تعيش قرية راتنبرغ في منطقة التيرول النمساوية منذ قيامها قبل تسعة قرون في ظل جبل يحجب عنها نور الشمس كل سنة بين تشرين الثاني وشباط غير أنها عازمة على الخروج من الظل باستخدام نظام حاذق من الألواح العاكسة الموجهة بواسطة الكومبيوتر لتحويل أشعة الشمس اليها.


وتقع البلدة الصغيرة التي انشئت في القرن الثاني عشر على مسافة اربعين كلم شرق انسبروك ويظللها جنوبا جبل شتادبرغ الذي يبلغ ارتفاعه 910 امتار فيحجب عنها الشمس الشتائية اربعة اشهر في العام.


وللخروج من هذا الظل الذي يولّد الكآبة في نفوس سكانها وعددهم 467 شخصا، تعتزم راتنبرغ نصب ستين مرآة ستعكس اشعة الشمس على واجهات مباني وسطها الانيقة. ومن المقرر في اطار هذا المشروع الجاري تنفيذه بالتعاون مع مختبر <<بارتنباخ ليشتلابور>> المتخصص في الظواهر المرتبطة بالنور، نصب ثلاثين لوحا عاكسا بحلول ربيع 2007 في بلدة كرامساك الواقعة على مسافة 500 متر شمال راتنبرغ والتي تنعم بشتاء مشمس.


وأوضح ماركوس بيسكولر المسؤول عن المشروع ان <<هذه المرايا التي سيتم تحريكها بواسطة الكومبيوتر لترافق مسار الشمس، ستعكس النور الى مرايا ثابتة تنصب على قلعة>> شيدت في القرن السابع عشر في جبل شتادبرغ. تابع ان <<هذه المجموعة الثانية من المرايا ستحول اشعة الشمس الى عشر نقاط يتم اختيارها في وسط القرية>>.


وقال رئيس بلدية راتنبرغ فرانتس فورتسنراينر <<اطلقنا هذا المشروع المجنون بعض الشيء عام 2003 بعد استشارة السكان الذين افاد 20 منهم انهم يعانون من الاحباط بسبب غياب اشعة الشمس في الشتاء>>.


وتدفع الظلمة الشتائية السياح والسكان انفسهم الى مغادرة قريتهم وقال رئيس البلدية ان راتنبرغ فقدت خلال السنوات الخمس الاخيرة 10 من سكانها وباتت خمسون شقة فيها شاغرة.