النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965

    افتراضي استشهد العطـــار شيـــخ المتنوريـــن

    [align=center]استشهد العطار شيخ المتنورين[/align]
    أرض السواد : طاهر الخزاعي

    http://www.iraqsawad.net/a3873.html


    ماذا عساني أن أكتب في لحظات وقع هذا الخبر المؤلم ؟ وماذا عساني أن أكتب وقد تواردت الخواطر والذكريات لأكثر من عشر من السنين في مدينة قم .. هناك حيث مسجد الشهيد الصدر الذي كنا نقضي فيه وقتا أكثر من بيوتنا (اذا استثنينا أوقات النوم) .. هناك ومن هناك تحديداً بعد هجرة قسرية الى ايران اعقبت الانتفاضة الشعبية عام 1991 , عرفت الشيخ الشهيد .. وكأي عراقي عاشق لمنهج الصدر وجد نفسه في مسجد الشهيد الصدر بإمامة الشيخ مهدي العطار . وما لبثت أن تعرفت عليه عن كثب فوجدت في الشيخ مثالاً يُحتذى في الوقوف بجرأة وشجاعة من أجل المفاهيم الاسلامية الأصيلة التي ينتهجها ويتبناها ..

    لقد كان رضوان الله تعالى عليه حاملاً لراية التأصيل والتي تُسمى زوراً بالتجديد ! باخعا نفسه في سبيل تنقية الدين مما علق به من شوائب وطحالب غريبة .. ودفع في ذلك الطريق ضرائب كثيرة وناله من الظلم الكثير , لكنه لم يأبه وكان يدعو الى الله على بصيرة من أمره .

    عرفته مؤسسا لمشروع حملة التبرع بالدم في يوم العاشر من محرم , وقتذاك كانت شوارع قم تعج وتضج بالسيوف والمدي المضمخة بالدماء التي تُهدر بشكل عبثي .. فكان المتبرع الأول لأنه يعي جيداً قوله تعالى ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) .

    كانت مجلة قضايا اسلامية معاصرة والتي أسس لها بمعية الاستاذ الشيخ عبدالجبار الرفاعي منبرا تنويريا توعويا مهما ورائداً في زمن اقتصرت ثقافة طلبة الحوزة العلمية على كتب الفقه والأصول وبعضها بطبعات حجرية ! .

    عرفته استاذاً للبحث الخارج يقدم مادة سلسة مبتعدا عن التعقيد الممل ومحافظا على عمق المطلب العلمي مقتربا من المنهج الأكاديمي كثيرا , لأن طلبته ممن جمع بين الجامعة والحوزة .. لقد جمع الشيخ الشهيد بين مهامه في الحوزة وبين العمل الاجتماعي والتصدي للعمل السياسي .

    كان الشيخ العطار أول متظاهر من العراقيين خارج العراق اثر نبأ استشهاد الصدر الثاني بعد إمامته صلاة العشاء من مسجد الشهيد الصدر .. لا زلت اتذكر ذلك المشهد , وطالما تفتقر هذه المشاهد لقيادة العلماء - الا ما رحم ربي - ..

    كنا نعقد الأمل على الشيخ العطار وأمثاله من دعاة الاصلاح والتنوير وترويج الثقافة الاسلامية الأصيلة في المجتمع العراقي المتخم بآثار التخلف والجهل الذي أصابته من جراء سياسات صدام .. ولكن التحالف البعثي التكفيري أبى الا أن يفجعنا باغتياله ! .. نفذ التكفيريون ما عجز عنه أسيادهم البعثيون في قصر النهاية مطلع السبعينات يوم كان الشيخ الشهيد معتقلاً هناك ! ..

    اغتالك الاجرام يا شيخ المتنورين .. اغتالوك ليبرهنوا للعالم كله أنهم لا زالوا على طريق البعث , وأنك على طريق الشهداء بدءً من الحسين ومرورا بالصدرين وليس انتهاء بأحد فالقائمة تطول والبقية في اعداد قادمة ولا ندري من سيكون أول اللاحقين بك ؟! ..

    اغتالتك البعثية المتسلفنة لتثبت للعالم أجمع ان لا مقاومة للمحتل في العراق , إنما هي تصفية لأبنائه البررة التي طالما قارعوهم عقوداً طويلة .. إنها ستراتيجية البعث الجديدة لإفراغ العراق من رجالاته كي تعود المياه الى مجاريها - الآسنة - ليحكم البعث من جديد وربما يكون الرئيس القائد هذه المرة من هيئة علماء المسلمين وهم والبعث من سنخ واحد ..

    اغتالوك كي لا يعلو صوت فوق صوت المعركة , ولكن أي معركة ؟ معركة القومجية والخالصية والدراجية والضارية التي أضحت تمثل الجناح السياسي لقاتليك ! ..

    اغتالوك !

    لماذا ؟

    وأنت الذي لم تتسلم منصباً في الدولة .. ولم تكن يوما مع المحتل !!

    لماذا ؟

    ولم تكن لحظة طائفيا وحملت الاسلام هماً إنسانيا , لكنهم - وأيم الحق - جميعا والانسانية نقيضان لا يجتمعان .

    اغتالوك لأنك حملت الاسلام فكراً والصدر منهجا ..

    اغتالوك ليقوموا مقام الاحتلال ! .. تباً لهم وتعسا ..

    فهل أنعاك يا شيخ المتنورين ؟

    هل أنعى شيخ الشهداء ؟

    ماذا تجدني أكتب في هذا النعي ؟ وأنت رحلت الى ربك راضيا مرضيا تشكو اليه ظلم من انتسبوا الى آدم زورا وبهتانا .. هل أبكيك - وقد فعلت - وماذا ينفع البكاء وذئاب البعث حولنا فاغرة أفواهها , تلتهم كل يوم منا من تشتهي ؟! ..

    هل نركن الى بيانات النعي والاستنكار والشجب الشديد ؟ ..

    هل ننعاك أم ننعى أنفسنا , ففي الغد لا ندري من سيكون أول اللاحقين بركبك ؟ ..

    إنه من دواعي الأسى ومن سخرية القدر العراقي أن يغتالك البعثيون وقبلك الحكيم وعز الدين وغيرهم الكثير الكثير وبعدكم الكثير الكثير , وصدام لا زال حيا يُرزق , وعتاة إجرام البعث في عيش رغيد ! ..

    لا أدري هل هناك من يقول ويفعل ( سأبكيك بالبيض الصفاح وبالقنا .. ) ؟

    لا أدري أيها الشيخ الشهيد ..

    وصرنا لا ندري من دنيا العراق الا - لا ندري - ! ..

    الشيء الوحيد الذي أدري أن البعث يقتل فينا لنذهب الى عليين زرافات ووحدانا .. والشيء الذي أدري .. أنك ذهبت الى النعيم وارتحت من هذه الدنيا التي ما استقامت يوما للشرفاء وحملة المباديء .. فسلام عليك يا شيخ الشهداء , ولا نامت أعين الأدعياء ..
    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    517

    افتراضي

    هنيئا للشيخ الشهيد
    والعزاء لكل العراقيين بفقد هكذا بطل و رمز للشجاعة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني