تحليل إخباري:
************
تكتيك انتخابي يقوم على حجة غياب الفقيه
الصدر يطوّق «الائتلاف» بقائمتين
بغداد - نزار حاتم:
في ظل تصاعد وتيرة الحملات الدعائية للقوائم المتنافسة في الانتخابات المقرر اجراؤها - في الخامس عشر من الشهر المقبل - قد يغيب عن الاذهان تسليط الضوء على مفردات مهمة على صعيد النتائج الانتخابية المرتقبة.
قضية التيار الصدري بقيادة الزعيم الشيعي الشاب السيد مقتدى الصدر تحتل التسلسل الاول من حيث الاهمية بين هذه المفردات ذات الصلة بقائمة «الائتلاف» التي تهيمن عليها القوى الدينية الشيعية.
والسؤال العريض الذي يمكن ان يستوعب هذه المفردة هو هل يعتزم التيار الصدري تطويق هذه القائمة على خلفية حساسيته من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بقيادة عبدالعزيز الحكيم؟
يصح الجواب بـ «نعم» لدى ملامسة الحيثيات التي اعتمدها الصدريون في اللعبة الانتخابية.
فعلى الرغم من الاعلان عن انخراط التيار الصدري في قائمة الائتلاف علمت «القبس» ان ثمة قائمتين مستقلتين احداهما تحمل اسم «الرساليون» واخرى في البصرة تابعتين للتيار نفسه ستخوضان العملية الانتخابية بعيدا عن الائتلافيين وبالتالي فان الصدريين سيتوافدون على مقاعد الجمعية الوطنية المقبلة من اكثر من بوابة ليمثلوا الغلبة العددية على كل من المجلس الاعلى وحزب الدعوة الاسلامية بشقيه ومن يدور في فلكهما.
المعنيون الذين يتابعون هذه المفردة لم يخفوا دهشتهم حيال هذا النوع من التكتيك الانتخابي الصادر عن شخص مثل مقتدى الصدر الذي في نظر بعضهم ونظر الكثير من القادة السياسيين - لا يملك رصيدا مهما من الخبرة السياسية.
كما علمت «القبس» ان زعيم التيار الصدري يعتزم اصدار بيان خلال الايام القليلة المقبلة لا يبعث كثيرا على الارتياح لدى القوى المنضوية تحت سقف الائتلاف لان هذا البيان سيؤكد موقف صاحبه المحايد ازاء القوائم المتنافسة، كما يدعو الناخبين الى اختيار القائمة التي تتوافر على شروط هو وضعها، فيما اشار مصدر مقرب من الصدريين الى ان بعضا من هذه الشروط لا ينطبق على الائتلاف.
ثمة نقطة حيوية في هذا السياق قد فاتت وسائل الاعلام - ربما لصعوبة تفكيك العبارة الفقهية - لدى تناولها لقاء الحكيم مع الصدر قبل عشرة ايام.
فخلال ذلك اللقاء وفي معرض رغبته في حث السيد مقتدى على اصدار بيان ملزم لاتباعه في الادلاء بأصواتهم قال الحكيم «ان جميع الفقهاء في النجف يعتزمون اصدار فتوى بوجوب المشاركة في الاقتراع» فرد عليه الصدر بالقول «ان هذا الوجوب يمكن ان يصح في اطار الولايات العامة»، اي ولاية الفقيه.
ويمكن نقل المحتوى الدقيق لهذه العبارة بالقول ان الصدر لا يرى معنى لكلمة وجوب الملزمة للناس في الادلاء بأصواتهم لان هذه الكلمة يمكن ان تصدر عن فقيه يؤمن في مبانيه الفقهية بمبدأ «ولاية الفقيه»، فيما لا يوجد من يتبنى هذا المبدأ بين الفقهاء في النجف فلا معنى لهذه الكلمة ولا تأثير الزاميا لها في الناس.
ويشي مثل هذا الرد بوضوح بعدم تفاعل الصدر مع اقطاب قائمة الائتلاف، فيما يعتقد بعض المراقبين عزم الصدر على تطويق هؤلاء الاقطاب من خلال وجود مرشحين تابعين لتياره في الائتلاف نفسه وفي القائمتين الاخريين اللتين - حسب مصادر عليمة - ستستقطبان كل اصوات عناصر «جيش المهدي» التابعين للتيار ذاته على خلفية تعليمات سرية صادرة لهؤلاء العناصر من المكاتب المرتبطة بالصدريين.
http://www.alqabas.com.kw/news_detai...d=134204&cat=2