بسم الله الرحمن الرحيم

توضيحات حول إجتماع أربيل الأخير

بعد تأجيل متكرر لإجتماع لجنة المتابعة والتنسيق المنبثقة من مؤتمر المعارضة العراقية الذي عقد في لندن قبل حوالي ثلاثة أشهر، عقد إجتماع لجنة المتابعة والتنسيق في صلاح الدين شمال العراق بين 26/2/2003 الى 29/2/2003م ،...
ورغم أن الإجتماع تمكن من إصدار بيان ختامي عدِِِّل مراراً، حتى إستقر على صيغة خجولة بعد يومين ، حيث تأخر الإجتماع من أجله يوماً كاملا ً، إلاّ أن النتائج العملية لذلك الإجتماع قد أضعفت من قيمته السياسية ، وخلقت مشاكل لم تكن معروفة في مؤتمر لندن ، ستكون لها آثار خطيرة على مستقبل العراق السياسي إذا لم يتم تداركها !!
فمنذ الأيام الأولى طرحت قضية التمثيل السياسي في الهيئة القيادية لما سمي بالسنة العرب ، وشكّل الإجتماع إنطباعاً صريحاً عن توجه المعارضة العراقية نحو نظام سياسي بديل يقوم على التقسيم الطائفي حتى بدا للكثيرين أن الشيعة وراء هذه العملية لأخطاء وقعت بها بعض الأطراف بينما تنصل آخرون بذكاء!!
وحيث أن الأطراف المحسوبة على ما عرف بالتيار السني لم تقدم ممثلها ، وأعترضت على تلك الطريقة رسمياً إختار بعض المتنفذين في الإجتماع السيد عدنان الباججي ممثلاً لهذا الطرف دون علم منه ، ولا إستشارة ، حيث أعلن رفضه لتمثيل ما سمي بالتيار السني العربي ، كما أختير الدكتور اياد علاوي في الهيئة القيادية رغم تحفظه وغيابه عن حضور الإجتماع...
و وقع الإجتماع في مفارقة ثانية حين بدا وكأنه ضد ((الجبهة التركمانية)) ، و أدخل الإجتماع نفسه في الصراعات الحزبية بين الجبهة وبعض الأحزاب الكردية ، بدل أن يكون طرفاً إيجابياً يهتم بحل تلك المشكلة المزمنة ، والتي لها علاقة بطرف إقليمي هام ، وقد أُبعد التركمان ، وهم القومية الثالثة في البلاد , عن موقع الهيئة القيادية ، وهكذا تمَّ تجاوز الآثوريين في حجة مشابهة...
وفي قضية التركمان والآثوريين ، كانت أطراف في الإجتماع توحي لهم أن الطرف الإسلامي الفاعل في المباحثات كان وراء إقصاء القطاعين المذكورين !
وبخصوص التيار الإسلامي فقد أصبحت نسبة تمثيله في الهيئة القيادية 25% بينما صار تمثيل الكرد 50% ، كما لو كانوا نصف سكان البلاد بدل 20% , وهكذا اختلت نسب مؤتمر صلاح الدين التي حرص الكثيرون على التمسك بها في مؤتمر لندن...
أما اللجان التي شكلت فكانت صورية في واقعها , كما لم يُبت بزيادة عدد أعضاء لجنة المتابعة والتنسيق ، رغم الإتفاق على ذلك في نهاية مؤتمر لندن , كما أهمل شأن العشائر العربية المجاهدة ، كذلك شأن الكرد الفيليين بشكل واضح..
إننا في ((حركة الدعوة الإسلامية /العراق)) نعلن تحفظنا على ما ذكرنا جملةً وتفصيلا ً، ونرفض الطريقة التي تمت إدارة الإجتماع بها لمصالح حزبية وقومية خاصة ، وندعو الى معالجة هذه الأخطاء الفاحشة التي وقعت فيها الأطراف المتنفذة قبل فوات الأوان ، لاسيما وان حالة الأنفلات والتحلل من الألتزام بمؤتمر لندن بدأت تطغى على الساحة ، ويتجه الكثيرون للتفاهم مع السلطات الأمريكية مباشرة ، وما يتبع ذلك من ظهور جبهة معارضة أخرى لها خطابها وفعالياتها ومواقفها الأخرى...


حركة الدعوة الإسلامية
آذار/ 2003م
محرم الحرام/ 1424هـ