[align=center]الهيئة العليا للدعم والإسناد ضد الإرهاب في العراق [/align]
بيان
تدين الهيئة العليا للدعم والإسناد ضد الإرهاب في العراق الأعمال الإرهابية التي طالت فنادق حياة عمّان وراديسون ساس ودايز ان في العاصمة الأردنية عمّان.
تفجيرات عمّان مساء 9/11/ 2005 و تفجير الحلة نهار 28 شباط 2005 المأساوي والمريع والذي تم على يد الإرهابي الأردني رائد البنا تستدعي التوقف وإعادة النظر في أسباب ظهور مثل هذا النوع من الإستهداف المنظم ضد المدنيين الأبرياء. وهذه التفجيرات تثبت مرة أخرى أن السلوك العدواني الإرهابي عندما يستهدف المواطنين العراقيين الأبرياء فإنه سيستهدف الآخرين من غير العراقيين أيضاً، حالما يشتد به سعار القتل والإستهداف وبنفس القوة وبنفس الأسلوب.
إن الهيئة العليا للدعم والإسناد ضد الإرهاب في العراق تذكر الحكومة الأردنية بمواقفها السابقة تجاه التعاطي الإرهابي الذي تبناه ومازال يتبناه مواطنون أردنيون، وجهات وأحزاب سياسية أردنية، إضافة إلى شخصيات متنفذة دينية وعشائرية أردنية. ومع هذا التذكير فإن الهيئة تود أن تنبه الحكومة الأردنية ومؤسسات المجتمع المدني في الأردن ومواقع القرار في المجتمع الأردني إلى وجود مواقع تفريخ الإرهاب في المجتمع الأردني، والتي فرخت فيمن فرّخت الإرهابي المجرم المدعو احمد الخلايلة الأردني الجنسية، والمدعو رائد البنا الأردني الجنسية، والمدعو عمر يوسف جمعة الأردني الجنسية إضافة إلى المئات وربما ألألوف من حملة الجنسية الأردنية ممن يحملون عقيدة تتبنى قتل الأبرياء وتقطيع اوصالهم.
إنها بالتأكيد ليست مصادفة أن يكون الأردن حاضنة لهذه العناصر الإرهابية الخطيرة جداً على الأمن والسلم في العراق، والأردن والعالم. وليس من قبيل القدر أن تحوّل الأردن موقعاً هاماً من مواقع صناعة قيادات إرهابية بالغة الإجرام والفتك، تتخذ الدين شعاراً لتنفيذ عمليات قتل وتنكيل ضد الأبرياء. و يبدو أن هذه الشخصيات والتنظيمات تمكنت هذا المساء في أن توصل عملياتها الإجرامية إلى وطنها الأم، بعد أن كانت ومازالت تعيث في العراق الفساد.
إن المسألة التي تستدعي التوقف في هذا المجال هي أن هؤلاء الأفراد وتنظيماتهم الإجرامية إنما تجد من يسندها ويدعمها في المجتمع الأردني على مستوى الفكر، والعادات، والتثقيف. كما أنها تجد حواضن تحتضنها على مستوى العشائر والمراكز الدينية. وبالإضافة إلى ذلك فإن الأموال الداعمة لهذه التنظيمات تتحرك بسهولة تامة في الأردن، وخاصة تلك الأموال التي هربها البعث إلى العراق واصبحت العاصمة الأردنية مغسلة أموال ضخمة تدير أعتى وأشرس شبكة إرهابية في المنطقة ونذكر هنا على سبيل المثال شخصية معن العجلي وشبكته التي أسسها في الأردن داعمةً الإرهاب وممولة له في الأردن والعراق والمنطقة. وبالإضافة إلى الأموال البعثية والتكفيرية فإن هنالك إحتضاناً سياسياً واضحاً تقوم به بعض الجهات في الحكومة الأردنية و بعض الجهات السياسية المتنفذة في الأردن، ونخص بالذكر على سبيل المثال لا الحصر حزب البعث بشقه الأردني والعراقي والذي يتبنى إستراتيجية التحالف الإرهابي مع القوى التكفيرية والإرهابية. إن القضية لا تحتاج إلى وثائق تفصيلية كي نصل إلى النتيجة المعروفة لدى أجهزة الأمن الأردنية عن وجود تحالف بعثي- تكفيري يخطط وينفذ أعمالاً إرهابية. وقد لا نكون مجانبين للحقيقة إذا سجّلنا أن حزب البعث يستخدم التكفيريين لضرب من لا ينسجم معهم، وربما جاء هذا التفجير على خلفية وجود مؤشرات على تغير في بعض المواقف التي تتبناها الحكومة الأردنية تجاه العراق.
إن المسألة تحتاج وقفة حكمة وتعقل من جانب الحكومة الأردنية والشعب الأردني الذي نكب هذه الليلة نتيجة هذه الأعمال البشعة. وقفة يقرر من خلالها المسؤولون الأردنيون، وأصحاب الرأي في المجتمع وأصحاب القرار فيه تحركاً واضح المعالم يستهدف مراكز التفريخ وحواضن الإرهاب التي تعشعش في المجتمع الأردني. وهذه الحواضن حسب متابعة الهيئة العليا للدعم والإسناد للإرهاب في العراق تتكون من:
- حزب البعث ونشطائه والمؤيدين له
- قوى التكفير والتطرف الطائفي
- بعض الشخصيات الأردنية وغير الأردنية التي تدّعي أنها مستقلة وتتخذ الأراضي الأردنية منطلقاً للأعمال الإرهابية.
- مراكز الدعم الإعلامي لمثل هذه الجهات
إن الإرهاب لا يعرف الحدود، ولا توجد نسبية في نكبات البشر وآلامهم. ولا يوجد فرق بين مأساة الحلة أو المآسي التي تحدث في العراق وبين ما حدث في الأردن. لكن الفرق الذي ينبغي التنبه له أن تصدير الإرهاب إلى خارج الحدود لا يمثل أسلوباً ناجعاً للوقاية من الإرهاب، ومداراة الإرهابيين والتسامح معهم لا يمنح الحصانة ضد الإرهاب في المجتمع. إن الحل الأمثل يتمثل في إستئصال وتجفيف مواقع إحتضان الإرهاب البعثي والتكفيري في الأردن. وما يحدث في العراق ستكون له موجات إرتدادية ضد الأردن. إن وجود عراق آمن ومستقر وديمقراطي، بعيد عن تسلط فئة ضد أخرى، وبعيد عن شبح التدخل في شؤونه من قبل الجيران وغير الجيران سيكون أهم صمام أمان ضد الإرهاب في الأردن والدول المجاورة الأخرى، كما أن أي دعم للإرهابيين في العراق وتأزيم الوضع فيه إنما يعني إيجاد مواطن قدم أقوى واشرس للإرهاب في الدول المجاورة وخاصة الأردن، لخصوصية الأردن، من حيث أنه يحوي مواقع متقدمة لقيادات الإرهاب في العالم.
الهيئة العليا للدعم والإسناد ضد الإرهاب في العراق
بغداد 9 تشرين الثاني 2005
![]()