالتزام بالشريعة الاسلامية التي يتمسك بها بعض الشيعة بقوة.
ويوم السبت اصدر السفير الامريكي زالماي خليل زاد بيانا قال فيه انه لا يمكن السماح بأي "حل وسط" فيما يتعلق بمبدأ المساواة في الحقوق للنساء والاقليات الدينية والعرقية.
وتابع خليل زاد "الولايات المتحدة تؤمن بشدة بأن الدستور العراقي يجب ان يوفر حقوقا متساوية أمام القانون لكل العراقيين بغض النظر عن النوع والعرق والدين والمذهب."
وقال عبد العزيز الحكيم زعيم جماعة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق أمام حشد من انصاره ومن الزعماء السياسيين ان صياغة الدستور تسير على الطريق الصحيح. جاء ذلك خلال الاحتفال باحياء ذكرى شقيق الحكيم وسلفه في زعامة المجلس الذي اغتيل قبل عامين.
ويقول مفاوضون ودبلوماسيون كثيرون يراقبون العملية السياسية بالعراق على مدى الشهور القليلة الماضية ان مسودة الدستور المقرر ان تطرح في استفتاء عام في اكتوبر تشرين الاول ستعتمد بشكل اساسي على وثيقة مؤقتة تبنتها الولايات المتحدة وجرى الاتفاق عليها العام الماضي.
وتنص هذه الوثيقة على اعتبار الاسلام مصدرا للتشريع ولكن ليس المصدر الوحيد. وعبرت جمعيات معنية بحقوق النساء عن شعورها بالقلق من أن يضغط زعماء الاغلبية الشيعية من أجل دور أقوى للشريعة الاسلامية في الدستور النهائي.
وشدد الطالباني في بيانه السابق مجددا على ان وضع كركوك العاصمة النفطية الشمالية التي يريد الاكراد ضمها لتكون عاصمة لاقليمهم المتمتع بالحكم الذاتي سيتم تسويته بعد الانتهاء من الدستور. ويعارض العرب في الشمال وجماعات عرقية اخرى حكما كرديا أوسع.
كما يشعر العرب السنة بالقلق أيضا بشأن السيطرة على النفط في الجنوب في حالة حصول المنطقة التي يقطنها غالبية من الشيعة على حكم ذاتي أوسع.
وبخلاف الجدل بين الشيعة والعرب والسنة والاكراد برزت مؤشرات على تزايد الانقسام بين الاغلبية الشيعية التي تمثل 60 في المئة من سكان العراق في جنوب البلاد منذ جاءت الانتخابات التي اجريت في 30 كانون الثاني يناير الى السلطة بائتلاف حكومي موسع يقوده الشيعة برئاسة ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء.
وفي السماوة بجنوب العراق التي يغلب الشيعة على سكانها والتي خلت تقريبا من هجمات المتشددين السنة التي تتعرض لها مناطق الشمال منذ الاطاحة بصدام خرج مئات السكان الى الشوارع بدعوة من اعضاء المجلس المحلي للاحتجاج على فشل الحكومة في تحسين المرافق والخدمات العامة.
وذكرت مصادر طبية ان الشرطة فتحت النار باتجاه المحتجين مما اسفر عن اصابة 40 منهم بجروح ومقتل شخص واحد على الاقل في ثاني واقعة من نوعها في البلدة خلال ستة اسابيع.
واحيت محادثات اجراها الجعفري يوم الجمعة مع اية الله علي السيستاني اكبر مرجع شيعي عراقي مخاوف السنة والاكراد من ان تتولى السلطة حكومة على النمط الايراني.
وقال ليث كبة المتحدث باسم الجعفري لدى سؤاله عن هذا الموضوع في مؤتمر صحفي اليوم ان المحادثات مع السيستاني ليست "سياسية" واكد ان الزعماء الدينيين الشيعة من حقهم التعبير عن ارائهم.
ويقول زعماء الشيعة انهم لا يريدون ان يحذوا حذو ايران بفرض حكم رجال الدين الذي يقول منتقدوه انه يفرق في معاملة النساء واتباع الاديان الاخرى.
والولايات المتحدة التي يسود بينها وبين طهران خلاف منذ الثورة الاسلامية في عام 1979 تتخوف ايضا من النفوذ الايراني.
غير انها في السابق حدت من تعليقاتها العلنية على الدستور حتى لا تظهر بمظهر من يسيطر على العملية التي تأمل ان تكسر شوكة المسلحين وتضفي الشرعية على الحكومة العراقية وتقويها بما يسمح لها بالبدء في سحب قواتها بعد انتخابات جديدة تجرى بحلول نهاية العام.
ومع استمرار اعمال العنف في اماكن متفرقة بالعراق قتل انتحاري بسيارة ملغومة شرطيين واصاب 12 اخرين في مركز شرطة بمدينة تكريت مسقط رأس صدام. كما ذكر بيان عسكري أمريكي أن جنديين أمريكيين توفيا متأثرين بجروح أصيبا بها مساء السبت في انفجار قنبلة كانت مزروعة على الطريق قرب سامراء.
من وليد ابراهيم