 |
-
حقيقة السحر و نشأة ابليس
[ 1 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[align=center]باب تأثير السحر والعين وحقيقتهما زائدا على ما تقدم في باب عصمة الملائكة [/align]
الذي كتبته في فترة من الزمن و سوف ادرج لكم رابط الموضوع آخر هذا الموضوع
الايات : البقرة : يعلمون الناس السحر - إلى قوله - فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا باذن الله .
( 1 ) الاعراف : فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤا بسحر عظيم .
( 2 ) يونس : ولا يفلح الساحرون .
( 3 ) وقال تعالى : وقال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين .
( 4 ) يوسف : وقال يا بنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما اغني عنكم من الله من شئ إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون ولمادخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شئ إلا حاجة في نفس يعقوب
__________________________________________________ ____________
1 ) ( 1 ) البقرة : 102 .
( 2 ) الاعراف : 116 .
( 3 ) يونس 77 .
( 4 ) يونس : 81 .
[ 1 ]
قضيها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( 1 ) .
طه : قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى - إلى قوله تعالى - إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ( 2 ) .
القلم : وإن يكاد الذين كفروا ليز لقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون .
وما هو إلا ذكر للعالمين ( 3 ) .
الفلق : ومن شر النفاثات في العقد .
ومن شرن حاسد إذا حسد " ( 4 ) .
تفسير : قال الطبرسى - رحمه الله - في قوله تعالى " يعلمون الناس السحر " السحر والكهانة والحيلة نظائر ، يقال : سحره يسحره سحرا .
وقال صاحب العين : السحر عمل يقرب إلى الشياطين ، ومن السحر الاخذة التيي تأخذ العين حتى تظن أن الامر كما ترى وليس الامر كما ترى .
فالسحر عمل خفي لخفاء سببه ، يصور الشئ بخلاف صورته ، ويقلبه عن جنسه في الظاهر ، ولا يقلبه عن جنسه في الحقيقة ، ألا ترى إلى قوله تعالى " يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى " ( 5 ) .
وقال في قوله : " ما يفرقون به " : فيه وجوه : أحدها أنهم يوجدون أحدهما على صاحبه ويبغضونه إليه فيؤدي ذلك إلى الفرقة عن قتادة .
وثانيها : أنهم يغوون أحد الزوجين ويحملونه على الكفر والشرك بالله تعالى فيكون بذلك قد فارق زوجه الآخر المؤمن المقيم على دينه ، فيفرق بينهما على اختلاف النحلة وتباين الملة .
و ثالثها أنهم يسعون بين الزوجين بالنميمة والوشاية حتى يؤول أمرهما إلى الفرقة و المباينة .
" إلا بإذن الله " أي يعلم الله فيكون تهديدا أو بتخلية الله ( 6 ) .
__________________________________________________ ____________
2 ) ( 1 ) يوسف 467 ، 68 .
( 2 ) طه : 66 - 69 .
( 3 ) القلم : 51 - 52 .
( 4 ) الفلق : 4 ، 5 .
( 5 ) مجمع البيان : ج 1 ص 17 .
( 6 ) مجمع البيان : ج 1 ص 176 ( بتلخيص ) .
[ 3 ]
وقال البيضاوي : اللمراد بالسحر ما يستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشيطان مما لا يستقل به اللانسان ، وذلك لا يستتب إلا لمن يناسبه في الشرارة وخبث النفس ، فإن التناسب شرط في التضام والتعاون ، وبهذا يميز الساحر عن النبيي والوليي .
وأما ما يتعجب منه كما يفعله أصحاب الحيل بمعونة الآلات والادوية أو يريه صاحب خفة اليد فغير مذموم ، وتسميته سحرآ على التجوز ، أو لما فيه من الدقة لانه في اللاصل لما خفي سببه ( 1 ) .
وقال الشيخ - قدس سره - في التبيان : قيل في معنى السحر أربعة أقوال : أحدها أنه خدع ومخاريق وتمويهات لا حقيقة لها ، يخيل إلى المسحور أن لها حقيقة .
والثاني أنه أخذ بالعين على وجه الحيلة .
والثالث أنه قلب الحيوان من صورة إلى صورة ، وإنشاء الاجسام على وجه الاختراع ، فيمكن الساحر أن يقلب الانسان حمارا وينشئ أجساما .
والرابع أنه ضرب من خدمة الجن .
وأقرب الاقوال الاول لان كل شئ خرج عن العادة الجارية فإنه سحر لا يجوز أن يتأتى من الساحر ، ومن جوز شيئا من هذا فقد كفر ، لانه لا يمكن مع ذلك العلم بصحة المعجزات الدالة على النبوات ، لانه أجازمثله على جهة الحيلة والسحر ( 2 ) .
وقال النيسابوري : السحر في اللغة عبار عن كل ما لطف مأخذه وخفي سببه ، ومنه الساحر العالم ، وسحره خدعه ، والسحر الرئة .
وفي الشرع مختص بكل أمر يختفي سببه ويتخيل على غير حقيقته ، ويجري مجرى التمويه والخداع .
وقد يستعمل مقيدا فيما يمدح ويحمد ، وهو السحر الحلال .
قال صلى الله عليه وآله : إن من البيان لسحرا .
ثم السحر على أقسام : منها سحر الكلدانيين الذين كانوا في قديم الدهر ، وهم قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنها هي المدبرة لهذا العالم ، ومنها تصدر الخيرات
__________________________________________________ ____________
3 ) ( 1 ) أنوار التنزيل : ج 1 ، ص 102 .
( 2 ) التبيان 1 : 374 .
[ 4 ]
والشرور والسعادة والنحوسة ، ويستحدثون الخوارق بواسطة تمزيج القوى السماوية بالقوى الارضية ، وهم الذين بعث الله إبراهيم عليه السلام مبطلا لمقالتهم .
ومنها سحر أصحاب الاوهام والنفوس القوية ، بدليل أن الجذع الذي يتمكن الانسان من المشي عليه لو كان موضوعا على الارض ، لا يمكنه المشي عليه لو كان كالجسر ، وما ذاك إلا لان تخيل السقوط متى قوي أوجبه .
وقد اجتمعت الاطباء على نهي المرعوف عن النظر إلى الاشياء الحمر ، والمصروع عن النظر إلى الاشياء القوية اللمعان والدوران ، وما ذلك إلا لان النفوس خلقت مطيعة للاوهام واجتمعت الامم على أن الدعاء مظنة الاجابة ، وأن الدعاء باللسان من غير طلب نفساني قليل الاثر ، والاصابة بالعين مما اتفق عليه العقلاء .
ومنها سحر من يستعين بالارواح الارضية ، وهو المسمى بالعزائم وتسخير الجن .
ومنها التخييلات الآخذة بالعيون ، وتسمى بالشعبدة .
( 1 ) ومنها الاعمال العجيبة التي تظهر من الآلات المركبة على النسب الهندسية ، أو لضرورة الخلاء .
ومن هذا الباب صندوق الساعات وعلم جر الاثقال .
وهذا لا يعد من السحر عرفا لان لها أسبابا معلومة يقينية .
ومنها الاستعانة بخواص الادوية والاحجار .
ومنها تعليق القلب ، وهو أن يدعى الساحر أنه قد عرف الاسم الاعظم ، و أن الجن ينقادون له في أكثر الامور ، فاذا اتفق أن كان السامع ضعيف العقل قليل التمييز اعتقد أنه حق وتعلق قلبه بذلك ، وحصل في قلبه نوع من الرعب وحينئذ تضعف القوى الحساسة فيتمكن الساحر من أن يفعل فيه ما شاء .
ومنها السعي بالنميمة والتضريب من وجوه خفية لطيفة - انتهى - .
وهذا فذلكة مما نقلنا عن الرازي في باب عصمة الملائكة .
__________________________________________________ ____________
4 ) ( 1 ) بالشعوذة ( خ ) .
[ 5 ]
وقال أيضا في قوله " فيتعلمون " : أي فيتعلم الناس من الملكين ما يفرقون به بين المرء وزوجه ، إما لانه إذا اعتقد أن السحر حق كفر فبانت منه امرأته ، وإما لانه يفرق بينهما بالتمويه والاحتيال ، كالنفث في العقد ونحو ذلك مما يحدث الله عنده الفرك والنشوز ابتلاء منه ، لان السحر له أثر في نفسه بدليل قوله " وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله " أي بإراداته وقدرته ، لانه إن شاء أحدث عند ذلك شيئا من أفعاله ، وإن شاء لم يحدث .
وكان الذي يتعلمون منهما لم يكن مقصورا على هذه الصورة ، ولكن سكون المرء وركونه إلى زوجه لما كان أشد خصت بالذكر ليدل بذلك على أن سائر الصور بتأثير السحر فيها أولى - انتهى - .
وقد مر من تفسير الامام عليه السلام " فيتعلمون " يعني طالبي السحر " منهما " يعني مما كتبت الشياطين على ملك سليمان من النيرنجات ، ومما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ، يتعلمون من هذين الصنفين " ما يفرقون به بين المرء وزوجه " هذا من يتعلم للاضرار بالناس ، يتعلمون التضرب بضروب الحيل والنمائم والايهام أنه قد دفن في موضع كذا وعمل كذا ليحبب المرأة إلى الرجل ، والرجل إلى المرأة ، أو يؤدي إلى الفراق بينهما .
" وما هم بضارين به " أي ما المتعلمون لذلك بضارين به " من أحد إلا بإذن الله " يعني بتخلية الله وعلمه ، فإنه لو شاء لمنعهم بالجبر والقهر .
وقال الطبرسي - رحمه الله - في قوله تعالى " فلما ألقوا " أي فلما ألقى السحرة ما عندهم من السحر احتالوا في تحريك العصي والحبال بما جعلوا فيها من الزئبق ، حتى تحركت بحرارة الشمس وغير ذلك من الحيل وأنواع التمويه والتلبيس ، وخيل إلى الناس أنها تتحرك على ما تتحرك الحية .
وإنما سحروا أعين الناس لانهم أروهم شيئا لم يعرفوا حقيقته ، وخفي ذلك عليهم لبعده منهم ، لانهم لم يخلوا الناس يدخلون فيما بينهم .
وفي هذا دلالة على أن السحر لا حقيقة له ، لانه لو صارت حيات حقيقة لم يقل الله سبحانه " سحروا أعين الناس " بل كان يقول " فلما ألقوا صارت حيات " - انتهى - ( 1 ) .
__________________________________________________ ____________
5 ) ( 1 ) مجمع البيان : ج 4 ، ص 461 .
[ 6 ]
وقال الرازي : احتج القائلون بأن السحر محض التمويه بهذه الآية .
قال القاضي : لو كان السحر حقا لكانوا قد سحروا قلوبهم لا أعينهم ، فثبت أن المراد أنهم تخيلوا أحوالا عجيبة ، مع أن الامر في الحقيقة ما كان على وفق ما تخيلوه .
قال الواحدي : بل المراد سحروا أعين الناس أي قلبوها عن صحة إدراكها بسبب تلك التمويهات ( 1 ) .
وقال الطبرسي : " ولا يفلح الساحرون " أي لا يظفرون بحجة ، ولا يأتون على ما يدعونه ببينة ، وإنما هو تمويه على الضعفة .
" ما جئتم به السحر " أي الذين جئتم به من الحبال والعصي السحر ، لا ما جئت به .
" إن الله سيبطل هذا السحر الذي عظمتموه ( 2 ) .
" إن الله لا يصلح عمل المفسدين " إن الله لا يهيئ عمل من قصد إفساد الدين ولا يمضيه ، ويبطله حتى يظهر الحق من الباطل ( 3 ) .
وقال في قوله " لا تدخلوا من باب واحد " خاف عليهم العين ، لانهم كانوا ذوي جمال ، وهيئة وكمال ، وهم إخوة ، أولاد رجل واحد ، عن ابن عباس والحسن وقتادة والضحاك والسدي وأبومسلم .
وقيل : خاف عليهم حسد الناس إياهم ، وأن يبلغ الملك قوتهم وبطشهم ، فيحبسهم أو يقتلهم خوفا على ملكه ، عن الجبائي ، وأنكر العين وذكر أنه لم يثبت بحجة ، وجوزه كثير من المحققين ، ورووا فيه الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله " إن العين حق تستنزل الحالق " والحالق المكان المرتفع من الجبل وغيره ، فجعل عليه السلام العين كأنها تحط ذروة الجبل ، من قوة أخذها ، وشدة بطشها .
وورد في الخبر أنه صلى الله عليه وآله كان يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام بأن يقول " اعيذكما بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة " وروي أن إبراهيم
__________________________________________________ ____________
6 ) تفسير الرازى ج 14 : 203 .
( 2 ) في المصدر : فعلتموه .
( 3 ) مجمع البيان : ج 5 : ص 126 .
[ 7 ]
عليه السلام عوذ ابنيه ، وأن موسى عليه السلام عوذ ابني هارون بهذه العوذة ، وروي أن بني جعفر بن أبيطالب كانوا غلمانا بيضا ، فقالت أسماء بنت عميس : يا رسول الله ، إن العين إليهم سريعة ، أفأسترقي لهم من العين ؟ فقال صلى الله عليه وآله : نعم .
وروي أن جبرئيل عليه السلام رقى رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمه الرقية ، وهي : " بسم الله أرقيك من كل عين حاسد الله يشفيك " وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : لو كان شي ء يسبق القدر لسبقته العين .
ثم اختلفوا في وجه تأثير الاصابة بالعين ، فروي عن عمرو بن بحر الجاحظ أنه قال : لا ينكر أن ينفصل من العين الصائبة إلى الشئ المستحسن أجزاء لطيفة تتصل به وتؤثر فيه ، ويكون هذا المعنى خاصة في بعض الاعين كالخواص في بعض الاشياء .
وقد اعترض على ذلك بأنه لو كان كذلك لما اختص ذلك ببعض الاشياء دون بعض ، ولان الاجزاء تكون جواهر ، والجواهر متماثلة ، ولا يؤثر بعضها في بعض .
وقال أبوهاشم : إنه فعل الله بالعادة لضرب من المصلحة ، وهو قول القاضي .
ورأيت في شرح هذا للشريف الاجل الرضي الموسوي - قدس الله روحه - كلاما أحببت إيراده في هذا الموضع .
قال : إن الله يفعل المصالح بعباده على حسب
-بحار الانوار مجلد: 56 من ص 7 سطر 14 الى ص 15 سطر 2 ما يعلمه من الصلاح لهم في تلك الافعال التي يفعلها ، فغير ممتنع أن يكون تغييره نعمة زيد مصلحة لعمرو ، وإذا كان تعالى يعلم من حال عمرو أنه لو لم يسلب زيدا نعمته أقبل على الدنيا بوجهه ، ونأى عن الآخرة بعطفه .
وإذا سلب نعمة زيد للعلة التي ذكرناها عوضه ( 3 ) عنها ، وأعطاه بدلا منها عاجلا وآجلا ، فيمكن أن يتأول قوله عليه السلام " العين حق " على هذا الوجه .
على أنه قد روي عنه عليه السلام ما يدل على أن الشئ إذا عظم في صدور العباد وضع الله قدره ، وصغر أمره ، وإذا كان الامر على هذا فلا ينكر تغيير حال بعض الاشياء عند نظر بعض الناظرين إليه ، واستحسانه له ، وعظمه في صدره ، وفخامته في عينه ، كما روي أنه قال - لما سبقت ناقته العضباء ، وكانت إذا سوبق بها لم تسبق - : " ما رفع العباد من شئ إلا وضع الله منه " ويجوز
__________________________________________________ ____________
7 ) ( 1 ) فيه عوضه غيرها وأعطاه بدلا منها عاجلا أو آجلا .
[ 8 ]
أن يكون ما أمر به المستحسن للشئ عند الرؤية من تعويذه بالله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله قائما في المصلحة مقام تغيير حالة الشئ المستحسن ، فلا تغيير ( 1 ) عند ذلك ، لان الرائي لذلك قد أظهر الرجوع إلى الله تعالى والاعاذة به فكأنه غير راكن إلى الدنيا ، ولا مغتر بها - انتهى كلامه رضي الله عنه - .
" وما اغني عنكم من الله من شئ " أي وما أدفع من قضاء الله من شئ ، إن كان قد قضا عليكم الاصابة بالعين أو غير ذلك .
" إن الحكم إلا لله " أي ما الحكم إلا لله .
" عليه توكلت " فهو القادر على أن يحفظكم من العين ، أو من الحسد ، ويردكم علي سالمين .
" وعليه فليتوكل المتوكلون " أي ليفوضوا امورهم ( 2 ) إليه وليثقوا به .
" ولما دخلوا مصر من حيث أمرهم أبوهم " أي من أبواب متفرقة كما أمرهم [ أبوهم ] يعقوب " ما كان يغني عنهم - إلخ - " أي لم يكن دخولهم مصر كذلك يغني عنهم ( 3 ) أي يدفع عنهم شيئا أراد إيقاعه ، من حسد أو إصابة عين ، وهو عليه السلام كان عالما بأنه لا ينفع حذر من قدر ، ولكن كان ما قاله لبنيه حاجة في قلبه ، فقضى يعقوب تلك الحاجة ، أي أزال به اضطراب قلبه ، لان لا يحال على العين مكروه يصيبهم .
وقيل : معناه أن العين لو قدر أن تصيبهم لاصابتهم وهم متفرقون ، كما تصيبهم مجتمعين .
قال : " وحاجة " استثناء ليس من الاول بمعنى ولكن حاجة " وإنه لذوعلم " أي لذو يقين ومعرفة بالله " لما علمناه " من أجل تعليمنا إياه ، أو يعلم ما علمناه فيعمل به " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " مرتبة يعقوب في العلم ( 4 ) .
__________________________________________________ ____________
8 ) ( 1 ) فلا يغتر ( خ ) .
( 2 ) أمرهم ( خ ) .
( 3 ) في المصدر : أو .
( 4 ) مجمع البيان : ج 5 ، ص 249 - 250 .
[ 9 ]
قال البيضاوي : لا يعلمون سر القدر ، وأنه لا يغني عنه الحذر ( 1 ) .
وقال الرازي : قال جمهور المفسرين إنه خاف من العين عليهم ، ولنا ههنا مقامان : المقام الاول إثبات أن العين حق .
والذي يدل عليه وجهان : الاول إطباق المتقدمين من المفسرين على أن المراد من هذه الآية ذلك .
والثاني ما روي أن النبي صلى الله عليه وإله كان يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام .
ثم ذكر بعض ما مر من الاحبار - إلى أن قال - : والخامس دخل رسول الله صلى الله عليه وآله بيت ام سلمة وعندها صبي يشتكي فقال ( 2 ) : يا رسول الله أصابته العين ، فقال صلى الله عليه وآله : أما تسترقون له من العين ؟ السادس قوله صلى الله عليه وآله " العين حق ، ولو كان شئ يسبق القدر لسبقت العين القدر " .
السابع قالت عائشة : كان يأمر العاين أن يتوضأ ثم يغتسل منه المعين الذي اصيب بالعين .
المقام الثاني في الكشف عن ماهيته ، فنقول : إن الجبائي أنكر هذا المعنى إنكارا بليغا ، ولم يذكر في إنكاره شبهة فضلا عن حجة .
وأما الذين اعترفوا به وأقروا بوجوده فقد ذكروا فيه وجوها : الاول قال الجاحظ : تمتد من العين أجزاء ، فتتصل بالشخص المستحسن ، فتؤثر وتسري فيه كتأثير اللسع والسم والنار ، وإن كان مخالفا في وجه التأثير لهذه الاشياء .
قال القاضيي : وهذا ضعيف ، لانه لو كان الامر كما قال لوجب أن يؤثر في الشخص الذي لا يستحسن كتأثيره في المستحسن .
واعلم أن هذا الاعتراض ضعيف ، وذلك لانه إذا استحسن شيئا فقد يحب بقاءه كما إذا استحسن ولد نفسه وبستان نفسه ، وقد يكره بقاءه ، كما إذا استحسن الحاسد بحصول شئ حسن لعدوه ، فإن كان الاول فإنه يحصل عند ذلك الاستحسان خوف
__________________________________________________ ____________
9 ) ( 1 ) أنوار التنزيل : ج 1 ، ص 603 .
( 2 ) فقالت ( ظ ) .
[ 10 ]
شديد من زواله ، والخوف الشديد يوجب انحصار الروح في داخل القلب ، فحينئذ يسخن القلب والروح جدا ، وتحصل في الروح الباصر كيفية قوة مسخنة ، وإن كان الثاني فإنه يحصل عند ذلك الاستحسان حسد شديد وحزن عظيم بسبب حصول تلك النعمة لعدوه ، والحزن أيضا يوجب انحصار الروح في داخل القلب وتحصل فيه سخونة شديدة .
فثبت أن عند الاستحسان القوي يسخن الروح جدا فيسخن شعاع العين ، بخلاف ما إذا لم يستحسن فإنه لا تحصل هذه السخونة ، فظهر الفرق بين الصورتين .
ولهذا السبب أمر الرسول صلى الله عليه وآله العاين بالوضوء ، ومن أصابته العين بالاغتسال .
اقول : على ما ذكره ، إذا عاين شيئا عند استحسان شئ إخر وحصول تلك الحالة فيه أو عند حصول غضب شديد على رجل آخر ، أو حصول هم شديد من مصيبة أو خوف عظيم من عدو أو يؤثر نظره إليه وإى كل شئ يعاينه ، ومعلوم أنه ليس كذلك .
ثم قال الرازي : الثاني قال أبوهاشم وأبوالقاسم البلخي : لا يمتنع أن يكون العين حقا ، ويكون معناه أن صاحب العين إذا شاهد الشئ واعجب به استحسانا كانت المصلحة له في تكليفه أن يغير الله تعالى ذلك الشخص أو ذلك الشئ حتى لا يبقى قلب ذلك المكلف متعلقا به ، فهذا التغيير غير ممتنع .
ثم لا يبعد أيضا أنه لو ذكر ربه عند تلك الحالة وبعد عن الاعجاب وسأل ربه فعنده تتغير المصلحة ، والله سبحانه يبقيه ولا يفنيه ، ولما كانت هذه العادة مطردة لاجرم قيل : " العين حق " .
الوجه الثالث : هو قول الحكماء .
قالوا : هذا الكلام مبنى على مقدمة ، وهي أنه ليس من شرط المؤثر أن يكون تأثيره بحسب هذه الكيفيات المحسوسة ، أعني الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ، بل قد يكون التأثير نفسانيا ومحضا ، ولا تكون القوى الجسمانية لها تعلق به والذى يدل عليه أن اللوح الذي يكون قليل العرض إذا كان موضوعا على الارض قدر الانسان على المشي عليه ، ولو كان موضوعا فيما بين جدارين عاليين لعجز الانسان عن المشي عليه ، وما ذاك إلا لان خوفه من
[ 11 ]
السقوط منه يوجب سقوطه منه ، فعلمنا أن التأثيرات النفسانية موجودة .
وأيضا إن الانسان إذا تصور كون فلان مؤذيا له حصل في قلبه ، وسخن مزاجه ، فمبدء تلك السخونة ليس إلا ذاك التصور النفساني .
ولان مبدء الحركات البدنية ليس إلا التصورات النفسانية .
ولما ثبت أن تصور النفس يوجب تغير بدنه الخاص لم يبعد أيضا أن يكون بعض النفوس تتعدى تأثيراتها إلى سائر الابدان .
فثبت أنه لا يمتنع في العقل كون النفس مؤثرة في سائر الابدان .
وأيضا جواهر النفوس مختلفة بالماهية ، فلا يمتنع أن تكون بعض النفوس بحيث يؤثر في تغيير بدن حيوان آخر بشرط أن تراه وتتعجب منه .
فثبت أن هذا المعنى أمر محتمل ، والتجارب من الزمن الاقدم ساعدت عليه ، والنصوص النبوية نطقت به ، فعند هذا لا يبقى في وقوعه شك .
وإذا ثبت هذا ثبت أن الذي أطبق عليه المتقدمون من المفسرين في تفسير هذه الآية بإصابة العين كلام حق لا يمكن رده .
ثم قال : والشعبذة عرفوها بأنها الحركات السريعة التي تترتب عليها الافعال العجيبة ، بحيث يتلبس ( 1 ) على الحس الفرق بين الشئ وشبهه لسرعة الانتقال منه إلى شبهه .
أقول : ونحو ذلك قال المحقق الاردبيلي روح الله روحه في شرح الارشاد وقال : الظاهر أن له حقيقة بمعنى أنه يؤثر بالحقيقة لا أنه إنما يتأثر بالوهم فقط ولهذا نقل تأثيره في شخص لم يعرف ولا يشعر بوقوعه فيه ، نعم يمكن أن لا حقيقة له بمعنى أن لا يوجد حيوان بفعله ، بل يتخيل ، كقوله تعالى " يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى " ( 2 ) مع أنه لا ثمرة في ذلك ، إذ لا شك في عقابه ولزوم الدية وعوض ما يفوت بفعل الساحر عليه .
وقال ابن حجر في " فتح الباري " في العين تقول : عنت الرجل أصبته بعينك ، فهو معيون ومعين ، ورجل عاين ومعيان وعيون .
والعين يضر باستحسان مشوب بحسد من حيث الطبع يحصل للمبصور منه ضرر .
وقد استشكل ذلك على بعض الناس فقال : كيف يعمل العين من بعد حتى يحصل الضرر للمعيون ؟ والجواب أن طبائع الناس تختلف ، فقد يكون ذلك من سم يصل من عين العاين في الهواء إلى بدن المعيون .
وقد نقل عن بعض من كان معيانا أنه قال : إذا رأيت شيئا يعجبني وجدت
__________________________________________________ ____________
32 ) ( 1 ) يلتبس .
( 2 ) طه : 66 .
[ 33 ]
حرارة تخرج من عيني ! ويقرب ذلك بالمرأة الحائض تضع يدها في إناء اللبن فيفسد ، ولو وضعتها بعد طهرها لم يفسد ، وكذا تدخل البستان فتضر بكثير من العروش من غير أن تمسها .
ومن ذلك أن الصحيح قد ينظر إلى العين الرمد فيرمد ، ويتثأب ( 1 ) بحضرته فيتثأب هو ، أشار إلى ذلك ابن بطال .
وقال الخطابي : في الحديث أن للعين تأثيرا في النفوس ، وأبطال قول الطباعيين إنه لا شئ إلا ما تدركه الحواس الخمس ، وما عدا ذلك لا حقيقة له .
وقال المازري : زعم بعض الطباعيين أن العاين تنبعث من عينه قوة سمية تتصل بالمعين فيهلك أو يفسد ، وهو كإصابة السم من نظر الافعى ، وأشار إلى منع الحصر في ذلك مع تجويزه ، وأن الذي يتمشى على طريقة أهل السنة أن العين إنما تضر عند نظر العاين بعادة أجراها الله تعالى أن يحدث الضر عند مقابلة شخص لآخر وهل ثم جواهر خفية أولا ، هو أمر محتمل لا يقطع بإثباته ولا نفيه .
ومن قال ممن ينتمي إلى الاسلام من أصحاب الطبائع بالقطع بأن جواهر لطيفة غير مرئية تنبعث من العاين فتتصل بالمعيون وتتخلل مسام جسمه فيخلق البارئ الهلاك عندها كما يخلق الهلاك عند شرب السموم ، فقد أخطأ بدعوى القطع ، ولكنه جائز أن يكون عادة ليست ضرورة ولا طبيعة انتهى .
وهو كلام سديد ، وقد بالغ ابن العربي في إنكاره فقال : ذهبت الفلاسفة إلى أن الاصابة بالعين صادرة عن تأئير النفس بقوتها فيه ، فأول ما يؤثر في نفسها ثم يؤثر في غيرها .
وقيل : إنما هو سم في عين العاين يصيبه بلفحه ( 2 ) عند التحديق إليه ، كما يصيب لفح سم الافعى من يتصل به .
ثم رد الاول بأنه لو كان كذلك لما تخلفت الاصابة في كل حال ، والواقع بخلافه .
والثاني بأن سم الافعى جزء منها ، وكلها قاتل ، والعاين ليس يقتل منه
__________________________________________________ ____________
33 ) ( 1 ) التثاؤب معروف ، وهو أن يسترخى فيفتح فمه بلا قصد ، والاسم الثؤباء .
( 2 ) لفحت النار أو السموم فلانا : أصاب حرها وجهه وأحرقه .
[ 34 ]
شئ في قولهم إلا بصره ، وهو معنى خارج عن ذلك .
قال : والحق أن الله يخلق عند بصر العاين إليه وإعجابه ( به ) إذا شاء ما شاء من ألم أو هلكة ، وقد يصرفه قبل وقوعه بالاستعاذة أو بغيرها ، وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية أو بالاغتسال أو بغير ذلك انتهى كلامه .
وفيه : ( بعض ) ما يتعقب ، فإن الذي مثل بالافعى لم يرد أنها تلامس المصاب حتى يتصل به من سمها ، وإنما أراد أن جنسا من الافاعي اشتهر أنها إذا وقع بصرها على الانسان هلك ، فكذلك العاين .
وليس مراد الخطابي بالتأثير المعنى الذي تذهب إليه الفلاسفة ، بل ما أجرى الله به العادة من حصول الضرر للمعيون .
وقد أخرج البزاز بسند حسن عن جابر رفعه قال : أكثر من يموت بعد قضاء الله وقدره بالنفس .
قال الراوي : يعني بالعين .
وقد أجرى الله العادة بوجود كثير من القوى والخواص في الاجسام والارواح ، كما يحدث لمن ينظر إليه من يحتشمه من الخجل ، فترى في وجهه حمرة شديدة لم تكن قبل ذلك ، وكذا الاصفرار عند روية من يخافه ، وكثير من الناس يسقم بمجرد النظر إليه ويضعف قواه ، وكل ذلك بواسطة ما خلق الله تعالى في الارواح من التأثيرات ، ولشدة ارتباطها بالعين نسب الفعل إلى العين ، وليست هي المؤثرة ، وإنما التأثير للروح .
والارواح مختلفة في طبائعها وقواها وكيفياتها وخواصها ، فمنها ما يؤثر في البدن بمجرد الرؤية من غير اتصال به ، لشدة خبث تلك الروح وكيفيتها الخبيثة .
والحاصل أن التأثير بأرادة الله تعالى وخلقه ليس مقصورا على الاتصال الجسماني ، بل يكون تارة به ، وتارة بالمقابلة ، واخرى بمجرد الرؤية ، واخرى بتوجه الروح كالذي يحدث من الادعية والرقى والالتجاء إلى الله تعالى ، وتارة يقع ذلك بالتوهم والتخيل .
والذي يخرج من عين العاين سهم معنوي إن صادف بدنا لاوقاية له أثر فيه ، وإلا لم ينفذ السهم بل ربما رد على صاحبه كالسهم الحسي سواء .
وقال في بيان السحر : قال الراغب وغيره : السحر يطلق على معان : أحدها
[ 35 ]
ما دق ولطف ، ومنه سحرت الصبي : خدعته واستملته ، فكل من استمال شيئا فقد سحره : إطلاق الشعراء سحر العيون لاستمالتها النفوس : ومنه قول الاطباء " الطبيعة ساحرة " ومنه قوله تعالى " بل نحن قوم مسحورون ( 1 ) " أي مصروفون عن المعرفة : ومنه حديث " إن من البيان لسحرا " .
الثانى ما يقع بخداع وتخييلات لا حقيقة لها ، نحو ما يفعله المشعبد من صرف الابصار عما يتعاطاه بخفة يده ، وإلى ذلك الاشارة بقوله تعالى " يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى " ( 2 ) وقوله تعالى " سحروا أعين الناس " ( 3 ) ومن هناك سموا موسى عليه السلام ساحرا ، وقد يستعان في ذلك بما يكون فيه خاصية كحجر المقناطيس .
الثالث : ما يحصل بمعاونة الشياطين بضرب من التقرب إليهم ، وإلى ذلك الاشارة بقوله تعالى " ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر " ( 4 ) .
الرابع : ما يحصل بمخاطبة الكواكب واشتراك روحانياتها بزعمهم ، قال ابن حزم : ومنه ما يؤخذ من الطلسمات كالطابع المنقوش فيه صورة عقرب في وقت كون القمر في العقرب ، فيفنع من لدغة العقرب ، وقد يجمع بعضهم بين الامرين : الاستعانة بالشياطين ومخاطبة الكواكب ، فيكون ذلك أقوى بزعمهم .
ثم السحر يطلق ويراد به الآلة التي يسحر بها ، ويطلق ويراد به فعل الساحر والآلة تارة تكون معنى من المعاني فقط كالرقى والنفث ، وتارة تكون من المحسوسات كتصوير صورة على صورة المسحور ، وتارة يجمع الامرين الحسي والمعنوي ، وهو أبلغ .
واختلف في السحر فقيل : هو تخييل فقط ولا حقيقة له ، وقال النووي : والصحيح أن له حقيقة ، وبه قطع الجمهور ، وعليه عامة العلماء ، ويدل عليه الكتاب والسنة
__________________________________________________ ____________
35 ) ( 1 ) الحجر : 15 .
( 2 ) طه : 66 .
( 3 ) الاعراف : 116 .
( 4 ) البقرة : 102 .
[ 36 ]
المشهورة انتهى .
لكن محل النزاع أنه هل يقع بالسحر انقلاب عين أولا ، فمن قال إنه تخييل فقط منع من ذلك ، ومن قال له حقيقة اختلفوا [ في أنه ] هل له تأثير فقط بحيث يغير المزاج فيكون نوعا من الامراض ، أو ينتهي إلى الاحالة بحيث يصير الجماد حيوانا مثلا وعكسه .
فالذي عليه الجمهور هو الاول ، وذهبت طائفة قليلة إلى الثاني ، فإن كان بالنظر إلى القدرة الالهية فمسلم ، وإن كان بالنظر إلى الواقع فهو محل الخلاف فإن كثيرا ممن يدعي ذلك لا يستطيع إقامة البرهان عليه .
ونقل الخطابي أن قوما أنكروا السحر مطلقا ، وكأنه عنى القائلين بأنه تخييل فقط ، وإلا فهي مكابرة .
وقال المازري : جمهور العلماء على إثبات السحر ، وأن له حقيقة ونفى بعضهم حقيقته وأضاف ما يقع منه إلى خيالات باطلة ، وهو مردود لورود النقل بإثبات السحر ولان العقل لا ينكر أن الله تعالى قد يخرق العادة عند نطق الساحر بكلام ملفق وتركيب أجسام أو مزج بين قوى على ترتيب مخصوص ، ونظير ما يقع من حذاق الاطباء من مزج بعض العقاقير ببعض حتى ينقلب الضار منها بمفرده فيصير بالتركيب نافعا ، وقيل : لا يزيد تأثير السحر على ما ذكر الله تعالى في قوله " ما يفرقون به بين المرء وزوجه " ( 1 ) لكون المقام مقام تهويل ، فلو جاز أن يقع أكثر من ذلك لذكره .
قال المازري : والصحيح من جهة العقل أنه يجوز أن يقع به أكثر من ذلك قال : والآية ليست نصا في منع الزيادة ولو قلنا إنها ظاهرة في ذلك .
ثم قال : والفرق بين السحر والمعجزة والكرامة أن السحر يكون بمعاناة أقوال وأفعال حتى يتم للساحر ما يريد ، والكرامة لا تحتاج إلى ذلك بل إنما تقع غالبا انفاقا ، وأما المعجزة فتمتاز من الكرامة بالتحدي .
ونقل إمام الحرمين الاجماع على أن السحر لا يظهر إلا عن فاسق ، والكرامة
__________________________________________________ ____________
36 ) ( 1 ) البقرة : 102 .
[ 37 ]
لا تظهر عن ( 1 ) الفاسق .
ونقل النووي في زيادات الروضة عن المستولى ( 2 ) نحو ذلك وينبغي أن يعتبر بحال من يقع الخارق منه ، فإن كان متمسكا بالشريعة متجنبا للموبقات فالذي يظهر على يده من الخوارق كرامة ، وإلا فهو سحر ، لانه ينشأ عن أحد أنواعه كاعانة الشياطين .
وقال القرطبي : السحر حيل صناعية يتوصل إليها بالاكتساب ، غير أنها لدقتها لا يتوصل إليها إلا آحاد الناس .
ومادتها الوقوف على خواص الاشياء ، والعلم بوجوه تركيبتها وأوقاته ، وأكثرها تخييلات بغير حقيقة ، وإيهامات بغير ثبوت ، فيعظم عند من لا يعرف ذلك ، كما قال الله تعالى عن سحرة فرعون " وجاؤا بسحر عظيم " ( 3 ) مع أن حبالهم وعصيهم لم تخرج عن كونها حبالا وعصيا .
ثم قال : والحق أن لبعض أصناف السحر تأثيرا في القلوب ، كالحب والبغض وإلقاء الخير والشر في الابدان بالالم والسقم ، وإنما المنكر أن الجماد ينقلب حيوانا وعكسه بسحر الساحر ونحو ذلك انتهى .
وقال شارح المقاصد : السحر إظهار أمر خارق للعادة من نفس شريرة خبيثة بمباشرة أعمال مخصوصة يجري فيها التعلم والتلمذ ، وبهذين الاعتبارين يفارق المعجزة والكرامة ، وبأنه لا يكون بحسب اقتراح المعترض ، وبأنه يختص ببعض الازمنة أو الامكنة أو الشرائط ، وبأنه قد يتصدى لمعارضته ويبذل الجهد في الاتيان بمثله وبأن صاحبه ربما يعلن بالفسق ، ويتصف بالرجس في الظاهر والباطن ، والخزي في الدنيا والآخرة ، إلى غير ذلك من وجوه المفارقة .
وهو عند أهل الحق جائز عقلا ثابت سمعا وكذلك الاصابة بالعين .
وقالت المعتزلة : هو مجرد إراءة مالا حقيقة له بمنزلة الشعبدة التي سببها خفة حركات اليد أو خفاء وجه الحيلة فيه .
__________________________________________________ ____________
37 ) ( 1 ) في إكثر النسخ : على فاسق .
( 2 ) المستوفى ( خ ) .
( 3 ) الاعراف : 116 .
[ 38 ]
لنا على الجواز ما مر في الاعجاز ، من إمكان الامر في نفسه وشمول قدرة الله له ، فإنه هو الخالق ، وإنما الساحر فاعل وكاسب .
وأيضا إجماع الفقهاء ، وإنما اختلفوا في الحكم .
وعلى الوقوع وجوه : منها قوله تعالى " يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت إلى قوله فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله " ( 1 ) وفيه إشعار بأنه ثبات حقيقة ، ليس مجرد إراءة وتمويه وبأن المؤثر والخالق هو الله تعالى وحده .
ومنها سورة الفلق ، فقد اتفق جمهور المسلمين على أنها نزلت فيما كان من سحر لبيد بن أعصم اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وآله حتى مرض ثلاث ليال .
ومنها ما روي أن جارية سحرت عايشة ، وأنه سحر ابن عمر حتى تكوعت يده .
فإن قيل : لوصح السحر لاضرت السحرة بجميع الانبياء والصالحين ، ولحصلوا لانفسهم الملك العظيم ، وكيف يصح أن يسحر النبي صلى الله عليه وآله وقد قال الله " والله يعصمك من الناس " ( 2 ) " ولا يفلح الساحر حيث أتى " وكانت الكفرة يعيبون النبي صلى الله عليه وآله بأنه مسحور ، مع القطع بأنهم كاذبون .
قلنا : ليس الساحر يوجد في كل عصر وزمان ، وبكل قطر ومكان ، ولا ينفذ حكمه كل أوان ، ولاله يد في كل شئ ( 3 ) والنبي صلى الله عليه وآله معصوم من أن يهلكه الناس أو يوقع خللا في نبوته ، لا أن يوصل ضررا وألما إلى بدنه ، ومراد الكفار بكونه مسحورا أنه مجنون أزيل عقله بالسحر حيث ترك دينهم .
فان قيل : قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام " يخيل إليه من سحرهم أنها
__________________________________________________ ____________
38 ) ( 1 ) البقرة : 102 .
( 2 ) المائدة : 67 .
( 3 ) شان ( خ ) .
[ 39 ]
تسعى " ( 1 ) يدل على أنه لا حقيقة للسحر ، وإنما هو تخييل وتمويه .
قلنا : يجوز أن يكون سحرهم إيقاع ذلك التخيل وقد تحقق ، ولو سلم فكون أثره في تلك الصورة هو التخييل لا يدل على أنه لا حقيقة له أصلا .
وأما الاصابة بالعين وهو أن يكون لبعض النفوس خاصية أنها إذا استحسنت شيئا لحقه الآفة ، فثبوتها يكاد يجري مجرى المشاهدات التي لا تفتقر إلى حجة .
-
-بحار الانوار مجلد: 56 من ص 39 سطر 6 الى ص 47 سطر 6 وقد قال النبي صلى الله عليه وآله " العين حق يدخل الرجل القبر والجمل القدر " وقد ذهب كثير من المفسرين إلى أن قوله تعالى " وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون ( 2 ) الآية " نزلت في ذلك .
وقالوا : كان العين في بني أسد ، فكان الرجل منهم يتجوع ثلاثة أيام ، فلا يمر به شئ يقول فيه " لم أركاليوم " إلا عانه ، فالتمس الكفار من بعض من كانت له هذه الصنعة أن يقول في رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك ، فعصمه الله .
واعترض الجبائي أن القوم ما كانوا ينظرون إلى النبي صلى الله عليه واله نظر استحسان بل مقت ونقص .
والجواب أنهم كانوا يستحسنون منه الفصاحة وكثيرا من الصفات ، وإن كانوا يبغضونه من جهة الدين .
ثم للقائلين بالسحر والعين اختلاف في جواز الاستعانة بالرقى والعوذ ، وفي جواز تعليق التمائم ، وفي جواز النفث والمسح .
ولكل من الطرفين أخبار وآثار ، والجواز هو الارجح ، والمسألة بالفقهيات أشبه انتهى .
وأقول : الذي ظهر لنا مما مضى من الآيات والاخبار والآثار أن .
للسحر تأثيرا ما في بعض الاشخاص والابدان ، كإحداث حب أو بغض أو هم أو فرح ، وأما تأثيره في إحياء شخص ، أو قلب حقيقة إلى أخرى ، كجعل الانسان بهيمة ، فلا ريب في نفيهما ، وأنهما من المعجزات .
وكذا في كل ما يكون من هذا القبيل ، كإبراء
__________________________________________________ ____________
39 ) ( 1 ) طه : 66 .
( 2 ) القلم : ( 51 ) .
[ 40 ]
الاكمه والابرص ، وإسقاط يد بغير جارحة ، أو وصل يد مقطوع ، أو إجراء الماء الكثير من بين الاصابع أو من حجر صغير وأشباه ذلك .
والظاهر أن الاماتة أيضا كذلك ، فإنه بعيد أن يقدر الانسان على أن يقتل رجلا بغير ضرب وجرح وسم وتأثير ظاهر في بدنه ، وإن أمكن أن يكون الله تعالى جعل لبعض الاشياء تأثيرا في ذلك ونهى عن فعله ، كما أنه سبحانه جعل الخمر مسكرا ونهى عن شربه ، وجعل الحديد قاطعا ومنع من استعماله في غير ما أحله ، وكذا التمريض ، لكنه أقل استبعادا .
فان قيل : مع تجويز ذلك يبطل كثير من المعجزات ، ويحتمل فيه السحر .
قلنا : قد مر أن المعجزة تحدث عند طلبها بلا آلات وأدوات ومرور زمان يمكن فيه تلك الاعمال ، بخلاف السحر ، فإنه لا يحصل إلا بعد استعمال تلك الامور ومرور زمان .
وأيضا الفرق بين السحر والمعجز [ ة ] بين عند العارف بالسحر وحقيقته ولذا حكم بعض الاصحاب بوجوب تعلمه كفاية .
ويروى عن شيخنا البهائي قدس الله روحه أنه لو كان خروج الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وآله مع قبض يده وصم أصابعه إلى كفه كان يحتمل السحر ، وأما مع بسط الاصابع وتفريجها فلا يحتمل السحر ، وذلك واضح وعند من له دربة ( 1 ) في صناعة السحر .
وأيضا معجزات الانبياء لا تقع على وجه تكون فيه شبهة لاحد ، إلا أن يقول معاند بلسانه ما ليس في قلبه ، فإن الساحر ربما يخيل ويظهر قطرات من الماء من بين أصابعه أو كفه أن من حجرصغير ، وأما أن يجري أنهار كبيرة بمحض ضرب العصا أو يروي كثيرا من الناس والدواب بما يجري من بين أصابعه بلا معاناة عمل أو استعانة بآلة ، فهذا مما يعرف كل عاقل أنه لا يكون من السحر .
وكذا إذا دعا على أحد فمات أو مرض من ساعته ، فإن مثل هذا لا يكون سحرا بديهة .
وأما جهة تأثيره فما كان من قبيل التخييلات والشعبدة فأسبابها ظاهرة عند العاملين بها تفصيلا ، وعند غيرهم إجمالا ، كما مر في سحر سحرة فرعون ، واستعانتهم
__________________________________________________ ____________
40 ) ( 1 ) درب دربا ودربة : كان حاذقا في صناعته .
[ 41 ]
بالزئبق أو إرائتهم أشياء بسرعة اليد لا حقيقة لها .
وأما حدوث الحب والبغض والهم وأمثالها ، فالظاهر أن الله تعالى جعل لها تأثيرا وحرمها كما أومانأ إليه ، وهذا مما لا ينكره العقل ، ويحتمل أن يكون للشياطين أيضا مدخلا ( 1 ) في ذلك .
ويقل أو يبطل تأثيرها بالتوكل والدعاء والآيات والتعويذات .
ولذا كان شيوع السحر والكهانة وأمثالهما في الفترات بين الرسل وخفاء آثار النبوة واستيلاء الشياطين أكثر ، وتضعف وتخفى تلك الامور عند نشر آثار الانبياء وسطوع أنوارهم كأمثال تلك الازمنة ، فإنه ليس من دار ولا بيت إلا وفيه مصاحف كثيرة وكتب جمة من الادعية والاحاديث ، وليس من أحد إلا ومعه مصحف أو عوذة أو سورة شريفة ، وقلوبهم وصدورهم مشحونة بذلك ، فلذا لا نرى منها أثرا بينا في تلك البلاد إلا نادرا في البلهاء والضعفاء والمنهمكين في المعاصي ، وقد نسمع ظهور بعض آثارها في أقاصي البلاد ، لظهور آثار الكفر وندور أنوار الايمان فيها ، كأقاصي بلاد الهند والصين والترك .
وأما تأثير السحر في النبي والامام صلوات الله عليهما فالظاهر عدم وقوعه وإن لم يقم برهان على امتناعه إذا لم ينته إلى حد يخل بغرض البعثة ، كالتخبيط والتخليط ، فإنه إذا كان الله سبحانه أقدر الكفار لمصالح التكليف على حبس الانبياء والاوصياء عليه السلام وضربهم وجرحهم وقتلهم بأشنع الوجوه فأي استحالة على أن يقدروا على فعل يؤثر فيهم هما ومرضا ؟ لكن لما عرفت أن السحر يندفع بالعوذ والآيات والتوكل ، وهم عليهم السلام معادن جميع ذلك ، فتأثيره فيهم مستبعد ، والاخبار الواردة في ذلك أكثرها عامية أو ضعيفة ومعارضة بمثلها ، فيشكل التعويل عليها في إثبات مثل ذلك .
وأما ما يذكر من بلاد الترك أنهم يعملون ما يحدث به السحب والامطار فتأثير أعمال مثل هؤلاء الكفرة في الآثار العلوية وما به نظام العالم مما يأبى عنه العقول
__________________________________________________ ____________
41 ) ( 1 ) كذا .
[ 42 ]
السليمة ، والافهام القويمة ، ولم يثبت عندنا بخبر من يوثق بقوله .
وأما العين فالظاهر من الآيات والاخبار أن لها تحققا أيضا ، إما بأن جعل الله تعالى لذلك تأثيرا وجعل علاجه التوكل والتوسل بالآيات والادعية الواردة في ذلك أو بأن الله تعالى يفعل في المعين فعلا عند حدوث ذلك لضرب من المصلحة ، وقد أو مأنا إلى وجه آخر فيما مر .
وبالجملة لا يمكن إنكار ذلك رأسا ، لما يشاهد من ذلك عينا ، وورود الاخبار به مستفيضا ، والله يعلم وحججه عليه السلام حقائق الامور .
[align=center]باب 2 : حقيقة الجن واحوالهم [/align]
( 1 ) الايات الانعام : وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون ( 2 ) .
وقال تعالى : ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون يا معشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم
__________________________________________________ ____________
42 ) ( 1 ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله .
يقول افقر العباد إلى رحمة ربه البارى عبدالرحيم الربانى الشيرازى عفى عنه وعن والديه : هذه تعليقة وجيزة عملت فيها ايضاح بعض غرائب اللغة ومشكلاتها مما لم يذكره المصنف قدس سره وخرجت الاحاديث من مصادرها وقابلت نصوصها عليها ، وذكرت ما اختلف فيها وربما شرحت بعض الاحاديث واسانيدها مستعينا من الله الموفق الصواب والسداد وراجيا منه العفو يوم الحساب انه ولى التوفيق وعليه التكلان .
قال أبودجانة : فأخذت الكتاب وأدرجته وحملته إلى داري وجعلته تحت رأسي فبت ليلتي فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول : يا أبا دجانة أحرقتنا بهذه الكلمات فبحق صاحبك إلا ما رفعت عنا هذا الكتاب ، فلا عود لنا في دارك ولا في جوارك ولا
__________________________________________________ ____________
125 ) ( 1 ) في المصدر : يطرق .
( 2 ) في المصدر : ورسلنا .
[126]
في موضع يكون فيه هذا الكتاب ، قال أبودجانة : ( 1 ) لا أرفعه حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله .
قال أبودجانة : ولقد طالت علي ليلتي مما سمعت من أنين الجن وصراخهم وبكائهم حتى أصبحت ، فغدوت فصليت الصبح مع رسول الله وأخبرته بما سمعت من الجن ليلتي وما قلت لهم ، فقال : يا أبا دجانة ارفع عن القوم ، فو الذي بعثني بالحق نبيا إنهم ليجدون ألم العذاب إلى يوم القيامة ، ورواه الوابلي الحافظ في كتاب الابانة والقرطبي في كتاب التذكرة ( 2 ) .
15 الفردوس : عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رأيت حية في الطريق فاقتلها فاني قد شرطت على الجن أن لا يظهروا في صورة الحيات ، فمن ظهر ظهر فقد أحل بنفسه ( 3 ) .
بيان : قال في النهاية : فيه أحل بمن أحل بك ، أي من ترك إحرامه وأحل بك فقاتلك فاحلل أنت أيضا به وقاتله ، وقيل : معناه إذا أحل رجل ما حرم الله عليه منك فادفعه أنت من نفسك بما قدرت عليه ، وفي كتاب أبي عبيد عن النخعي في المحرم يعدو عليه السبع أو اللص أحل بمن أحل بك ، وفيه أنت محل بقومك ، أي أنك قد أبحت حريمهم وعرضتهم للهلاك .
116 وأقول : مما يناسب ذلك ويؤيده ما ذكره شارح ديوان أمير المؤمنين في فواتحه حيث قال : نقل أستادنا العلامة مولانا جلال الدين محمد الدواني ، عن الشيخ العالم العامل النقي الكامل السيد صفي الدين عبد الرحمن الايجي أنه قال : ذكر لي الفاضل العالم المتقي شيخ ابوبكر ، عن الشيخ برهان الدين الموصلي ، وهو رجل
__________________________________________________ ____________
126 ) ( 1 ) في المصدر : فقلت : والله لا أرفعه .
( 2 ) حياة الحيوان : في القنفذ .
وفيه : قال البيهقى : وقد ورد في حرزابى دجانة حديث طويل غير هذا موضع لا تحل روايته ، وهذا الذى رواه البيهقى رواه الديلمى الحافظ ( 3 ) فردوس الاخبار : لم يطبع وليست عندى نسخته .
[127]
عالم فاضل صالح ورع ، أنا توجهنا من مصر إلى مكة نريد الحج فنزلنا منزلا وخرج علينا ثعبان فثار الناس إلى قتله ، فقتله ابن عمي : فاختطف ونحن نرى سعيه وتبادر الناس على الخيل والركاب يريدون رده فلم يقدروا على ذلك ، فحصل لنا من ذلك أمر عظيم .
فلما كان آخر النهار جاء وعليه السكينة والوقار فسألناه ما شأنك ؟ فقال : ما هو إلا أن قتلت هذاالثعبان الذي رأيتموه فصنع بي ما رأيتم ، وإذا أنا بين قوم من الجن يقول بعضهم : قتلت أبي ، وبعضهم قتلت أخي ، وبعضهم قتلت ابن عمي ، فتكاثروا علي وإذا رجل لصق بي وقال لي : قل : أنا أرضى بالله وبالشريعة المحمدية ، فقلت : ذلك ، فأشار إليهم : أن سيروا إلى الشرع .
فسرنا حتى وصلنا إلى شيخ كبير على مصطبة ، فلما صرنا بين يديه قال : خلوا سبيله وادعوا عليه ، فقال الاولاد : ندعي عليه أنه قتل أبانا ، فقلت : حاش لله إنا نحن وفد بيت الله الحرام نزلنا هذا المنزل فخرج علينا ثعبان فتبادر الناس إلى قتله فضربته فقتلته ، فلما سمع الشيخ مقالتي قال : خلوا سبيله ، سمعت ببطن نخلة عن النبي صلى الله عليه وآله : من تزيى بغير زيه فقتل فلادية ولا قود انتهى .
وأقول : أخبرني والدي قدس سره ، عن الشيخ الاجل البهي الشيخ بهاء الدين محمد العاملي روح الله روحه ، عن المولى الفاضل جمال الدين محمود رحمه الله ، عن استاده
-بحار الانوار مجلد: 56 من ص 127 سطر 17 الى ص 135 سطر 17 العلامة الدواني ، عن بعض أصحابه أنه جرى عليه تلك الواقعة إلا أنه قال : ذهبت إلى الخلاء فظهرت لي حية فقتلتها فاجتمع علي جم غفير وأخذوني وذهبوا إلى ملكهم وهو جالس على كرسي وادعوا علي قتل والدهم وولدهم وقريبهم كما مر فسألني عن ديني فقلت : أنا من أهل الاسلام فقال : اذهبوا به إلى ملك المسلمين فليس لي أن أقضي عليهم بعهد من رسول الله .
فذهبوا بي إلى شيخ أبيض الرأس واللحية جالس على سرير ، وقعت حاجباه على عينيه فرفعهما ، ولما قصصنا عليه القصة قال : اذهبوا به إلى المكان الذي أخذتموه منه
[128]
وخلوا سبيله ، فاني سمعت رسول الله قال : من تزيي بغير زيه فدمه هدر ، فجاؤا بي إلى هذا المكان وخلوا سبيلي ( 1 ) .
117 وأقول : وجدت في كتاب أخبار الجن للشيخ مسلم بن محمود من قدماء المخالفين روى باسناده عن دعبل بن علي الخزاعي قال : هربت من الخليفة المعتصم فبت ليلة بنيسابور وحدي وعزمت على أن أعمل قصيدة في عبدالله بن طاهر في تلك الليلة ، وإني لفي ذلك إذ سمعت والباب مردود علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألج ، يرحمك الله ، فاقشعر بدني من ذلك ونالني أمر عظيم ، فقال : لا ترع عافاك الله فاني رجل من الجن إخوانك ثم من ساكني اليمن ، طرا إلينا طار من أهل العراق وأنشدنا قصيدتك وأحببت أن أسمعها منك فأنشدته .
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات اناس علي الخير منهم وجعفر * وحمزة والسجاد ذو الثفنات إذا فخروا يوما أتوا بمحمد * وجبريل والفرقان والسورات فأنشدته إلى آخرها ، فبكى حتى خر مغشيا عليه ثم قال : رحمك الله ألا احدثك حديثا يزيد في نيتك ويعينك على التمسك بمذهبك ؟ قلت : بلى قال : مكثت حينا أسمع بذكر جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله فصرت إلى المدينة فسمعته يقول : حدثني أبي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : علي وأهل بيته الفائزون ، ثم ودعني لينصرف فقلت : رحمك الله إن رأيت أن تخبرني باسمك ، قال : أنا ظبيان بن عامر .
118 ومنه : عن المفضل قال : ركبنا في بحر الخزر حتى إذا كنا غير بعيد لجج مركبنا وساقته الشمال شهرا في اللجة ثم انكسر بنا فوقعت أنا ورجل من قريش إلى جزيرة من جزائر البحر ليس بها أنيس ، فجعلنا نطمع في الحياة وأشرفنا على هوة فاذا بشيخ مستند إلى شجرة عظيمة ، فلما رآنا تحسحس وأناف إلينا ففزعنا منه فدنونا فقلنا : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، فآنسنا به وجلسنا إليه فقال : ما خطبكما ؟
__________________________________________________ ____________
128 ) ( 1 ) شرح ديوان : ليست عندى نسخته
[129]
فأخبرناه ، فضحك وقال : ما وطئ هذه الارض من ولد آدم قط أحد إلا أنتما ، فمن أنتما ؟ قلنا : من العرب ، فقال : بأبي وامي العرب ، فمن أيها أنتما ، فقلت : أما أنا فرجل من خزاعة ، وأما صاحبي فمن قريش ، قال : بأبي وامي قريشا وأحمدها ، يا أخا خزاعة من القائل : كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا * أنيس ولم يسمر بمكة سامر ؟ قلت : نعم ذلك الحارث ابن مصاص الجرهمي ، قال : هو ذلك ، يا أخا قريش أولد عبدالمطلب بن هاشم ؟ قال : قلت : أين يذهب بك يرحمك الله ؟ فقال : أرى زمانا قد تقاربت أيامه ، أفولد ابنه عبدالله ؟ قلت : إنك تسأل مسألة من كان من الموتى ( 1 ) قال : فتزايد ، ثم قال : فابنه محمد الهادي عليه السلام ؟ قال : قلت : مات رسول الله صلى الله عليه وآله منذ أربعين سنة ، فشهق شهقة حتى ظننا أن نفسه خرجت ، وانخفض حتى صار كالفرخ فأنشأ يقول : ولرب راج حيل دون رجائه * ومؤمل ذهبت به الآمال ثم جعل ينوح ويبكي حتى بل دمعه لحيته ، فبكينا لبكائه ، ثم قلنا : أيها الشيخ قد سألتنا فأخبرناك ، فسألناك بالله إلا أخبرتنا من أنت ؟ قال : أنا السفاح بن زفرات الجني لم أزل مؤمنا بالله وبرسوله ومصدقا ، وكنت أعرف التوراة والانجيل ، وكنت أرجو أني أرى محمدا ، وإني لما تعفرتت ( 2 ) الجن وتطلقت الطوالق منها خبأت نفسي في هذه الجزيرة لعبادة الله وتوحيده وانتصار نبيه محمد صلى الله عليه وآله وآليت على نفسي أن لا أبرح ههنا حتى أسمع بخروجه ، ولقد تقاصرت أعمار الآدميين بعدي لما صرت في هذه الجزيرة منذ أربعمائة سنة ، وعبد مناف إذ ذاك غلام يفع ما ظننت أنه ولد له ، وذلك أنا نجد علم الاحاديث ولا يعلم الآجال إلا الله .
وأما أنتما أيها الرجلان فبينكما وبين الآدميين مسيرة أكثر من سنة ولكن
__________________________________________________ ____________
129 ) ( 1 ) في المخطوطة : مسألة من الموتى .
( 2 ) تعفرت : صار عفريتا .
والعفريت : الخبيث المنكر .
النافذ الامر مع دهاء وذلك من الجن والانس والشياطين .
[130]
خذ هذا العود وأخرج من تحت رجله عودا فاكتفلاه كالدابة فانه يؤديكما إلى بلادكما ، فاقرئا على رسول الله صلى الله عليه وآله مني السلام فاني طامع بجوار قبره ، قال : ففعلنا ما أمرناه به فأصبحنا في آمد ( 1 ) .
بيان : طرا أي أتى من مكان بعيد ، ولجج تلجيجا : خاض اللجة وهي معظم الماء ، وتحسحس أي تحرك ، وأناف عليه : أشرف وكان فيه تضمينا ، والعفريت بالكسر : الخبيث ، والنافذ في الامر المبالغ فيه مع دهاء ، وقد تعفرت فهي عفريتة ، وتطلقت الطوالق أي نجت من الحبس وشرعت في الفساد .
في القاموس : الطالقة من الابل ناقة ترسل في الحي ترعى من جنابهم حيث شاءت .
وقال : الكفل بالكسر : مركب للرجال يؤخذ كساء فيعقد طرفاه فيلقى مقدمه على الكاهل ومؤخره مما يلي العجز ، أو شئ مستدير يتخذ من خرق وغيرها ويوضع على سنام البعير ، واكتفل البعير : جعل عليه كفلا ، وقال : آمد : بلد بالثغور .
__________________________________________________ ____________
130 ) ( 1 ) اخبار الجن : ليست نسخة عندى .
[131]
[align=center]باب 3 : ابليس لعنه الله وقصصه وبدء خلقه ومكائده ومصائده و أحوال ذريته والاحتراز عنهم ، اعاذنا الله من شرورهم [/align]
الآيات : البقرة " 2 " : ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ( 1 ) .
وقال تعالى : الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ( 2 ) .
وقال سبحانه : الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ( 3 ) .
آل عمران " 3 " : وإنى اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ( 4 ) .
وقال : إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ( 5 ) .
النساء " 4 " : ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ( 6 ) .
وقال تعالى : فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ( 7 ) وقال :
__________________________________________________ ____________
131 ) ( 1 ) البقرة : 168 و 169 .
( 2 ) البقرة : 268 .
( 3 ) البقرة : 275 .
( 4 ) آل عمران : 26 .
( 5 ) آل عمران : 157 .
( 6 ) النساء : 37 .
( 7 ) النساء : 76 .
[132]
ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا ( 1 ) ، وقال تعالى : إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا * لعنه الله وقال : لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا * ولاضلنهم ولامنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الانعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا * اولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا ( 2 ) .
المائدة " 5 " : إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ( 3 ) .
الانعام " 6 " : وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ( 4 ) وقال : وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ( 5 ) ، وقال تعالى : ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ( 6 ) .
الاعراف " 7 " : ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين * قال ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال : فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين * قال أنظرني إلى يوم يبعثون * قال إنك من المنظرين * قال فبما أغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين * قال اخرج منها مذؤما مدحورا لمن تبعك منهم لاملان جهنم منكم أجمعين ( 7 ) إلى آخر
__________________________________________________ ____________
132 ) ( 1 ) النساء : 83 .
( 2 ) النساء : 117 121 .
( 3 ) المائدة : 91 .
( 4 ) الانعام : 112 .
( 5 ) الانعام : 121 .
( 6 ) الانعام : 142 .
( 7 ) الاعراف : 11 18 .
[133]
ما مر في قصة آدم .
وقال تعالى : وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين ( 1 ) .
وقال تعالى : يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ( 2 ) * وقال تعالى : إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ( 3 ) وقال تعالى : وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فستعذ بالله إنه سميع عليم * إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذاهم مبصرون * و إخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ( 4 ) .
الانفال " 8 " : وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ( 5 ) .
يوسف " 13 " : إن الشيطان للانسان عدو مبين ( 6 ) وقال تعالى : فأنساه الشيطان ذكر ربه ( 7 ) وقال : من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ( 8 ) .
إبراهيم " 14 " : وقال الشيطان لما قضي الامر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن
__________________________________________________ ____________
133 ) ( 1 ) الاعراف : 22 .
( 2 ) الاعراف : 27 .
( 3 ) الاعراف : 30 .
( 4 ) الاعراف : 199 201 .
( 5 ) الانفال : 48 .
( 6 ) يوسف : 5 .
( 7 ) يوسف : 42 .
( 8 ) يوسف : 100 .
[134]
الظالمين لهم عذاب أليم ( 1 ) .
الحجر " 15 " : وحفظناها من كل شيطان رجيم * إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين ( 2 ) .
وقال سبحانه : وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حماء مسنون * فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين * فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين * قال يا إبليس مالك أن لا تكون مع الساجدين * قال لم أكن لاسجد لبشر خلقته من صلصال من حماء مسنون * قال فاخرج منها فانك رجيم * وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين * قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فانك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم * قال رب بما أغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين * قال هذا صراط علي مستقيم * إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين * وإن جهنم لموعدهم أجمعين ( 3 ) .
النحل " 16 " : فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ( 4 ) ، وقال تعالى : فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذينهم به مشركون ( 5 ) .
الاسرى " 17 " : إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ( 6 ) وقال تعالى : إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للانسان عدوا
__________________________________________________ ____________
134 ) ( 1 ) ابراهيم : 22 .
( 2 ) الحجر : 17 و 18 .
( 3 ) الحجر : 28 42 .
( 4 ) النحل : 62 .
( 5 ) النحل : 98 .
( 6 ) الاسراء : 27 .
[135]
مبينا ( 1 ) وقال تعالى : وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قالءإسجد لمن خلقت طينا * قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لاحتنكن ذريته إلا قليلا * قال اذهب فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا * واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا * إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ( 2 ) .
الكهف " 18 " : وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا * ما أشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا ( 3 ) وقال تعالى : وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره ( 4 ) .
مريم " 19 " : يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ( 5 ) .
وقال تعالى : فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ( 6 ) وقال تعالى : ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ( 7 ) .
طه " 20 " فسجدوا إلا إبليس إلى قوله تعالى : فوسوس إليه الشيطان ( 8 ) .
الانبياء " 21 " : ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا
__________________________________________________ ____________
135 ) ( 1 ) الاسراء : 53 .
-بحار الانوار مجلد: 56 من ص 135 سطر 18 الى ص 143 سطر 18 ( 2 ) الاسراء : 60 65 .
( 3 ) الكهف : 50 و 51 .
( 4 ) الكهف : 63 .
( 5 ) مريم : 44 و 45 .
( 6 ) مريم : 68 .
( 7 ) مريم : 83 .
( 8 ) طه : 116 ) 120 .
[136]
لهم حافظين ( 1 ) .
الحج " 22 " : ويتبع كل شيطان مريد * كتب عليه أنه من تولاه فانه يضله ويهديهه إلى عذاب السعير ( 2 ) ، وقال تعالى : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم * ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ( 3 ) .
المؤمنون " 23 " : وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون ( 4 ) .
النور " 24 " : يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء والمنكر ( 5 ) .
الشعراء " 26 " : فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون ( 6 ) وقال تعالى : وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون * إنهم عن السمع لمعزولون إلى قوله تعالى : هل انبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم * يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ( 7 ) .
النمل " 27 " : وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل ( 8 ) .
__________________________________________________ ____________
136 ) ( 1 ) الانبياء : 82 .
( 2 ) الحج : 3 و 4 .
( 3 ) الحج : 52 و 53 .
( 4 ) المؤمنون : 97 و 98 .
5 ) النور : 21 .
( 6 ) الشعراء : : 94 و 95 .
( 7 ) الشعراء : 110 123 .
( 8 ) النمل : 24 .
[137]
القصص " 28 " : قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين ( 1 ) .
سبأ " 24 " : ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين * وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شئ حفيظ ( 2 ) .
فاطر " 35 " : إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ( 3 ) .
يس " 36 " : ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم * ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون ( 4 ) .
الصافات " 37 " : وحفظا من كل شيطان مارد * لا يسمعون إلى الملاء الاعلى ويقذفون من كل جانب * دحورا ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ( 5 ) وقال تعالى : طلعها كأنه رؤوس الشياطين ( 6 ) .
ص " 38 " : والشياطين كل بناء وغواص * وآخرين مقرنين في الاصفاد ( 7 ) وقال تعالى : إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب ( 8 ) .
وقال تعالى : إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين * فاذا سويته ونفخت من روحي فقعوا له ساجدين * فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس
__________________________________________________ ____________
137 ) ( 1 ) القصص : 15 .
( 2 ) سبا : 20 و 21 .
( 3 ) فاطر : 6 .
( 4 ) يس : 60 62 .
( 5 ) الصافات : 7 10 .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و هذا رابط الموضوع الآخر
http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=15230
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |