[align=center]ضَجَّ طِفْلي بالبُكاءْ.

ضَجَّ مِن غيرِ انتهاءْ.

أزعجتني حِدّةُ الصّوتِ

فأومأتُ لَهُ أن ينتهي..

لكنّهُ داهَمَني بالإبتداءْ.

رُحْتُ أرجو مِنهُ أن يَسكُتَ

لكِنْ

مَزَّقتْ صَرختُهُ سَمْعَ الرّجاءْ!

لَمْ أطِقْ أكثَرَ

أجزَلْتُ لَهُ الوَعْدَ بأنّي

سَوفَ أبتاعُ لَهُ الحلوي

إذا لِلصَّمتِ فاءْ

بَدَّدَتْ صَرختُهُ وَعْدي

كذّرات الهَباءْ.

وكأنَّ الوَعْدَ بالحلوي وَعيدٌ

يَقتضي تَجريعَهُ مُرَّ الدَّواءْ.

وَإذ اسِتنفدتُ صَبري

هَبَطتْ كَفّي إلي أسْفَلِهِ

فارتفعَ الصّوتُ لأعنانِ السّماءْ.

عِنْدَها قُلتُ بسرّي:

أيُّ مُرٍّ يَدفَعٍُ الطّفلَ

إلي عِصيانِ أمري؟!

هُوَ لا ريبَ يُعاني مِن بَلاءٍ

دُونَهُ كُلُّ بَلاءٍ وَعَناءْ

وَلَدي فَحْصي لَهُ

أدركتُ حالاً

أنَّهُ يَصرُخُ مِن ضِيقِ الِحذاءْ!

حالَما خَلّصْتُهُ مِنهُ

جَري مُبتهجاً

وانسابَتْ الهَدأة للبيتِ

ووافاني الصَّفاءْ.


لَوْ غدا شَعبي أبيّاً وعَنيدًا

مِثْلَ طِفْلي..

وَلَوِ الحاكِمُ

قد فاءَ إلي الحكمةِ مثلي..

لاستقرّا في هَناءْ

وَلَما فكَّرَ أيُّ مِنهُما

أن يَحتمي مِن بَعضِهِ

بالغُرَباءْ!
[/align]