التعرض لوزير الاعمار أم للأعمار ؟
التعرض لوزير الاعمار أم للأعمار ؟
حسين ابو سعود
فاجأتنا الأنباء بتعرض موكب معالي وزير الاعمار والاسكان المهندس جاسم محمد جعفر ، وفي مدينته طوز خورماتو لاطلاق نار من قبل قوات يفترض انها حامية لأرواح الناس وممتلكاتهم ، ولم يعرف بعد النوايا التي تقف خلف هذا التصرف اللامسئول ، كما انه لم تصدر لحد الآن أية نتائج للتحقيق في الحادث .
ومهما يكن من أمر فان هذا الاعتداء ليس اعتداءا على الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق لان الوزير احد قادته ورموزه ، وليس اعتداءا على التركمان كقومية لان الوزير تركماني ، ولا على الشيعة وحدهم ، ولكنه اعتداء على الإنسانية وعلى الرموز الخيرة في وطننا ، انه اعتداء على هيبة الدولة باعتبار المعني وزيرا في الحكومة ، ثم لماذا وزير الاعمار والاسكان بالذات ؟
ولماذا طوز خورماتو بالذات ؟
لقد شهد الأعداء قبل الأصدقاء على كفاءة السيد وزير الاعمار والاسكان ونزاهته المطلقة في وسط يحاول البعض الاستفادة من المنصب لتحقيق المآرب الشخصية والحزبية ، فالرجل عندما استلم الوزارة لم يعد يمثل حزبه وقوميته ومنطقته بل صار يمثل العراق بأسره من القرنة الى زاخو ، ويقدم خدماته وخبراته وجهوده لجميع القوميات والمذاهب والأديان بلا تفريق ، وقد وصل الليل بالنهار في ظل ظروف صعبة للغاية واستطاع تنفيذ عشرات المشاريع التي يحتاجها المواطن في مجالي الاعمار والاسكان.
ولعل المراد من العملية هو وقف اندفاع الوزير الناجح نحو إقامة المزيد من المشاريع العملاقة في وقت قياسي ، ولكنه لا ولن ينثني عن أداء مهامه في خدمة الشعب والوطن مهما كانت الصعاب ، فهو من الفتية الذين امنوا بربهم فزادهم الله هدى وإيمانا وتصميما ، وهو لا يعمل لنفسه وإنما يعمل للوطن والتاريخ ، ومن كان هذا ديدنه لن تثنيه العواصف عن سيره نحو العلى .
وعندما تعرض الموكب لإطلاق النار كان الوزير في طريقه لوضع حجر الأساس لعدد من المشاريع تزيد على 17 مشروعا وبميزانية ضخمة تزيد على 75 مليار دينار أي انه كان يقوم بعمل وطني ، وهذا يدل على ان الاعتداء لم يكن على شخص الوزير بقدر ما كان على عملية الاعمار والاسكان نفسها ، في وقت يحتاج فيه العراق والعراقيون الى الاعمار أكثر من أي وقت مضى .
كما يمكن أن يراد من العملية إثارة مشاعر أهالي مدينة طوز خورماتو التي ينتمي إليها السيد الوزير ، ولكن قيادة الاتحاد الاسلامي لتركمالن العراق ولما عرف عنها من حكمة بالغة استطاعت أن تفشل هذا المخطط في مهده عندما دعت أبناء المدينة الى الهدوء وعدم الانجرار وراء الانفعالات وضبط النفس لتفويت الفرصة على المتصيدين بالماء العكر .
ثم لماذا طوز خورماتو بالذات ؟ هذه المدينة الوادعة بأهلها المعروفين بالبساطة والعفوية والطيبة ، وهذه المدينة هي بداية شريط المدن المسالمة مرورا بداقوق وإمام زين العابدين حتى تازة خورماتو ، و لا يجدر أن يقوم البعض بنقل فتيل العنف والارهاب إلى هذه المناطق الحالمة بالدعة والسكون والسلام .
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
واخو الجهالة في الشقاء ينعم